تفاصيل مقتل ضا سيدة الدويقة أمام أطفالها
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أم الضحية:بنتي كانت بتقولي لي زوجي جبار ياأمي
الزواج أعتدي علي القتيلة بالضرب والعض
بدأنا على مدار الأسابيع الماضية فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض لاعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة للتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين امام القارىء والحكم له فى النهاية.
لله يا محسنين.. استجدت المارة بهذه العبارة، وأراحت ظهرها على حائط قديم، تفكر فى أطفالها الأربعة، كيف تطعمهم بعدما تخلى زوجها عن عمله، واعتمد على أموال التسول، التى تأتى بها، غربت الشمس، وأفلت السيدة إلى منزلها، أخذ منها حصيلة اليوم، وانهال عليها بالضرب المبرح لتسقط قتيلة أمام صغارها فى منطقة الدويقة بالقاهرة.
رضا عزوز، 35 سنة، ربة منزل، لها نصيب من اسمها، تحملت من الهموم جبالًا، ومن تسلط زوجها، وقسوتها وجبروته، واعتدائه المتكرر عليها الكثير، كانت راضية بمعاناتها رافعة شعار «هستحمل عشان العيال»، لم تضحك لها الدنيا غير شهور فى بداية زواجها قبل 11 عامًا.
فى عام 2012 اجتازت رضا امتحانات الفرقة الثالثة فى كليتها، وبدأت تحضيرات السنة الختامية للسنة النهائية فى مسيرتها التعليمية، دق قلبها بحب ابن الجيران «محمد. ح» يعمل فى أحد مصانع الحديد، وعمره فى ذلك الوقت 30 سنة.
نشأت قصة عاطفية بين الشابين، وكانت رغبة الارتباط أقوى من رفض أسرتها المتكرر على خطبتها، لكن الحب كان أقوى وانصاعوا لاختيارها، وتم الزواج بين العاشقين.
حلاوة البدايات
تقول الحاجة نادية دسوقى، 60 سنة، والدة المجنى عليها، لـ «الوفد»: عملنا الفرح ووصلت صغيرتى إلى بين زوجها، وكانت الأمور تسير على ما يرام، أخيرا ظفر كل منهما بالآخر، كان عشها الجديد شقة فى نفس العمارة.
وتابعت نادية: أنجبت ابنتى من زوجها 4 أطفال، واستمرت الحياة، وتحول العسل إلى حنظل، وارتفعت وتيرة الشجار بينهما تارة والشجار مع أولادى أخرى، لم نتحمل وغادرت أنا وأولادى للعيش فى مدينة 6 أكتوبر بالجيزة.
وبعيون يعتصرها الألم، أكلمت الأم: كانت رضا تأتى إلى زيارتى، وترتمى فى حضنى وتبكى، وجسدها تورم من فرض البكاء، والكدمات توزعت فى وجهها، وتقول لى: «زوجى جبار يا أمى» بيضربنى ليل نهار، وأنا متحملة عشان الأولاد.
والتقطت مروة، ابنة خالة رضا، ضحية الدويقة، أطراف الحديث، وتقول عرفنا بالصدفة، أنها بتشحت وتصرف على أطفالها، مروا بضائقة مالية، وعندما مارست رضا التسول، وكانت تأتى بأموال كثيرة، إلى زوجها، «محمد. ح»، ترك عمله، واعتمد على عمل زوجته الجديد.
وأشارت «مروة» إلى أن رضا كانت كوردة تفتحت فى شوارع منطقة الدويقة، اقتطفها زوجها المتسلط وأذهب ضياءها، وحولها لمتسولة تسأل الناس طعام أطفالها، متسائلة «فيه حد يقسو على أم أطفاله كده؟».
قبل عام تزوج عليها بأخرى، وأحضرها إلى نفس الشقة التى تقطن فيها رضا، عاشت معها وتكيفت مع الظروف الجديدة، لكن أبا أطفالها، لم يرحمها وأذاقها من العذاب ألوانًا، دون هوادة.
وعلى يسار «مروة» يجلس محمد عزوز شقيق المجنى عليها الصغير، 30 سنة، كان يستمع معنا لمعاناة شقيقته طيلة مدة زواجها، وأخرج منديلا سريعا، وجفف الدموع التى أوشكت أن تسقط، ليظهر متماسكا أمام والدته وابنة خالته، ويردد «قتلها ليه؟».
وأردف شقيق المجنى عليها: قبل 18 يوما من الجريمة جاءت إلى منزلنا فى 6 أكتوبر، وانهارت باكية، كأنها تغسل نفسها بدموعها، دون البوح بأى تفاصيل عن سبب اعتدائه عليها فى هذه المرة.
ليلة دامية
وفى منتصف الليل، انهال «محمد. ح» على زوجته بضربات متفرقة فى الرأس، وعض قدميها وكتفها، لتخرج مندفعة إلى الخارج حافية بملابس المنزل، وتهرول إلى إحدى سيارات المكيروباص أن ينطلق بسرعة، قبل لحاق زوجها بها قائلة «جوزى ضربنى ولو مسكنى هيقتلنى».
انطلق السائق بأقصى سرعة، وارتخت أعصاب السيدة، بعدما شعرت بضيق تنفس لتفقد الوعى، توقف قائد الميكروباص، أمام صيدلية محاولا أن يسعف رضا، فأخبره الصيدلى أن ينقلها إلى أقرب مستشفى لأن السيدة تصارع الموت.
غيبوبة لمدة شهر
وأكمل حديثه: دخلت المستشفى وشخصها الأطباء بأنها فى حالة غيبوبة، ومصابة بكسر فى عظام الجمجمة، ونزيف فى المخ، واضطراب بدرجة الوعى وفشل بوظائف التنفس.
توفيت شقيتى بعد مكوثها 30 يوما فى المستشفى، تصارع بين الحياة والموت، لتفيض روحها إلى بارئها على يد زوجها، ويكتب الفصل الأخير فى قصة فتاة الدويقة رضا عزوز.
تلقى قسم شرطة منشأة ناصر إخطارًا من المستشفى، يفيد بوصول ربة منزل تدعى «رضا. عزوز» مصابة بكسر فى الجمجمة وفاقدة الوعى، وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليها فاقدة للوعى.
وبإجراء التحريات اللازمة تبين أن زوجها وضرتها وراء التعدى على المجنى عليها، وبعد وصولها للمستشفى تم عمل اللازم، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
وبناءً على أمر ضبط وإحضار المتهمين من النيابة عقب تحديد هوية السيدة وأسرتها، تم ضبط الزوج المتهم، وحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويجرى تكثيف الجهود لضبط الزوجة الثانية.
اعترافات المتهم
أنكر المتهم فى البداية اتهامه بقتل زوجته، قائلاً: أسرتها هم اللى قتلوها عشان ميراث.
وبسؤاله عن مكان تواجد أسرته وقت الجريمة، أقر أنها خرجت من منزله فى الدويقة بالإصابات المذكورة فى التقرير الطبى، كسر فى الجمجمة، وكدمات متفرقة فى جميع الجسد، وأمرت الجهات المعنية بتجدد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجني عليه جريدة الوفد الوفد السيدة المجنى علیها
إقرأ أيضاً:
دفنوها سرا.. مقتل سيدة علي يد والدها وشقيقاتها بأطفيح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في بيت بسيط في قلب مركز ومدينة أطفيح جنوب محافظة الجيزة، وقعت جريمة قتل مأساوية نفذت في حق سيدة في منتصف الأربعينيات تُدعى "م م"، مطلقة وأم، علي يد والدها و شقيقاتها الثلاثة.
جريمة بشعة هزت أرجاء محافظة الجيزة، حيث، تجرد أب وثلاث من بناته من مشاعر الإنسانية، وأقدموا على قتل ابنتهم الرابعة بدم بارد، وذلك بعد اكتشافهم لعلاقتها غير الشرعية بأحد الأشخاص.
لم يكتفِ الجناة بفعلتهم الشنيعة، بل قاموا بدفن الضحية في صمت مطبق، وتلقوا العزاء من الأهالي وكأن شيئًا لم يحدث، محاولين طمس جريمتهم النكراء.
تفاصيل الجريمة تكشفها التحرياتكشفت التحريات المكثفة التي أجراها فريق البحث الجنائي بالجيزة عن هوية المتورطين في هذه الجريمة المروعة، حيث تبين أن العقل المدبر والمنفذ الرئيسي هو والد الضحية ويدعى "م. ي."، يبلغ من العمر 66 عامًا، وبناته الثلاث: "أ. م." (33 عامًا)، و"م. م." (38 عامًا)، و"ف. م." (23 عامًا).
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين جميعًا، الذين لم يجدوا مفرًا من الاعتراف تفصيليًا بالجريمة خلال التحقيقات الأولية.
الدافع وراء الجريمة.. "غسل العار"
أوضح المتهمون في اعترافاتهم الصادمة أنهم أقدموا على قتل المجني عليها في شهر يناير الماضي، أي قبل نحو ثلاثة أشهر من كشف الجريمة، وذلك بعد أن ضبطوها برفقة رجل يدعى "م. أ."، يبلغ من العمر 46 عامًا، داخل منزلها في وضع مخل بالآداب.
وذكرت التحريات أن بعض الجيران قد شاركوا في التعدي على الشاب والفتاة حينها، وتم الاتفاق مع أسرة الشاب على مغادرته للقرية نهائيًا وقطع أي صلة له بالضحية.
