مساعٍ أوروبية لجمع أذربيجان وأرمينيا على طاولة المفاوضات
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -في تصريح للجزيرة بختام اجتماعات غرناطة جنوب إسبانيا– إنه سيدعو قادة أرمينيا وأذربيجان إلى اجتماع في بروكسل نهاية الشهر الجاري، لمحاولة تخفيف التوترات الشديدة بين بلديهما.
وجاء هذا التصريح على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والدول التي تشاركه قيمه من دون أن تكون أعضاء فيه.
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قد قاطع قمة غرناطة احتجاجا على ما وصفه بالانحياز الأوروبي لأرمينيا، إلا أنه أبدى استعداده للتفاوض.
وبعد حضور رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان القمة، صدر بيان ثلاثي من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يؤكد الدعم الثابت لاستقلال وسيادة أرمينيا.
من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن أمله في بدء عملية سلام بين أرمينيا وأذربيجان، بعد سيطرة الأخيرة على إقليم ناغورني قره باغ، وهي منطقة متنازع عليها منذ فترة طويلة بين الجمهوريتين السوفياتيين السابقتين.
وقال شولتز -على هامش قمة الزعماء الأوروبيين- إن ميشال يحظى بالدعم في الجهود الرامية إلى تنظيم محادثات سريعا بين هذين البلدين المتنازعين.
وتابع المستشار الألماني أن الهدف إيجاد عملية سلام دائمة، ربما هذا العام، والتي تتضمن أيضا اتفاقيات بشأن استبعاد استخدام القوة العسكرية واحتلال الأراضي.
يشار إلى أنه كان من المقرر في الأصل أن يجتمع علييف وباشينيان معا في غرناطة.
لكن علييف رفض بسبب ما أسماه "المشاعر المعادية لأذربيجان" لدى المشاركين الآخرين في القمة، بحسب وكالة الأنباء الأذرية "آبا".
والتقى كل من شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وباشينيان بشكل منفرد على هامش القمة الأوروبية.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قد أعلنت الثلاثاء أن باريس "أعطت موافقتها" على تسليم معدات عسكرية إلى أرمينيا "الساعية إلى حماية نفسها من جارتها" الأذربيجانية.
لكن ماكرون حرص على التأكيد الخميس في غرناطة أن الوقت "ليس مناسبا لفرض عقوبات" على أذربيجان وأنه من الضروري مواصلة المباحثات مع هذا البلد "لحماية أرمينيا على أفضل وجه ممكن" بعدما تبادلت الدولتان أمس الاتهام بإطلاق النار على جانبي الحدود.
وتعرض علييف لانتقادات "بسبب سماحه بالاستيلاء على منطقة قره باغ المتنازع عليها" نهاية الشهر الماضي. وقد غادر منذ ذلك الحين ما يقرب من 100 ألف من السكان الأرمن إلى أرمينيا.
وفي بيان مشترك مساء أمس، قال شولتز وماكرون وباشينيان وميشال إن اللاجئين "يجب أن يتمتعوا بالحرية في ممارسة حقهم بالعودة إلى وطنهم وديارهم، وإنه "يجب أن يكون ذلك غير مشروط وتحت إشراف دولي".
كما اتفق الزعماء الأربعة على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية إضافية إلى أرمينيا في ضوء تدفق أرمن قره باغ.
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن استعادة أذربيجان السيطرة على قره باغ كانت أمرا "حتميا" وذلك بعد انتقادات من الحكومة الأرمينية التي اتهمت موسكو بالتقاعس.
وقال بوتين إن هذا الأمر "كان حتميا بعد اعتراف السلطات الأرمينية بسيادة أذربيجان (على قره باغ)" مؤكدا أن أرمينيا "لا تزال" حليفة بلاده.
وأضاف "إنها فقط مسألة وقت قبل أن تبدأ اذربيجان بإرساء النظام الدستوري مجددا في هذه المنطقة".
