مع بدء العالم تدريجياً العودة إلى نشاطه الذي اعتاده قبل جائحة فيروس كورونا، يثبت عام 2023 أنه عام التغيرات المتسارعة في السياسات العالمية؛ حيث يستعيد القادة الزخم لعقد اجتماعات وجهاً لوجه، بما في ذلك الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. فقد اجتمع القادة وأصدروا بيانات مشتركة، تمثل بداية تحول تاريخي محتمل في نظام الأمن الإقليمي يمكن أن يقيد التوقعات الأمنية الحالية لكوريا الشمالية.

كيم يأمل أن تستمر جهوده وجهود أسلافه لتحقيق وضع القوة النووية مع أبنائه

وتقول المحللة السياسية مينسيون كو، الباحثة بمركز جون سلون ديكي للتفاهم الدولي بكلية دارتموث الأمريكية، إن "كوريا الجنوبية واليابان اتفقتا على تجاوز القضايا التاريخية في مارس (أذار) الماضي.

North Korea’s Nuclear Weapons Blur the Lines Between Image and Reality | The National Interest https://t.co/rCRdRV5Pzw

— Dr. Mark P. Barry (@DrMarkPBarry) October 5, 2023

وبالتالي، أعلنت اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة بداية صفحة جديدة في العلاقات الثلاثية، أثناء استعراض صداقتهم في قمة كامب ديفيد في أغسطس (آب) الماضي، مما يمثل بداية توترات جديدة( أو متجددة) حيث اتهمت الصين الدول الثلاث ببدء حرب باردة "جديدة".

وأضافت كو في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، أن "المعسكر الآخر في الحرب الباردة الجديدة- الصين وروسيا وكوريا الشمالية- استعرض أيضاً صداقته، بدءاً من استضافة كوريا الشمالية لوفد صيني في ذكرى انتهاء الحرب الكورية في يوليو (تموز) الماضي، حتى القمة الأخيرة بين كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين".

كما أن كوريا الشمالية جعلت إطلاقات صواريخها واختباراتها أمراً طبيعياً، لكن بمعدل أسرع- حيث بلغ عدد مرات اختباراتها للصواريخ عام 2022 أكثر من 70 اختباراً، وبذلك يكون عام 2022 قد شهد أكبر معدل لاختبارات الصواريخ.

وتسعى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لإتقان إمكانياتها في إيصال الصواريخ في عام 2023، من خلال إجراء اختبارات لصواريخ كروز الاستراتيجية و إطلاق صاروخ عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب في يوليو (تموز) المقبل. وبعض هذه الاختبارات والإطلاقات تعتبر رداً على التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية التي أجريت رداً على اختبارات كوريا الشمالية وإطلاقها للصواريخ، مما أسفر عن رد فعل متبادل. ومع ذلك، فإن هذا النمط المتبادل وحده لا يوضح أن كوريا الشمالية لن تتخلى عن أسلحتها النووية.

فهناك مؤشر أكثر دلالة على عدم استعداد كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية، وهو إضفاء الطابع المؤسسي المحلي على وضع قوتها النووية، كما اتضح في خطوتين أخيرتين. أولهما أن كيم جونغ أون قدم ابنته، كيم جو أي، للعالم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 أثناء زيارتهما لموقع لاختبار إطلاق الصواريخ. وليس من المؤكد احتمال أن تكون هي خليفته، على أساس أنه يقال أن له ابن أكبر منها.

والمهم في ذلك هو أن ظهورها العلني ليس فقط مجرد دعاية، ولكنه جزء من سعي كيم لترسيخ الذكرى " المؤسساتية" لنظام كيم ومركزية الأسلحة النووية والصواريخ لاستمرارها. وبتوعيته لابنته بإنجازات كوريا الشمالية، ربما يأمل كيم أن تستمر جهوده وجهود أسلافه لتحقيق وضع القوة النووية مع أبنائه.

