صحيفة الساعة 24:
2025-03-10@07:19:09 GMT

نصية لـ “باتيلي”: ارحلْ غير مأسوفٍ عليك

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

نصية لـ “باتيلي”: ارحلْ غير مأسوفٍ عليك

دعا عضو مجلس النواب عبدالسلام نصية المبعوث الأممي عبدالله باتيلي إلى الرحيل عن ليبيا.

ووجه نصية دعوته عبر “فيسبوك”، قائلا: “باتيلي ارحل غير مأسوف عليك”، مضيفا: “في خطاب بائس باتيلي يحتج على رئيس مجلس النواب لأنه لم يحيل إليه قوانين الانتخابات قبل عرضها على مجلس النواب! وأنه علم بها من الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي”.

وتساءل النائب: “ألا يعلم باتيلي أن التعديل الدستوري الثالث عشر ملك الليبيين وأنه لا يتضمن أن يطلع باتيلي على القوانين قبل عرضها على مجلس النواب، وأن ذلك يعد انتهاكا للسيادة الليبية وانحرافا عن مهام وظيفته؟ أم أن باتيلي يرى أنه فوق الإعلان الدستوري؟ أم أن باتيلي يريد أن يحيلها إلى ولي أمره قبل إحالتها إلى مجلس النواب؟ 

وتابع: أكيد لا نقصد بولي أمره الأمين العام للأمم المتحدة… أما علمه بها من الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فإن الأمر طبيعي لأن جلسة مجلس النواب كانت منقولة، وأن إحالتها للبعثة سوف يتم بعد توقيعها وإحالتها للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات. 

وواصل نصية رسالته لباتيلي، مؤكدا أن “من يحدد قابلية هذه القوانين للتطبيق هو الشعب الليبي وليس أنت، ما هذه الصفاقة وصحة الوجه” على حد تعبيره.

وأوضح نصية أن “القوانين صدرت بتوافق بين المجلسين وستحال للمفوضية وسيتم تشكيل حكومة واحدة وستجرى الانتخابات بإذن الله وسوف نستعيد دولتنا وعندها وكما يقول المثل الشعبي سوف تخلص الجمة من أم اقرون” وفق تعبيره. 

واستكمل: “فعلا… لكل داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها، وأعتقد أنه بعد هذا الخطاب لا مجال لاستمرار باتيلي وكل طاقمه الوظيفي الذين أزكمت رائحتهم الأنوف من جنيف إلى طرابلس”. 

الوسومالانتخابات باتيلي ليبيا

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الانتخابات باتيلي ليبيا مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

القوانين الحاكمة ضد الوصاية الظالمة

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

مارسَ رجال الكنيسة منذ البدايات الأولى للنصرانية ما يُشبه نظام السيادة على الجميع من خلال الوصاية الكاملة على مُجتمعاتهم حتى تعاظم دورهم في القرون الوسطى مع تفشي الجهل والسحر والمرض في الغرب، وبلغ بهم الأمر إلى إحكام قبضتهم على القادة والزعماء فضلًا عن العامة والبُسطاء، وإلى أبعد من ذلك حين أرادوا التحكم بالعقول وتحديد طرق تفكير الناس.

هذا بالطبع مكَّنهم من بسط نفوذ سلطتهم والتحكم شبه المطلق بصناعة القرار وتعمل المحركات الخفية من وراء ذلك، وبما أن مجرد التفكير بالخروج عن أفكارهم وقوانين سُلطتهم يمثل عصيانًا عظيمًا فإن الردع يستوجب اتهام المُخالِف بالهرطقة، وهي البدعة المُكفِّرة المُخرِجة من المِلَّة وعقابها القتل حرقًا، وهذا في شأن العامة من الناس بما فيهم المفكرون والعلماء الطبيعيون، وصولًا إلى إيقاع الحرمان الكنسي على الأباطرةِ والملوك ما يمثل الحظر الشامل والإقصاء التام وهو ذو مآلاتٍ رهيبةٍ عليهم.

