بقلم: اياد السماوي ..

قرأت رسالتك التي وجهتها للرأي العام والشعب العراقي ، والتي أردت من خلالها تقديم نوعا من التبرير لما حصل في ساحة الاحتفالات الكبرى في يوم العراق الوطني من عرض وحفل سيء شكلا ومضمونا أساء للعراق شعبا وسمعة وتأريخا ومكانة حضارية ، وأساء لحكومة دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعرّضها لهذا الكم من الانتقاد .

. ولو كنت مكانك لاكتفيت بتقديم استقالتي دون كتابة هذه الرسالة البائسة التي ينطبق عليها القول ( عذر أقبح من فعل ) ..
تقول في رسالتك ( قدّمت الفنانة شذى حسون طلبا تروم فيه إقامة مهرجان يكرّم فيه فنانون عرب وعراقيين يستحقون التكريم ) .. وأنا بدوري أقول لك عظيم جدا ، شذى حسون تريد أن تكرّم فنانيين عرب وعراقيين في العراق ، ما علاقة الحكومة بذلك ؟ ولماذا تمّ تخصيص ساحة الاحتفالات الرسمية لتكون مكانا لهذا التكريم ( التاريخي ) ولماذا تمّ اختيار اليوم الوطني للعراق موعدا لهذا التكريم ؟؟ ليبدو أمام العالم بأسره أنّ الحكومة العراقية هي الراعي الرسمي لهذا المهرجان السيء جدا ؟؟ ثمّ ما هي مناسبة هذا التكريم ؟؟ وما علاقة السفيرة الأمريكية في العراق بهذا المهرجان لتقدّم الشكر لشذى حسون التي رعت الاحتفال ؟ وما هو دورك أنت بهذا المحتوى الهابط جدا حد الألم ؟؟ هل اطلعتك شذى حسون عليه أم أنك تفاجئت به كما تفاجأ بعض المسؤولين الذين حضروا المهرجان ؟ وعندما تمّ اختيار الثالث من تشرين موعدا بديلا عن ٢٩ / ٩ ، هل كنت تعلم أنّ هذا اليوم هو اليوم الوطني للعراق وإقامته في ساحة الاحتفالات الرسمية سيعطي انطباعا للرأي العام أنّه مهرجانا رسميا براعية الحكومة ؟؟ أليس من المنطق في يوم العراق الوطني أن يكون هنالك احتفالا رسميا ترعاه رئاسات العراق الأربعة وتستعرض فيه قواتنا المسلحة البطلة وحشدنا الشعبي المقدس كراديس من وحداتها القتالية ، وتستعرض فيها نماذج من سلاحنا الذي نرهب به أعداء العراق ؟؟ أيهما أحق بالتكريم هؤلاء التافهون أم عوائل شهداء العراق من القوات المسلحة والحشد الشعبي وأبناء الشعب العراقي الذين قاوموا الإرهاب وقدّموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ؟؟ هل يستحق العراق يا عارف أن يقدّم بهذا الشكل المخزي والمعيب للعالم ؟؟؟ ..
عارف الساعدي .. قدّم استقالتك واذهب انت وشذى حسون ، لإنك اسأت لبلدك أولا ، وعرّضت حكومة السوداني للانتقاد والتجريح .. اكتفي بهذا القدر من الرّد ..
أياد السماوي
في ٦ / ١٠ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هل يُصلح الكاظمي ما أفسده الإطار

