كم يشكل السوريون من عدد سكان لبنان؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة في لبنان اللواء الياس البيسري، أن 42% من سكان البلاد راهنا هم من السوريين، محذرا من أن "انفجار ملف النزوح لن يرحم أحدا بمن فيهم أوروبا".
إقرأ المزيدولفت البيسري إلى أن "ملف النزوح السوري هو الهاجس الأول والتحدي الأكبرفي لبنان"، وقال: "لسنا عنصريين ولا نكره أحدا.
وفي حين تحدث عن الكلفة الكبيرة للنزوح السوري التي يتكبدها الشعب اللبناني منذ 12 عاما، أوضح البيسري أن "ملف النزوح له أبعاد إقليمية ودولية ومحلية، ونحن بحاجة إلى قرار جدي وموحد للمعالجة".
وأكد البيسري أن إدارة ملف النزوح ليست أمنية بحتة مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع الدولة السورية لحل الإشكالات الحدودية وقال: "هناك تجاوب سوري كبير بعدم منع أي سوري من العودة إلى سوريا".
وكشف مدير عام الأمن العام أنه حاليا زهاء 42% من سكان لبنان هم من السوريين، لافتا إلى أن لبنان اتفق مع مفوضية شؤون اللاجئين على تسليم كامل الداتا المتعلقة بالنازحين خلال 3 أشهر وقد مر من هذه المهلة شهران، محذرا من أنه "إذا لم يتم تسليمنا داتا الأرقام الحقيقية للنازحين، فنحن نعلم كيف سنتصرف كإدارة، حيث أن كل المعاملات تتم عبر الأمن العام".
وختم البيسري محذرا من أن "انفجار ملف النزوح لن يرحم أحدا ومن ضمنهم أوروبا"، داعيا إلى الإسراع بمعالجة هذا الملف.
وتشهد البلاد توترا في ملف النازحين السوريين، حيث شهدت منطقة الدورة في المتن شمال العاصمة، ليل أمس، إشكالا كبيرا بين نازحين ولبنانيين، أدى إلى سقوط عدد من الجرحى من الطرفين، ما دفع الجيش إلى التدخل.
ويدخل آلاف السوريين إلى لبنان عبر عدد من المعابر البرية غير الشرعية الممتدة على طول الحدود المتداخلة جغرافيا، وتنشط فيها شبكات للمهربين بين البلدين.
وكانت السلطات اللبنانية أطلقت في مايو الفائت حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، ضمن إجراءات جديدة لضبط عملهم وتحديد من يوجد في لبنان بصورة قانونية، وذلك في ظل ضغط أحزاب لإعادة النازحين.
يأتي ذلك، بينما تؤكد عواصم غربية أنها لا تعتبر أن الظروف اليوم مواتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
المصدر: أم تي في+ المركزية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار سوريا أخبار لبنان الأزمة السورية الأمم المتحدة لاجئون ملف النزوح
إقرأ أيضاً:
ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب
في مقارنة بين حرب فيتنام (1955-1975) وحرب غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتشابه المعاناة في تفاصيلها الدقيقة: دمار شامل، حصار خانق، نزوح جماعي، وجوع يفتك بالأرواح، رغم اختلاف الزمان والسياقات.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أهوال التاريخ، تتقاطع مآسي حرب فيتنام مع الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.
وعلى فيتنام، حيث شنت الولايات المتحدة حربها، رمت الطائرات آلاف الأطنان من القنابل، لتحوّل المدن والقرى إلى أطلال. ولم يكن الهدف فقط كسب معركة، بل ترك أثر لا يُمحى في ذاكرة المكان.
واليوم، في غزة المحاصرة، تبدو المشاهد مألوفة حدّ الوجع، أكثر من 60% من مباني القطاع سويت بالأرض، بما فيها مستشفيات ومدارس ومخابز، وكل ما في غزة بات هدفا مشروعا.
ما بين فيتنام التي دفعت ثمنا باهظا بحوالي مليونَي قتيل خلال عقدين، وغزة التي فقدت أكثر من 50 ألف شهيد حتى الآن، تبرز حقيقة واحدة: الإنسان هو الخاسر الأكبر في كل حرب.
ففي غزة، تحت كل الركام هناك عائلات كاملة دفنت حيّة، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا تزال آلاف الجثث مفقودة تحت الأنقاض تنتظر أن تعرف أسماء ذويها.
وعرفت فيتنام وجه النزوح مبكرا، حيث اضطر 12 مليونا لترك بيوتهم، تحت ضغط النيران والرصاص.
وغزة اليوم تُكرّر القصة، لكن على رقعة أصغر، وأكثر اختناقا، حيث نزح أكثر من 90% من سكانها داخل القطاع نفسه، يفترشون الأرض، بعد تدمير أكثر من 150 ألف منزل بالكامل، ليُصبح السكن حلما، والمأوى ذكرى.
ولم تكن القنابل في فيتنام وحدها وسيلة الحرب؛ بل أيضا تدمير المحاصيل وتجويع السكان.
أما في غزة، فقد أُغلقت المعابر، ومنعت الإمدادات، حتى بات الطعام دواء مفقودا، والماء قطرة ثمينة.
إعلانوحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر متزايد لحدوث مجاعة، نتيجة الحصار المفروض ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وتُظهر المقارنة بين حرب فيتنام وحرب غزة المستمرة أن معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة تتكرر بشكل مأساوي، حيث يتعرضون للدمار، النزوح، الجوع، والحصار.
وهذه المآسي تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والعمل على إنهاء النزاعات بطرق سلمية تحترم حقوق الإنسان.