شبكة انباء العراق:
2025-03-10@12:35:40 GMT

موطني بكلمات شذى حسون

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

كانت احتفالية يومنا الوطني من حفلات الطبقات المخملية البورجوازية بإمتياز 100%. بل انها اقتربت كثيراً من احتفالات توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود. .
ليلة ظهرت فيها المفاتن السليكونية الغارقة بالعسل، وفاحت منها روائح العطور وأريج البخور، وانشغلت العدسات بتصوير الفساتين المفتوحة من الكعب إلى الحزام وفوق السّرة.

حيث الصدور العارية، والأرداف العالية، والمجوهرات الغالية، والسيقان المصقولة، والمباسم المعسولة. ليلة يحلم بها ملوك الاندلس في زمن الجواري والغواني. . ليلة تستحي منها إعتماد الرميكية، و ولّادة بنت المستكفي، و ساجدة عبيد، و صبيحة ذياب، وغزلان. .
اعتذر العراقيون كلهم في تلك الليلة لكاتب النشيد الوطني الشاعر الفلسطيني (إبراهيم طوقان)، واعتذروا أيضاً للموسيقار اللبناني (محمد فليفل) بسبب تلاعب (شذى بنت الحسون) بالكلمات. ربما لم تكن تقصد، وربما ارتبكت فتلعثمت وأخطأت. .
قالت شذى: (البهاء والدناء. . والهناء والرداء . . ناعماً منعما). والدناء في لغتنا العربية الرصينة هو أسوأ درجات الخسة والنذالة والانحطاط (أعزكم الله)،. لا ريب انها لا تقصد الإساءة. ولا ادري من أين جاءت بكلمة (الرداء) في حفلة ظهرت فيها النساء بلا رداء ؟. ونحمد الله انها لم تقرأ انشودة كوكب الشرق (بغداد يا قلعة الأسود) للشاعر الكبير (محمود حسن اسماعيل)، لأنني كنت اخشى ان تستبدل كلمة (الأسود) بكلمة أخرى تستعيرها من الخدود أو النهود فتتجاوز الحدود. .
اما المقطع الذي قالت فيه: (ناعماً منعماً) فهي المرة الأولى التي نسمع فيها ان العراق صار من البلدان الحريرية الناعمة الملمس، على الرغم من ظروفنا القاسية، وعلى الرغم من كل الحروب والمآسي والأزمات والنكبات والجور والظلم والمصائب التي وقعت فوق رؤوسنا. .
سمعت احدهم يصيح في تلك الليلة من مسافة قريبة: إن العراقَ حضارةٌ وريادةٌ وصهيل خيلٍ قد عدت وبنود. هو روضةٌ للطيبين حفيّةٌ لكنّه للمعتدين لُحودُ. ما مرَّ خطبٌ أو عرتْهُ شدةٌ إلا حلفتُ بأنه سيعود. وهو المظفّرُ رايةً ومكانةً يعلو ويقتحم الدنى ويرود. .
انتهت الحفلة، واسدلت الستارة، وذهب العراة إلى مخادعهم وفنادقهم الخماسية، تحميهم السيارات المدرعة وتحملهم العربات المصفحة، ولا ندري كم بلغت خسائرنا الاجمالية تلك الليلة بالعملة الصعبة ؟، وما الذي استفدناه من حفلة يستحي منها الفرنسيون في مهرجان (كان) السينمائي ؟، وهل للمدعوات العاريات علاقة باستقلالنا ومستقبلنا في اليوم الذي اختفى فيه اسم العراق من الترتيب الدولي للبلدان المبدعة في مشاريع التطوير والابتكار على لائحة (Global Innovation Index) ؟. .
لم استطع النوم تلك الليلة. تألمت كثيراً وفي قلبي حزن عميق لا يراه أحد، وفي وجداني كلام لا يسمعه أحد. فالعراق موطني: لو شُغِلْتُ بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تجربة العراقيين مع تغيير الوقائع والحقائق: سوريا انموذجا

كتب سامان نوح

شهدتُ خلال 20 عاما سقوط عشرات الصحفيين في حلقات الانتماءات الطائفية، والمصالح الشخصية، والاعلانات مدفوعة الثمن لمن يدفع أكثر، حتى صاروا جزءا من نار تأجيج الصراعات. كما شهدتُ تجارب قناتي "الجزيرة" و"العربية" طوال عقدين، في تغيير الوقائع وتحريف الحقائق وانتقاء جزئيات الأحداث والمتحدثين.

أقول، ان الجزء الأكبر من التقارير الصحفية الواردة من مراسلين من الساحل السوري (وهم حملة كاميرات يرافقون جيوش السلطات القائمة)، لا تمت للعمل الصحفي بصلة، فهي إعلانات وبيانات مدفوعة.

