تجسد المكانة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، والنجاح الذي حققته من خلال مشاركاتها الفاعلة، مرشحةً وناخبة، في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، مريادة وتقدم دولة الإمارات على صعيد تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في صنع القرار الوطني.

وتترجم هذه المكانة التي تحظى بها المرأة الإماراتية، الرؤية التي سارت عليها الدولة في التمكين السياسي للمرأة، بدعم من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمهما الله، فيما يواصل رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، دعم تلك المسيرة التي ساهمت في تعزيز دور المرأة في جميع المجالات والقطاعات، إضافة إلى الدور المحوري للشيخة فاطمة بنت مبارك “ أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، في تمكين المرأة شريكاً أساسياً في التنمية الشاملة لدولة الإمارات.

التمكين السياسي

يُعتبر برنامج التمكين السياسي، الذي أطلقه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في خطابه بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين للاتحاد في 2005، المرجعية الأساسية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، والتي بدأت في 2006، ثم الدورة الانتخابية الثانية في 2011، والثالثة في 2015، والرابعة في 2019، والدورة الخامسة في 2023.
وشاركت المرأة الإماراتية بفاعلية، ناخبةً ومرشحةً، في أول انتخابات في 2006، حيث ضم تشكيل المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الرابع عشر في 2007 تسع نساء مثلن 22.5 % من أعضاء المجلس، ثم حصلت المرأة على 7 مقاعد في الفصل التشريعي الخامس في 2011، شكلن 17.5 %، وزاد العدد إلى 8 أي 22 % في الفصل التشريعي السادس عشر في 2015، ثم وصلت النسبة إلى 50% في الفصل التشريعي السابع عشر.
وشهدت الدورة الانتخابية الأولى في 2006، فوز أول إماراتية بعضوية المجلس بالانتخاب، والتي تعد أيضاً الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع.
وخطت دولة الإمارات خطوات رائدة في التمكين السياسي للمرأة، وكانت انتخابات 2019 نقلة نوعية في هذا المجال، بعد قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، رقم 1 لسنة 2019 بتعديل قرار رئيس الدولة رقم 3 لسنة 2006 حول تحديد طريقة اختيار ممثلي الإمارات في المجلس الوطني الاتحادي، وتعديلاته، برفع نسبة تمثيل النساء إلى 50% من ممثلي الإمارة في المجلس الوطني الاتحادي، وأن يكون لحاكم كل إمارة تحديد عدد المقاعد لتفوز بها النساء عند انتخاب ممثلي الإمارة في المجلس.
وتُعد هذه النسبة، الأعلى في تاريخ مسيرة الحياة البرلمانية في الإمارات، وفي دول المنطقة، وأدى هذا القرار إلى إقبال المرأة بشكل لافت على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.
وحظيت المرأة الإماراتية في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، بحضور مميز في قوائم الهيئات الانتخابية بنسبة تصل إلى 51%، مقابل 49% للرجال.
وتواصل الإماراتية مشاركاتها الفاعلة في مسيرة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الدورة الانتخابية الخامسة، حيث ضمت القائمة النهائية للمرشحين، 309 مرشحين ومرشحات، بينهم 128 مرشحة يمثلن 41% من إجمالي المرشحين، بينهن 54 في أبوظبي، و27 في دبي، و19 في الشارقة، و12 في عجمان و5 في رأس الخيمة و5 في أم القيوين و6 في الفجيرة.
في حين بلغ عدد المرشحين الرجال 181، بنسبة 59% من إجمالي المرشحين، بينهم 64 في أبوظبي، و30 في دبي، و31 في الشارقة، و29 في رأس الخيمة و9 مرشحين في كل من عجمان، والفجيرة، وأم القيوين.

وتبوأت الإمارات المراكز الأولى في مؤشر نسبة تمثيل النساء في البرلمان في 2020 و2021 ضمن التقرير العالمي للتنافسية، لمعهد التنمية الإدارية في سويسرا، ما يؤكد أن تمكين المرأة أولوية في نهج ورؤية قيادة الدولة، ما ساهم في جعل الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى به في التمكين السياسي للمرأة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي2023 الإمارات انتخابات المجلس الوطنی الاتحادی المرأة الإماراتیة فی الفصل التشریعی التمکین السیاسی بن زاید آل نهیان

إقرأ أيضاً:

