أبوظبي/ وام
يشكل مشروع «مجمعات زايد التعليمية» الذي نفذته مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بالتعاون مع ديوان الرئاسة ووزارة الطاقة والبنية التحتية، أحد أكبر المشروعات التعليمية في دولة الإمارات التي تترجم نهجها الراسخ في الاستثمار في الإنسان.
وجاء إنشاء المجمعات التعليمية بناء على توجيهات القيادة الرشيدة وحرصها على توفير كل ما يلزم لدعم المنظومة التعليمية الوطنية، وتسخير الإمكانيات لتحقيق قفزة نوعية في قطاع التعليم الحكومي على الصعد كافة، وذلك لمواكبة توجهات الدولة وخططها المستقبلية المرتبطة بالملف التعليمي.


وقد تم اعتماد مشروع المجمعات التعليمية من قبل القيادة الرشيدة نهاية عام 2022، حيث انتهت الجهات المعنية من إنشاء المجمعات الـ 11 خلال مدة زمنية قياسية تراوحت ما بين 6 إلى 8 أشهر فقط.
وتم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية في المجمعات قبل بداية العام الدراسي 2023-2024 وتم استقبال الطلبة في الوقت المحدد.
وأكد المهندس محمد القاسم مدير عام مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أن الاستثمار الأول في دولة الإمارات هو الإنسان، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أرسى دعائم منظومة تعليمية محورها الإنسان، وتشهد هذه المنظومة تطوراً ونمواً مستداماً بتوجيهات ودعم ورعاية من القيادة الرشيدة.
وقال في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن مجمعات زايد التعليمية التي تم إنجازها في وقت قياسي تأتي تجسيداً لما تحظى به العملية التعليمية في دولة الإمارات من اهتمام ورعاية مستمرين، فالتعليم في دولة الإمارات دائماً في صدارة أولويات قيادة الدولة الرشيدة.
وعن فكرة مشروع مجمعات زايد التعليمية، أوضح أنها بدأت العام الأكاديمي السابق وتحديداً في سبتمبر 2022، حيث وجدنا إقبالاً غير مسبوق من المواطنين على تحويل أبنائهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، واستقبلنا خلال أول أسبوعين من العام الدراسي السابق نحو 13 ألف طالب من المدارس الخاصة.
وأضاف: «انطلاقاً من الحرص الراسخ على تهيئة عملية تعليمية سلسة ومخرج تعليمي عالي الجودة، فإنه يجب ألاّ تزيد الطاقة الاستيعابية في الصف الواحد على 30 طالباً، وهو ما دفعنا إلى التفكير بشكل فوري في هذا المشروع».
وتابع: «قمنا بإنجاز دراسة متكاملة عن المشروع ومسح كامل لكل مناطق الدولة، ووضعنا خطة استباقية للطاقة الاستيعابية المتوقعة في العام الأكاديمي المقبل، وتوصلنا إلى إنشاء 11 مجمعاً تعليمياً في 5 إمارات».
وقال: «شكل عامل الوقت تحدياً بالنسبة لنا، فهذه المجمعات كان يجب إنجازها في 7 أو 8 شهور فقط، كي تكون جاهزة لاستقبال الطلبة مع بداية العام الأكاديمي الجديد».
وأضاف مدير عام مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي: «بدأنا تنفيذ المشروع شهر ديسمبر الماضي بدعم كامل من القيادة الرشيدة، ونجحنا بالتعاون مع الشركاء في إنجازه في الوقت المحدد واستقبلت المجمعات الطلبة بصورة مثالية مع بداية العام الدراسي الجديد».
وتتكون مشروعات مجمعات زايد التعليمية من 11 مجمعاً تعليمياً وتصل الطاقة الاستيعابية للمجمعات إلى 28 ألف طالب وطالبة.
وتم إنشاء ثلاثة مجمعات تعليمية في إمارة دبي موزعة على منطقة الورقاء و عود المطينة والبرشاء 3، كما تم تخصيص ثلاثة مجمعات تعليمية في إمارة الفجيرة في كل من مدينة محمد بن زايد ودبا الفجيرة والبدية، و في إمارة رأس الخيمة تم إنشاء مجمعين في منطقة سيح القصيدات وعوافي، فيما تم إنشاء مجمعين في إمارة الشارقة في منطقة الرحمانية والسيوح 12، وفي عجمان كذلك تم إنشاء مجمع تعليمي في منطقة المنتزي- محمد بن زايد.
وتتمتع المجمعات التعليمية بمواصفات إنشائية متقدمة تحاكي أفضل المؤسسات التعليمية العالمية بما تتضمنه من مرافق تعليمية تعتني بكل تفاصيل المسيرة التعليمية للطلبة، وتفتح لهم المجال لتعلم المزيد من المهارات والمعارف، إلى جانب ممارسة العديد من الأنشطة الصفية واللاصفية، التي تدعم الطلبة في رحلتهم المعرفية.
ويعادل كل مجمع تعليمي أربع مدارس تقليدية نسبة إلى طاقتها الاستيعابية التي تزيد على 2500 طالب وطالبة في المجمع الواحد، فيما تصل طاقتها الاستيعابية مجتمعة إلى نحو 28 ألف طالب وطالبة في المجمعات الـ 11، كما تتضمن 200 مختبر متنوع تخدم مختلف التخصصات، وتبلغ مساحتها في كل مجمع 1600 متر مربع.
وتشتمل المجمعات على 44 مرفقاً خدمياً ما بين مسابح ومسارح وصالات رياضية داخلية متعددة الاستخدام، حيث يضم كل مجمع مسبحاً بمساحة 540 متراً مربعاً وملاعب رياضية بمساحة 1800 متر مربع، وصالة داخلية مغطاة متعددة الاستخدامات تصل مساحتها إلى 560 متراً مربعاً، إلى جانب المسرح والذي تصل مساحته إلى 1125 متراً مربعاً ويتسع لنحو 500 زائر، إضافة إلى إنشاء قاعات متكاملة مخصصة لمختلف أنواع الفنون.
وعمل على إنشاء المجمعات 16 ألف مهندس ومشرف وعامل شاركوا في الأعمال الإنشائية الخاصة بالمجمعات، حيث تواصل العمل فيها على مدار الساعة لإنجازها وتسليمها في زمن قياسي قبل بداية العام الدراسي، وبلغ عدد ساعات العمل فيها 94 مليون ساعة.
وتصل عدد الفصول الدراسية في كل المجمعات إلى 920 فصلاً دراسياً، وذلك بحسب عدد الحلقات التعليمية، وتم تصميم وتنفيذ المجمعات التعليمية بما يتناسب مع معايير الاستدامة بما تشتمل عليه من مسطحات خضراء ومساحات مظللة وأنظمة موفرة للطاقة، فيما تم تزوديها بأحدث الشاشات التفاعلية وأنظمة التحكم والمراقبة الذكية، ما يسهم في تشغيل المجمعات بفاعلية عالية تضمن سلامة الطلبة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مجمعات زاید التعلیمیة المجمعات التعلیمیة فی دولة الإمارات القیادة الرشیدة العام الدراسی بدایة العام تعلیمیة فی فی إمارة تم إنشاء

