إشكالُ منطقة الدّورة بين لبنانيين وسوريين يوم أمس كان المشهدية الخطيرة التي تم التحذير منها خلال الآونة الأخيرة. الإحتقانُ المُتزايد بين الطرفين لاسيما مع تنامي "السَّخط" الكبير على النازحين الذين باتوا يشكلون عبئاً على اللبنانيين، يعني أنّ الأمور قد تنفجر في أيّ لحظة، والسبب التمدّد الكبير للسوريين في مختلف المناطق وضمن وحدات سكنيّة باتوا يسيطرون وحدهم عليها خارج المخيمات.



يمكن القول إنّ ما جرى في الدورة يوم أمس من اعتداءاتٍ طالت لبنانيين لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، وبغض النظر عن أسباب إشكال الأمس، تبقى هناك شواهد كثيرة خطيرة ظهرت في أوساط السوريين، سواء بمنطقة الدورة أو غيرها من المناطق. هنا، يمكن القول إنّ السوريين باتوا يشكلون مع بعضهم البعض "كومبينات" تتحرّكُ عند أي مشكلة، وهذا الأمر الذي حصل في الدورة يوم أمس، حينما تبين أنّ مجموعة كبيرة من السوريين إنخرطت في الإشكال الذي وقع، وكأنّ التحرُّك جاءَ في إطار مجموعات لإحداث توترٍ كبير.
المفارقة الأكثر خطورة هو أنّ هذه "الكومبينات" يمكن أن تتحوّل إلى تكتلات مُسلحة تنتشر في المناطق من دون أن يتم العلم بها، في حين أن التحول الأكبر يكمنُ في تهديد السوريين لنقاطٍ حساسة في مناطق أساسية كالدورة التي تُشكل معبراً أساسياً نحو بيروت، وهنا النقطة الأهم. بكل بساطة، فإنّ ما يجب الحذرُ منه هو أنّ "التمدد السوري" هناك ليس بريئاً، فلماذا تلك المنطقة بالذات؟ لماذا هذا "الحشو" من السوريين في منطقة تضمّ خليطاً طائفياً؟ هل الهدف هو السيطرة على مدخل العاصمة الشمالي ووضع اليد عليه من قبل عناصر يمكن أن تشكل تهديداً مسلحاً؟

الأسئلة هذه مطروحة ومشروعة، ولكن ما يتبين أيضاً هو أنّ منطقة الدورة قد تكونُ عنواناً لتحرُّك سوريين باتجاه مناطق أخرى، وقد تكونُ منبعاً لتكريس شبكاتٍ مختلفة خارجة عن القانون. الأمرُ هنا ليس محصوراً فقط بـ"تشكيلات مسلحة" أساسها سوريون، فهناك شواهد تشيرُ إلى أنّ السوريين اعتمدوا الدورة كمنبعٍ لشبكات "دعارة" يقومون بإداراتها وقيادتها علناً من دون أي مخاوف، وبالتالي الإنطلاق بها للتغلغل ضمن المحيط اللبناني وتشكيلِ قاعدة جديدة منها للإنقضاض على ما تبقى من إستقرارٍ إجتماعي في ظلّ الأزمة الراهنة. 
إذاً، ما تُضمره تجمّعات النازحين في لبنان من مخاطر لا يمكن تجاوزهُ بتاتاً، فالتهديد وجوديٌّ حقاً، وما قالهُ قائد الجيش العماد جوزاف عون يوم أمس بوصفه النزوح السوري بـ"أخطر التحديات"، يعتبرُ جرسَ إنذارٍ لمرحلة ليست سهلة يعيشها لبنان. هنا، الأمرُ هذا لا يكمن فقط على صعيد الإنتشار السوري والضغط الإقتصادي، بل تعدّى الأمر نحو تهديدٍ أمني ظهرت بوادره ضمن مخيمات النازحين والآن ضمن مناطق لبنانيّة قائمة بحد ذاتها. 

بكل بساطة، ما يتضحُ عملياً هو أنَّ النازحين السوريين باتوا يشكلون "إحتلالاً" مُقنعاً داخل لبنان، والدلائل على ذلك كثيرة أبرزها: التسلّح في المخيمات، التشكيلات في المناطق، السيطرة على قطاعات إقتصادية أساسيّة، تشكيلُ بؤرٍ خطيرة لترويج المخدرات والأموال المزورة، تشكيل بؤر للتجارة بالبشر، وغيرها من الأمور. إلى جانب ذلك، ما يتبين أيضاً هو أنَّ ما يقوم به السوريون يساهم في إستنزافِ القوى الأمنيّة والجيش، وقد يكون هذا الأمر عاملاً أساسياً لإرهاق الدولة وضرب مؤسساتها الأمنية بعدما شهدت مؤسساتها المدنية تهالكاً كبيراً بفعل الأزمة. 

