جولدا :اعترف إسرائيلي بهزيمة تل أبيب في حرب ١٩٧٣
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
المخرج:قدمت أدلة عن هزيمتنا رغم أكاذيب الأفلام الأمريكية والبريطانية
الفيلم يوثق الخسارة الفادحة للاحتلات الإسرائيلي
اللعنات طاردت مائير حتي بعد وفاتها
العمل استند إلي وثائق تاريخية صادرة عن لجنة أجرانات
انطلقت عروض فيلم «جولدا مائير» فى دور العرض الأمريكية منذ أيام قليلة، وهو الفيلم الأول من نوعه إنتاج إسرائيلى الذى يؤرخ لهزيمة إسرائيل فى حرب 1973، وفشل المخابرات الإسرائيلية فى كشف وتصديق ميعاد شن الجيش المصرى هجماته فى السادس من أكتوبر عام 1973 لتحرير سيناء وعبور قناة السويس إلى الضفة الشرقية، جنبا إلى جنب هجوم الجيش السورى لتحرير الجولان فى يوم «عيد الفصح» الإسرائيلى، ويركز الفيلم على شخصية السيدة «جولدا مائير» رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، والتى خانها ذكاؤها وأخفق جهاز مخابراتها فى تنبيهها وتنبيه قيادة الجيش الإسرائيلى ووزير الدفاع «موشى ديان» بهجمات الجيشين المصرى والسورى لتحرير أراضيهم مسبقا، بالإضافة إلى عدم قدرة هذا الجيش الذى كان يعلن أنه لا يقهر على اللحاق بإغاثة وحداته الرابطة على الجبهتين المصرية والسورية بغطاء دفاع جوى، وعاشت جولدا مائير «يلعنها» ضحايا حرب أكتوبر من ضباط الجيش الإسرائيلى السابقين الذين عاصروا هذا اليوم الذى وصفوه «بالبركان» على حد وصف «عمنون داننكنر» أحد ضباط الجيش الإسرائيلى على جبهة الجولان فى حرب 6 أكتوبر 1973 والذى فرح عند سماع وفاة جولدا مائير هو وزملاؤه من ضباط جيش الحرب والذين كانوا يصفون مائير «بالكارثة» التى حلّت على بلادهم، وقد فقدت إسرائيل أكثر من 3 آلاف جندى وضابط، بالإضافة إلى 9 آلاف جريح و400 أسير أثناء هذه الحرب، وكادت أن تفقد وجودها حسب تعبير الكاتب الأمريكى جوناثان برودر فى صحيفة «سباى توك».
يرى الكاتب الأمريكى والناقد جوناثان برودر أن الفيلم يمثل نقلة نوعية فى صناعة السينما الإسرائيلية، فهو يبتعد عن المعالجات المتكررة عن مكافحة الإرهاب التى اعتادوا عرضها خلال السنوات الماضية، حيث ظهرت المعالجة السينمائية والقصصية مغايرة لتصوير اليهود كأبطال والعرب كإرهابيين ومهزومين فى الأفلام الأمريكية والبريطانية، فقد ظهر الجانب المظلم لأحوال الجيش الإسرائيلى فى 1973، وكذلك العنف والاضطهاد الذى يعامل به أفراد الجيش وقيادته للعرب والفلسطينيين، وهو ما اعتبره الناقد جانبا دراماتيكيا متميزا وفارقا فى السرد السينمائى الإسرائيلى.
وقال مخرج الفيلم جاى نيتيف، وهو إسرائيلى فى حواره مع صحيفة «سباى توك» الأمريكية إنه أراد أن يقول الحقيقة فى هذا الفيلم، ويؤكد على هزيمة الجيش الإسرائيلى فى هذه الحرب وليس كما سردت كل الأفلام التى عالجت هذه القضية بأننا انتصرنا وجولدا مائير كانت أحد أبطال إسرائيل حسب قوله، وقد بنى كاتب السيناريو نيكولاس مارتين أحداث الفيلم بناء على دراسات فى التاريخ الإسرائيلى والمصرى والأمريكى ودعّمها بوثائق لجنة تقصى الحقائق «لجنة أجرانات» التى بحثت أسباب وذرائع خدعة الجيشين المصرى والسورى للمخابرات الإسرائيلية وتمكنهم من الهجوم الكامل حتى آخر اللحظات، وأوضح مخرج الفيلم ناتيف أن المادة التى تم عرضها استندت أيضا إلى تصريحات المعاصرين للأحداث الحقيقية على رأسهم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى آنذاك زيفى زامير، والمتحدث الرسمى باسم جولدا مائير ميرون ميدزينى وحتى حارسها الخاص، مضيفا أن جلسات النقاش التى جمعت بينه وكاتب السيناريو مارتين غيروا فيها وجهة أحداث الفيلم من التركيز بنسبة 80% على حرب 1973 و20% فقط على شخصية جولدا مائير إلى العكس تماما، وفى أحد تصريحات المخرج جاى نتيف لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أكد تعرض جولدا مائير للوم واللّعنات والتوبيخ أثر الهزيمة بسبب كونها سيدة وتتولى هذه المسئولية الضخمة قبل وأثناء الحرب دون غيرها من قيادات الرجال رغم اشتراكهم معها فى المسئولية والهزيمة. وهو ما أراد المخرج إبرازه إلى جانب نقطة ضعفها وسوء تقديرها نظرا لطبيعتها كامرأة التى يغلب عليها العاطفة رغم اللحظات المصيرية والخطيرة، ورغم ذلك يقول جاى تنتيف إنه أخرج هذا الفيلم «ليرد به الجميل» لجولدا مائير بعد أن ظلمها الجميع وحملّوها وحدها مسئولية الهزيمة.