إقرأ أيضاً:

هزاع بن زايد: الاستثمار بالتكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية

شهد سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين، إطلاق شركة «سلال» لواحة الابتكار «iO»، المتخصصة في البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا الزراعية، دعماً لجهود ومبادرات تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة، وترسيخ منظومة الأمن الغذائي، بما يتماشى مع أهداف وتوجهات الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.
كما شهد سموّه افتتاح «أكاديمية التكنولوجيا للزراعة المتقدمة»، التي تهدف إلى إعداد الجيل المقبل من خبراء وروّاد التقنيات الزراعية في دولة الإمارات، حيث ستُقدم الأكاديمية برامج متخصصة في الإرشاد المهني والتدريب العملي، بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية، وذلك لتمكين الكوادر الإماراتية وتزويدهم بالمهارات والكفاءات الضرورية للإسهام في دفع عجلة الابتكار في قطاع الغذاء والزراعة.
كما شهد سموّه توقيع اتفاقية بين شركة «سلال» وجامعة الإمارات، تهدف إلى دعم جهود تعزيز التعاون في مجالات البحث والابتكار الزراعي، وتشمل تقديم خمس منح دراسية لطلبة كلية الزراعة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تمكينهم في مجالَي الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي، وذلك دعماً للتميز الأكاديمي وتنمية المواهب الوطنية.
وأكّد سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أن الاستثمار في أبحاث التكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية ذات أهمية إستراتيجية تستهدف تطوير قدرات الإنتاج المحلي المستدام بالاعتماد على تقنيات متطورة لدعم الابتكار في القطاع الزراعي، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة لمواكبة التغيرات التي تشهدها سلاسل التوريد والتحديات المستقبلية التي تواجهها منظومة الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً.


