على الرغم من التاريخ الطويل للخلافات والعداوات بين الصين وروسيا، التي وصلت في بعض الأحيان إلى نشوب حروب حدودية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت سلسلة من التوافقات في عدة مجالات، لمواجهة نفوذ الولايات المتحدة، ومحاولة البلدين التخلص من القطب الواحد، كما عبر عن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.



وخلال فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، قدمت موسكو الدعم للشيوعيين، لكن مع وفاة الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين عام 1956، وقدوم نيكيتا خروتشوف إلى السلطة، ومهاجمته حقبة ستالين، عادت الخلافات بين البلدين، وتفكك التحالف بينهما، ودارت معركة للسيطرة على الدول الشيوعية، والحركات التي تعتنق تلك الفكرة.

إظهار أخبار متعلقة



وفي مطلع الألفية الحالية، قررت الصين وروسيا تمديد معاهدة الصداقة التي وقعها البلدان عام 1950، كما أن الجانبين اتفقا على استمرارية الاتفاقية لمدة 5 سنوات في العام 2022، لتأكيد التعاون الاستراتيجي بينهما.

ونستعرض في التقرير التالي: عددا من العوامل المشتركة بين الصين وروسيا، لتعزيز قوتهما الدولية والإقليمية، ومواجهة نفوذ الولايات المتحدة:

التجارة البينية

شهدت حركة التجارة الثنائية بين الصين وروسيا، في عامي 2022 و2023، وفقا لبيانات الجمارك الصينية، زيادة قوة، ووصل إجمالي التجارة إلى مستوى قياسي، بواقع 190 مليار دولار، بزيادة قدرها 29.3 بالمئة مقارنة بالعام 2021.

وشكلت الصادرات الروسية، 114 مليار دولار، في حين ارتفعت صادرات الصين إلى 76 مليار دولار.  وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بلغ حجم التجارة الثنائي نحو 94 مليار دولار، بزيادة 40.7 عما كان عليه الحال في الفترة نفسها من عام 2022، بل وحققت أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ التجارة البينية، وتجاوزت 20 مليار دولار في شهر واحد.



حجم التبادل التجاري والصادرات والواردات بين الصين وروسيا خلال 2022- معهد ستوكهولم

الطاقة.. من الصين إلى روسيا

تصاعدت صادرات الطاقة من روسيا إلى الصين بصورة كبيرة، خاصة مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبحسب مركز ستوكهولهم لدرسات شرق أوروبا، فإن الصين استوردت منذ بداية الحرب، وقودا أحفوريا بقيمة 86 مليار دولار، في حين كانت قيمة الواردات الصينية من النفط والفحم والغاز الطبيعي والمسال وغاز خطوط الأنابيب الروسية، أعلى بنسبة 56 بالمئة مما كانت عليه عام 2021، لتتحول الصين إلى أكبر مستورد للطاقة الروسية، بعد الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب.

وعلى صعيد تسهيل حركة انتقال البضائع والتجارة، افتتحت الصين لأول مرة، جسرين دائمين لتسهيل التجارة، عبر نهر حدودي رئيسي، وحققت رقما قياسيا في عام 2022، للتبادل بمقدار 190 مليار دولار،

ويبلغ طول أحد الجسرين، الذي بني عام 2016 بشراكة حكومية صينية روسية، مع جهات غير حكومية، 20 كيلومترا.

تجارة المنتجات الزراعية

وعلى صعيد تجارة المنتجات الزراعية، فقد نما القطاع بين الصين وروسيا، 6 مليارات دولار، في العام الماضي 2022، وهو يمثل زيادة سنوية تبلغ 6.5 مليار دولار أمريكي، متجاوزا عام 2021، حيث بلغ فيه حجم التجارة بين روسيا والصين في القطاع الزراعي 5 مليارات دولار أمريكي.

وتعد الأسماك والمأكولات البحرية المنتجات الأكثر طلبا في السوق الصينية، ففي عام 2021، سلمت روسيا ما يقرب من 480 مليون دولار أمريكي من الأسماك المجمدة إلى الصين، مقارنة بـ 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2020، مع تقليص الصادرات بسبب مشكلات فيروس كورونا.

