بلومبرغ: هذا ما سيحصل إذا توقفت أمريكا عن دعم أوكرانيا
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
تطرق أستاذ كرسي هنري كيسنجر المتميز في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز هال براندز إلى فرضية توقف الولايات المتحدة عن تقديم المزيد من المساعدات الكبيرة إلى أوكرانيا، سواء أكان ذلك بسبب انعدام الرغبة أو انعدام القدرة على مواصلة ذلك.
في أسوئها، سيؤدي إلى تآكل تدريجي يجبر كييف على السعي إلى السلام بشروط غير مواتية
وكتب في شبكة "بلومبرغ" أن هذه النتيجة قد لا تكون الأرجح، بالنظر إلى أنه لا يزال هناك دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدات في واشنطن.لكنها تظل نتيجة معقولة، لأن الكونغرس لم يتمكن من إبقاء حكومة الولايات المتحدة مفتوحة إلا من خلال التخلي، في الوقت الحالي، عن الجهود الرامية إلى تجديد المساعدات المتضائلة بسرعة إلى كييف.
يرى الكاتب أن سياسات مساعدة أوكرانيا تزداد صعوبة، مع تراجع الدعم الجمهوري وإطاحة الانعزاليين المتشددين الجدد برئيس مجلس النواب واتخاذ المتنافسين الرئيسيين على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية مواقف مشككة في المساعدات أو أسوأ. لذلك، إذا وجدت إدارة الرئيس جو بايدن نفسها في وضع حرج خلال انتخابات السنة المقبلة، فماذا سيحدث بعد ذلك؟ صعوبة في الدفاع والهجوم
يشير الكاتب أولاً إلى أن التوازن في ساحة المعركة سيتغير بشكل كبير. إن أوكرانيا لن تستسلم ببساطة: فقد أصبح وجودها نفسه على المحك، وقد قاتلت قواتها بشكل أفضل من أن تتمكن جحافل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من هزيمتها. ولكن بالنظر إلى مدى اعتماد أوكرانيا على الأسلحة والذخائر التي يسلمها البنتاغون، سيصبح وضعها سيئاً مع ذلك. في هذا السيناريو، لا يمكن توقع هجوم كبير سنة 2024: سيتعين على أوكرانيا أن تمدد جنودها إلى أقصى الحدود لمجرد الاحتفاظ بما لديها. وسوف يصبح الدفاع أكثر صعوبة أيضاً.
Would Congress really cut off aid to Ukraine? Putin -- and Xi -- certainly hope so, writes @HalBrands https://t.co/OzvydZgACL via @opinion
— Bloomberg (@business) October 5, 2023
ستعاني أوكرانيا من نقص الدفاعات الجوية والصاروخية خلال فصل الشتاء المقبل مع تكثيف روسيا جهودها لتجميد سكان البلاد عبر تدمير البنية التحتية للطاقة. وفي حرب تشكل المدفعية العامل الأكثر أهمية، يمكن أن يكون للنقص في هذه القدرة تأثير حقيقي على الخطوط الأمامية، كما حدث عندما وجدت القوات الأوكرانية نفسها في وضع ناري غير موات أمام القوات الروسية خلال هجوم موسكو في شرق البلاد أواخر ربيع وأوائل صيف 2022.
ستحاول دول غربية أخرى تعويض الانخفاض في المساعدات الأمريكية. قدمت كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بالفعل مساهمات حيوية. مع ذلك، حتى لو تمكنت هذه الدول من تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأموال، فإنها لا تملك ما يكفي من الإمدادات العسكرية التي تحتاجها كييف من الآن وحتى سنة 2025. في أفضل الأحوال، سيترك الانسحاب الأمريكي أوكرانيا في جمود وحشي على أراضيها. وفي أسوئها، سيؤدي إلى تآكل تدريجي يجبر كييف على السعي إلى السلام بشروط غير مواتية. وستكون العواقب النفسية والدبلوماسية مدمرة بنفس المقدار.
What Will Happen If the US Stops Funding Ukraine? Nothing Good https://t.co/S7vS0z6zjI
— Alberto Forchielli (@Forchielli) October 5, 2023
أضاف الكاتب أن الدول تشن الحرب وتصنع السلام على أساس توقعاتها للمستقبل. إذا استنتج بوتين أنه سيواجه دعماً أمريكياً أقل لكييف في المستقبل، فإن نظريته حول النصر والمستندة إلى أنه قادر على سحق أوكرانيا من خلال انتظار تعب داعميها الغربيين ستبدو نظرية مبررة. وسيكون لديه حافز أقل لتحقيق سلام منصف. من جانبها، سوف تواجه أوكرانيا أدلة لا لبس فيها على أن الوقت ليس في مصلحتها. سيكون الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمام خيار يزداد حدة حول ما إذا كان سيعقد اتفاقاً مع بوتين مخادع أو سيواصل القتال مع تحول ميزان الموارد لمصلحة روسيا.