والخطوة الثانية هي قيام المجلس التشريعي في كوريا الشمالية في سبتمبر (أيلول) الماضي، بإقرار قانون يكرس في الدستور وضع البلاد كقوة تمتلك السلاح النووي، مما يزيد من إضفاء الطابع المؤسساتي على وضع حالتها النووية الذي تم إعلانه عام 2013.

وبرر كيم ذلك بما يتم من تأمين التعاون العسكري بين اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، واصفاً إياه بأنه "أسوأ تهديد فعلي". ويأتي هذا بعد إضفاء الطابع المؤسساتي على استخدام الأسلحة النووية لأغراض وقائية العام الماضي. ومع التكريس والارتقاء التدريجي باعترافها بذاتها تتأتي مطالب كوريا الشمالية بالاعتراف الدولي بقوتها النووية، وليس أسلحتها النووية.

#كوريا_الشمالية تنتقد وصفها بـ"التهديد المستمر" https://t.co/FcFGjs9Aav

— 24.ae (@20fourMedia) October 4, 2023

وتختتم كو تقريرها بأن كل هذه التحركات الأخيرة لا تلغي الجهود الرامية لإعادة دمج كوريا الشمالية. وقد تبدد القلق النووي الذي شهده عام 2017 مع الجهود المبذولة لذوبان الجليد في -2018 2019، وخلال هذه الفترة من الانتقالية، راودت كوريا الشمالية فكرة نزع السلاح النووي وتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، تاركة العالم يحبس أنفاسه في مفترق الطرق ما بين السلام وحرب نووية.

وكان العالم قريباً من فترة أكثر سلمية نسبياً. والعودة لهذه الفترة المحدودة ما زالت ممكنة كما أثبت عام 2017، ولكن مع مرور الوقت، يزداد ارتفاع الحاجز الذي يحول دون أن تبدأ كوريا الشمالية أي حوار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كوريا الشمالية أمريكا اليابان روسيا کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

أنباء عن انخراط قوات من كوريا الشمالية في القتال بأوكرانيا

كشفت مصادر أميركية، الأربعاء، عن بدء مشاركة قوات من كوريا الشمالية في القتال الدائر في أوكرانيا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن قوات كورية شمالية شاركت في أعمال قتالية في منطقة كورسك في الأيام القليلة الماضية للمرة الأولى.

وقال أحد المسؤولين، إن تلك القوات شاركت في 4 نوفمبر في القتال، وذلك دون التطرق إلى ما إذا كانت هناك أي خسائر بشرية في صفوف القوات الكورية الشمالية أو تفاصيل بشأن طبيعة القتال.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال، الثلاثاء، إن المعارك الأولى بين الجيش الأوكراني وقوات كوريا الشمالية "تفتح صفحة جديدة من عدم الاستقرار في العالم" بعد أن قال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إن "اشتباكا صغيرا" حدث.

وأكد أوميروف في مقابلة مع التلفزيون الكوري الجنوبي أن الاشتباك الأول حدث مع قوات كوريا الشمالية، وهو تصعيد واضح في الصراع الذي بدأ عندما شنت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في عام 2022.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف جندي كوري شمالي في كورسك، مضيفة أن ما بين 11 ألفا و12 ألف جندي موجودون في روسيا.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: كوريا الشمالية "تحارب في أوروبا"
  • كوريا الجنوبية: لا نستبعد إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا
  • كوريا الجنوبية تلمّح إلى تسليح أوكرانيا بشكل مباشر
  • رئيس كوريا الجنوبية: اتفقت مع ترامب على الاجتماع قريبا
  • أنباء عن انخراط قوات من كوريا الشمالية في القتال بأوكرانيا
  • اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
  • أول تعليق من كوريا الجنوبية بعد فوز ترامب.. مخاوف من طريقة التعامل مع كوريا الشمالية
  • كوريا الشمالية تبلغ الأمم المتحدة أنها تسرع برنامجها للأسلحة النووية
  • كوريا الجنوبية: كوريا الشمالية تطلق عدة صواريخ
  • كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا باتجاه بحر اليابان