وبدت الفنانة الأمريكية صاحبة جوائز الأوسكار هيلين ميرين وكأنها جولدا مائير الحقيقية تتحدث إلينا الآن وقد يخدع المشاهد إن لم يقرأ اسم الممثلة على الشاشة كما يروى مخرج الفيلم جاى نيتيف الذى استعان بالماكير البارع حاصد الجوائز العالمية عن عدة أفلام من بينها فيلم «إليزابيث الأولى».
وعرض الفيلم المناقشات التى دارت وراء الأبواب بين الشخصيات العالمية من بينها هنرى كيسينجر الذى كان يعتبر جولدا مائير فى مقام جدته، وكان حديثه معها يخرج عن الرسميات ووصل إلى حد «التوسل» إليها بأن تستسلم للأمر الواقع بانتصار العرب وترضخ للسلام بعد الضغوط والأزمات التى وضعها العرب أمام الولايات المتحدة فى قطع إمدادات النفط عنهم أثناء الحرب، لأنه أولا أمريكى ويحرص على مصالح بلاده قبل أن يكون يهوديا، إلا أنه أعاد اتصاله بالسيدة جولدا فور عودته إلى واشنطن وأخبرها بإرسال السفن والطائرات الحربية إلى إسرائيل، والتى أدت إلى وقف إطلاق النار.
ركز الفيلم على بعض الأجزاء الإنسانية ورفع النقاب عن إصابة جولدا مائير بمرض سرطان الدم طوال 12 عاما قبل حرب أكتوبر 1973 وهو ما لم تكشفه «المرأة الحديدية» كما اعتادو أن يلقبوها حتى لوزرائها حتى عرف بعد وفاتها فى 1978.
وأرخ الفيلم لزيارة الرئيس السادات لإسرائيل التاريخية وأظهر روح الدعابة المتبادلة بينه وبين وجولدا مائير بعد أن كانا يتبادلان التهديدات بعد ضربة مصر فى السادس من أكتوبر 1973، واتسمت المعالجة الدرامية لكثير من المشاهد بالعمق، حيث جاءت لحظات ومشاهد توقيع اتفاقية السلام «كامب ديفيد» فى واشنطن 1978 أثناء وجود جولدا مائير على فراش المرض قبيل موتها بأيام.
أما عن ردود الأفعال تجاه الفيلم قال جيوين مائير حفيد السيدة جولدا إنه عندما شاهد الفيلم شعر وكأنه أمام جدته الحقيقية خصوصا عن مقابلته للفنانة الأمريكية هيلين ميرين التى كانت على وعى كامل بشخصية جدته السيدة جولدا وردود أفعالها أثناء الأحداث الجسام التى عاصرتها، فقد عاشت ميرين لمدة عام فى معسكرات ومستوطنات اليهود فى الأراضى المحتلة وقامت بالأعمال التطوعية التى كانت تقوم بها جولدا مائير فى شبابها مثل جنى المحاصيل الزراعية حتى تشعر بالخلفية الحياتية لشخصية جولدا مائير والتى لعبت أدوارا مؤثرة فى شخصيتها من الناحية الإنسانية، وعند عرض الفيلم فى القدس وباقى المدن الإسرائيلية خاصة بعد تعاقب الأجيال الجديدة منذ 50 سنة حتى الآن ممن شاهدوا الفيلم ولم يعاصروا الأحداث آنذاك اختلفوا جميعا فى الآراء، حيث عاد وحملّها الكثيرون المسئولية بما أنها رئيسة الوزراء آنذاك بغض النظر عن خذلان قادة الجيش والمخابرات لها وأنصفها آخرون حيث لم يروا أنها اقترفت أية أخطاء وقامت بما أملته عليها مسئوليتها وضميرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العرض الأمريكية لتحرير سيناء عبور قناة السويس الجیش الإسرائیلى جولدا مائیر
إقرأ أيضاً:
اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال اللواء وائل ربيع إنه لم يتوقع أحد ما حدث في سوريا حيث تراجع الجيش أمام الفصائل المسلحة رغم أن هذه الفصائل لا تملك أي أسلحة ثقيلة وهذا ما أوحى بأن ما جرى كان في إطار اتفاق.
