تمكن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023" من تقديم رسالة واضحة من الأطراف المعنية كافة بالتأكيد على توافقها حول الالتزام بخفض الانبعاثات وتسريع وتيرة الانتقال في الطاقة مع مواصلة تلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة.

وتم تسجيل رقماً قياسياً في أعداد المشاركين مع أُسدل الستار على فعّاليات المؤتمر، حيث كانت نسخة هذا العام من المؤتمر الأكبر في تاريخه بحضور نحو 184 ألف مشارك.

وتمثل نسخة هذا العام من "أديبك" امتداداً لإرث يقارب الـ 40 عاماً ونجح المؤتمر في التوسّع ليس فقط من حيث الحجم، بل أيضاً في نطاق الوصول بعدما جمع "أديبك 2023" أقطاب الطاقة حول العالم وساهم في إيصال أصوات القطاعات المرتبطة - بما في ذلك القطاع المالي وقطاع التكنولوجيا - لتسريع وتيرة العمل الجماعي العاجل والحلول الجذرية اللازمة لخفض الانبعاثات بشكل أسرع وتهيئة نظام الطاقة لمواكبة المستقبل.

كان الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 قد استهل فعّاليات "أديبك 2023" بدعوة قادة قطاع الطاقة لاستغلال هذا الحدث للاستفادة من "الفرصة للتأكيد للعالم بأسره أنكم أنتم مفتاح الحل" الذي سيساهم تسريع عملية الانتقال في الطاقة، وضمان أمن الطاقة مع التخلص التدريجي من الانبعاثات بشكل عاجل.

ولاقت هذه الدعوة آذاناً صاغيةً في القطاع حيث قام 1600 وزير وقيادي من قطاع الطاقة على مدى أربعة أيام بمشاركة الرؤى وتطوير استراتيجيات خفض الانبعاثات وأنظمة الطاقة المستقبلية خلال 350 جلسة تم تحديدها لهذا الغرض.

وباعتباره آخر حدث رئيسي في قطاع الطاقة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة الشهر المقبل، ركز "أديبك" على مجموعة من الأولويات، مثل تحقيق صافي انبعاثات صفري لغاز الميثان بحلول عام 2030، وتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا المناخية لمعالجة التحديات الأساسية لبناء نظام الطاقة للمستقبل - التكنولوجيا والابتكار، والاستثمار، وأمن الطاقة وغيرها - لتمكين القطاع من إظهار التزامه بخفض الانبعاثات دون التضحية بالنمو الاقتصادي حيث تشتد الحاجة إليه.

وقالت طيبة الهاشمي، رئيسة "أديبك 2023" المدير التنفيذي لشركة أدنوك البحرية: "لقد كان عام 2023 عاماً استثنائياً بالنسبة لـ أديبك.. وفي الوقت الذي نواصل فيه العمل على تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة والاستجابة بشكل عاجل للتحديات التي يفرضها التغير المناخي، ظهر أديبك بصيغة جديدة أكبر وأكثر جرأة من السابق.. ويعمل هذا الحدث على توحيد الصفوف بين الدول والقطاعات والشركات والأفراد عبر منظومة الطاقة لاتخاذ خطوات ملموسة لتسريع وتيرة التحول في الطاقة وبناء مستقبل يشهد مستويات منخفضة من الكربون ومستويات أعلى من النمو.

وأضافت: "ومع إقبالنا على سنوات حاسمة في المسيرة نحو صافي الانبعاثات الصفري، أثبت أديبك أن قطاع الطاقة اليوم يتمتع بالمعرفة ورأس المال والتكنولوجيا والكوادر المؤهلة اللازمة لكي يكون جزءاً من الحل لخفض الانبعاثات وتحويل أنظمة الطاقة الحالية نحو الأفضل"، بحسب وكالة أنباء الإمارات.

وعكست أجندة "أديبك 2023" أولويات القطاع والتي تمحورت حول جهود خفض الانبعاثات، فاتحةً المجال أمام نقاشات جادة حول إمكانية تحقيق صافي انبعاثات صفري في القطاعات الثقيلة، مثل الطيران وإنتاج الأسمنت، وكيفية تطوير الاقتصادات الدائرية.