ونظرًا للنظام الراسخ في المعتقدات من السُلطة المُطلقة للمسيطرين على القرارات السياسية والاجتماعية تحت الشِعارات القَداسية تشكل جمود فكري عميقٍ استمر لفترات زمنيةٍ طويلةٍ حتى خلُص إلى ثقافة تدين بالولاية القطعية لتلك الفِئة الصغيرة المتحكمة بسيادة القرار والتعقيد الذي أحاطت به نفسها، مع قُوى داعمة مستفيدة تفرِض القوانين على التجارة وبالتالي الاقتصاد العام وتُرهب المفكِّرين والعلماء وكُل ساعٍ للتغيير بأشد أنواع العقاب والعذاب حتى لا تعظُم نارهم في تنوير العقول وتخبُت جذوتهم في تفهيم الناس وإنارة عقولهم بما يدور حولهم لتحسين سبل حياتهم، وهذه فكرة ذات نتائجٍ جيدة جدًا على المدى القصير وعصية الاستقراء لدى أصحاب النفوذ ذوي الفكر المحدود على المدى الطويل، إذًا لماذا استمر رجال الكنيسة بتلك الأساليب المُستأثرةِ بسُلطة الدين والحياة والعلم والمادة الرافضة للتغيير والاستهانة بضرورات العدل؟ بلا شك أن الجواب هو بُغية الحفاظ على المكاسب والمنافع والمصالح والتي غالبًا ما يتمتع بها فئة قليلة ممحوقة على حساب جمهرةٍ كثيرةٍ ومسحوقة.

في مؤتمر الفاتيكان عام 1985م، قال البابا يوحنا بوليس الثاني لعلماء الفلك والفيزياء: "يُسمح لكم فقط بدراسة الكيفية التي يعمل بها الكون ولكن كُفوا عن البحث في الوجود والمصدر لأن ذلك من عمل الرب". ويقول العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج الذي كان حاضرًا: "البابا لا يزال بعقلية القرون الوسطى ويُمارس دور المتحكم بالعقول". ونلاحظ هنا أن دخالة الوصاية لا تزال تسري إلى عصرنا الحديث مع رفض بوليس الثاني البحث في القوانين العلمية التي تعمل ويعمل بها الوجود، ولكن لم يعد لأمثال هؤلاء سُلطة الإطباق على تفكير الناس والجثوم على حياتهم والتحكم بمُقدراتهم، إذ تحول دور السيطرة إلى رجال السياسة الذين اتخذوا بدورهم نفس مسار التسلط والتحكم جنبًا إلى جنب مع مواكبة العلوم، ما ترتب عليه تفريغ سُلطة الكنيسة من محتواها وتهميش العقائد ذات النكهة الغيبيةِ وتحويلها إلى رفوف المكتبات لمن أراد الاطلاع عليها من باب الإثراء المعرفي فقط، وبذلك أصبحت قوة التحكم الخفية ذات المسحة الدينية مع ممارسة الوصاية من رجال الكنيسة على العامة قد تحولت إلى متاحف التاريخ مع إحلال القوانين الوضعية الصريحة ذات مسحةٍ دبلوماسيةٍ حمالة أوجه في ممارسات رجال السياسة، بعد تأصيل النُظم العَلمانية والعِلْمَوية والديمقراطية الرأسمالية، ولكن لازالت المحركات الخفية تعمل بنفس النشاط السابق.

