شبكة انباء العراق:
2025-04-29@16:12:15 GMT

آخر أيام الشرف

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

بقلم: هادي جلو مرعي ..

قد تبعث بك مفاهيمك للحياة والأفكار والسلوكيات والحرية الى النار هذا إن كنت تؤمن بالآخرة والجنة والنار ، أو مازلت ترى الوجود قائما وفقا لمعايير القيم والأخلاق والضمير، وليس التحلل والعهر والدونية والمثلية والإبتعاد عن معاني الشرف والعفة، وعندها عليك أن تتقبل خياراتك، ولابأس أن ترفض الإلتزام بتعهداتك تجاه الرب شرط تحملك للنتائج.

فليس ممكنا الإفلات من تلك الإلتزامات، وإذا ما مضت الأمور على الوتيرة الحالية في التهتك والإنحلال فيمكن القول: إنها آخر أيام الشرف، ويبدو إننا أضعف من أن نواجه ذلك السيل من القيم الطارئة التي تجد في الأخلاق عارا يجب التخلص منه بطريقة ما، والجري خلف شعارات وهتافات ومعايير غربية مغرية لجيل عربي ومسلم متلهف للإفلات من قيم بدأ يربط بينها وبين الإسلام، وبينها وبين الحكام الذين يفكرون في الحفاظ على عروشهم، وعدم المساس بمحاولات الغرب لنشر الرذائل، في حين إننا حين نرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني فإننا نقع في إزدواجية معايير خطرة على عقولنا وأفكارنا. فمن يرفض التطبيع ونحن نعلن ذلك صراحة، فيتوجب علينا الإنتفاض للأخلاق التي تهتك تحت مسمى الحرية، وحينها يخرسونك لو حاولت فعل شيء، والرد على ذلك التحلل والإنفلات!!فمامعنى أن يسير عشرون مليون إنسان الى كربلاء في حين تسقط بغداد على يد مجموعة من المسخ مدعي الفن الذين يستعرضون عريهم في ساحة الإحتفالات الكبرى، بل وتصل الوقاحة والجرأة على الله وعلى المجتمع أن تظهر مدعيات الفن بلبوسهن الداخلي، ويستعرضن عريهن أمام ملايين العراقيات الشابات والعجائز والزوجات والبنات، واللاتي هن زوجات واخوات وبنات مثقفين ومشرعين وأصحاب قرار دون أن تثار مشاعر الرفض والإزدراء تجاه ذلك السيل من الوقاحة ممن جاءوا الى بغداد من بلدان مختلفة بأموال العراقيين، ولايدعي أحد إن تلك الأموال هي تبرعات من هذا وذاك، أو من شركة لواحدة تدعي إنها فنانة وتجمع ذلك الكم من الخراب في الروح والضمير.
طيب لماذا يصلي ملايين العراقيين، ولماذا ينتفضون لرموزهم، ولماذا يؤدون طقوسهم الدينية، ولماذا يتظاهرون دعما للقرآن الذي يحرق ويهان ويسحق، وفي ذات الوقت لايجرأون على رفض هذا الكم من العار والفضائحية، ولماذا غابت المؤسسة الرسمية، ثم تنصلت. في حين يشكر هولاء المتجمهرون والمتجمهرات العاريات جهات رسمية في العراق لما لاقوه من دعم ورعاية وإسناد.
نحن في ورطة حقيقية. فعلينا أن ندعي الشرف والدين والغيرة والرجولة، ثم ننهار ونعجز عن مواجهة مثل هولاء الذين هم قلة يعملون ليلا ونهارا على أن يكونوا أكثرية في مجتمع دستوره يقر بأن الإسلام هو المصدر الأساس للتشريع، ولايجوز العمل بما يخالف ذلك الدستور، ولايقوى أحد على الرد والرفض ولا أن يكون للسلطات العزيمة الكافية لمنع ذلك التهتك الفاضح؟ ولعلي أخشى إنها آخر أيام الشرف في زمن يسوق الغرب لنا المثلية والتحلل القيمي وهناك من يفرح بذلك ويعمل على ترسيخه وكأنه يصنع مجدا تليدا ووطنا ناعما منعما كما تغنى بذلك البعض، متوهما إن التهتك يمكنه إظهار العراق بمظهر لائق أمام العالم.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

وقفة في مديرية الثورة بأمانة العاصمة إعلاناً لوثيقة الشرف القبلي والجهوزية لمواجهة العدوان الأمريكي

وقفة في مديرية الثورة بأمانة العاصمة إعلاناً لوثيقة الشرف القبلي والجهوزية لمواجهة العدوان الأمريكي

مقالات مشابهة

  • مؤيدون للنازية يحتفلون بعيد ميلاد هتلر بحانة بريطانية والشرطة تبحث عنهم
  • الجوهرة الزكري: مهري مليون ريال وأكثر لأني غير جوهرة.. فيديو
  • افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • وسط تعثر المفاوضات.. إسرائيل تمهد لتوسيع العمليات في غزة
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • وقفة في مديرية الثورة بأمانة العاصمة إعلاناً لوثيقة الشرف القبلي والجهوزية لمواجهة العدوان الأمريكي
  • ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟
  • اعترفت بحيلة كانت تلجأ إليها أمام الكاميرا.. نجلاء بدر تقول إنها استعادت شكلها بعد عمليات شد عميق
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب