ماذا يحدث للجسد إذا مات شخص ما في الفضاء؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
ربما كان على رواد الفضاء الأوائل أن يتقبلوا فكرة الموت أثناء رحلاتهم البعيدة إلى الفضاء، فهي احتمال وارد خصوصا وأن العالم كله كان يتلمس خطواته الأولى خارج حدود الأرض.
وعلى سبيل المثال، وقبل وصول رحلة الفضاء الأولى "أبولو 11" إلى سطح القمر عام 1969، حاملة معها نيل أرمسترونغ ورواد الفضاء الآخرين، كان الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون مستعدا لإلقاء خبر وفاتهم هناك وقد بدأ خطابه الاحتياطي الذي لم يضطر لحسن الحظ لإلقائه، بعبارة "لقد قدر أن الرجال الذين ذهبوا إلى القمر للاستكشاف بسلام سيبقون على القمر ليرقدوا بسلام".
ولكن، ماذا لو حدثت وفاة بالفعل على سطح القمر أو في محطة الفضاء الدولية أو خلال الرحلات الطويلة التي تعدها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" للذهاب إلى المريخ؟ هل يوجد بروتوكول معين يجب اتباعه للتعامل مع الجسد؟
وربما يتوقع البعض أنه يتم التعامل مع جسد المتوفي في الفضاء مثلما يتعامل البحارة مع خسائرهم البشرية بإلقائها في البحر، ولكن هذا الأمر يعد محظورا بموجب القوانين والمعاهدات الدولية.
وتنص اتفاقية الأمم المتحدة على أنه لا يمكنك رمي النفايات في الفضاء، وهذا يشمل إلقاء الجثث، لأن الأجسام العائمة بالفضاء يمكن أن تصطدم بمركبات فضائية أخرى أو حتى تطفو إلى كواكب غريبة وتستعمرها بشكل فعال بالبقايا البشرية وأية بكتيريا وكائنات حية أخرى قد تعيش على الجسم وداخله.
دفن الجثث على سطح القمر أو المريخ محظور دوليا (غيتي إيميجز) كم شخصا مات في الفضاء؟منذ بدأ الإنسان رحلة استكشافه للفضاء قبل ما يزيد على 60 عاما، توفي 20 شخصا تقريبا، 14 رائد فضاء في مآسي مكوك الفضاء التابع لناسا عامي 1986 و2003 و3 رواد فضاء خلال مهمة "سويوز 11" عام 1971، و3 رواد فضاء في حريق منصة إطلاق "أبوللو 1" عام 1967.
وكما هو واضح ووفقا لموقع "أسترونومي" فإن غالبية هذه الوفيات حدثت إما على الأرض أو في غلافها الجوي، تحت الحدود المقبولة للفضاء والتي تسمى "خط كارمان" الذي يستخدم للتفرقة بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي ويبدأ على ارتفاع حوالي 100 كيلومتر فوق سطح البحر.
ومع ذلك، ومن بين ما يقرب من 550 شخصا ذهبوا في رحلات إلى الفضاء حتى الآن مات ثلاثة فقط هناك.
منذ بدء استكشاف الفضاء قبل 60 عاما توفي 20 شخصا تقريبا (غيتي إيميجز) الموت بالقرب من الأرضبالنسبة لمحطة الفضاء الدولية، فإنه لم يمت على متنها أحد حتى الآن، وعادة يقضي رواد الفضاء مدة قصيرة على متنها، تكون 6 أشهر فقط كل مرة، ويخضعون جميعا لفحص طبي مكثف قبل أن تتم الموافقة على رحلاتهم الفضائية.
ويتضح -من تقارير ناسا- أنها تركز على الوقاية أكثر من التركيز على ما يجب فعله إذا مات رائد فضاء بالفعل في الفضاء.
ولكن في حال توفي شخص ما على متن محطة الفضاء الدولية، أو كان في مهمة في مدار منخفض حول الأرض، فيمكن للطاقم إعادة الجثة إلى الأرض في كبسولة في غضون ساعات.
وأما إذا حدثت الوفاة على سطح القمر، فيمكن للطاقم العودة إلى الأرض بالجثة في غضون أيام قليلة. ويوجد لدى ناسا بروتوكولات مفصلة لمثل هذه الأحداث، وفقا لإيمانويل أوركويتا أستاذ طب الفضاء وطب الطوارئ، كلية بايلور للطب، في مقاله على موقع "ذا كونفرسيشن".
وبسبب هذه العودة السريعة، فمن المحتمل ألا يكون الحفاظ على الجثة هو الاهتمام الرئيسي لناسا، ولكن الأولوية الأولى هي التأكد من عودة الطاقم المتبقي بأمان إلى الأرض.