سوف يبدو أن الفرضية التي تحفز بكين وموسكو، وهي أن الديمقراطيات منحلة ومختلة وظيفياً ويمكن تشتيت انتباهها بسهولة، قد تم تأكيدها. ويتوقع براندز أن يستغل بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ هذه الحقيقة في دبلوماسيتهما تجاه المترددين وحلفاء الولايات المتحدة: سوف يشجعكم الأمريكيون على القتال حتى آخر أوكراني أو أفغاني، وسيتركونكم معلقين في النهاية. "سخافة" الواقعيين قد يزعم من نصبوا أنفسهم "واقعيين" في الغرب أن انهيار الدعم الأمريكي لأوكرانيا يشكل نعمة، لأنه يسمح لواشنطن بالتركيز بشكل مفرط على التهديد الذي تواجهه تايوان. يترك الكاتب جانباً للحظة ما يسميه سخافة استراتيجية متمثلة في المجادلة بأن أفضل وسيلة لردع هجوم قوى عظمى في منطقة المحيط الهادئ تتلخص بتمكينه في أوروبا. سياسياً، من الصعب للغاية تصور سيناريو حيث تعجز الولايات المتحدة عن حشد الالتزام بمساعدة أوكرانيا على النجاة من حرب حقيقية، ثم تتحول بطريقة ما إلى تسريع الاستعداد لحرب افتراضية.
يدرك بايدن وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل هذا الأمر، ولهذا السبب سيبذلان دفعة أخرى للمساعدة في الأسابيع المقبلة. حتى أن الجمهوريين المؤيدين لأوكرانيا في مجلس الشيوخ والذين يدركون أن الأصوات الصعبة لن تصبح أسهل السنة المقبلة باتوا يتحدثون عن السعي للحصول على مخصصات ضخمة تهدف إلى خدمة كييف حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
إن احتمالات نجاحهما في بيئة سياسية متدهورة، غير مؤكدة. لكن من السهل للغاية التنبؤ بعواقب الفشل في أوكرانيا ومختلف أنحاء العالم وفق براندز.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
أصدرت جماعة أنصار الله الحوثي بيانا كذّبت فيه ما ورد في بيان الولايات المتحدة إعلان سقوط طائرة فوق مياه البحر الأحمر.
وقالت الجماعة في بيان مساء السبت، إن قواتها المسلحة نجحتِ في إفشالِ هجوم أمريكيٍّ بريطانيٍّ على اليمن، حيث تم استهدافُ حاملةِ الطائراتِ "يو أس أس هاري أس ترومان" وعددٍ من المدمراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ مساءَ يومِ أمسِ على بلدِنا ونُفذتِ العمليةُ بثمانيةِ صواريخَ مجنحةٍ و17 طائرةً مسيرةً.
وتابع البيان الذي تلاه العميد يحيى سريع أن العملية أدت إلى "إسقاطُ طائرةٍ إف 18 وذلكَ أثناءَ محاولةِ المدمراتِ التصديَ للمسيراتِ والصواريخِ اليمنية"، إضافة إلى "مغادرةُ معظمِ الطائراتِ الحربيةِ المعاديةِ الأجواءَ اليمنيةَ إلى أجواءِ المياهِ الدوليةِ في البحرِ الأحمر للدفاعِ عن حاملةِ الطائراتِ أثناءَ استهدافِها".
كما أدت العملية إلى "فشلُ الهجومِ المعادي على الأراضي اليمنية، وانسحابُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافِها من موقعِها السابقِ نحو شمالِ البحرِ الأحمر وذلك بعد تعرضِها لأكثرَ من هجومٍ من قِبلِ القوةِ الصاروخيةِ والقواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسير".
وصباح الأحد، أعلن الجيش الأمريكي عن سقوط طيارين من البحرية الأمريكية فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو نتيجة نيران صديقة، قائلا إنه أسقطت عن طريق الخطأ إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، ما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها أنه تم إنقاذ الطيارين بينما أصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد "حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو" والتي لا تزال قيد التحقيق.
وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز "إف/إيه 18 هورنت" كانت تحلق فوق حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي "غيتسبيرغ"، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.