وكشف ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر خلال الندوة التي نظمتها لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل النقابة أن الجيش السوري لم يتلق راتبه منذ ٦ أشهر.
ونوه إلى أن الجيش السوري لم يحارب منذ عام 1973 وحينما اندلعت المواجهات المسلحة في 2011 تمت مواجهتها عن طريق الجيش الروسي والمسلحين الإيرانيين.
وأكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بها على أن منطقتنا العربية أصبحت وكأنها قدر مكتوب عليها أن تبقى ومعها حياة شعوبها على صفيح ساخن طوال الوقت، فلايمضى عام تلو الآخر إلا ونرى المزيد من التحديات فى مواجهتها، والكثير من الصراعات مستمرة عليها، والمزيد من التوترات والانتهاكات التى وصلت إلى حد سفك الدماء من دولة الاحتلال ضد الأبرياء العرب،فى فلسطين ولبنان وغيرها تحولت أمام العالم وكأنه أمر عادى ومعتاد دون.
وقال على هامش ندوة " سوريا.. ومستقبل المنطقة " التى نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين: كل هذا يأتى فى ظل مجتمع دولى يعيش وكأنه لايسمع ولايرى، أوأنه يسمع ويرى الحقيقة بعينيه، لكن المشهد اصبح رائقا له، بل ورُبما يحث عليه لتحقيق مصالحه فى المنطقة، التى تسعى دولها أن تعيش فى هذا الأمان الذى يكفله لها المواثيق وأهداف المنظمات الدولية، لكنهاعلى المحك تجد وجهًا آخر ليتحول هذا الأمان إلى خوف، والسلام إلى حرب، والمستقبل إلى ماض بممارساته المستمرة من الظلم والواقع المرير على دول بسبب دول أخرى لاتترك لها سوى فُتات العيش وأدنى مقوماته.
مشيرًا إلى أنه فى هذا السياق تأتى ندوة لجنة الشئون العربية عن مستقبل المنطقة العربية، بعد عام مرير من الأحداث عليها، أنهت أيامها الأخيرة بما جرى فى سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، وصعود قوة جديدة، الكثيرون يبحثون فى ماهية وجودها وتداعيات ذلك ليس على سوريا فقط، ولكن على المنطقة كلها، بعد هذا الصعود السريع والمفاجئ لها.
فكان هذا اللقاء الذى دعونا فيه قامات كبيرة لتقدم رؤاها وتحليلها، فيما حدث خلال العام التى انتهت بماجرى فى سوريا، وكيف ترى المستقبل فى المنطقة فيما هو قادم، وفى مقدمة هذه القامات المفكر والسياسى البارع د. مصطفى الفقى، الأستاذ الذى تعلم على يديه أجيال وأجيال علوم السياسة، مابين النظريات والتطبيق، وصاحبتها التجربة العملية، التى جعلته دائما قريبًا من الأحداث، ودائرة صناعة القرارات وبخبرته وحنكته ووطنيته بقى عطائه إلى الآن فينتظره الكثيرون للاستماع إلى رؤيته فى هذا اللقاء الهام، وهو السياسي المصري، الذى شغل سابقا منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة وكان سفيرًا لمصر فى النمسا، وسلوفانيا وكرواتيا، ومستشار السفارة المصرية في «الهند» وأستاذ العلوم السياسية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية، ورئيس الجامعة البريطانية في مصر وعضو لجنة الشرق الأوسط في اتحاد البرلمان الدولي اللجنة الاستشارية لاتحاد البرلمان الدولي الخاصة بالأمم المتحدة ومدير مكتبة الإسكندرية.
وأيضًا فى هذا اللقاء كانت الدعوة للسفير حازم عهدى خيرت سفير مصر الأسبق بدمشق، فهو صاحب التجربة العملية هناك على مدار أربعة سنوات هناك فى الفترة من 2003 إلى 2007، وكان سفيرا لمصر فى تشيلى ودولة الاحتلال الإسرائيلى، غير عمله فى سفارات مصر فى هولندا وواشنطن، ودوره الدبلوماسى على مدار تاريخه بالخارجية المصرية، وهو الآن مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للتعاون الدولى.
وكذلك سيادة اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، بخبرته العسكرية والعلمية، ورؤاه الاستراتيجية التى نستعين بها فى التحليلات الموضوعية للجانب العسكرى، والمرتبطة بعناصر الأمن القومى، ونحن فى أشد الاحتياج للإستماع إليها الآن، فى ظل هذه التوترات العصيبة سياسيًا وعسكريًا فى المنطقة.
وأيضًا اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، عضو مجلس الشيوخ، المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى بخبرته العلمية والعملية، والسياسية، على الأرض، لنرى معه تحليله، لواقع الأمن القومى العربى فى ظل هذه التوترات فى سياقه العسكرى.