ما دلالة خفض أسعار السلع الأساسية في مصر قبيل الانتخابات؟ (صور)
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
اضطرت الحكومة المصرية إلى التراجع عن سياستها التي انتهجتها قبل شهرين المتمثلة في توفير السلع بغض النظر عن سعرها حتى لا تحدث أزمة نقص في الأسواق، وقررت تبني مبادرة لخفض أسعار السلع الغذائية مدفوعة باقتراب موعد انتخابات الرئاسة.
وأعلنت الحكومة عن توصلها إلى تفاهمات مع التجار والصُناع لخفض أسعار السلع الأساسية، بعد عقد اجتماع موسع قبل مع وزراء المالية والتموين والزراعة والتجارة ومحافظ البنك المركزي المصري وعدد من ممثلي الغرف التجارية وشركات السلع الغذائية والتجار لمتابعة موقف توافر السلع الغذائية في الأسواق وضبط الأسعار.
وأكد رئيس الوزراء أن حكمته رصدت ارتفاعات شديدة في أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الأخيرة، دون أن يكشف عن أسباب هذا الارتفاع. وكشفت الحكومة المصرية أنها ستعمل على محورين لإنجاح مبادرتها، أولا، أن تكون هناك وفرة في مختلف السلع بالأسواق، بما يسهم في انخفاض الأسعار، خاصة السلع الغذائية، ثانيا، التنسيق مع البنك المركزي على توفير المكون الدولاري المطلوب، والتشارك معاً في وضع حلول تضمن انخفاض أسعار السلع الأساسية.
ومن المقرر أن تعلن الحكومة المصرية الأسبوع المقبل عن التفاصيل الخاصة بمبادرة خفض الأسعار بالتنسيق مع البنك المركزي، والوزارات المعنية، وسط توقعات بأن تشمل المبادرة بعض السلع والمواد الغذائية فقط وبشكل مؤقت.
وتواجه الحكومة المصرية تحديا جديدا ناجما عن الأزمة الاقتصادية، وهو توفير السلع الأساسية في الأسواق بأي ثمن؛ الأمر الذي انعكس بالسلب على أسعارها التي قفزت إلى مستويات قياسية وسط تراجع قدرات المصريين على الشراء.
قبل شهرين، وجه وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، رسالة للغاضبين من ارتفاع أسعار السلع، وقال في مؤتمر صحفي، إن "أهم شيء هو وجود السلع وإتاحتها، وهناك أناس سوف تغضب مني، ثم يأتي موضوع ضبط الأسعار في مرحلة لاحقة".
وأضاف الوزير، في معرض حديثه عن أزمة ارتفاع أسعار السكر "لو السلع اختفت تعلمون ماذا سوف يحدث"، في إشارة إلى حدوث اضطرابات اجتماعية، وكان كيلو السكر ارتفع حينها من مستوى 16 جنيها إلى 26 جنيها، والآن اقترب من 38 جنيها للكيلو الواحد ( نحو 1.2 دولار).
"صفقة وإجراء مؤقت"
وحول ما إن كانت المبادرة الحكومية الجديدة تمثل تحولا في الموقف الرسمي بتوفير السلع بغض النظر عن ثمنها، قال مستشار وزير التموين سابقا، إسماعيل تركي "هو إجراء مؤقت وطارئ نظرا لظرف الانتخابات ولذلك تم التسريع بإجراء الانتخابات وتأجيل مراجعة صندوق النقد الدولي لاتفاق الحكومة مع الصندوق لنهاية هذا العام حول بيع مؤسسات الدولة ومرونة سعر صرف الجنيه".
وأعرب عن اعتقاده في حديثه لـ"عربي21": أن "هذه المبادرات تأتي في إطار أحداث زخم انتخابات الرئاسة، ودغدغة لمشاعر البسطاء ،وتأتي على حساب أرباح التجار في صفقة مع الحكومة تطلق يدهم بعد الانتخابات في الزيادة التي تعوض خسائرهم وقد فعلها مبارك مع رجل الأعمال أحمد عز الذي أنفق على حملة مبارك الانتخابية وعوضة الرئيس آنذاك بجعلة المتصرف الأول في سوق الحديد بمصر".
توقع تركي أن "تشمل المبادرة بعض السلع الغذائية الأساسية، بنسب تخفيض ليست كبيرة، ولمدة شهرين على أقصى تقدير، ثم ترتفع الأسعار بلا سقف مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مع الإشارة إلى أن المقصود هنا هو أسعار بعض المنتجات الغذائية وليس آلاف السلع الأخرى من مواد بناء وتأثيث وأجهزة كهبائية وأدوات مكتبية وإلكترونية وأدوية وغيرها".
ويواجه المصريون أسوأ أزمة تضخم في البلاد تقترب من 40 بالمئة مع هبوط الجنيه إلى مستويات قياسية، وتراجع المعروض من السلع الأساسية؛ نتيجة شح الدولار وتراكم البضائع في الموانئ التي تشمل على منتجات وسلع ومدخلات إنتاج أساسية.