ناسا تخطط لإنشاء مستعمرات على المريخ ولكن كيف سيتم التعامل مع حالات الموت؟ (غيتي إيميجز) الموت على سطح المريخيوجد لدى ناسا بالفعل خطط لإرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، وتعمل شركات خاصة مثل "مارس 1″ و"سبيس إكس" على إعداد الخدمات اللوجستية لإنشاء مستعمرات بشرية على سطح هذا الكوكب الأحمر. ربما لا تزال هناك بضعة عقود من الزمن أمام الرحلات المأهولة إلى المريخ لكنها تبدو حتمية كما هو الحال مع احتمال وفاة شخص ما في الفضاء سواء أثناء طريقه إليه أو على سطحه.
وإذا مات رائد فضاء وهو في طريقه للمريخ، لن يتمكن الطاقم من الالتفاف والعودة خلال رحلة مقدارها 300 مليون ميل. وبدلا من ذلك، يرجح أن يعود الجسم إلى الأرض مع الطاقم نهاية المهمة والتي ستكون بعد عامين تقريبا.
وما يعيب هذه الخطة أنه لن يكون من العملي إبقاء جسم بشري على متن سفينة فضائية طول الرحلة الطويلة إلى المريخ. فهذا يمكن أن يعرض صحة الطاقم للخطر جسديا وعقليا. كما أن المركبات الفضائية باهظة الثمن بحيث إن إضافة ضريح صغير إلى أي سفينة سيكون بمثابة إضافة بملايين الدولارات.
وأحد المقترحات الأكثر إثارة للاهتمام للتعامل مع الموت بالفضاء هو "حقيبة الجسد" وهي عبارة عن كيس نوم محكم يتم ضغط جثة بشرية فيه ثم تعريضه لدرجات حرارة متجمدة بالفضاء الخارجي. ثم تعاد الجثة إلى ظهر المركبة الفضائية ويتم هزها بشدة حتى تتحطم متحولة إلى طحين مقداره 50 رطلا تقريبا. في هذه الحالة يمكن تعليق غبار الجسم خارج المركبة حتى تصل إلى وجهتها.
أما في حال مات رائد الفضاء بعد هبوطه على سطح المريخ. فإنه تقريبا لا توجد إجابة لما يجب فعله. هل يمكن حرق جثته للتخلص منها مثلا؟ بالطبع لا لأن حرق الجثث غير مرغوب فيه هناك فهو يتطلب الكثير من الطاقة التي يحتاجها الطاقم الناجي لأغراض أخرى.
كما أن الدفن ليس فكرة جيدة حيث يمكن للبكتيريا والكائنات الحية الأخرى الموجودة بالجسم أن تلوث سطح المريخ. وسيكون من المرجح أن يحتفظ الطاقم بالجثة في الكيس المخصص حتى يمكن إعادتها إلى الأرض.
لكن كل هذه السيناريوهات لن تنطبق إلا إذا مات شخص ما في بيئة مضغوطة مثل محطة فضائية أو مركبة فضائية.
كيفية تعامل رواد الفضاء مع الموت مازالت مجهولة (غيتي إيميجز) هل يمكن استخدام جسد الميت سمادا؟تتضمن خطط ناسا و"مارس 1″ وان لزيارة المريخ قيام رواد الفضاء بزراعة محاصيلهم الخاصة على الكوكب الأحمر. ويعد استخدام الأجسام البشرية بعد الوفاة كسماد إحدى الأفكار الجذرية، ولكن وفقا لموقع ساينس ألرت، فإنه لا يبدو من المرجح أن هذه الفكرة سوف تنتشر على الإطلاق. لقد كان من المحرم دائما استخدام جثث الموتى من أجل "أغراض مفيدة".
ويعد الموت قضية إنسانية عميقة، لكن بالنسبة لرحلات الفضاء طويلة المدى يجب أيضا التعامل معها على أنها مكلفة ومسألة عملية.
ولا يزال هناك الكثير من الأشياء المجهولة حول كيفية تعامل رواد الفضاء مع الموت. إنها ليست مجرد مسألة ما يجب فعله بالجسد. ولكن مساعدة الطاقم على التعامل مع الخسارة والعودة للأرض لا تقل أهمية عن التعامل مع بقايا الميت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رواد الفضاء التعامل مع إلى المریخ فی الفضاء سطح القمر إلى الأرض إذا مات على سطح شخص ما
إقرأ أيضاً:
بعد استهدافها تل أبيب | ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مسؤول، السبت، أن إسرائيل تسعى لبناء تحالف في المنطقة ضد الحوثيين، في خطوة تهدف إلى التصدي للنشاطات العسكرية التي تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
وفي ذات السياق، أفادت الهيئة بأن إسرائيل تدرس إمكانية إطلاق حملة اغتيالات ضد قادة الحوثيين في المستقبل القريب، ضمن استراتيجية ردع تستهدف تقويض القدرة العسكرية للمجموعة المدعومة من إيران.
وصباح السبت، أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن استهداف تل أبيب بصاروخ باليستي فجر اليوم.
لا تستطيع أن تقف أمام إرادة المقاومفي هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية إن منظومة الدفاع الجوي منظومات شديدة التطور والحداثة ولكنها لا تستطيع ان تقف امام ارادة المقاوم ، مشيرا إلى أنه لن تتمكن كل المنظومات من انها تعمل بكفاءة مئة بالمئة بل من الممكن ان ينفلت بعضها ، ولفت إلى أن اسرائيل وان كانت مدعومة من الجانب الامريكي باحدث انواع الاسلحة لكن هناك مقاومة على جبهات كثيرة .