وبشأن التحديات الفريدة التي تواجه قطاعات محددة في مسيرتها نحو خفض الانبعاثات، قال بافان تشيلوكوري، نائب الرئيس لاستراتيجيات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون في شركة Holcim: " لن نصل إلى صافي انبعاثات صفري إن لم نقم بخفض الانبعاثات من المباني.. ومع النمو المتواصل في تعداد السكان العالمي، سيواصل الطلب على تشييد المباني في الارتفاع.. نحن نعمل على تشييد مبان تعادل مدينة نيويورك كل شهر، وسنفعل ذلك كل عام حتى عام 2040.. والتحدي هو: كيف يمكننا تحقيق ذلك بكثافة أقل من الكربون؟".

وخلال جلسة حول نماذج محفظة الأصول، قال أوليفييه لو بوش، الرئيس التنفيذي لشركة SLB: "لقد أدرك هذا القطاع، في الفترة التي تسبق انطلاق مؤتمر الأطراف (COP28)، أن قدرتها على مواصلة العمل ستعتمد على قدرتها على الابتكار: الابتكار من أجل الأداء، والابتكار لخفض الانبعاثات.. ومنح قيمة أعلى ومستويات كربون أقل لمستقبل النفط والغاز.. لقد أدرك القطاع ذلك، وعليه الآن أن يتحرك".

ونجحت نسخة 2023 من "أديبك" في ترسيخ مكانته باعتباره المنصة الدولية الأهم لقطاع الطاقة لتوحيد الصفوف والتعاون.

وشهد المؤتمر توقيع العديد من الاتفاقيات، ومنها إعلان شركة "بيكر هيوز" فوزها بعقد لتوريد أنظمة ضغط لتسييل الغاز الطبيعي تعمل بشكل كامل بالاعتماد على الكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة النظيفة، وذلك لمحطة الغاز الطبيعي المسال منخفضة الانبعاثات التابعة لـ "أدنوك" في الرويس، كما فازت شركة "بتروفاك" بعقد بقيمة 600 مليون دولار مع "أدنوك".

وأعلنت دائرة التنمية الاقتصادية أن أبوظبي ستوفر 100 فرصة استثمارية بحجم سوق إجمالي يبلغ 123.3 مليار درهم (33.5 مليار دولار) بحلول عام 2027.

ووقعت شركة 1PointFive التابعة لشركة OXY اتفاقية مع "أدنوك" لبدء دراسة هندسية أولية ممولة بشكل مشترك لمشروع لمنشأة للالتقاط المباشر لمن الهواء بحجم يبلغ مليون طن سنوياً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكشفت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي عن 33 فرصة استثمارية جديدة تستهدف الصناعات الكيميائية بحجم يبلغ 6 مليارات دولار.

وبمشاركة أكثر من 2٫200 شركة و30 جناحاً دولياً وأكثر من 350 جلسة، واصل "أديبك 2023" التأكيد على مكانته باعتباره المنصة الدولية الأهم لقطاع الطاقة.

من جانبه قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة "دي إم جي إيفنتس": "بينما نختتم هذه النسخة الاستثنائية من أديبك، والتي أثلجت صدورنا بالزخم الكبير الذي أظهره المشاركون لتعزيز حلول خفض الانبعاثات وبناء نظام الطاقة للمستقبل.. فإن نتائج المناقشات المثمرة التي جرت سيكون لها صدى في جميع أنحاء القطاع وخارجها، وأنا أتطلع إلى رؤية ما يمكن تحقيقه من الآن وحتى أديبك 2024".

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المؤتمر أديبك التكنولوجيا الانبعاثات سلطان الجابر قادة قطاع الطاقة أمن الطاقة الانبعاثات الإمارات أديبك الميثان الاقتصادي التغير المناخي الكربون الانبعاثات الطاقة الأسمنت المباني السكان الطلب الكربون الابتكار أدنوك الرويس بتروفاك أديبك الانبعاثات قطاع الطاقة قطاع الطاقة النظيفة قطاع الطاقة العالمي أديبك 2023 المؤتمر أديبك التكنولوجيا الانبعاثات سلطان الجابر قادة قطاع الطاقة أمن الطاقة الانبعاثات الإمارات أديبك الميثان الاقتصادي التغير المناخي الكربون الانبعاثات الطاقة الأسمنت المباني السكان الطلب الكربون الابتكار أدنوك الرويس بتروفاك أديبك الانبعاثات طاقة خفض الانبعاثات قطاع الطاقة من الطاقة أدیبک 2023

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يشهد توقيع اتفاقية مع شركة إماراتية إنشاء محطتين لتخزين الطاقة

شهد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مراسم توقيع اتفاقية مشروع إنشاء محطتي تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجاوات ساعة، بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة أميا باور الإماراتية، إذ بموجب هذه الاتفاقية تقوم الشركة الإماراتية بإقامة محطتان بطاريات للتخزين المستقل للطاقة، الأولى في منطقة بنبان بقدرة 500 ميجاوات ساعة، والمحطة الثانية في منطقة الزعفرانة بقدرة 1000 ميجاوات ساعة، بالإضافة إلى محطات المحولات والربط على الشبكة الموحدة، وذلك للمساهمة في زيادة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية على مدار اليوم، وتعزيز جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.

وقع من الجانب المصرى المهندسة منى رزق، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، ومن جانب شركة أميا باور المهندس عقيل بهرا، مسئول الاستثمار بالشركة.

قال الدكتور محمود عصمت، إن أهمية التخزين المستقل للطاقة بنظام البطاريات تأتي انطلاقا من رؤية الدولة وخطة عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقات المتجددة، وتفريغ تلك القدرات خلال فترات الذروة وضمان اتزان واستقرار الشبكة الكهربائية الموحدة خلال إدخال الطاقات المتجددة بقدرات كبيرة.

وأوضح أن اختيار اماكن محطات التخزين المستقل جرى بالتنسيق بين هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة وبين الشركة المصرية لنقل الكهرباء، في إطار خطة تطوير قطاع الطاقة المتجددة وتعظيم العوائد والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة وخفض استخدام الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات الكربونية.

توجه الدولة نحو الطاقة المتجددة

أكد وزير الكهرباء الاعتماد على الطاقات المتجددة وتحقيق مستهدف الدولة نحو خفض استخدام الوقود الأحفوري، والحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للطاقة حتى عام  2040، والتي جرى اعتماد تحديثها من مجلس الوزراء لتعكس توجه الدولة نحو الطاقة المتجددة والاستدامة والوصول بالطاقات المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة المولدة عام 2030، و65% عام 2040.

وأشار إلى جهود قطاع الكهرباء للإسراع فى الخطوات التنفيذية لمشروعات الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، موضحا ان تحقيق الاستدامة واستمرارية التغذية الكهربائية يتطلب التوسع فى أنظمة تخزين الطاقات المتجددة، مشيدا بالتعاون المثمر بين الشركة الاماراتية وقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة فى مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يشهد توقيع اتفاقية مع شركة إماراتية إنشاء محطتين لتخزين الطاقة
  • إنطلاقة جديدة للمؤسسات السياحية.. وتفاؤل بانعكاس الاستقرار السياسي والأمني على القطاع
  • 40 شركة تصنيع أسلحة صهيونية تعرض منتجاتها في أبوظبي
  • 40 شركة تصنيع أسلحة صهيونية ساهمت بقتل الفلسطينيين شاركت بمعرضين في أبوظبي
  • وزارة البترول تبحث مع «أباتشي» العالمية التعاون في خفض الانبعاثات والتحول الطاقي
  • نشاط القطاع الخاص في فرنسا يهبط لأدنى مستوى منذ 2023
  • نشاط القطاع الخاص في فرنسا يتراجع بشكل غير متوقع
  • وزير قطاع الأعمال يبحث سبل التعاون مع شركة نرويجية رائدة في وحدات الطاقة العائمة
  • الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة تعلن إنشاء قطاع الطاقة المتجددة
  • الغرفة التجارية الصناعية في الأمانة تنشئ قطاع الطاقة المتجددة