قفزات ضخمةبحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، قفز التضخم السنوي إلى 39.7 بالمئة في آب/ أغسطس الماضي، ارتفاعا من 38.2 بالمئة خلال تموز/ يوليو السابق له.
تأتي أسعار مجموعة الطعام والمشروبات على رأس الأقسام شهدت ارتفاعات قياسية والتي ارتفعت بنسبة 71.9 بالمئة، على أساس سنوي ما جعلها ضمن أعلى 10 دول في العالم بارتفاع معدل التضخم، وزيادة أسعار المواد والسلع الغذائية،.
وفقا لأحدث تصنيف نشره البنك الدولي حلت مصر في المرتبة السادسة بـ 72 بالمئة على التصنيف الذي تصدرته فنزويلا بنسبة زيادة في الأسعار بلغت 414 بالمئة.
وارتفعت أسعار اللحوم والدواجن 97 بالمئة سنوياً، والخضراوات 98.4 بالمئة سنوياً، وتمثّل السلع الغذائية الأساسية نحو 24.5 بالمئة من وزن مؤشر التضخم في مصر بدون الخضراوات والفاكهة الطازجة التي تمثل 5.5 بالمئة بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
مبادرة للاستهلاك المحلي
اعتبر السياسي والبرلماني المصري، مصطفى عزب، أن "مبادرة الحكومة هي للاستهلاك المحلي، وحبر على ورق، وسبق أن فشلت كل جهودها في احتواء أزمة ارتفاع الأسعار لأنها تعلم أن السوق أكبر من أي تدخل حكومي؛ لأن ما يحكم الأسواق هو زيادة المعروض وتوفر مواد الإنتاج وبالتالي إتاحة الدولار وليس الصفقات التي تعقد بين الحكومة والتجار وغيرهم".
مضيفا لـ"عربي21": أن "الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر لم نشهدها من قبل حيث تجاوز الدين العام 7 تريليون جنيه، وبلغت نسبةً التضخم 40 بالمئة على أساس سنوي، وقفز الدولار إلى 40 جنيها في السوق الموازي، وارتفعت الأسعار في الآونة الأخيرة 300 بالمئة"، مشيرا إلى أن "نسبة التخفيض المتوقعة لن تزيد عن 10بالمئة لذر الرماد في العيون".
واستدرك عزب: "لا توجد أسباب حقيقية لخفض أسعار بعض السلع، ولن تنقذ ملايين المصريين من الفقر المدقع، ما تم الإعلان عنه هو بمثابة رشوة انتخابية، وهذا دأب النظام الديكتاتوري منذ انقلاب عام 1952، واستغلال حاجة الفقراء ومحدودي الدخل لاستخدامهم في الانتخابات المقبلة، إضافة إلى توفير وجبات فاترة وكراتين غذاء فاسدة".
بحسب بيان لجنة السياسات بالبنك المركزي من المتوقع أن تصل معدلات التضخم إلى ذروتها في النصف الثاني من عام 2023، وذلك قبل أن تعاود الانخفاض نحو معدلات التضخم المستهدفة والمعلنة مسبقاً، مدعومة بالسياسات النقدية التقييدية حتى الآن.
وتستورد مصر مما نسبته 60 بالمئة من احتياجاتها الغذائية على رأسها القمح وزيوت الطعام والذرة من الخارج، مع الأخذ في الاعتبار عدد السكان الذي يتجاوز 105 ملايين نسمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية الانتخابات مصر السيسي الانتخابات الطنطاوي سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة المصریة السلع الغذائیة السلع الأساسیة البنک المرکزی أسعار السلع
إقرأ أيضاً:
الحكومة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا
#سواليف
انخفضت #أسعار #المشتقات_النفطية في #الأسواق_العالمية خلال الأسبوع الأول من آذار الحالي مقارنة مع أسعارها في شباط الماضي، بحسب النشرة الأسبوعية لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.
ووفقا للنشرة، انخفض معدل سعر #البنزين أوكتان 90 من 721 دولارا إلى 667 دولارا للطن وبنسبة 7 بالمئة، وأوكتان 95 من 738 دولارا إلى 685 دولارا للطن وبنسبة 7 بالمئة.
وانخفض سعر #الديزل من 663 دولارا إلى 625 دولارا للطن وبنسبة 6 بالمئة، والكاز من 712 دولارا إلى 658 دولارا للطن وبنسبة 8 بالمئة، كما انخفض سعر زيت الوقود من 484 دولارا إلى 458 دولارا للطن وبنسبة 5 بالمئة.
وانخفض معدل سعر الغاز البترولي المسال في آذار الحالي إلى 608 دولارات مقارنة مع معدل سعره في شباط الماضي الذي بلغ 628 دولارا، بنسبة 3 بالمئة.
وانخفض معدل خام برنت من 75 دولارا إلى 72 دولارا للبرميل وبنسبة 5 بالمئة.