باشرت الجزائر برمجة مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن برنامج تطوير قطاع الطاقات المتجددة، ويأتي ذلك في سياق رفع الجزائر رهان الاستثمار في إنتاج مزيج طاقوي خارج نطاق الطاقات الأحفورية، على غرار الهيدروجين الذي تمتلك فيه إمكانيات معتبرة.
وقد أكد الرئيس عبد المجيد تبون في فيفري 2022 على إمكانية أن تكون الجزائر فاعلا أساسيا في مجال الهيدروجين الأخضر والقيام بدور رئيس في مسار تحول الطاقة خلال السنوات المقبلة.
وتمتلك الجزائر مقومات أساسية، بداية بالقدرات في مجال الطاقة الشمسية والموارد من الغاز الطبيعي، إضافة إلى البنى التحتية والمنشآت القاعدية، ما يضعها في وضع جيد لإنتاج الهيدروجين الأخضر وربما الأزرق انطلاقا من الغاز الطبيعي مع التقاط الكربون وتخزينه بتكاليف تنافسية، ما يجعلها مرشحة لأن تتحول إلى فاعل في القطاع والانتقال إلى مجال التصدير إلى أوروبا على خلفية شراكات يتم تجسدها.
وقد أعلنت الجزائر في الثلاثي الأول من 2023، على لسان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، عن إطلاق "الإستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين"، حيث تم التأكيد على توفّر كافة المقومات لتحظى الجزائر بريادة عالمية في إنتاج الهيدروجين.
ويساهم إنشاء شعبة للهيدروجين في الجزائر في تسريع الانتقال الطاقوي وتعزيز الأمن الطاقوي، كما سيسمح للبلاد بالمشاركة في المجهود العالمي لمكافحة تغير المناخ، حسب تقدير السلطات العمومية، لاسيما أن لدى الجزائر إمكانيات كبيرة ومزايا تنافسية تؤهلها للعب دور فاعل وبارز في هذا المجال بالنظر إلى الموارد الهائلة من الطاقة الشمسية التي تمتلكها، فضلا عن شبكات واسعة ومندمجة لنقل الغاز والطاقة الكهربائية وطاقات كبيرة من تحلية مياه البحر، فضلا عن قدرات علمية لا بأس بها في البحث والتطوير، مع تَوفُـر الخبرات الفنية والقدرات التصميمية في قطاعي الطاقة والصناعة وكذا قربها من سوق كبيرة كالسوق الأوروبية، وكل هذه المؤهلات ستمكّن الجزائر من الاندماج بسرعة في الديناميكيات الإقليمية لإنتاج وتصدير الهيدروجين.
وشكلت الجزائر في ماي 2022 لجنة وزارية لإعداد إستراتيجية تطوير الهيدروجين الوطنية، ضمت عدة قطاعات هي الطاقة والانتقال الطاقوي والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى الشركات الناشئة والمالية والمحافظة للطاقات المتجددة والفعالية الطاقية.
مزايا تؤهل الجزائر لأن تكون فاعلا في مجال تطوير الهيدروجين
تشير دراسات لمركز تنمية الطاقات المتجددة وهيئات بحثية وطنية ودولية إلى مزايا يمكن للجزائر الاعتماد عليها في التحول نحو استغلال الهيدروجين، خاصة الأخضر، كناقل للطاقة النظيفة.
وتشير تقارير متخصصة إلى أنه بإمكان الجزائر أن تصبح دولة منتجة موثوقا فيها لطاقة المستقبل الهيدروجين الأخضر ولكن أيضا الأزرق، سواء تعلق الأمر بالتطبيقات المحلية أو التصدير نحو أوروبا.