وكانت أذربيجان أعلنت في 20 سبتمبر/أيلول الماضي أنها استعادت سيادتها على قره باغ، بينما سلّم الانفصاليون الأرمن أسلحتهم ومعداتهم العسكرية، وانسحبوا من الإقليم بموجب اتفاق لوقف النار تم التوصل إليه بعد العملية العسكرية السريعة التي شنتها باكو الشهر الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على قره باغ
إقرأ أيضاً:
هيمنة الدولار على طاولة اجتماع دول بريكس في البرازيل
من المتوقع أن تُكثّف دول مجموعة بريكس جهودها -اليوم الاثنين- في ريو دي جانيرو للدفاع عن التعددية، في ظل الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دول العالم وخصوصا الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في مجموعة الدول الناشئة.
ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة بريكس (أو ممثلوهم) لمدة يومين، قبل قمة رؤساء الدول المُقرر عقدها في ريو دي جانيرو يومي 6 و7 يوليو/تموز المقبل.
وتتولى البرازيل هذا العام الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم -إضافة إلى الصين– كلا من روسيا والهند وجنوب أفريقيا والسعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران. وينعقد هذا الاجتماع في وقت حرج للاقتصاد العالمي.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو العالمي إلى 2.8% هذا العام، وهي نسبة تم خفضها مع الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول أخرى.
وقال كبير المفاوضين البرازيليين ماوريسيو ليريو السبت إن "الوزراء يتفاوضون على إعلان يهدف إلى إعادة تأكيد مركزية النظام التجاري المتعدد الأطراف وأهميته".
وأضاف للصحفيين أن مجموعة بريكس التي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستسعى إلى ترسيخ مكانتها مدافعة عن التجارة القائمة على قواعد في مواجهة الإجراءات الأحادية "من أينما أتت"، على حد تعبيره.
إعلانومنذ عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 10% على الأقل على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتعريفات إضافية منفصلة بنسبة 145% على غالبية المنتجات الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، وردت بكين بفرض تعرفات إضافية بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.
هيمنة الدولارومن المرجح أن تُدرج على جدول الأعمال القضية الحساسة المتعلقة بالتعاملات بالعملات غير الدولار داخل دول بريكس، وهي مسألة نوقشت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في القمة الأخيرة للتكتل في قازان بروسيا.
وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول المعنية إذا حاولت وضع حد للهيمنة الدولية للدولار.
وتُعدّ البرازيل واحدة من أقل الدول تضررا من التعريفات الجديدة (10%).
ورأى روبرتو غولارت مينيزيس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برازيليا، أن حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد تسعى إلى ضمان اعتماد مبدأ "الحذر".
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا تبنينا موقفا أكثر صرامة تجاه الولايات المتحدة، فإن ذلك سيعني أن موقف الصين قد ساد".
وسيترأس الاجتماع وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، وسيحضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي وآخرون.
ومن المقرر افتتاحه في حوالى الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (14:00 بالتوقيت العالمي)، ويُرتقب صدور إعلان نهائي بعد الظهر.
وغدا الثلاثاء، ستنضم إلى دول بريكس في مناقشاتها 9 بلدان مرتبطة بالمجموعة.
المناخ وأوكرانياومن المرتقب أن يحتل تغير المناخ حيزا مهما من النقاش قبل بضعة أشهر فقط من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب-30" الذي ستستضيفه البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة بيليم الأمازونية.
وشدد المفاوض ماوريسيو ليريو على أن "مسألة التمويل أمر محوري جدا" بالنسبة إلى مجموعة بريكس، وكرر موقف البرازيل المتمثل في أن البلدان الغنية لديها "التزام" بتمويل التحول في مجال الطاقة في البلدان الأخرى.
إعلانوأعلنت واشنطن الجمعة أن المكتب الأميركي المسؤول عن الدبلوماسية المناخية سيُغلق، وذلك بعد 3 أشهر على إعلان انسحاب الولايات المتحدة، أكبر ملوث في العالم، مرة أخرى من اتفاق باريس للمناخ.
وسيكون موقف مجموعة دول بريكس من الحرب في أوكرانيا موضع متابعة، في وقت تدفع فيه إدارة ترامب باتجاه اتفاق سلام تبدو معالمه مواتية لموسكو.