ويعد التعاون الصيني الروسي مربحا للجانبين في القطاع الزراعي، خاصة أن الصين تضم 25 بالمئة من سكان العالم، ولكنها لا تملك سوى 5 بالمئة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.

وفي الوقت نفسه، تمتلك روسيا 7.5% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، لكنها لا تضم سوى 1.87 بالمئة من سكان العالم. نسبة استخدام الأراضي الصالحة للزراعة في روسيا آخذة في الازدياد خاصة في سيبيريا، بفعل التغيرات المناخية العالمية.

التعاون الدفاعي

شهدت العلاقات العسكرية الصينية الروسية، تذبذبا على مدى عقود، لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأ الجانبان الاعتماد بعضهما على بعض بصورة كبيرة.

وازدهرت مبيعات الأسلحة الروسية إلى الصين في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت بعض عمليات الشراء الباهظة الثمن للطائرات المقاتلة الروسية، وفقا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بين عامي 1990 و 2005.

وخلال تلك الفترة، قدمت الصين عدة طلبات لشراء حوالي 270 مقاتلة من طراز Su-27 و Su-30، بتكلفة تتراوح ما بين 10 إلى 11 مليار دولار.

كما طلبت بكين ثماني غواصات روسية تعمل بالديزل من طراز "كلو" وأربع مدمرات من طراز "سوفريميني"، كما اشترت الصين آلاف الصواريخ والعديد من أنظمة إس-300. أنظمة صواريخ أرض-جو (SAM)، من بين معدات أخرى، ووفقا للمعهد، فبين عامي 1990 و2005 اشترت الصين أكثر من 83% من وارداتها من الأسلحة من روسيا.


جنود روس خلال تدريبات مشتركة مع نظرائهم الصينيين- جيتي

ووصل التعاون العسكري والدفاعي بين الصين وروسيا إلى مستوى غير مسبوق، في تموز/يوليو من العام الجاري، أجرى البلدان مناورات "الشمال التفاعل" لأول مرة في تاريخهما، وشملت التدريبات رماية بالمدفعية الحية، وتدريبات قتال بحرية وبالغواصات.

وكانت هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بحرية البلدين في تدريب مشترك بقيادة الصين، وكان الهدف المعلن في حينه تعزيز التعاون البحري بين البلدين، والحفاظ على السلام في منطقة المحيط الهادي، بمشاركة 10 سفن بحرية، و 30 طائرة حربية.

إظهار أخبار متعلقة



وبلغ مجموعات التدريبات العسكرية، في بحر اليابان وبحري الصين الشرقي، 5 مناورات.

وحصلت الصين على قدرات أساسية من موسكو مثل الطائرات المقاتلة من طراز Su-27 وSu-35، وأنظمة الدفاع الجوي S-300 وS-400، والصواريخ المضادة للسفن، وهو ما يعزز الموقف العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في المقابل، استفادت روسيا من السوق الكبيرة لمبيعات الأسلحة والوصول إلى المكونات التكنولوجية، التي لم يعد بإمكانها الوصول إليها بعد فرض العقوبات الغربية في عام 2014.

التعاون الفضائي

تصاعد التعاون بين الصين وروسيا في قطاع تكنولوجيا الدفاع الفضائي، الذي تهمين الولايات المتحدة عليه بقوة، ووفقا لاتفاق مشترك عام 2017، حول حماية حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بتكنولوجيا الفضاء، تقلصت مخاوف موسكو حول سرقة بكين لتقنياتها الفائقة، وارتفع مستوى التعاون، إلى مستوى اتفاقيات لتعزيز الأبحاث الفضائية، ومذكرة عام 2021، لاستكشاف القمر وتجاوز الهيمنة الأمريكية على هذا المجال.

ومن بين الاتفاقيات المشتركة التي أبرمت، ما يتعلق بأنشطة الدفاع الصاروخي الباليستي العابر للقارات، ومراقبة الحطام الفضائي، والملاحة عبر الأقمار الصناعية.


خبراء روس وصينيون مشروع أبحاث فضائية مشترك- جيتي

وتسعى الصين وروسيا إلى تطوير أنظمة إنذار صاروخية أرضية وفضائية، لزيادة فعالية أنظمتهما الدفاعية، وأجرى البلدان تدريبات مشتركة للدفاعات الجوية ضد الهجمات الصاروخية البالستية، وصواريخ كروز.