إنطلاقاً من كل ذلك، يجب الوقوف فوراً عند تداعيات أي إشكالٍ يحصل بين سوريين ولبنانيين، وحادثة الدورة قد تكون أساساً للبناء عليها، لأنها قد تتكرر في أي منطقةٍ أخرى، وهنا المخاوف التي جرى التحذيرُ منها.. فهل بدأت المواجهة الميدانية الحقيقيّة بين النازحين واللبنانيين؟ هل سيتحول "التوتر" إلى مبارزة في الشارع؟ كل الأمور واردة وما يجري ليس سهلاً على الإطلاق!  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یوم أمس

إقرأ أيضاً:

غالبية وزراء نتنياهو يؤيدون الصفقة.. وإيطاليا تراها تدشن لمرحلة جديدة

قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر،  إنه يعتقد أنه ستكون هناك أغلبية داخل الحكومة تؤيد اتفاق إطلاق سراح الأسرى في غزة حال إبرامه، وذلك رغم معارضة الأحزاب القومية المتطرفة في الائتلاف.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في روما مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني “أعتقد أنه إذا توصلنا إلى اتفاق الأسرى، فسوف تؤيده أغلبية الحكومة”.

واتهم ساعر السلطة الفلسطينية بتشجيع الإرهاب والتحريض على العنف ضد الاحتلال قائلا إن سياساتها تقف في طريق تحقيق السلام.

وتابع، "ولهذا يجب أن نرى تغييرا جذريا وحقيقيا بين الفلسطينيين. للأسف لا نراه اليوم".



بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه يأمل أن يدشن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة مرحلة جديدة ويسمح باستعادة السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف تاياني “الاتفاق الذي يجري إنجازه في هذه الساعات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن خبر مهم جدا”.

وقال إنه يأمل أن يؤدي الاتفاق إلى “تدشين مرحلة جديدة والسماح باستعادة السلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

أعرب وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، عن تأييده الصفقة المرتقبة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، موجها انتقادات حادة لوزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش على معارضتهما لها.

وقال غالانت خلال مشاركته في وقفة نظمتها عائلات أسرى الاحتلال في "تل أبيب" لدعم الصفقة المتبلورة، "هذه الصفقة هي القرار الصحيح، ومن المهم إبرامها. أؤيد الحكومة الإسرائيلية في المضي قدما لإبرامها".

وأفادت هيئة البث العبرية، مساء الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ انسحاب تدريجي من قطاع غزة، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب حيز التنفيذ.



وبحسب مصادر أمنية، فإن عملية الانسحاب ستشمل تفكيك المواقع والبنى التحتية في محور نتساريم وسط القطاع، وهو ما قد يستغرق أسبوعا.

وفي سياق متصل، أكدت المصادر أن الجيش سيبدأ الانسحاب من محور فيلادلفيا خلال الأيام الأولى عقب توقيع الصفقة مع حركة حماس. وجرى التنسيق بشأن هذا الانسحاب مع مسؤولين أمنيين مصريين وأمريكيين.

كما يستعد الجيش لمغادرة الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، وفق المصدر الأمني الإسرائيلي، في خطوة تأتي ضمن بنود الاتفاق الذي يسعى لتثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إدارة أولمبي الشلف تبرمج تربص مغلق للفريق
  • الأرصاد التركية تحذر: إنذار بالثلوج في 20 ولاية! الطقس يزداد قسوة في إسطنبول
  • جرس إنذار .. 15 تهديدًا بيئيًا يستدعي التحرك الفوري
  • غزة.. “الإعلامي الحكومي” يصدر توجيهات لمرحلة ما بعد “وقف إطلاق النار”
  • حادثة مرعبة في مدرسة بإسطنبول
  • فايننشال تايمز: السوريون يتذوقون الحرية بعد 50 عاما من مصانع رعب الأسد
  • وزارة الخارجية: توجيهات عليا صارمة لحفظ الأمن وإنفاذ حكم القانون واتخاذ كل
  • غالبية وزراء نتنياهو يؤيدون الصفقة.. وإيطاليا تراها تدشن لمرحلة جديدة
  • “رياح عاتية” قادمة.. إنذار باتساع رقعة حرائق لوس أنجلوس
  • حادثة وفاة الرشيدي!