ويتوقع أن يصبح هذا المصدر النظيف عنصرا أساسيا في مزيج الطاقة العالمي إذا نجحت خطط حكومات العالم في إنتاج أكثر من 10 ملايين طن بحلول عام 2030 وخفض التكاليف إلى 1.5 دولار لكل كيلوغرام. وفيما كانت التوقعات تفيد بارتفاع إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميا فوق 1 جيغاواط، خاصة في ظل انخفاض تكاليف الإنتاج عند 4 دولارات لكل كيلوغرام، تشير التقديرات إلى أن الكلفة بالنسبة للجزائر يمكن أن تكون في حدود دولارين أو 2.5 دولار لكل كيلوغرام. وتفيد الوكالة في تقرير لها بأن إنتاج الدول الإفريقية للهيدروجين الأخضر متاح بتكلفة منخفضة، حيث لا تتعدى الدولارين للكيلوغرام، وهو ما يؤهل البلدان الإفريقية لأن تتحول إلى فاعل في بنية إنتاج الطاقة الجديدة والسماح للعديد منها من بينها الجزائر بأن تتحول إلى مصدر للمادة باستخدام الطاقة المتجددة إلى شمال أوروبا وبأسعار تنافسية دوليا آفاق 2030. وتبلغ احتياجات الجزائر من الهيدروجين كطاقة بديلة نحو 80 ألف جيغاواط في حدود 2030، وسط آمال بمرافقة أوروبا بالهيدروجين كما رافقتها بالغاز الطبيعي.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر إنتاج الهیدروجین الجزائر فی
إقرأ أيضاً:
وزارة الإنتاج الحربي تشارك بمعرض الطاقة الشمسية والتخزين لايف مصر 2025
أعلنت وزارة الإنتاج الحربي مشاركة شركاتها في معرض SOLAR&STORGE LIVE EGYPT 2025، والمقرر إقامته خلال الفترة من 29 إلى 30 من شهر إبريل الجاري، بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس، وذلك تنفيذًا لتوجيهات المهندس محمد صلاح الدين، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بضرورة الحرص على قيام الجهات التابعة للوزارة بالمشاركة في مختلف المعارض المحلية والدولية في مجال عملها بما يسهم في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد القومي.
و أوضح محمد صقر المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الهدف من مشاركة الوزارة في معرض SOLAR&STORGE LIVE EGYPT هو عرض أحدث ما توصلت إليه شركات الإنتاج الحربي من تكنولوجيات التصنيع الحديثة والتقنيات والحلول في مجال الطاقة الشمسية وتخزينها، كما تسعى الوزارة إلى تعزيز التعاون بين مختلف الجهات ؛ مما يسهم في تطوين استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى أن المعرض يعتبر منصة لتبادل الخبرات والفرص الاستثمارية، مما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للطاقة المستدامة.
و أضاف المتحدث الرسمي للوزارة أن العديد من شركات الإنتاج الحربي والتي تقوم بإنتاج المنتجات الخاصة بالطاقة الشمسية ستشارك بالمعرض، وهي [شبرا للصناعات الهندسية (مصنع 27 الحربي)، حلوان للصناعات غير الحديدية (مصنع 63 الحربي)، بنها للصناعات الإلكترونية (مصنع 144 الحربي)، قها للصناعات الكيماوية (مصنع 270 الحربي)]، مشيرا إلى أن الشركات ستقوم بعرض العديد من منتجات الطاقة ومنها [محركات هيكلية (1/3 حصان – محرك قوة) –دويتس FL511 –كراسي المحاور والجلب لأغلب أنواع محركات السيارات -كابلات هوائية – كابلات معزولة – مقاطع نحاس – مقاطع ألومنيوم– مكبوسات – رقائق ألومنيوم – لفات نحاس – ألواح طاقة شمسية قدرات 550وات – ألواح طاقة شمسية قدرات 620 وات –البطاريات –الطلمبات – مياه ردياتيرات ].
و من الجدير بالذكر أن معرض SOLAR&STORGE LIVE EGYPT 2025 يعد حدثًا رائدًا في مجال الطاقة، كما أن المعرض يستقطب مصنعي وموردي الطاقة من جميع أنحاء العالم لعرض التقنيات الجديدة والحلول المبتكرة التي تغطي قطاع الطاقة بأكمله، بدءًا من مولدات وأنظمة تخزين الطاقة إلى الكابلات ذات الجهد العالي والمنخفض إلى نقل الطاقة وتوزيعها، وهو ما يعكس اهتمام وزارة الإنتاج الحربي بهذه المجالات للمساهمة في تسريع مبادرات وجهود التحول إلى أنظمة طاقة نظيفة وأكثر أمان وكفاءة.
و تدعو وزارة الإنتاج الحربي جميع المعنيين بما في ذلك الشركات و المستثمرين والباحثين من أنحاء العالم والمبتكرين لحلول تسهيل انتقال الطاقة؛ لزيارة جناح الإنتاج الحربي بالمعرض، حيث أنها تعد فرصة للاطلاع على المنتجات المختلفة لشركات الإنتاج الحربي في مجال الطاقة الشمسية.