آخر تحديث: 3 مارس 2025 - 10:20 صبقلم: سمير داود حنوش أبلغ حكمة تعلمناها في زمن الإطار التنسيقي الحاكم أن الفعل يناقض الأقوال، ربما لأنهم يعيشون الشيزوفرينيا السياسية، أو قد تكون بذرة متأصلة في شخصيتهم كبرت وتوطدت بعد توليهم السلطة. لا قول يطابق الفعل، ذلك ما عودنا عليه حكم الإسلام السياسي.صحيح أن المصالح السياسية مرتهنة بالمتغيرات والتقلبات، لكن ليس على حساب المواقف. لا أدري لماذا يخجلون من شيء اسمه الصراحة، أو على الأقل مصارحة شعبهم بما يحدث لنصدق أفعالهم القادمة دون أن نتفاجأ بها.مناسبة هذه المقدمة هو حدث بدرجة المفاجأة السياسية تمثل في هبوط الطائرة الخاصة لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على أرض مطار بغداد ودخوله المنطقة الخضراء، معقل سلطة الإطار التنسيقي؛ مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء السابق الذي تولّى المسؤولية التنفيذية بعد استقالة حكومة عادل عبدالمهدي في أحداث تشرين 2019. عودة الكاظمي إلى بغداد فتحت الشهية للتكهنات بعد أن هدأت عاصفة التهديد والوعيد التي أُطلقت عليه بعد خروجه من رئاسة الوزراء. بعض التكهنات أشارت إلى أنه قد يكون طوق الإنقاذ للنظام السياسي العراقي الذي بدأ يتصدّع بفعل العقوبات الأميركية وحصار ترامب الاقتصادي القادم. فالكاظمي من الشخصيات السياسية التي كان يُتهم من قبل خصومه بأنه مقرّب من المعسكر الغربي، والأهم أن بيئته السياسية من خارج الوسط “الفصائلي”، وهذا ما جعل الدولة العميقة تستدعيه في هذا الظرف الصعب على العراق. واحتمال أن يكون الكاظمي يحمل مشروعا سياسيا يدخل به إلى الانتخابات البرلمانية القادمة بالتحالف مع مجموعة من الشخصيات والنُخب السياسية. والاحتمال الأخير أن رئيس الوزراء السابق له علاقات جيدة مع دول الخليج وأولاها المملكة العربية السعودية، ما يستفاد من هذه العلاقة في إخراج العراق من الوحل الإيراني إلى الحضن العربي. لا يزال أفراد المجتمع السياسي في المنطقة الخضراء في غالبيتهم ومعهم ماكينتهم الإعلامية في صدمة ويتملكهم عنصر المفاجأة من حضور الكاظمي إلى بغداد.من الفرص التي تجعل الكاظمي متحصنا من خصومه هو امتلاكه ملفات تُدين أغلب القوى السياسية الحاكمة، تلك الملفات التي حصل عليها عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات قبل أن يصبح رئيسا للوزراء. وربما يحتفظ الرجل بهذه الملفات لليوم الأسود في مواجهة خصومه السياسيين، ومن أخطرها الوثائق التي تتعلق بسرقة القرن واشتراك أسماء وشخصيات سياسية في هذه السرقة.في أغسطس – آب 2024، وفي مقابلة تلفزيونية، حذر المستشار السياسي لرئيس الحكومة فادي الشمري من حضور مصطفى الكاظمي إلى بغداد بقوله باللهجة العامية “إذا بيه حظ خل يجي،” في إشارة إلى أن الكاظمي خارج العراق. وأشار الشمري إلى أن “الناس تريد أن تغادر هذه المرحلة وهذا الاسم،” لكن الكاظمي عاد إلى بغداد. وبغض النظر عن إمكانية استغلال علاقات الكاظمي في تحسين العلاقات الخارجية للعراق مع دول الجوار أو الجانب الأميركي أو محاولات زجه في الانتخابات كاسم من أسماء الظل تعول عليه القوى التقليدية في الانتخابات القادمة، فإن تصدير تلك السيناريوهات إلى الواقع السياسي العراقي الذي يقترب من الخطر يبدو أنه يتم في الوقت الضائع أو خارج صلاحية القوى الماسكة بالحكم. فالنظام الإقليمي، ونقصد به الجانب الأميركي أولاً، أصبح لا يهتم بمن يتحكم بالسلطة في العراق ما دام هدف الأميركيين هو إبعاد العراق عن المحور الإيراني، وذلك هو الهدف الأساسي. أما خطوة عودة الكاظمي إلى المشهد السياسي فهي لا تضيف شيئاً إلى الواقع السياسي والاقتصادي المتهالك الذي بدأت تتكشف عيوبه بعد رفع الغطاء الأميركي عنه. من المؤكد أن القرار قد اتُخذ في البيت الأبيض بإخراج العراق من النفوذ الإيراني، وأن محاولات الإطار التنسيقي العبور إلى ضفة الأمان للحفاظ على مكاسب السلطة ستُصدم بجدار الرفض الأميركي.هل ينفع الترقيع وتكرار السيناريو السوري تماما كما جيء بحكومة محمد غازي الجلالي في أواخر عهد بشار الأسد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من انهيار النظام، تلك الحكومة التي لم تدم أكثر من أربعة أشهر حتى دخلت المعارضة السورية قصور الأسد في أيام قلائل.النظام السياسي العراقي في أزمة حقيقية صنعها بيديه. يخبرنا التاريخ بأن قصور الرمل التي تُبنى على أرض متصدعة لن تصمد، وذلك الدرس الذي لم يتعلموه.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل وفد "الوطني الاتحادي" ومسؤولين وضيوفاً بمناسبة شهر رمضان
  • رئيس الدولة يستقبل وفد المجلس الوطني الاتحادي وعدداً من المسؤولين والضيوف بمناسبة شهر رمضان المبارك
  • معمل السجاد الآلي بالسويداء يعود إلى الإنتاج
  • القيادة تهنئ رئيس بلغاريا بذكرى اليوم الوطني لبلاده
  • رئيس "الشارقة للتراث" في حواره لـ البوابة نيوز: المهرجان ولد كبيرًا.. ومجلس التعاون الخليجي السر في اختيار شعاره
  • القيادة تهنئ رئيس بلغاريا بذكرى اليوم الوطني
  • القيادة تهنئ رئيس جمهورية بلغاريا بذكرى اليوم الوطني لبلاده
  • هل يُصلح الكاظمي ما أفسده الإطار
  • بموسم الاحتفالات الرمضانية.. ضبط 111 ألف قطعة ألعاب نارية بالسويس
  • رئيس رائد القبة :”سنستقبل إتحاد العاصمة في منافسة الكأس بهذا الملعب”