جنرال إسرائيلي يحذر من انزلاق الاحتلال إلى حرب مفتوحة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
في الوقت الذي تخوض فيه دولة الاحتلال حملة عسكرية متعددة الساحات، فإنها تبدو متأثرة بأربع عمليات عالمية وإقليمية وداخلية، وكلها تقرّب احتمال التصعيد والحرب، مع العلم أنها تعيش في خضمّ موجة متزايدة من العمليات الفلسطينية لبعض الوقت، لكنها لا تزال تحت عتبة الحرب.
وفي ذات الوقت، فإن الإجراءات المضادة والنشاط العملياتي الإسرائيلي لا يواكب التحذيرات المتزايدة بمعدل مائتي تحذير يوميا، وهو معدل كبير جدا فيما تشمل الهجمات مختلف القطاعات.
وأكد القائد السابق للواء جبل الشيخ، الجنرال موشيه نيديم، أنه "في خضم معركة متعددة الساحات، يتصرف جيش الاحتلال بحذر شديد، ويتعامل مع حملة معقّدة ومتفجرة قد تؤدي لاشتعال فوري بإحدى الساحات أو في جميعها معا، ويمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى حملة شاملة، وهذه الأحداث ليست عرضية، بل يبدو أنها منسقة في توقيتها، ولذلك يتصرف جيش الاحتلال بطريقة لا يتم جره إلى حرب مفتوحة".
وأضاف نيديم في مقال نشرته صحيفة "معاريف" وترجمته "عربي21" أن "هذه الحرب الشاملة تتأثر بالعمليات العالمية والإقليمية والداخلية، ويمكن تقديمها كأربعة ناقلات تعمل على تقريب الدولة من احتمال الحرب، حيث يشير المتجه الدولي لأنشطة وأحداث القوى العظمى والدول الأخرى المؤثرة على المحور الرئيسي واللاعبين في منطقتنا".
وأوضح أن "التقارب مع محور روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية يسمح لإيران بالتقدم في الملف النووي، ويسبب عدم الاستقرار، بينما تعد عملية السلام مع السعودية حدثا دراماتيكيا له عدة عواقب عالمية وإقليمية، لكنه يحفز أيضا نشاطا عدائيا من خلال العديد من العوامل للإضرار بالاحتلال".
وأشار أن "الاتجاه الأمني يشير لتهديدات وأنشطة المنظمات المعادية، ووفقا لها، فقد ضعفت دولة الاحتلال، وانفتحت أمامها نافذة وفرصة لتحقيق الأحلام القديمة الجديدة في الساحة الشمالية، وتنتقل من الحذر إلى التحدي، وتخاطر وتدخل في سلسلة من الأحداث الصعبة؛ بدليل أن الضفة الغربية تحترق منذ فترة طويلة، والسلطة الفلسطينية تجد صعوبة أو غير قادرة أو غير راغبة في التعامل مع الواقع، وتستعد لليوم التالي لأبو مازن، ويبدو أن العمليات الجراحية قد استنفدت نفسها؛ وحرصت غزة على البقاء خارج دوائر المواجهة، لكنها غيّرت اتجاهها في الأيام القليلة الماضية بإحداث اضطرابات خطيرة على الحدود".
وأوضح أن "الاتجاه الداخلي الإسرائيلي اليهودي يشير لجميع الأنشطة المحيطة بالانقلاب القانوني والاحتجاج الذي لا ينتهي، والأسوأ هو إدخال جيش الاحتلال في الجدل السياسي الذي أدى لإلحاق ضرر جسيم بأمن الاحتلال والجيش نفسه، وبجانب ذلك يشير الاتجاه الداخلي للجريمة بين فلسطينيي48 في النقب والجليل، حيث كميات الأسلحة الموجودة جنونية، ومن الواضح أنها ستوجّه يوما ما بكامل قوتها نحو الاحتلال".
لم يكن الجنرال نيديم أول من يحذر من تهديدات وشيكة أمام دولة الاحتلال، فقد استعرض الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أربعة تحديات رئيسية تواجه الأمن القومي، "أولها إيران، لاسيما زيادة نفوذها الإقليمي، وما تشكله من شبكة مليشيات منتشرة في قوس حول إسرائيل يشكل لها تحديا تكتيكيا خطيرا على المدى القصير، أما التحدي طويل المدى فهو امتلاكها قوة ردع نووية دون دفع ثمن، ما قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" وترجمته "عربي21"، أن "التحدي الثاني هو الساحة الفلسطينية حيث موجة العمليات المستمرة منذ العام الماضي، وكادت أن تصل إلى انتفاضة ثالثة، يقودها جيل من الشباب الذين لا يتماثلون مع المنظمات القديمة، بل ينتظم محليا على شكل خلايا، فيما تعاني السلطة الفلسطينية من ضعف مزمن، ما يجعل هذه الموجة مشكلة تكتيكية خطيرة ذات أبعاد استراتيجية، إذا أضفنا لها تحدي خلافة أبي مازن في اليوم التالي، لكنها ليست المشكلة الأكثر خطورة".
