الوفد تحقق فى مأساة مصرع أم وأطفالها الأربعة فى أسيوط
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
التحريات : التكييف وراء الكارثة والنيابة تواصل التحقيقات
جزارة الضحية اكتشفت الواقعه بالصدفه
مأساة بشعة شهدتها قرية نجع سبع التابعة لمحافظة أسيوط، حيث استيقظ أهالى المنطقة على كارثة مروعة إثر العثور على جثة أم وأبنائها الأربعة متوفين داخل مسكنهم، تحول الهدوء الذى كان يعم المكان إلى صراخ وعويل وضجت سرينة سيارات الإسعاف والشرطة التى دوت فى أرجاء المنطقة، الكل فى حالة رعب وحزن يتساءل فى استنكار كيف حدثت هذه الحادثة وما ملابساتها؟ حضرت قوة أمنية وتم نقل الضحايا الى المستشفى ولكنهم كانوا قد فارقوا الحياة، ودلت التحريات الأولية إلى أن الضحايا لقوا مصرعهم نتيجة اختناق بسبب التكييف.
الأم الضحية تدعى «نهاد» تبلغ من العمر 33 عاما تكد وتجتهد لتربية ورعاية أبنائها الأربعة، تظلهم بحنانها وعطفها فهى المسئولة عن رعايتهم، حيث إن زوجها (والد الأبناء) يعمل فى إحدى الدول العربية، ليتمكن من توفير نفقات وقوت أسرته، يسعى الأب جاهدا فى دوامة الشقاء لم يقف مكتوف الأيدى يقوم بأى عمل طالما سيكسب منه رزقًا حلالًا يرسله لزوجته لكى تنفق منه على الأبناء، يعود الأب لأسرته على فترات يطمئن عليهم ويقضى معهم إجازته، وبعدها يسافر لعمله (أكل عيشه)، هكذا كانت تسير الحياة داخل هذه الأسرة المطمئنة التى كانت تقطن فى منزل بسيط فى قرية نجع السبع بمحافظة أسيوط. وشاء القدر أن تتحول حياة هذه الأسرة الى مأساة بعدما لقيت الأم وابناؤها الأربعة مصرعهم وعثر عليهم جثثًا هامدة داخل منزلهم، مما أدى إلى حالة من الهلع والذعر بين الجيران وتساؤل شديد حول ملابسات الواقعة المروعة.
وذات ليلة حالكة الظلام كتب القدر نهاية حياة هذه الأسرة الى الأبد، ماتت الأم محتضنة أبنائها، الضحايا هم نهاد محمود مصطفى الأم ذات الـ33 عاماً بالإضافة إلى أبنائها الأربعة شيماء 11 عامًا -وإسراء 8 سنوات - وعبدالراضى 7 سنوات - محمد البالغ من العمر 5 سنوات.
انتقل فريق من النيابة لمناظرة الجثامين ومعاينة مسرح الحادث، بالإضافة الى انتداب الادلة الجنائية وفحص مسرح الحادث، وطالبت النيابة تحريات المباحث حول ملابسات وظروف الواقعة وانتداب الطب الشرعى لبيان أسباب الوفاة وموافاة النيابة بنتائجه والتصريح بالدفن بعد انتهاء تقرير الصفة التشريحية عقب استيفاء كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
انتقلت «الوفد» الى مسرح الواقعة ورصدت مأساة الاسرة المنكوبة، والتقت شهود العيان وعايشت المأساة عن قرب، فالأب مغترب يعمل فى إحدى الدول العربية حتى يتمكن من توفير نفقات وقوت أسرته، بينما جلست الأم القروية البسيطة لتربية أطفالها الأربعة وكانت هى وأطفالها يعدون الأيام والليالى لعودة والدهم من الغربة ليقضي معهم إجازته ويعوضهم عن حنان الفراق والغياب، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن ماتت الأم والأبناء، وتحولت الحياة فى عيون الأب إلى جحيم بعد فراق أبنائه وزوجته.
تعيش العائلة المكونة من الأم وأربعة أبنائها فى منزل بسيط فى قرية نجع سبع بمحافظة أسيوط وتعتمد الأسرة بشكل كبير على هواء المكيف الصحراوى لتخفيف درجات الحرارة العالية التى تشهدها المنطقة فى فصل الصيف ويبدو أن هذا الجهاز هو ما أودى بحياة الأم وأطفالها الأربعة حيث إن الأم والأطفال عثر عليهم جميعًا متوفين فى غرفة النوم نتيجة اختناق بسبب التكييف الصحراوى.
نهاد محمود 33 سنة سيدة، من قرية بنى حسين المجاورة لقرية نجع سبع فقد تزوجت من محمود عبدالراضى عامل بسيط من عائلة متوسطة وكان عمرها 20 سنة وأنجبت ابنتها الكبرى شيماء منذ 11 عامًا تقريبًا والذى قرر السفر إلى السعودية ليجمع الطعام لأطفاله ودعمهم ليعلمهم جميعًا وتركهم فى رعاية الله ثم والدتهم.
تعيش القرية حالة من الصدمة والحزن حيث كانت العائلة الضحية معروفة بدفئها وعطفها وفور انتشار خبر الحادث المأساوى انتشرت الأنباء عن حزن الجيران وأصدقاء العائلة. لم يتم العثور على أى مؤشر يشير إلى وجود أى نوايا إجرامية أو شبهة جنائية وراء هذا الحادث المأساوى إن ذلك يعزز الاحتمال الأكبر لوجود عامل غير مقصود أو خطأ فنى قد تسبب فى هذه الفاجعة.