تجربتنا كعراقيين مع تغطيات "الجزيرة" و"العربية"، تؤكد بآلاف الأدلة، انها تقلب الحقائق والوقائع وفق التوجيهات السياسية التي تردها، فالمجاهدون والمقاومون (وفق تصنيفات ذلك الاعلام) طوال سنوات في العراق كانوا في الغالب مجرد إرهابيين مؤدلجين أو مرتزقة وسماسرة حرب.

ما يحدث في سوريا صراع معقد جدا، تتداخل فيه مصالح دول، ومخاوف وتطلعات مكونات، وفيه يتحرك متقلبو الولاءات ممن يريدون ادامة تجارتهم وان كان على حساب تمزق بلد.

الآلاف ممكن كانوا مع نظام بشار الدكتاتوري تحولوا الى خدمة النظام الجديد بعد ان بدلوا ملابسهم وأطالوا لحاهم وغيروا مخرجات ألسنتهم. وآخرون أنزوا لحين، واليوم ربما يشاركون في حراك الطوائف والمكونات الرافضة للنظام الجديد، خاصة ان نظام الأمر الواقع الحالي يصر على استنساخ تجربة بشار وقبله حافظ في ابتداع مسرحيات الحوار الوطني ومجالس الشعب الوهمية والدساتير الرافضة للحقوق والمكبلة للحريات باسم "مصلحة الوطن الجامع".

تجربتنا في العراق تقول، ان ما يحدث في الساحل السوري، هو حلقة صغيرة، من حلقات ستتوالى، ما لم يصحح النظام الجديد من مسار تعاطيه مع الأمور، فإنكار التنوع المكوناتي وضرورات التوازن في الإدارة والحكم، ومحاولة فرض إرادة مكون واحد وترسيخ خطابات طائفية، وتشجيع المتحدثين باسمه على اتهام الآخرين بالخيانة والعمالة والفلول، بل وتشجيع إبادتهم بدعوات تتكرر يوميا بحق الكرد في شمال شرق سوريا، والدروز في جنوبها، والعلويين في الساحل، سيكون نتاجها الطبيعي حلقات من العنف المتوالي في دولة منهارة اقتصاديا واجتماعيا وتحتاج الى سلسلة عمليات انقاذ عاجلة من سياسيين ماهرين لا تجرهم ميولهم الطائفية، وإلا فالقادم أسوأ من السابق الذي راح ضحيته نصف مليون سوري.

والسؤال المهم هنا: هل اللجوء للقوة العسكرية وسياسة التنكيل، هي الحل، أم انها تزيد من الحمى الطائفية بتداعياتها الخطيرة؟!

ثلاث ملاحظات قصيرة:

- من يرى الفيديوهات التي تنشرها الجزيرة والعربية، عن القوات التي تتقدم الى الساحل، لا يحتاج الى عين صحفية ليتحقق، انها لا يمكن ان تكون جيشا أو جهازا أمنيا منضبطا. مقاتلون ينتشرون بشكل فوضوي بعضهم بلحى طويلة ويرفعون شعارات داعشية.

- تنتشر على وسائل التواصل فيديوهات وتسجيلات، تحرض "الجماعات" المتقدمة نحو الساحل، على القتل والإبادة بكل طريقة ممكنة لكن بعد إطفاء الكاميرات.

- اتهام متحدثين عن النظام الجديد، للعراق، وروسيا، وايران، وحزب الله، وحتى "قسد" في الشرق والبعيدة عن الميدان، "بدعم تمرد الساحل السوري"، في غالبه غير منطقي، وهي رسائل تحريض تزيد من خطورة الانزلاق نحو حرب داخلية ليس فيها رابح.

مقالات مشابهة

  • موعد ليلة القدر 2025 وأفضل الأدعية المستحبة في الليلة المباركة
  • نائب يكشف عن هوية الشقيقين اللذين تم استردادهما من الكويت المتهمان بسرقة (124) مليون دولار
  • دراما سيلينا جوميز وهايلي بيبر تعود من جديد
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزع 1.300 سلة غذائية في الجبل الأسود
  • رحمة رياض تستذكر والدها الراحل بكلمات مؤثرة
  • عودة الكاظمي: الأمل الكاذب الذي لا يحتاجه العراق
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 380 سلة غذائية في منطقة التسين بجمهورية الجبل الأسود
  • تمتلك سر الصندوق الأسود.. ما علاقة واشنطن بمكافحة الفساد في العراق؟
  • تمتلك سر الصندوق الأسود.. ما علاقة واشنطن بمكافحة الفساد في العراق؟ - عاجل
  • تجربة العراقيين مع تغيير الوقائع والحقائق: سوريا انموذجا