واضاف طارق البرديسي خلال تصريحات لــ"صدى البلد "ولكن الاستعلاء والقوة المفرطة من الجانب الاسرائيلي لن تجلب له في نهاية المطاف الامن الشامل والكامل والنجاح الاستراتيجي النهائي، فلابد من حدوث تسوية.
وتابع البرديسي: أسوأ السيناريوهات هي أن اليمن يتلقى ضربات من الجانب الاسرائيلي، ويبقى هنا السؤال الكبير هل استطاع الموساد ان يصل ويخترق الحوثي كما اخترق حزب الله.
بعد يومين من قصف إسرائيل لصنعاءمن جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، بأن الحل في اليمن يكمن في إيران، مشيرًا إلى أن على إسرائيل عدم الاكتفاء بالرد على الحوثيين فقط، بل يجب أن يكون هناك تحرك شامل في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.
كما نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن تصاعد الصراع مع الحوثيين يتطلب تجنيد كامل للإدارة الأميركية، من أجل زيادة الهجمات على اليمن.
وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم الحوثيين إن الاستهداف تم بواسطة «صاروخ باليستي فرط صوتي، من نوع فلسطين2، حيث أصاب الصاروخ هدفه بدقة، ولم تنجح المنظومات الدفاعية والاعتراضية الإسرائيلية في التصدي له»، مؤكدا أن الحوثيون مستمرون في دعمهم وإسنادهم لغزة حتى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي ارتفاع عدد الإصابات جراء الصاروخ الذي أطلق من اليمن على تل أبيب إلى 16 مصابا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية فشلت في اعتراض الصاروخ، مضيفا أنه يجري التحقيق في الواقعة فيما أظهرت مقاطع مصورة سقوط الصاروخ في منطقة حيوية في تل أبيب.
وجاء هذا الاستهداف اليمني لتل أبيب بعد يومين من قصف إسرائيل لصنعاء.
أمس الأول، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت ضربات جوية استهدفت «أهدافًا إرهابية حوثية» في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الساعات الأولى من صباح الخميس، حيث كانت 14 طائرة في الجو أثناء إطلاق اليمن صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل.
وزعم الجيش أن المواقع التي تم استهدافها كانت تستخدم من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية، بما في ذلك تهريب الأسلحة الإيرانية إلى داخل اليمن.
وأشار إلى أن الموانئ والبنية التحتية للطاقة في صنعاء تعرضت للضربات خلال العملية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الهجمات المستمرة من الحوثيين دفعت إسرائيل إلى تنفيذ هذه العملية كـ«هجوم مضاد».
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ باليستي وما يزيد على 170 طائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل.
وعلى الرغم من أن معظمها تم اعتراضه من قبل الدفاعات الأميركية والإسرائيلية، إلا أن 22 منها نجحت في اختراق الأجواء الإسرائيلية.
وخلال الفجر، استهدفت الموجة الأولى من الهجوم الساحل اليمني، بينما ضربت الموجة الثانية العاصمة صنعاء.
وأكد الجيش أن عشرات الأهداف في خمس مناطق رئيسية تعرضت للقصف، بما في ذلك الحديدة، رأس عيسى، ومناطق ساحلية أخرى، إلى جانب العديد من الموانئ الصغيرة مثل الصليف.
وأوضح الجيش أن الضربات استهدفت منشآت حيوية مثل الكهرباء والنفط التي يعتمد عليها الحوثيون في تمويل عملياتهم العسكرية.
ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في الـ7 من أكتوبر 2023.
ووفقا للصحيفة فإن "الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية اعترضوا معظم الصواريخ والمسيرات التي أطلقت من اليمن".
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت فشله في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وسقط في تل أبيب، وسط تقارير عن وقوع عدد كبير من الإصابات.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن أطباء، بأن ما لا يقل عن 14 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة، معظمهم بسبب الزجاج المكسور، نتيجة الهجوم، مشيرة إلى أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا أثناء هروبهم إلى الملاجئ.
ولاحقا، أفادت نجمة داود الحمراء بأن 16 شخصا أصيبوا بشظايا الزجاج عقب الهجوم الصاروخي الباليستي من اليمن، تم نقلهم إلى مستشفيات وولفسون وإيخيلوف، وأصيب 14 شخصا آخرين في طريقهم إلى المنطقة المحمية وتم تحديد 7 إصابات بصدمة نفسية.
وأمس الجمعة، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، أنها نفذت عمليتين عسكريتين بعدد من الطائرات المسيّرة ضد "أهداف حيوية" جنوب ووسط إسرائيل، إحداهما بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلحة.
وسبق أن أعلن الحوثيون يوم الخميس الماضي تنفيذ 3 عمليات عسكرية على مواقع إسرائيلية، بالتزامن مع غارات إسرائيل على صنعاء والحديدة.