فى البداية تم التشكيك فى أسباب الوفاة ولكن شهود عيان أكدوا أن السبب الرئيسى للوفاة كان اختناقهم بسبب جهاز التكييف دون تهوية كافية فى المنزل، ومع ذلك تم تداول شائعات بشأن أنها قد قامت بقتل أطفالها ومن ثم الانتحار، ولكن شهود العيان والمقربين من الاسرة نفوا هذه الادعاءات واصفينها بــ«الشائعات الكاذبة».
عبر أحد الأهالى فى القرية عن حزنه بسبب تلك الكارثة الأليمة وعن عمق الصدمة التى تأثر بها أهالى قرية نجع سبع بعد ما حدث مؤكداً أنهم متعاطفون مع الأسرة المفجوعة ويشعرون بالألم الذى يمر به الأب نتيجة فقده الأم وأبناءها وفى الوقت نفسه نفى أحد شهود العيان ما تردد من أقاويل بأن الأم قد قامت بقتل نفسها بعد قتل أطفالها الأربعة.
أوضح أحد الجيران أن الواقعة تكشفت بقيام سيدة من أحد الجيران قامت بطرق باب منزل الأسرة الضحية للاطمئنان على الأم فاكتشفت الوفاة، وعلى الفور أخطر الأهالى قوات الشرطة وحاولوا إنقاذ الضحايا ولكنهم كانوا قد توفوا، وأشار شاهد آخر فى حديثه لــ«الوفد» إلى أن المنزل لم يكن مجهزًا بأية إجراءات أمان ما تسبب فى تفاقم الحادث وارتفاع عدد الضحايا وقال الشاهد « جهاز التكييف الصحراوى المستخدم فى المنزل احتمال ان يكون فى حالة تلف أو تلف فجأة وعدم وجود صيانة مناسبة أدى إلى حدوث الحادث المروع».
وفقًا لروايات الشهود كان الأفراد الخمسة داخل منزلهم فى قرية نجع سبع وبينما كانوا نائمين قاموا بتشغيل جهاز تكييف الهواء فى الغرفة وإغلاق جميع المنافذ وخلال ساعات النوم وقع حادث اختناق مروع لتلك الأسرة وقد أدى هذا الاختناق المأساوى إلى وفاتهم جميعاً كما تم تأكيده فى تقرير الطب الشرعى وتحريات المباحث الجنائية أن السبب الرئيسى وراء وفاتهم هو اختناقهم بسبب انقطاع الأكسجين فى الغرفة نتيجة تشغيل تكييف صحراوى وإغلاق منافذ الهواء واستبعاد أى شبهة جنائية أو عمل إجرامى.
تعود وقائع الحادث الى تلقى اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط إخطارا من اللواء جاد توفيق مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط بالعثور على أم وأطفالها الأربعة متوفين بمنزل مجاور لنقطة شرطة قرية نجع سبع.
وعلى الفور وصلت فرق الإسعاف والمباحث وقوات الأمن والعقيد محمود بدوى مفتش مباحث مركز شرطة أسيوط وتبين العثور على الوفيات نهاد محمود وشيماء محمود وإسراء محمود وعبدالراضى محمود ومحمد محمود ولا توجد شبهة جنائية، ومن خلال الفحص والتفتيش والطب الشرعى والأدلة الجنائية لفحص الجثث تبين أنهم توفوا بسبب نقص الأكسجين نتيجة قيام التكييف الصحراوى بتحويل الأكسجين من الغرفة نتيجة إغلاقها بإحكام والأم وأطفالها ينامون فى الغرفة ما أدى إلى وفاتها.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأذنت النيابة بدفن الجثث فور وصول والدهم من السعودية وقام أهالى قرية نجع سبع بتشييع الجثث إلى مثواهم الأخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة أسيوط كارثة مروعة حالة من الهلع
إقرأ أيضاً:
مصرع وإصابة 13 بحادث تصادم ميكروباص بشجرة في الدقهلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقي سائق مصرعه واصيب 12 آخرون اثر تصادم سيارة ميكروباص أجرة بشجرة علي طريق "ميت فارس - بنى عبيد"، امام قرية الديسة بمحافظة الدقهلية، وجري نقل 8 مصابين بإصابات خطيرة إلي مستشفى بني عبيد التخصصي لتلقي العلاج اللازم.
تلقي اللواء دكتور حسام عبدالعزيز، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ للعميد جمال الدين محمود السيد، مأمور مركز شرطة بني عبيد، من إدارة شرطة النجدة باصطدام سيارة ميكروباص بشجرة علي طريق "ميت فارس - بني عبيد"، ووجود متوفي وعدة مصابين.
انتقلت سيارات الإسعاف وضباط وحدة مباحث مركز شرطة بني عبيد بقيادة الرائد محمد صلاح، رئيس المباحث، إلى مكان البلاغ وبالفحص تبين وقوع الحادث امام قرية الديسة دائرة المركز، وتبين مصرع "عبد القادر أحمد ابراهيم، سائق السيارة ".
كما أصيب خلال الحادث كل من : ام السيد السيد أحمد 38 سنة ،ياسمين حامد ممدوح محمد 27 سنة، نيرة حسين السيد، 27 سنة، محمد مصباح عثمان 43 سنة، بسمة خالد أحمد محمد، طالبة بالإعدادية نور حسن السيد، 47 سنة، أشرف عبد العليم عند 52 سنة، أحمد عيد جمعه محمد 5 سنوات، خديجة على شعبان الشناوي 65 سنة، جمعة محمد السيد الغنام 70 سنة، أميرة كامل السيد محمد 37 سنة، محمد مصباح عثمان أحمد 43 سنة.
جري نقل 8 حالات منهم اتصالاتهم بإصابات خطيرة إلى مستشفى بني عبيد التخصصي لتلقي العلاج اللازم، بينما انصرف 5 منهم من مكان الحادث.
تحرر عن ذلك المحضر لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وأخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.