تتصاعد العمليات التركية ضد منظمة العمال الكردستاني في شمالي العراق وسوريا، فيما تحدث مسؤول في وزارة الدفاع التركية، إن شن عملية برية هي أحد الخيارات للقضاء على التهديدات، لكنها ليست الخيار الوحيد.

وتركز القصف الجوي التركي في شمال سوريا، على منشآت عائدة لوحدات حماية الشعب الكردية، من ضمنها بئر نفط ومنشأة تخزين، ومغارات وملاجئ، ومستودعات كان يتواجد فيها مسؤولون كبار في المنظمة.



وأكدت السلطات التركية، أن المنشآت والبنى التحتية العائدة لمنظمة العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والعراق، تعد "أهدافا مشروعة" للقوات التركية، مطالبة الأطراف الثالثة بالابتعاد عن تلك المناطق.

وكانت التصريحات التركية، هي رسالة للولايات المتحدة التي تقدم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وسط تضارب للأنباء أمس الخميس، بشأن إسقاط القوات الأمريكية لطائرة مسيرة قيل أنها تركية حلقت بقربهم.

وتثار التساؤلات بشأن الخيارات التي قد تنتهجها تركيا ضد منظمة العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق، واستخدام خيار العملية برية في الفترة المقبلة.

وقالت صحيفة "حرييت" في تقرير للكاتبة هاندا فرات، إن تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأخيرة، تشير إلى أن "النضال لن يكون فقط في سياق محاربة الإرهابين، بل أيضا مع أولئك الذين يمسكون بحبالهم" في إشارة إلى الجهات الدولية التي تقدم الدعم لمنظمة العمال الكردستاني.


وتابعت، بأنه بالنسبة لتركيا، فإن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على مناطق منفصلة عن بعضها، بل هناك استراتيجية قائمة على توفير أمن الحدود من سوريا إلى العراق حتى إيران، ولذلك يتم بناء جدار الحماية على الحدود مع إيران.

وأضافت أنه بعد هجوم تقسيم العام الماضي، فإن تركيا شرحت لمحاوريها تصميمها على الحرب ضد الإرهاب، وأنها لن تتسامح مع تكراره، وبعد هجوم أنقرة، تم التوضيح بشكل علني بشأن الخطوات التي ستتخذها.

وتم إدراج منشآت الطاقة وخاصة آبار النفط، والبنى التحتية لمنظمة العمال الكردستاني ضمن "الأهداف المشروعة"، والهدف من ذلك هو قطع الدعم اللوجستي عن المنظمة والقضاء على مصادر التمويل، لاسيما أن عائدات النفط يتم استخدامها كأسلحة ضد تركيا، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أن الحملة التركية في سوريا والعراق، ستتركز في الفترة المقبلة على الهجمات الجوية المكثفة.

ونقلت عن مصادر، أنه سيتم تنفيذ كافة الأهداف المحددة في سوريا عبر الطائرات الحربية المسيرة، التي ستستخدم أيضا في العراق، وإذا تطلب الأمر يمكن اللجوء إلى الطائرات المقاتلة.

وذكرت المصادر، أنه إذا لم تف الدول المعنية في سوريا بوعودها، فقد تكون العمليات الجوية أكثر شمولا على جدول الأعمال.

كما سيتم توسيع مناطق القواعد التركية المنتشرة في سوريا والعراق، فيما ستتواصل العمليات بشكل يومي.

وتشير المصادر إلى أنه بينما تستمر العمليات الجوية الروتينية بالطائرات الحربية المسيرة في سوريا، فإن الاستعدادات لمنطقة تل رفعت مطروحة على الطاولة.

وأضافت أن تركيا أنشأت منطقة آمنة على عمق 10 إلى 15 كيلومترا على طول الحدود العراقية، وأقامت قواعد لها في الداخل، والأولوية الآن هي "تطهير منطقة زاب بشكل كامل من الإرهاب".

الكاتب عبد القادر سيلفي في مقال على "حرييت"، أكد أن خيار العملية البرية مطروح إذا لزم الأمر، مشيرا إلى أن المخطط قائم على تدمير كافة منشآت منظمة العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية من خلال عمليات دقيقة من الجو، دون الحاجة إلى عملية برية.

لماذا منشآت الطاقة؟
الخبير العسكري علي فؤاد غوكشه، ذكر أن العمليات تهدف إلى تحييد كافة الموارد التي تستخدمها منظمة العمال الكردستاني، وخاصة في منطقة الرقة وجنوبها.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية على قناة "AHABER"، أن بعض محطات توليد الكهرباء مخصصة لتحييدها من الجيش التركي، بسبب الطاقة الكهربائية التي تستخدمها منظمة العمال الكردستاني في سوريا.

وتابع بأنه في الآونة الاخيرة، بدأت "المنظمات الإرهابية" في تشغيل آبار النفط، وتقوم بتأسيس الشركات وممارسة الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق مكاسب مالية من خلالها، واليوم تحاول تركيا تحييد تلك الموارد، بما فيها تهريب المخدرات والمكاسب المالية الناجمة عن الطاقة.


محادثات مع بغداد.. ما الرسالة التي وجهتها تركيا؟
وتجري تركيا منذ فترة محادثات مع حكومة بغداد بشأن "الحرب ضد الإرهاب"، وأشارت المصادر إلى أن الحكومة العراقية كثفت من إجراءاتها مؤخرا على الحدود، لكن المطلوب منها إحكام السيطرة على كافة أراضيها، والطريقة الوحيدة لذلك هي "إنهاء هيمنة التنظيم الإرهابي هناك".

وذكرت المصادر لصحيفة "حرييت"، أن أنقرة تجري مباحثات مع بغداد من أجل تنظيم عملية مشتركة ضد منظمة العمال الكردستاني.

الكاتب سيلفي نقل عن المصادر التركية، أن الحوار مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، في أنقرة كان إيجابيا ومثمرا، بشأن "مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن الرسالة التي أبلغ بها العباسي، أن "منظمة العمال الكردستاني التي جاءت إلى بلادنا ونفذت هجمات إرهابية تنشط في أراضيكم، إذا كنتم قادرين على محاربة الإرهاب فافعلوا ذلك، أو دعونا نفعل ذلك معا، وإذا لم تتح لكم الفرصة فنحن مصممون على مكافحة الإرهاب، وسنقاتل المنظمة جوا وبرا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية العمال الكردستاني العراق سوريا تركيا العراق سوريا تركيا الولايات المتحدة العمال الكردستاني تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا والعراق إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجلة نيوز ويك الأمريكية: تركيا تحتل شمال العراق

بغداد اليوم - ترجمة

وصفت مجلة (نيوز ويك) الامريكية، اليوم الخميس (4 تموز 2024)، التحركات التركية الأخيرة بانها "احتلال لشمال العراق"، مبينة أن سكان ما يزيد عن 500 قرية تعرضوا للنزوح القسري من مناطقهم.

وقالت المجلة في تقرير لها ترجمته "بغداد اليوم"، إن "التحركات العسكرية التركية في الشمال العراقي تحولت خلال الأيام القليلة الماضية من مجرد اشتباكات حدودية الى احتلال"، مؤكدة ان "سيادة العراق أصبحت في خطر كبير الان منذ عام 2003 وحتى اليوم". 

وأضافت أنه "بحسب القانون الدولي فان وقوع منطقة ذات سيادة الى سيطرة عسكرية لدولة اجنبية يعتبر احتلال عسكري"، مبينة أن "القوات التركية استقرت في مناطق واسعة داخل الشمال العراقي بعد دخول ما يزيد عن 300 دبابة عسكرية وما يقارب 15 ألف جندي". 

وحذرت المجلية من "وقوع ازمة نزوح جديدة في العراق بالتزامن مع اقتراب انتهاء ازمة النزوح التي نتجت عن هجوم تنظيم داعش الإرهابي"، لافتة الى أنه "مع تحركات حكومتي بغداد واربيل نحو اغلاق مخيمات اللاجئين، تقع الان في العراق ازمة نزوح جديدة سببها الانخراط العسكري التركي الذي دفع بسكان ما يزيد عن خمسمئة قرية للنزوح من مناطقهم". 

يشار الى أن المنظمات الأممية أعلنت رصدها لعمليات "اجلاء قسري" قامت بها القوات التركية لبعض القرى داخل الشمال العراقي، موضحة أن القوات التركية أبلغت السكان بمغادرة منازلهم خلال أربعة وعشرين ساعة فقط او التعرض لعمليات قصف، وسجلت المنظمات أيضا ارتكاب تركيا لما يزيد عن 800 هجوم على الشمال العراقي منذ مطلع العام الحالي.


مقالات مشابهة

  • تقرير امريكي: تركيا تنقل عناصر جهادية للقتال في كردستان
  • تقرير امريكي: تركيا تنقل عناصر جهادية للقتال في شمال العراق
  • جبهة النصرة في شمال العراق.. جهاديون يقاتلون مع تركيا ضد حزب العمال!
  • المخابرات التركية توقف عددا من المحرضين شمالي سوريا
  • أردوغان: نسعى للانضمام إلى "منظمة شنغهاي للتعاون"
  • عبر لبنان.. زعيم المعارضة التركية يعتزم زيارة دمشق في يوليو
  • مجلة نيوز ويك الأمريكية: تركيا تحتل شمال العراق
  • مجلة نيوز ويك: تركيا تحتل شمال العراق
  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • مقتل شاب سوري «طعناً» في مدينة أنطاليا التركية