وأشار إلى أن "التحدي الثالث مرتبط بالحفاظ على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة التي تعيش أزمة محلية بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، حول الإصلاح القانوني وسياسة إسرائيل الجديدة في الضفة الغربية، صحيح أنها ربما تنتهي الأزمة قريبا، لكن المشكلة على المدى الطويل، بسبب التغيرات الكبيرة داخل الولايات المتحدة بما يتعارض مع المجتمع الإسرائيلي، وخسارة القيم المشتركة بينهما، وسيكون القادة الأمريكيون بعد بايدن مؤيدين للرواية الفلسطينية أكثر بكثير من التعاطف مع الرواية الإسرائيلية".
وأوضح أن "التحدي الرابع ذا طبيعة داخلية بسبب الاستقطاب والانقسام الاجتماعي في أزمة غير مسبوقة في حدّتها مع غياب الإجماع واسع النطاق، والاحتجاج غير المسبوق ضد الإصلاحات القانونية، صحيح أن الحل على المدى القصير قد يكون التوصل إلى حل وسط، أو إلغاء الانقلاب، أو تغيير كل القوانين التي تم سنها في البرلمانات المقبلة، لكننا سنبقى أمام مشكلة طويلة الأمد، وهي أن هذا الإصلاح القانوني فتح كل صناديق الشرور في المجتمع الإسرائيلي، وأخرج كل الشياطين من سجونهم، والآن لا يمكن إعادتهم مرة أخرى، في ضوء تعمق واحتداد الانقسامات: الطائفية والدينية والطبقية والقومية والاقتصادية والتعليمية والثقافية".
ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يستعرض فيها الإسرائيليون التهديدات المحيطة بالدولة، لكنها من المرات القليلة التي يعترفون فيها بأن قدرتهم على التعامل معها تكتيكيا، لن يحلّها على المدى البعيد، وفي هذه الحالة فإن السلوك الآني قد يؤدي لتفويت كل الفرص الاستراتيجية عليهم، ما يتطلب منهم مناقشة التفكير الاستراتيجي طويل المدى، وإلا فسيبقون يراوحون مكانهم، دون إجابات مطلوبة على أسئلتهم المعلنة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال التصعيد العمليات الحرب الضفة الاحتلال الضفة حرب تصعيد العمليات صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على المدى
إقرأ أيضاً:
المجاعة تتسع .. الإعلامي الحكومي يحذر: قطاع غزة على شفا الموت الجماعي
#سواليف
جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من استمرار تفاقم #الكارثة_الإنسانية في قطاع #غزة بشكل متسارع ومخيف، مع مواصلة #الاحتلال “الإسرائيلي” فرض #حصار_خانق، وتعمده إغلاق المعابر بالكامل، ومنع دخول #المواد_الغذائية والمساعدات الإنسانية منذ 55 يوماً متواصلة، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع، ووضع أكثر من 2.4 مليون إنسان في مواجهة خطر الموت جوعاً.
وقال المكتب قي بيان له، الجمعة: إن المجاعة اليوم لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعاً مريراً، إذ سُجلت 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل الجماعي البطيء، وفي وقت يعاني فيه أكثر من 60,000 طفل من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، وأُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.
وأكد أن البنية التحتية في قطاع غزة دخلت مرحلة الانهيار الكامل، حيث خرجت 38 مستشفى عن الخدمة بفعل قصف الاحتلال “الإسرائيلي” للمستشفيات أو حرقها أو تدميرها بشكل مباشر.
مقالات ذات صلة صحيفة عبرية: المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية أصبح واقعا 2025/04/25ووفق البيان؛ فإن أكثر من 90% من محطات المياه والتحلية توقفت عن العمل بسبب انعدام الوقود والتدمير الممنهج في إطار خطة تدمير ممنهجة يقودها الاحتلال “الإسرائيلي”، إضافة إلى أن جميع المخابز في قطاع غزة أُغلقت تماماً نتيجة انعدام الطحين والوقود، ورفض الاحتلال إدخال أي شحنات مساعدات إنسانية منذ 55 يوماً.
وشدد على أن ما يجري في قطاع غزة هو جريمة إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره، دون أن يُحرّك المجتمع الدولي ساكناً.
وأدان بأشد العبارات جريمة التجويع الممنهج التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي”، وكذلك الصمت الدولي على هذه الجريمة النكراء والتي يُصنفها القانون الدولي كجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
وحمل الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، ومعه الدول التي توفر له الغطاء السياسي والعسكري، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، التي تقف متواطئة بدعمها المباشر له ولجرائمه ضد الإنسانية.
وطالب بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان.
ودعا إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي” في قطاع غزة.
وأكد ضرورة التدخل الدولي العاجل لوقف سياسة التجويع المُمنهجة وإنهاء الحصار الظالم وغير القانوني المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاماً بشكل متواصل.
وناشد كل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم أن يتحركوا فوراً، فالأطفال في غزة يموتون جوعاً أمام مرأى العالم، بينما الأمهات يبحثن في الركام عن فتات يسد رمق صغارهن، والمرضى يحتضرون في مشافٍ بلا دواء أو كهرباء أو ماء أو وقود.
وختم بقوله: نطلق هذا النداء قبل وقوع الكارثة الكبرى. الوقت ينفد، وأي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ.