هل تُجري أوكرانيا انتخابات رئاسية تحت القصف؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
في ظروف عادية، من المقرر أن يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الناخبين الربيع المقبل. ويقول المحللون إنه في زمن الحرب من غير المرجح إجراء الانتخابات، لكن هذا الاحتمال يتسبب ببعض القلق في كييف.
الخطوة الأولى هي النصر، والخطوة التالية هي كل شيء آخر
وكتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في كييف أندرو إي.
لكن زيلينسكي لا يستبعدها بالمطلق. فولايته التي تمتد خمسة أعوام تنتهي في بضعة أشهر، ولو لم يكن منشغلاً بالحرب، لكان يستعد للتنحي أو بدء حملة من أجل ولاية ثانية.
ويعتبر المحللون أن احتمال إجراء انتخابات في زمن الحرب غير وارد، وأنه بمقتضى القانون العرفي، فإن الانتخابات يتم تعليقها. ومع ذلك، ثمة حديث في أوساط الطبقة السياسية في كييف مفاده أن زيلينسكي سيسعى إلى اجراء الانتخابات، وسط مضاعفات بعيدة المدى على حكومته والحرب والخصوم السياسيين، الذين يخشون أنه سيفوز بولاية ثانية في بيئة تكون فيها التنافسية الانتخابية مستحيلة.
Zelensky’s First Term Is Almost Up. No One’s Sure What Happens Next. https://t.co/nUaMgxgmKK
— Milan Paurich (@milanpaurich) October 5, 2023 ضغط على أوكرانيا
ويأتي الجدل حول الانتخابات على خلفية تصاعد الضغط على أوكرانيا كي تثبت للمانحين الغربيين أن فيها حكماً رشيداً، وهو ما يروج له زيلينسكي، في حين يقول المعارضون أن إجراء الانتخابات من جانب واحد في زمن الحرب من الممكن أن يضعف تلك الجهود.
وجمعت عريضة تعارض إجراء مثل تلك الانتخابات 114 توقيعاً من ناشطين في المجتمع المدني.
وتقول الصحيفة إن أي تفويض انتخابي جديد قد يقوي يد زيلينسكي في أي قرار حول الالتزام بقتال مديد، أو عزله في حال أدت تسوية نهائية مع روسيا إلى إضعاف شعبيته والحاق الضرر بفرص انتخابه لاحقاً.
وسبق لزيلينسكي القول إنه يفضل الانتخابات، لكن فقط إذا كان في مقدور مراقبين دوليين المصادقة على حريتها ونزاهتها وشموليتها، كما أنه أتى على ذكر عدد من العقبات التي يمكن أن تحول دون إجراء الاقتراع. أما الخصوم فكانوا أكثر تحديداً في رفض الانتخابات، التي كانت مقررة قبل الغزو الروسي في مارس (آذار) وأبريل(نيسان) من العام المقبل، قائلين إن الحرب تسببت بكثير من الاضطرابات التي تحول دون إجراء الانتخابات بشكل سليم.
بريتولا
ويقول سيرهي بريتولا الشخصية المعارضة ومدير جمعية خيرية تساعد الجيش إن "الخطوة الأولى هي النصر، والخطوة التالية هي كل شيء آخر" بما في ذلك السياسات المحلية في أوكرانيا. وتظهر استطلاعات الرأي بريتولا دائماً ضمن الشخصيات الثلاث الأكثر احتراماً في البلاد إلى جانب زيلينسكي وقائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني.
وبريتولا، الممثل الكوميدي السابق، قد شكل لجنة استكشافية للترشح للبرلمان قبل الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، متبعاً مسار الانتقال من الفن إلى السياسة على خطى زيلينسكي الذي كان يلعب دور الرؤساء في المسلسلات التلفزيونية قبل أن يفوز بالرئاسة في 2019. وفي الوقت الحاضر أوقف بريتولا كل النشاطات السياسية خلال الحرب.
وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومات الأوروبية التي تساند أوكرانيا عسكرياً، لم تتطرق في العلن إلى الانتخابات. لكن الفكرة حازت على مزيد من الانتباه عندما قال السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا ليندسي غراهام، إن أوكرانيا يجب أن تمضي في إجراء الانتخابات على رغم الحرب.
ويتعين على أوكرانيا من أجل إجراء الانتخابات أن ترفع على الأقل مؤقتاً الأحكام العرفية في حال الاقتراع لاختيار البرلمان أو أن تعدل القانون في حال الاقتراع لاختيار الرئيس.