طاقة إماراتية فاعلة للقمة العالمية للحكومات

تعيش دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام حراكاً عالمياً نوعياً تنموياً بنائياً جمالياً بعقد القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث أصبح تقليداً للسياسة الخارجية الإماراتية عقد هذه القمة المتميزة بشكل سنوي في إطار تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حرص دولة الإمارات على تعزيز دورها الفاعل في دعم التعاون والترابط التنموي الدولي وخلق رؤى تنموية مشتركة، وكذلك في إطار تأكيد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، أن القمة العالمية للحكومات تُعزز مكانة دولة الإمارات كأهم ملتقى، ومنتدى عالمياً يجمع حكومات العالم، لأجل ترسيخ الحوار العالمي الإيجابي التنموي الهادف. بذلك، تمنح دولة الإمارات العالَم، بهذا التواجد الحكومي الوظيفي، طاقة حيوية وجودية فاعلة للعمل التنموي، وتعمل على ازدهاره.
في ظل هذا الملتقى التنموي ، والعُرس الحكومي، العالمي في دبي، تأتي أهمية رصد وتحليل شعار القمة المهم «استشراف حكومات المستقبل» بمعنى أن مناقشة نواحي وأبعاد وخطط التنمية الشاملة للدول والمجتمعات التي تضطلع بها الحكومات في واقعنا اليوم تُعد قاعدة فهم مهمة ننطلق منها لنعرف ونستشرف شكل المستقبل وشكل حكومات المستقبل. ولدى كافة الدول والمجتمعات مواضيع عدة، وتحديات متنوعة على كافة المستويات: في الحياة والكون والأعمال تتمحور حول مفهوم واحد مركزي، «التنمية» وما يرتبط بها، وتتفرع منها مفاهيم البناء، وإعادة البناء، وتحقيق التنمية الحقيقية، وخلق فرص الأعمال، وتحسين وتجويد الأعمال والتعليم وكافة الخدمات المقدمة، وصُنع وبَعث الجَمال الشامل، وهذا يتطلب منا، كأفراد ومواطنين وموظفين ومؤسسات ومجتمعات ودول وحكومات، تنمية قدراتنا ومهاراتنا «التنموية» تحديداً أي تلك التي تؤدي إلى تحقيق التقدم المنشود.
هذه الأنساق الكونية الحياتية الفردية المجتمعية المؤسساتية الدولية العالمية المحلية الإقليمية الحكومية وغير الحكومية وإن كانت متنوعة إلاّ أنها متكاملة ومتفاعلة ومترابطة في الواقع والعُرف، والمسار والمنهج التنموي والجَمالي يجمعها. فلكل خطة عمل استراتيجية حاضرة أو مستقبلية مضامين وأهداف جَمالية مرئية وغير مرئية. فحين نتحدث مثلاً عن تنظيم المدن وتحسين وتجويد الحياة، فهذا موضوع جَمالي في الأساس مادي ومعنوي، له مضامين وأهداف جمالية، ويدخل في إطاره «عِلم الجودة الشاملة»، فما هو إلاّ موضوع جَمالي في جذوره. لهذا تأتي أهمية تحديد «اللغة» المستخدمة بدقة، وتحديد «المصطلح» بدقة، حين نناقش مواضيع تنموية، فهناك الكثير من المفاهيم والنظريات والسياقات المستخدمة في العملية التنموية لابد من تحديد معانيها وحدودها بدقة متناهية مع كشف قواها التغييرية ومضامينها وطبيعتها وأهدافها وشروطها الجمالية. لهذا، لابد من تعزيز القُدرة على القراءة العميقة الشاملة الأفقية والرأسية للمواضيع والأشياء والشخوص والتحديات التي أمامنا، لنحصل على التعبير الدقيق، والاستدلال الصحيح، والتركيب، والتنظيم، والتحليل، والتصنيف، والتعليل، والتفكير النقدي (critical thinking)، وفهم الذوات، والمحيط، والعالم الخارجي، وكل ذلك يتم بمنهجية علمية.
لهذا، هناك أنساق وانتظامات تدخل في نطاق أعمال القمة العالمية للحكومات، نلمسها بشكل عام وتفصيلي، مثل: النسق الإبداعي، النسق السياسي، النسق الاجتماعي، النسق الاقتصادي، النسق الثقافي، النسق الصحي، النسق الزراعي، النسق الإداري، النسق التقني أو التكنولوجي، النسق المادي، النسق الواقعي، نسق السعادة، نسق المستقبل، النسق الجَمالي، النسق الروحي والمعنوي والأخلاقي. هذه الأنساق والانتظامات، يمكن الفصل بينها بشكل مؤقت وإجرائي، أثناء البحث والدراسة وجمع المعلومات ووضع الخطط، لكنها في الحقيقة والواقع هي متكاملة ومتداخلة ومتفاعلة، حيث إن الخطة الاستراتيجية الشاملة تجمعها كلها، سواء كانت هذه الخطة على مستوى ونطاق فردي أو مؤسسي أو مجتمعي، ومحلي وإقليمي وعالمي.
فالانتظام مهم بين كافة الأنساق، المذكورة آنفاً، وما يتفرع منها، وهذا متطلب للنجاح، فاجتماع القمة العالمية في دولة الإمارات، في مُجمله، يسعى إلى تحقيق سعادة الإنسان، ولذا، ينحو للإيجابية، يؤسس لشعور الإيجابية والتفاؤل لدى الإنسان، خاصة في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، كالحروب والأزمات.