رافق سموّه، خلال مراسم الافتتاح، الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وزكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، والأستاذ الدكتور أحمد الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، وسالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة «سلال»، والدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي، عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات، وحميد الرميثي، الرئيس التنفيذي للأمن الغذائي في شركة «سلال»، والدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لواحة الابتكار في شركة «سلال».
وبهذه المناسبة، قال سالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة «سلال»: «تسهم واحة الابتكار في إعادة تعريف مستقبل قطاع الغذاء والزراعة في دولة الإمارات. ومن خلال دمج التقنيات المتقدمة، والشراكات الإستراتيجية، فإننا نبني منظومة غذائية أكثر مرونة واستدامة. وبفضل التركيز على الأبحاث والابتكار ونقل المعرفة، نواصل تعزيز ريادة الدولة في مجال الحلول التقنية الزراعية وقيادة التقدم في هذا المجال الحيوي، ويُعزز إطلاق أكاديمية التكنولوجيا للزراعة المتقدمة هذا التوجّه، ويؤكّد التزامنا بتطوير الكفاءات الوطنية، لضمان استمرار ريادة الإمارات عالمياً في مجال الابتكار الزراعي».
وتمتد واحة الابتكار على مساحة تصل إلى أكثر من 300 ألف متر مربع، وتُشكّل منظومة بيئية حيوية تعزّز التعاون بين الباحثين وقادة القطاع والشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية.
وستعمل واحة الابتكار كحاضنة ومركز لتطوير التقنيات الزراعية، ودعم الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية، والزراعة في البيئات الخاضعة للتحكُّم، إضافة إلى تعزيز الإنتاج الغذائي الفعّال من حيث استهلاك الموارد.
كما ستوفر واحة الابتكار، المجهّزة بمختبرات متطورة وغرف نمو، ومرافق لتحليل الصفات النباتية، ومنشآت تجريبية تشمل البيوت المحمية والبيوت الشبكية، إضافة إلى مساحات خاصة للزراعة في الحقول المفتوحة للأبحاث، منصة متقدمة لتطوير واختبار الحلول التقنية الزراعية.

زراعة مقاومة للتغيرات المناخية

تركز واحة الابتكار على تقنيات الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة وتحسين الإنتاجية، وحلول الربط بين الماء والغذاء والطاقة باستخدام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، والزراعة الدقيقة المدعومة بتقنيات إنترنت الأشياء، والمحاصيل المقاومة للملوحة، إضافة إلى الأنظمة الغذائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تعتمد على التعلم الآلي والروبوتات وتحليل البيانات لتحسين إدارة المزارع وتقنيات ما بعد الحصاد لتعزيز كفاءة سلسلة الإمداد وتقليل الهدر الغذائي.

مقالات مشابهة

  • "سدايا": رؤية 2030 تؤسس لمستقبل تنافسي عالمي للمملكة
  • رئيس “سدايا”: تسارع تحقيق مستهدفات رؤية 2030 قبل موعدها يؤسس لمستقبل تنافسي عالمي للمملكة
  • “الإمارات للتطوير التربوي”: تحديث مسارات المرحلة الثانوية يعزز جودة المخرجات التعليمية
  • محافظ جدة: رؤية المملكة 2030 مستهدفات طموحة لمستقبل مستدام
  • «التربية»: المسارات التعليمية «عام» و«متقدّم» بدءاً من العام الدراسي المقبل
  • تسليم موقع تنفيذ مشروع إنشاء ملحقات مستشفى تعز العام
  • «التربية» تعلن تحديث المسارات التعليمية في الحلقة الثالثة
  • «التربية» تعيد تصميم المسارات التعليمية للمدرسة الإماراتية
  • منصور بن زايد: العدالة أساس الثقة بين المواطن والدولة
  • هزاع بن زايد: الاستثمار بالتكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية