مأساة الطفلتين «بيرونا وبيانكا» في فرح العراق.. أكلتهما النيران ولم تودعهما أمهما

طفلتان شقيقتان تبلغان من العمر 5 و3 سنوات، كانتا تلهوان أمام منزلهما قبل ساعات من فاجعة حفل زفاف العراق، التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص، تضحكان سويان حينما بدأت والدتهما «جورجيت شيما» في تجهيزهما لحضور فرح العراق بصحبتها ووالدهما، لتتحول ضحكتهما البرئية إلى مأساة لأسرتيهما بعد وفاتهما سويا في الحفل الذي تحول من فرح يتراقص الجميع على أنغام الموسيقى إلى مأتم أبكى قلوب العالم.

مأساة في حفل زفاف العراق

«جورجيت جهزت بنتيها بيانكا وبيرونا مهران شيما، ولبستهم فساتينهم، وخرجوا مع والدهم مهران، وراحوا فرح قريبنا ريفان، كانوا مبسوطين حتى والدهم التقط لهم صورة جماعية قبل الدخول لباب قاعة الهيثم اللي كان فيها الفرح، وفجأة بعد اشتعال النيران راح كل شيء، ما عرفنا وين العيلة»، عبارات مبكية بدأ بها سمير شيما، عم الطفلتين، مؤكدا أنهما رقدتا في المستشفى وماتت بيانكا، ثم لحقت بها شقيقتها بيرونا.

لحظات هزار وضحك جمعت أسرة «شيما» قبل الذهاب إلى حفل الحمدانية بالعراق ولم تتوقع أنها الأخيرة وفق «سمير»: «كانوا بيضحكوا وبيتصوروا وقلت ليهم هنتأخر على الفرح، وأخي مهران كان يقول ما في تأخير، بيستعجلنا دايما لكن سنصل إلى المحطة لا تقلق، ووقتها انا مكنتش عارف إنها المحطة الأخيرة، والابتسامة اللي كانت على وجوههم مكانتش طبيعية، وكأن قلوبهم كانت تشعر بما سيحدث».

أسرة تفقد طفلتيها في زفاف الحمدانية

لم تتوقف مأساة عائلة «شيما»، عند وفاة الطفلتين الصغيرتين، بل ترقد الأم في حالة خطيرة بأحد مستشفيات العراق، وفق عم الطفلتين: «مأساتنا كبيرة مش بس بيانكا وبيرونا اللي خطفهم الموت، لكن جورجيت كمان حالتها حرجة في المستشفى، ومهران والدهم فقد النطق وما بنعرف متى يستعيد حياته مرة تانية، كلنا قلوبنا باكية من فرح العراق المؤلم، وما بدنا شيء غير تحقيق عادل يكشف المتسبب في هذه الفاجعة».

«ما أعرف شنو أقول لكن بنطلب أن يصلي الجميع من أجل نجاة جورجيت، بعدما ارتقت روح ابنتيها إلى السماء»، قالها «سمير» باكيا على أسرته التي فقدها بين ليلة وضحاها، مطالبا الجميع بالدعاء والصلاة من أجلهم بعدما دمرهم فرح العراق.

كيف نجا عم الطفلتين وأبيهما؟

3 دقائق كانت فارقة في حياة «شيما»، حيث خرج من قاعة الهيثم المقام بها حفل زفاف العراق بمنطقة الحمدانية، ليُكتب له النجاة بينما فقد أسرته، وفقا له: «وقت الحادث كنت خرجت برة القاعة واتفاجئت بعد خروجي بـ3 دقايق بالدخان يتصاعد، حاولت أرجع علشان أشوف ولاد أخي، لكن الدنيا كانت ضلمة، الكهرباء قطعت ومعاها تقطعت كل محاولات الإنقاذ، وأخدنا وقت طويل على ما حاولنا نطلع الناس، وكانت بيانكا وبيرونا وجورجيت مصابين، وأخي كمان، لكنه نجا بسبب جلوسه في الصف الأول خلف الباب».

خضوع الأم «جورجيت» للعلاج حرمها من حضور جنازة طفلتيها بكنيسة الطاهرة الكبرى بمنطقة قضاء الحمدانية بقرقوش، والتي أقيمت أمس، ورقد جثمانهما في مقبرة القيامة: «بيانكا اندفنت يوم 28 سبتمبر لكن بيرونا ماتت إمبارح ودفنت بنفس المقبرة، وجورجيت ما حضرت الجنازة، لأنها تخضع للعلاج بالمستشفى وحالتها حرجة».

المصدر: الوطن