ومن بين الجمهوريات السوفياتية السابقة، فإن أوكرانيا هي البلد الأكثر تعداداً للسكان الذي نجح في التحول الديموقراطي. لكن نظامها القضائي ينخره الفساد، كما أسيئت إدارة نقل ممتلكات الدولة إلى القطاع الخاص، في حين أن الانتخابات فيها كانت تعتبر حرة ونزيهة بحسب المراقبين الدوليين. وانتخب الأوكرانيون ستة رؤساء منذ الاستقلال عام 1991.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية إجراء الانتخابات فی زمن الحرب
إقرأ أيضاً:
الكرملين: ننتظر رد أوكرانيا على هدنة مايو وعرض إجراء محادثات مباشرة
عواصم " وكالات": أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أنه لم يصدر أي رد فعل من "نظام كييف" على اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن وقف إطلاق النار خلال عيد النصر.
وقال بيسكوف، للصحفيين، "بوتين هو من أبدى بادرة حسن نية وأعلن، اليوم، أنه سيتم إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار في يوم النصر. ولم نسمع أي رد فعل من نظام كييف حتى الآن"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف بيسكوف "نتوقع أن تحظى مبادرة السلام التي أطلقها بوتين بالتقييم. لم نسمع أي تقييم من العواصم الأوروبية، ولم نسمع أي تقييم من أوكرانيا".
وأشار بيسكوف إلى أن المصلحة الأولى هي الدخول في مفاوضات سلام مباشرة، على الرغم من وجود قضايا قانونية تتعلق بشرعية فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي إن الهدنة كانت "محاولة أخرى للتلاعب" مضيفا: "لسبب ما، يفترض بالجميع الانتظار حتى 8 مايو لوقف إطلاق النار - فقط لمنح بوتين الهدوء لعرضه العسكري. نحن نقدر الأرواح البشرية، لا العروض العسكرية".
وأضاف أنه لا حاجة للانتظار من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار ليس لبضعة أيام فقط، ثم العودة إلى القتل بعد ذلك. يجب أن يكون فوريا وكاملا وغير مشروط، لمدة لا تقل عن 30 يوما لضمان أنه آمن ومضمون. هذا هو الأساس الذي قد يؤدي إلى دبلوماسية حقيقية."
وأشار زيلينسكي إلى أن اقتراح الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار غير المشروط، الذي وافقت عليه أوكرانيا، لا يزال ممكنا.
وأضاف: "روسيا تعرف تماما ما الذي يجب عليها فعله وكيفية الرد.. أن تتوقف فعلا عن إطلاق النار."
وعلق بيسكوف على اقتراح فولوديمير زيلينسكي قائلا: "لقد شهدنا ذلك، ولكن إذا كنا نتحدث عن وقف إطلاق نار طويل الأمد، فإن التفاصيل الدقيقة التي تحدث عنها الرئيس بوتين في الكرملين مهمة هنا. هذا مهم أيضا، ولكن دون إجابة عن هذه الأسئلة، يصعب التوصل إلى هدنة طويلة الأمد. تحدث الرئيس بوتين عن هذا، وعلينا أن نتذكر هذه الكلمات دائما".
بيربوك:نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم
من جهة ثانية، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها أنالينا بيربوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام " مجحف " ومفروض من روسيا.
وقالت بيربوك خلال اجتماع مع نظرائها من دول الشمال الأوروبي وكذلك من بولندا وفرنسا في جزيرة بورنهولم الدنماركية اليوم الثلاثاء: "لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أكبر اللاعبين في العالم، الولايات المتحدة، إبرام صفقة أو معاهدة تؤدي إلى مزيد من العدوان... نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم"، مؤكدة أن هذا ما يدافع عنه الأوروبيون.
وذكرت بيربوك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح من خلال الهجمات الهجينة على كابلات البيانات أو استخدام ما يسمى بأسطول الظل للالتفاف على العقوبات في منطقة بحر البلطيق أنه لا يراهن على التعاون، بل على المزيد من العدوان، وقالت: "بعد ثلاث سنوات من الحرب، فإن الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لا يمكن أن يخفي حقيقة أن الرئيس الروسي لا يزال يضع نظام السلام الأوروبي نصب عينيه"، مؤكدة أن تعزيز التعاون في منطقة بحر البلطيق يشكل لذلك استثمارا إضافيا في الأمن المشترك، مشيرة إلى ضرورة أن تضطلع بلادها أيضا بدور قيادي قوي من أجل تحقيق السلام في أوروبا. يذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو من الشمال الأوروبي ودول البلطيق، والتي تربطها علاقات وثيقة وتشابك كبير، وهي: الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وآيسلندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا، يجرون تنسيقا سنويا في إطار التعاون المعروف باسم "مجموعة تعاون الشمال والبلطيق إن بي8".
ومنذ بداية الحرب الروسية الهجومية، تعد دول مجموعة "إن بي 8" أبرز الداعمين لأوكرانيا. وتقع ست من هذه الدول الثماني، إلى جانب روسيا، على بحر البلطيق، كما أن دول البلطيق الثلاث (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا) بالإضافة إلى فنلندا والنرويج لها حدود برية مباشرة مع الإمبراطورية الشرقية العملاقة، ما يثير توترا دائما، زادته حدة حوادث غامضة وغير مفسرة وقعت في منطقة بحر البلطيق.
وشهد بحر البلطيق مرارا ما يشتبه بأنها أعمال تخريب تستهدف بنية تحتية حيوية، بدأت مع الانفجارات في خطي الغاز "نورد ستريم 1 و2" قرب جزيرة بورنهولم في سبتمبر 2022 وكانت النيابة العامة السويدية قد أعلنت بعد وقت قصير أن التسريبات ناتجة عن تخريب خطير. وحتى اليوم، لم يعرف من يقف وراء ذلك، بينما نفى الكرملين أي تورط له. ومنذ ذلك الحين، تكررت حوادث الإضرار بكابلات بيانات تحت البحر، وأنابيب، وخطوط كهرباء.
وفي ضوء هذه الحوادث، حذرت بيربوك من إعادة تشغيل "نورد ستريم" في أي وقت. وقالت: "عدم إعادة تشغيل نورد ستريم 2 هو أفضل وسيلة لحمايتنا الذاتية". وأضافت أن ممثلين من أحزاب الحكومة الألمانية القديمة والجديدة كانت "قد شددوا مرارا على أنه لا يمكن تكرار مشروع نورد ستريم 2 مرة أخرى".
بيستوريوس: تصريحات موسكو غالبا ما تكون مجرد إعلانات
الى ذلك، عول وزير الدفاع الألماني المنتهية ولايته، بوريس بيستوريوس، على استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في دفاعها ضد التدخل الروسي.
وقال بيستوريوس في تصريحات اليوم الثلاثاء لمحطة "آر تي إل/إن تي في" الألمانية التلفزيونية إن أمن أوروبا يمثل "أهمية قصوى" للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفا أنه يعتقد أنه سيظل كذلك.
وفيما يتعلق بمخاوف من احتمال تقليص الولايات المتحدة لدعمها العسكري والمالي لأوروبا، قال بيستوريوس: "سنبذل قصارى جهدنا للتعويض عن ذلك، ولكن سنسعى جاهدين أولا لإبقاء مشاركة الأمريكيين".
وأعرب بيستوريوس عن تشككه في إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار من جانب واحد في أوكرانيا من 8 إلى 10 مايو المقبل، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثمانين للانتصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير الدفاع إن التجارب الأخيرة أظهرت أن مثل هذه التصريحات غالبا ما تكون مجرد إعلانات، مشيرا في ذلك إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين في عيد الفصح، والذي لم يلتزم به، وقال: "لقد أعلن الآن عن وقف إطلاق نار آخر. دعونا نرى ما إذا كان سيلتزم به، خاصة فيما يتعلق بالهجمات على البنية التحتية والسكان في المدن".
كما وصف بيستوريوس اقتراح السلام الأمريكي الأخير بأنه بمثابة استسلام من جانب أوكرانيا، وقال: "الاقتراح المطروح حاليا على الطاولة يشبه إلى حد كبير ما كان بإمكان أوكرانيا أن تقبل به قبل عام، وذلك بالاستسلام والتخلي عمليا عن كل شيء، عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعدم وجود ضمانات أمنية كافية".
وأضاف بيستوريوس أن أوكرانيا قد تلقت بالفعل وعودا بالحماية الأمنية مرتين من قبل، مستشهدا بمذكرة بودابست لعام 1994 واتفاقية مينسك لعام 2015 التي أبرمتها ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا، وقال: "في كلا المرتين لم يجد الأمر نفعا".
قتلى جراء هجمات متبادلة بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا
وعلى الارض، تبادلت أوكرانيا وروسيا خلال الليل الثلاثاء الهجمات بمسيرات متفجرة أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، في حين اتهمت كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بعرقلة" جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الجانبين.
وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تطبيق تلجرام اليوم الثلاثاء "يكفي أن يصدر بوتين أمرا واحدا ليتوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس ترامب وتدعمها أوكرانيا".
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن هجوما بمسيرات أوكرانية أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم "بحالة خطرة" في المنطقة.
وفي أوكرانيا، أفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرغي ليسياك عبر تطبيق تلغرام بوقوع "هجوم ضخم جديد بالمسيرات" أسفر عن مقتل فتاة في الثانية عشرة وإصابة طفل في السادسة بالإضافة إلى شخصين بالغين.
وذكرت أجهزة الطوارئ أن "الطفلين حوصرا تحت الأنقاض" عندما استهدفت الضربة منزلا في منطقة ساماريفسكي.
في العاصمة كييف، قُتل 13 مدنيا الخميس الماضي في ضربات صاروخية، وفقا لحصيلة جديدة نُشرت امس. وقال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو عبر تلجرام إن امرأة أصيبت أيضا بسبب سقوط حطام خلال غارة روسية مساء امس.