وباتت الآن الاستدلالات السياسية مرتكزة على القوانين الدولية والتي يفترض بها أن تكون عادلة مع الجميع بدون التفريق وتمييز أحد على حساب الآخر وتخضع للإعمال العقلي القادر على الإقناع، إلّا أن التهرب من المسؤولية أيضًا بات يعد شكلًا من أشكال الدبلوماسية وفي وجود شواهد منطقية ودامغة تُكذِّب التحركات المريبة لحل قضيةِ ما، مع أن القوانين الحاكمة كلها تشير إلى الظلم وضرورة الانتصار للمظلوم واضحة لا تشوبها ذرة شك، ولكن ما يتحقق على أيدي رجال السُلطةِ من السياسيين وفي الكثير من الأحيان يعود بنتائج مخالفة ومغايرة لكل ما هو متوقع أو لما يُفترض به أن يكون؛ حيث تلعب المصالح لعبتها القديمة الخفية والجديدة المكشوفة على سيادة القرار وقد لا تنتهي بالانتصار للمظلوم بقدر ما تميل كل الميل مع الظالم إذا كان متنفذًا ويحقق الانتصار له مكاسب تعود بالنفع على قلةٍ قليلةٍ ولا يهم الكثرة الكاثرة التي سيغلبها الوقت والملل والتشتت مع التحركات الدبلوماسية الطويلة والمتشابكة والمعقدة ويتوارث السياسيون تدوير نفس المشاكل جيلًا بعد جيل.

إنَّ ما نشهده اليوم في القضية الفلسطينية يضرب أصدق الأمثلة على ممارسة السياسة الغربية المخضرمة وصايتها على الدول وخصوصًا ما يسمى بـ"العالم الثالث"، تارةً بالترغيب في الدعم والمساندة العسكرية تحت بنود الحماية والمساعدات المادية والمالية ووعود السلام مع كيانٍ محتل يتعارض إحلال السلام مع أطماعه في التوسع ويفتعل النزاع والصراع واستمرار تدوير عدم الاستقرار، كما يكره الحقيقة التي تُعري كذبته أمام العالم ولذلك يحاربها ويلجأ إلى تضليل الرأي العام بتزييف الحقائق؛ وتارةً أخرى بالترهيب في إنفاذ نفس القوانين ذات الوجهين على الآبق ومن يشق عصا الطاعة ويُخالف الوصاية في تصريحاتِ تهديدٍ مُبطنٍ وغير مباشر، ولسوء الحظ أن معظم الدول العربية تأخذ بالنصيحة الغربية التي تبقيهم تحت طائلة الحاجة لاستبداد رجال السياسة لما وراء البحار أو الزائرين لهم بين الحين والآخر، ولكن ومع كُل ذلك ستبقى القوانين الطبيعية الحاكمة تعمل لأن الظُلم لا ينتصر وإنما هي مسألة وقت، مهما نشطت المحركات الخفية في عملها ومهما جاء به المشككون بوجودها أو الغافلون عن مصدر قوتها، ولن يكُف المظلوم عن العمل لتحقيق حريته مهما مورست عليه وعلى مناصريه من وصاياتٍ وتسييسات.

خاطرة أخيرة.. بابا الفاتيكان يوحنا بوليس الثاني الذي أوصى العلماء بعدم البحث في مصادر الوجود مات بسبب سقوط جزء من سقف قصره على رأسه؛ حيث إن القانون الحاكم للجاذبية ظل يعمل، ولم تحمل حصافة ستيفن هوكينج وصاية البابا على محمل الجد فأخرج بعد 3 سنوات من ذلك الاجتماع كتابه الشهير بعنوان "تاريخ موجز للزمان".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • “غنتوت” يفوز على “الحبتور” ويتوج ببطولة البولو الدولية
  • “الحريات النيابية” تكشف آخر التطورات على مذكرة العفو العام
  • القوانين الحاكمة ضد الوصاية الظالمة
  • نصية: نحتاج إلى تقليص الإنفاق الحكومي.. وقد نستدعي محافظ المصرف المركزي
  • نصية: بداية عمل “تيتيه” تثير المخاوف 
  • مجلس وزراء الخارجية بدول “التعاون الإسلامي” يقرر استئناف عضوية الجمهورية السورية في المنظمة
  • الدنمارك.. إطلاق اسم “فلسطين” على ساحة في كوبنهاغن
  • التستر على المجرم الخطير “الزائر” يقود إلى اعتقال مستشار جماعي بمراكش
  • مجلس محمد بن حمد الشرقي ينظم جلسة “عادات الآباء في شهر الخير” لغرس القيم الإسلامية
  • المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون يؤكد ضرورة إنهاء الحصار المفروض على “غزة” ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني