الذكرى الـ50 لنصر أكتوبر: لماذا يحب المصريون سيناء؟.. 5 أسباب تعرف عليها
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
مرت خمسون عامًا على نصر أكتوبر المجيد عام 1973، وهو لحظة تاريخية في التاريخ المصري عندما استعادت الأمة، تحت قيادة الرئيس أنور السادات، شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يعيد هذا الانتصار تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة فحسب، بل أدى أيضًا إلى تعميق الروابط بين مصر وشبه جزيرة سيناء. اليوم، بينما يحتفل المصريون بهذا الحدث المهم، من الضروري أن يرصد موقع صدي البلد الإخباري لماذا تحمل سيناء مثل هذه الأهمية العميقة بالنسبة للمصريين وكيف أن حبهم لهذه الأرض عميق.
الأهمية التاريخية والجيوسياسية:
وقد لعبت شبه جزيرة سيناء، بموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أفريقيا وآسيا، دورا حاسما في تاريخ مصر. وقد شهدت مرور العديد من الحضارات، من المصريين القدماء إلى الرومان والعثمانيين والقوات الاستعمارية البريطانية. لقد شهدت هذه الأرض معارك وفتوحات، ولا تزال شاهدة على تاريخ البلاد الدائم.
وتكمن أهمية سيناء في العصر المعاصر في قيمتها الجيواستراتيجية.
وتسمح السيطرة على سيناء لمصر بحماية حدودها والتحكم في الوصول إلى قناة السويس، وهي واحدة من أكثر الطرق البحرية ازدحاما في العالم. فالقناة حيوية للتجارة العالمية، وتأمين سيناء ضروري لرفاهية مصر الاقتصادية وأمنها القومي.
نصر أكتوبر والعزة الوطنية:
كانت حرب أكتوبر 1973، نقطة تحول في التاريخ المصري. كان الهجوم الناجح الذي شنه الجيش المصري ضد القوات الإسرائيلية المحتلة في شبه جزيرة سيناء بمثابة إنجاز كبير. ولم تعيد الحرب السيادة المصرية على سيناء فحسب، بل حطمت أيضًا أسطورة إسرائيل التي لا تقهر.
تم الاحتفال بالنصر باعتباره انتصارًا للإرادة الوطنية والصمود. وتجمع المصريون معًا، وأظهروا وحدتهم وتصميمهم على استعادة سيناء. وقد غرس هذا الشعور بالهدف الجماعي والتضحية شعوراً عميقاً بالفخر والحب للأرض التي كانت تحت الاحتلال لمدة ست سنوات.
جمال سيناء الطبيعي:
وبالإضافة إلى أهميتها التاريخية والاستراتيجية، تتمتع سيناء بجمال طبيعي خلاب. شواطئها البكر على طول البحر الأحمر وجبالها الشامخة ومناظرها الطبيعية الصحراوية جعلتها وجهة سياحية شهيرة لكل من المصريين والزوار الدوليين.
تعد دهب وشرم الشيخ ونويبع مجرد عدد قليل من جواهر سيناء التي تجذب المسافرين الباحثين عن الاسترخاء والمغامرة والتجارب الثقافية.
توفر مياه البحر الأحمر الهادئة بعضًا من أفضل فرص الغوص والغطس في العالم، بينما توفر الجبال الوعرة في جنوب سيناء رحلات مثيرة ومغامرات التسلق. بالإضافة إلي أن جبل الطور في سيناء مذكور في القرآن الكريم.
الثقافة البدوية والضيافة:
تعد شبه جزيرة سيناء موطنًا للعديد من المجتمعات البدوية، التي أصبحت ثقافتها وتقاليدها الغنية جزءًا لا يتجزأ من هوية سيناء. تعد ضيافة البدو أسطورية، وغالبًا ما يستمتع زوار سيناء بترحيبهم الحار وطعامهم التقليدي وأسلوب حياتهم الفريد. إن الإقامة في مخيم بدوي واحتساء الشاي تحت سماء الصحراء المرصعة بالنجوم والاستماع إلى القصص القديمة تخلق ذكريات دائمة للمسافرين وتعزز الشعور بالانتماء إلى هذه الأرض.
الحفاظ على بيئة سيناء:
يمتد حب المصريين لسيناء إلى التزامهم بالحفاظ على بيئتها. اكتسبت الجهود المبذولة لحماية النظم البيئية الحساسة في سيناء وتعزيز السياحة المستدامة زخما في السنوات الأخيرة. تهدف مبادرات الحفاظ على البيئة، مثل برامج حماية الشعاب المرجانية وإدارة النفايات، إلى الحفاظ على الجمال الطبيعي الذي يجعل سيناء محبوبة للغاية.
ختامًا، وبينما تحتفل مصر بالذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر، تظل أهمية سيناء كما هي. إنه بمثابة تذكير بمرونة الأمة ورونقها الطبيعي والحب الدائم الذي يكنه المصريون لهذه الأرض. ولا تزال سيناء، بأهميتها التاريخية ومناظرها الطبيعية الخلابة وثرائها الثقافي، جزءًا لا يتجزأ من ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيناء أكتوبر نصر اكتوبر الاحتلال السادات شبه جزیرة سیناء
إقرأ أيضاً:
آداب ينبغي التحلى بها الحاج في تأدية المناسك.. تعرف عليها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما هي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الحاج أثناء تأديته مناسك الحج؟
وقالت دار الإفتاء إن الله تعالى يقول في سورة البقرة: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: 197]. أي: أوقات الحج أشهر معلومات، فمَن نوى وأوجب على نفسه فيهن الحج وأحرم به فعليه أن يجتنب كلّ قول أو فعل يكون خارجًا عن آداب الإسلام ومؤديًا إلى التنازع بين الرفقاء والإخوان؛ فإنَّ الجميع قد اجتمعوا على مائدة الرحمن، وهذا يقتضي منهم أن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
وأخرج الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَجَّ للهِ فلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
وعبَّر سبحانه عن أشهر الحج بأنها معلومات؛ لأنَّ العرب في الجاهلية كانوا يعرفونها، وهي: شهر شوال وذو القعدة والأيام العشرة الأُوَل من شهر ذي الحجة، وقد جاءت شريعة الإسلام مقررة لما عرفوه، ثم حضهم سبحانه على فعل الخير بعد نهيهم عن اجتراح الشر فقال: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197].
أي: اتركوا أيها المسلمون كل قول أو فعل لا يرضي الله تعالى، وسارعوا إلى الأعمال الصالحة خصوصًا في تلك الأزمنة والأمكنة المفضلة، واعلموا أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء من تصرفاتكم، وتزودوا بالزاد المعنوي المتمثل في تقوى الله وخشيته، وبالزاد المادي الذي يغنيكم عن سؤال الناس، وأخلصوا لي قلوبكم ونواياكم يا أصحاب العقول السليمة والمدارك الواعية.
وسائل الكسب المشروعة في الحجوتابعت دار الإفتاء: ثم بيَّن سبحانه أنَّ التزوّد بالزاد الروحي لا يتنافى مع التزود بالزاد المادي متى توافرت التقوى فقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: 197]. أي: لا حرج ولا إثم عليكم في أن تطلبوا رزقًا حلالًا ومالًا طيبًا عن طريق التجارة أو غيرها من وسائل الكسب المشروعة في موسم الحج، وما دام ذلك لا يحول بينكم وبين المناسك، وقد نزلت هذه الآية حين تحرَّج أقوام عن مباشرة البيع والشراء في أيام الحج فأباح لهم ذلك ما داموا في حاجة إلى هذه المبادلات التجارية حتى يصونوا أنفسهم عن ذلّ السؤال.
ثم أرشدهم سبحانه إلى ما يجب عليهم عند الاندفاع من عرفات إلى غيرها فقال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 198]. أي: فإذا ما انتهيتم من الوقوف بعرفات واندفعتم منها بسرعة وتزاحمتم إلى المزدلفة فأكثروا من ذكر الله تعالى ومن طاعته عن طريق التلبية والتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء؛ ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198].
أي: واذكروا الله تعالى ذكرًا دائمًا حسنًا مماثلًا لهدايته لكم؛ فإنكم لولا هذه الهداية منه سبحانه لكم لكنتم من الباقين على جهلهم وضلالهم؛ ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]. أي: واعلموا أيها المسلمون أنَّ من الواجب عليكم أن تجعلوا إفاضتكم من عرفات لا من المزدلفة.
وأضافت دار الإفتاء أن هذا هو المكان الذي اختاره الله تعالى لعباده للإفاضة، واستغفروا الله سبحانه من كل ذنب؛ فإنه عز وجل هو الكثير الغفران والواسع الرحمة، ثم بيَّن سبحانه السلوك السوي الذي يجب عليهم أن يسلكوه بعد فراغهم من أعمال الحج؛ فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200].
أي: فإذا ما انتهيتم من عبادتكم وأديتم أعمال حجكم فأكثروا من ذكر الله وطاعته كما كنتم تكثرون من مفاخر آبائكم، بل عليكم أن تجعلوا ذكركم لخالقكم سبحانه أشدّ وأعظم من ذكر مفاخر الآباء بعد انتهائهم من أفعال الحج، فالمقصود منها التحريض على الإكثار من ذكر الله تعالى والزجر عن التفاخر بالأحساب والأنساب.