إذاً، فقمة الحكومات العالمية تؤسس لنزعة حيوية، ترى العالم مترابطاً، متكاملاً، متكاتفاً، متصلاً، متحداً، رغم تنوعه البشري واختلافاته، وهذه هي «العولمة الحقيقية»، «عولمة الحكومات الرشيدة والحكومات الخَلاقة التي من خلالها نرى مُكونات ومضامين الجَمال، المرئي وغير المرئي، تكتنف العالم، لكنها بحاجة لكشف وبعث واحتواء ورعاية وإنماء، بشكل حقيقي، ومُحفز للإبداع الذي يمنحنا أدوات ووسائل علاجية للتحديات التي نواجهها في الحياة وهذا يشمل العمل الحكومي.
فالمواضيع المُتضمنة والمطروحة، في القمة، مهمة وضرورية وهي التي تتناول الحوكمة الفعالة والمسؤولية، والاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، ومرونة المدن ومواجهة الأزمات والمناخ، ومستقبل البشرية وتطوير القدرات، وتحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للتوجهات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المدفوعة بالاستدامة، بحيث يتم ضبطها بمعايير وأطر وقواعد وأصول ومبادئ مُشتقة من علم الجمال، كعِلم تحقيق الجودة الشاملة، فنحن لا نتعامل مع علم الجمال بطريقة متشددة أو ضيقة الأفق تجعله محصوراً في نطاق كلاسيكي معين في الفنون أو أدوات الزينة، كما قد يتراءى للبعض، بل نشتق مِن عِلم الجَمال فضاءً وحالاً وواقعاً ممتداً من ذواتنا، ودواخلنا، وسلوكنا، وأعمالنا، إلى الأسرة، والمجتمع، والمؤسسات، والعالم، والكون، والحياة، وبناءً عليه يكون الحوار واللقاء والتشاور، بحيث تأتي الدراسة والبحث، ثم نضع الخطط، ويَحدث، بالتالي، الأثر والتغيير والفَرق والقيمة المضافة.

مقالات مشابهة

  • طاقة إماراتية فاعلة للقمة العالمية للحكومات
  • مشاركة مكثفة لمجلس التوازن بين الجنسين في «قمة الحكومات»
  • صقر غباش: «المجلس الوطني» سيظل حصناً للشورى ورمزاً عريقاً للوحدة الوطنية
  • حمدان بن زايد: «الأرشيف الوطني» محوري في توثيق التاريخ البيئي للإمارات
  • صقر غباش: الوطني الاتحادي يحتفل بالذكرى الـ 53 لتأسيسه بمسيرة حافلة بالإنجازات الوطنية
  • «الوطني الاتحادي».. مسيرة فاعلة في تحقيق رؤية القيادة وتنمية المجتمع
  • “الوطني الاتحادي”.. مسيرة فاعلة في تحقيق رؤية القيادة وتطلعات المواطنين وتنمية المجتمع
  • لجنة بـ ” الوطني الاتحادي” تعتمد تقرير توصيات موضوع سياسة الحكومة في شأن رفع كفاءة العاملين في القطاع الحكومي
  • الوطني الاتحادي يناقش سياسة الحكومة بشأن تعزيز معدلات الإنجاب
  • الوطني الاتحادي يعتمد توصيات رفع كفاءة العاملين في القطاع الحكومي