ووقعت الصين وروسيا اتفاقية بشأن مراقبة الحطام الفضائي، وتبادل البيانات في تشرين ثاني/نوفمبر 2018 ويشتمل على نشاطين؛ التعاون التقني لتطوير قدرات رصد الحطام الفضائي، وابتكار آليات تسمح بالتبليغ عن أحداث الاقتران بين المركبات الفضائية والحطام.

أمن المعلومات والإنترنت

سعت الصين وروسيا إلى تعزيز الأمن السيبراني بين البلدين باتفاقيات ثنائية، وكان من أبرزها "ميثاق عدم الاعتداء"، الموقع عام 2015، ويتعلق بتعهد الجانبين بتبادل المعلومات في القطاع السيبراني، وتبديد مخاوف الطرفين بعضهما من بعض في هذا القطاع، لمواجهة المسار الغربي في أمن المعلومات.

ويتطرق الاتقاق إلى مسائل متعلقة بإدارة الإنترنت، وإنشاء نظام إدارة متعدد الأطراف وشفاف للإنترنت، بعيدا عن الهيمنة الغربية على الشبكة.

ومن ضمن البنود، أن روسيا والصين تمتنعان عن استخدام الهجمات الحاسوبية بعضهما ضد بعض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الصين التعاون روسيا امريكا الصين روسيا تعاون سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الصین وروسیا دولار أمریکی ملیار دولار روسیا إلى من طراز فی عام عام 2021

إقرأ أيضاً:

«أسوشيتد برس»: أمريكا والصين.. زعيمان وخطابان ورؤيتان مختلفتان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هذا الأسبوع شهد مع ساعة واحدة فقط خطابان رئيسيان ألقاهما اثنان من أقوى قادة العالم، من طرفين متقابلين من العالم، ويظهر الخطابان معًا النهجين المختلفين تمامًا اللذين تتبعهما قوى القرن الحادى والعشرين لتحقيق طموحاتها الوطنية.

وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه بالنسبة للصين، كان ذلك نداءً للوحدة لتجاوز العقبات من خلال الابتكار و"الانفتاح" - وهى عبارة راسخة فى السياسة الصينية - لتحقيق النهضة الوطنية فى نهاية المطاف.

جاء ذلك على لسان رئيس مجلس الدولة الصيني؛ لى تشيانغ، فى بكين أثناء تقديمه تقرير العمل السنوى إلى المؤتمر الوطنى الشعبي، بحضور ما يقرب من 3000 ممثل من دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.

وبعد ساعة من ذلك، ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطابًا أمام مجلسى الكونجرس الأمريكي، بحضور أكثر من ٥٠٠ مشرع يمثلون دولة يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة؛ إذ تعهد بفرض رسوم جمركية على الواردات وهزيمة التضخم من أجل "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ــ وهى عبارة لها صدى مماثل لدى كثيرين فى الولايات المتحدة.

وبمقارنة الخطابين، رأت "أسوشيتد برس" أنه من حيث الإعداد وأسلوب الكلام، كانت الخطب متباعدة للغاية. ومع ذلك، فقد اتسمت بنبرة متشابهة - نبرة رغبة فى العظمة فى وقتٍ تشهد فيه القوة العظمى الحاكمة وأكبر منافسيها تضاربًا متزايدًا فى مصالحهما. إن المسارات التى يختارها قادتهم سوف تشكل مستقبل البلدين - ومستقبل بقية العالم أيضًا.

الديمقراطية المنقسمة مقابل الوحدة الاستبدادية
وكان خطاب "لي" مُعدًّا سلفًا لجمهورٍ مُخلص، قرأ لمدة 55 دقيقة نسخةً مُختصرةً من تقريرٍ مُملٍّ ومُشيدٍ فى معظمه حول أداء الحكومة العام الماضى وخططها لعام 2025.

وألقى كلمته من على منصة قاعة الشعب الكبرى، وهى صرحٌ ضخمٌ أشبه بالمسرح، فى ميدان تيانانمن الشهير ببكين. جلس الزعيم الصينى الأعلى، شي جين بينج، على المنصة خلفه. وصفق آلاف المندوبين المصطفين أمامه بأدبٍ فى اللحظات المناسبة.

وأُلقى خطاب "ترامب"، الذى استغرق نحو ساعة وأربعين دقيقة، فى مبنى الكابيتول ذى القبة البيضاء فى الطرف الشرقى من ناشيونال مول، المزين بالمعالم الوطنية. وبحضور نائبه ورئيس مجلس النواب الجمهورى خلفه، ألقى "ترامب" خطابًا أطول وأكثر دراماتيكية أمام كونجرس منقسم يعكس انقسام أمة.

وصفق الجمهوريون وهتفوا بصوت عالٍ أحيانًا، أما الديمقراطيون، فجلسوا فى صمت تام، وهتفوا أحيانًا احتجاجًا. وطُرد أحدهم، وهو النائب آل غرين من تكساس، من القاعة فى وقت مبكر بعد أن نهض وقاطع الرئيس.

هذه اللحظات العفوية - وما يخفيها من مشاعر جياشة - نادرة فى الصين؛ فهى دولة ذات حزب واحد، والحزب الشيوعى لا يتسامح مع أى معارضة علنية. ويسعى جاهدًا لتقديم واجهة من الوحدة.

فى تصريحاته، أشاد "لي" بالوحدة وحثّ البلاد على "الالتفاف بشكل أوثق" حول قيادة شي.

وفى واشنطن، أعرب "ترامب" عن أسفه؛ لأنه "لا يوجد شيء على الإطلاق يمكننى قوله لإسعاد" الديمقراطيين "أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون"، ووصف سلفه الديمقراطي؛ جو بايدن، بأنه "أسوأ رئيس فى التاريخ الأمريكي".

التعريفات الجمركية مقابل العولمة
وكان ترامب متفائلًا بشأن الاقتصاد، على غرار السياسيين الأمريكيين الذين يحشدون الدعم لسياساتهم. ووعد باتخاذ خطوات - بما فى ذلك خفض تكاليف الطاقة - لكبح جماح التضخم، الذى يُمثل مصدر قلق لكثير من الأمريكيين.

كما تعهد بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات، وهى خطوة زعم أنها ستعزز الصناعات الأمريكية، لكنها تهدد بزعزعة النظام التجارى العالمى وإلحاق الضرر بالصين واقتصادها المعتمد على الصادرات.

وقال "ترامب": "المصانع تُفتتح فى كل مكان، وتُعقد صفقات لم نشهد مثلها من قبل، هذا مزيج من الفوز الانتخابى والرسوم الجمركية. إنها كلمة جميلة، أليس كذلك؟".

وعلى الرغم من أن الصين تشعر بقلق أكبر إزاء الانكماش من التضخم؛ إلا أن "لي" أقرّ بالتحديات الأخرى التى يواجهها الاقتصاد، وعلى رأسها انخفاض أسعار العقارات وتراجع الإنفاق الاستهلاكي. وأكد التزام بكين الراسخ بالانفتاح.

وقال "لي": "بغض النظر عن التغيرات فى البيئة الخارجية، يجب أن نحافظ على التزامنا الراسخ بالانفتاح. وسنواصل توسيع شبكتنا العالمية من مناطق التجارة الحرة عالية المستوى".

وفى بيان أشار بلا شك إلى الولايات المتحدة إلى حد كبير، حذر "شي" من أن "البيئة الخارجية المتزايدة التعقيد والخطورة قد تمارس تأثيرًا أكبر على الصين فى مجالات مثل التجارة والعلوم والتكنولوجيا".

الانسحاب من اتفاقية المناخ مقابل التحول الأخضر
روّج ترامب لانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، ووصف سياسته فى مجال الطاقة بـ"الحفر، يا صغيري، الحفر". وتباهى بإنهاء القيود البيئية التى فرضتها الإدارة السابقة، و"على نحو غير صحيح" قرارها المتعلق بالسيارات الكهربائية، "منقذًا عمال صناعة السيارات وشركاتنا من الدمار الاقتصادي".

على النقيض من ذلك، تُراهن بكين على اقتصاد أكثر خضرة؛ إذ صرّح "لي" بأن تسريع "التحول الأخضر" فى "جميع مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية" سيكون من أولوياتها. تمتلك الصين بالفعل أكبر صناعة سيارات كهربائية فى العالم. وفى تأكيدٍ على تعهدات شى السابقة".

قال "لي": "إن الصين ستعمل "بنشاط وحكمة" لتحقيق ذروة الكربون والحياد الكربون".

وشدد "لي" على أهمية الابتكار وتطوير اقتصاد التكنولوجيا فى الصين، بما فى ذلك الذكاء الاصطناعي. ويُخشى العديد من صناع القرار الأمريكيين من أن تُشكّل هذه الخطوة تحديًا لريادة أمريكا فى مجال التكنولوجيا، مع ما لذلك من آثار على التنافس الاقتصادى والعسكرى بينهما.

وأضافت "أسوشيتد برس" أن "ترامب" لم يتطرق إلى التكنولوجيا، باستثناء قوله: "إنها ستساعد فى بناء درع دفاعى صاروخى "قبة ذهبية" فوق الولايات المتحدة". وأعلن أن تركيزه كقائد أعلى للقوات المسلحة منصب على "بناء أقوى جيش فى المستقبل". وتابع: "إن أحد الإجراءات هو إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية".

ولم يتطرق تقرير "لي" إلى الدفاع إلا بإيجاز، لكنه قال: "إن الصين "ستُسرّع تطوير قدرات قتالية جديدة".

ماجا فى مواجهة "التجديد" الصيني
وهناك شيء مشترك أيضًا وفقًا لـ"أسوشيتد برس"، فكلا البلدين يتوقان إلى العظمة مرة أخرى.

حيث هيمنت الولايات المتحدة، كقوة صاعدة ثم مهيمنة، على النصف الثانى من القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين. ولا يزال اقتصادها وجيشها الأقوى فى العالم.

مع بروز الصين كقوة صاعدة، تتعارض مصالحها بشكل متزايد وحتمى مع مصالح الأمريكيين وحلفائهم فى مجالات التجارة والتكنولوجيا وجزر المحيط الهادئ الشاسعة.

اليوم، ومن خلال سيطرة الصين على وسائل إعلامها المحلية، تُضخّم الصين الانقسامات الأمريكية وجرائمها العنيفة. الرسالة الموجهة إلى شعبها: إنها تُقدّم خيارًا أفضل لمستقبلهم من فوضى الديمقراطية.

لكن "ترامب" قدّم وجهة نظر مختلفة، فقد افتتح خطابه كما كرّس أجزاءً كبيرة من خطاب تنصيبه فى يناير الماضي: بإعلانه أن "زخم أمريكا قد عاد".

لقد صاغ "شي" ما يسمى بـ "الحلم الصيني"، والذى من خلاله سيتم تجديد شباب الأمة أو استعادتها إلى مكانة العظمة التى احتلتها فى القرون الماضية.

لا ترغب الصين بالضرورة فى أن تكون قائدةً بالمعنى الأمريكي، لكنها ترغب فى أن تُعتبر ندًا لها. وبشكلٍ ملموس، تريد الصين دورًا أكبر فى وضع قواعد نظامٍ عالميٍّ لطالما هيمنت عليه الولايات المتحدة.

ويبدو "ترامب" أكثر إصرارًا على تحرير الولايات المتحدة من القواعد العالمية؛ فإلى جانب اتفاقية باريس، انسحبت الولايات المتحدة من منظمات عالمية أخرى، منها منظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهى انسحابات اعتبرها إنجازًا فى خطابه.
 

مقالات مشابهة

  • تفوّقت على أمريكا.. صادرات «سامسونغ» إلى الصين تحقق قفزة تاريخية
  • اليمن ضمن قائمة دول تًخطط أمريكا لمنع دخول مواطنيها إلى أراضيها نهائيًا.. تعرف عليها
  • الصين وروسيا تدعمان إيران بشأن الملف النووي
  • إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • روسيا والصين تشددان على الحوار لحل ملف إيران النووي
  • الصين وروسيا وإيران تدعو إلى إنهاء العقوبات الأمريكية على طهران
  • الصين وروسيا وإيران: ضرورة إلغاء العقوبات الأحادية غير القانونية ضد طهران
  • محادثات ثلاثية في بكين بين الصين وإيران وروسيا حول الملف النووي الإيراني
  • «أسوشيتد برس»: أمريكا والصين.. زعيمان وخطابان ورؤيتان مختلفتان