إلا أن الرياح لم تجرِ كما اشتهت سفن الجناة، فبعد يومين فقط، اكتشف أفراد الأسرة أن العلاقة المحرمة بين الابنة والشاب لا تزال مستمرة، الأمر الذي دفعهم لاتخاذ قرارهم بالتخلص منها نهائيًا، ظنًا منهم أنهم بذلك يغسلون عارهم ويحافظون على سمعة العائلة.
خيوط الجريمة تتكشف بعد 90 يومًا
مرت قرابة الثلاثة أشهر على الجريمة البشعة ودفن الضحية في طي الكتمان، واعتقد الجناة أنهم نجحوا في الإفلات من العقاب، ولكن، كما يقال "حبل الكذب قصير"، فقد التقطت أذن المقدم محمد مختار، رئيس مباحث مركز أطفيح، معلومة صغيرة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل كشف هذه الجريمة المروعة.
معلومة في أُذن رئيس المباحث
بدأت القصة عندما وردت معلومة لرئيس المباحث تفيد بدفن سيدة ثلاثينية في مقابر العائلة دون استخراج تصريح من مفتش الصحة، وخلال الاستعلام عن ملابسات الوفاة.
أكد الأهالي أنها توفيت وفاة طبيعية؛ إلا أن جملة عابرة نطق بها أحد المصادر السرية لفتت انتباه رئيس المباحث، حيث ذكر أن المتوفاة كانت مطلقة وأن والدها ضبطها قبل يومين من وفاتها مع شاب، ليتحول الأمر من مجرد وفاة طبيعية إلى شبهة جنائية.
تحرك أمني لكشف الحقيقة
لم يتردد رئيس المباحث في إخطار قياداته الأمنية بشكوكه، وعلى الفور، وجه اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث، بتشكيل فريق بحث متخصص لتعقب هذه المعلومة الهامة، كان الهدف هو كشف الحقيقة كاملة، سواء كانت الوفاة طبيعية ليطمئن رجال الأمن، أو جنائية ليتم محاسبة المتورطين.
كشف المستور
على مدار الأيام التالية، توصلت تحريات مباحث الجيزة،'، إلى معلومات دقيقة أكدت الشكوك الأولية.
تبين أن السيدة كانت مطلقة وتقيم في منزل مجاور لمنزل أسرتها، وأن خبر علاقتها بشاب وصل إلى والدها الذي ثار غضبًا وقرر معاقبتها على ما اعتبره "سوء سلوك"، وتصاعد الأمر بشكل خطير عندما ضبطها الأب وبناته متلبسة مع الشاب في وضع مخل.
أوضحت التحريات أن الأب استعان ببناته الثلاث، شقيقات الضحية، اللاتي انهلن عليها ضربًا مبرحًا في جميع أنحاء جسدها، تعبيرًا عن غضبهن مما اعتبرنه "عارًا" لحق بالعائلة.
وذكرت التحريات أن إحدى الشقيقات قالت للضحية أثناء الاعتداء عليها: "جبتلنا العار وهنتفضح ونتطلق بسببك"، وشارك الأب والبنات في ضرب الضحية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين أيديهم.
وبعد ارتكاب جريمتهم، لم يجدوا وسيلة للتخلص من الجثة سوى إعلان وفاتها طبيعيًا بين الجيران والأقارب، ودفنها في مقابر العائلة دون عرضها على مفتش الصحة أو استخراج تصريح بالدفن، محاولين بذلك إخفاء جريمتهم.
القبض على الجناة والنيابة تبدأ التحقيق
عقب التأكد من صحة المعلومات والتحريات، استأذنت مباحث أطفيح النيابة العامة، وتمكنت قوة أمنية من إلقاء القبض على الأب والشقيقات الثلاث.
وبمواجهتهم بالأدلة والتحريات، لم يجدوا بدًا من الاعتراف بارتكاب الجريمة تفصيليًا، تم اقتياد المتهمين إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات لكشف كافة ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة.
استخراج الجثمان لكشف الحقيقة
في خطوة حاسمة لكشف ملابسات الجريمة، استخرج فريق من النيابة العامة بجنوب الجيزة، برفقة قوة أمنية وطبيب شرعي، جثمان السيدة بعد مرور ثلاثة أشهر على دفنها.
جاء ذلك بعد ورود شكوك قوية حول وفاتها جنائيًا على يد والدها وأشقائها الثلاثة في منطقة أطفيح. ويهدف استخراج الجثمان إلى إجراء التشريح اللازم لتحديد سبب الوفاة الحقيقي، وما إذا كانت هناك آثار عنف تدل على وقوع جريمة قتل.
وهو ما سيساهم بشكل كبير في إظهار الحقيقة الكاملة وراء هذه الجريمة الأسرية المروعة، وقررت النيابة حبس المتهمين على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهم في الموعد المحدد، وجاري استكمال التحقيقات.