ما لا يسرّ أوكرانيا
فوز حزب شعبوي في انتخابات سلوفاكيا، تعهد في حملته الانتخابية، بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وألا ترسل سلوفاكيا «قطعة ذخيرة واحدة».
اضطرار أمريكا لحذف بنود دعم أوكرانيا في اتفاق الكونغرس لتمويل مؤقت للحكومة لمنع إغلاق مؤسساتها بروفة لما قد يواجه أوكرانيا بعد شهور.
ظهرت علامات الوهن والتململ في غير بلد غربي، أمام تزايد طلبات كييف، مما حمل وزير دفاع بريطانيا للقول إن بلده «ليست شركة أمازون للبيع بالتجزئة».
في حال تأهل ترامب أو جمهوري آخر من طينته للمنافسة، ستجد إدارة بايدن نفسها مضطرة لفرملة دعمها المسرف لأوكرانيا، وسيكون الوضع أخطر، إذا فاز الجمهوريون بالانتخابات.
* * *
لم يعد الحلف الغربي الداعم لأوكرانيا في حربها مع روسيا على التماسك الذي كان عليه عند بدء الحرب، إذا ما استثنينا حماس الإدارة الأمريكية الحالية، والحكومة البريطانية، في مواصلة دعم كييف بأسلحة حديثة ومتطورة، وبدعم لوجيستي واستخباراتي.
لكن علامات الوهن والتململ قد بدأت في التبلور في غير بلد غربي، أمام تزايد طلبات كييف بالمزيد من الأسلحة، وهو أمر حمل وزير دفاع أكبر الداعمين لها، بريطانيا، على القول إن بلده «ليست شركة أمازون للبيع بالتجزئة»، مقرّاً بأنّ دعم كييف «صعب ومؤلم».
ويمكن اعتبار قرار واشنطن الاضطراري، بحذف بنود دعم أوكرانيا في الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس بتمويل مؤقت للحكومة، يحول دون إغلاق المؤسسات الفيدرالية، بمكانة بروفة لما قد يواجه أوكرانيا بعد شهور، حين تحتدم المنافسة الانتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين، للوصول إلى البيت الأبيض.
خاصة في حال تأهل دونالد ترامب أو أي جمهوري آخر من طينته للمنافسة، حيث ستجد الإدارة الحالية نفسها مضطرة لفرملة دعمها المسرف لأوكرانيا، وسيكون الوضع أخطر، بالنسبة للأخيرة، في حال فاز الجمهوريون في الانتخابات القادمة.
ومن الأخبار التي لا تسرّ كييف، فوز حزب شعبوي في انتخابات سلوفاكيا، تعهد في حملته الانتخابية، بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وألا ترسل سلوفاكيا «قطعة ذخيرة واحدة» إليها، واصفاً أوكرانيا بأنها «مأساة كبيرة للجميع»، داعياً إلى تحسين العلاقات مع روسيا، وبذا ستصبح سلوفاكيا نسخة أخرى من المجر في موقفها من كييف.
وحتى مع بولندا الدولة الملاصقة في حدودها لأوكرانيا، التي تعدّ من أكبر مزودي كييف بالأسلحة، ومحطة عبور للأسلحة الغربية إليها، وتؤوي نحو نصف مليون لاجئ أوكراني، تتوتر العلاقات بين البلدين على خلفية توريد حبوب أوكرانيا إليها.
وهو ما أشار إليه وزير الدفاع فيها حين قال: «إن الأوليغارشية الأوكرانية هي سبب فضيحة الحبوب»، مضيفاً: «نحن نحمي مصلحة المزارعين البولنديين، فيما الأوليغارشيون الأوكرانيون يرغبون في بيع الحبوب على أراضينا»، وترافق ذلك مع إعلان رئيس الوزراء البولندي أنّ بلاده ستتوقف عن تسليح أوكرانيا، لتركّز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة.
الأمر لا يتصل بالحبوب وحدها. بين البلدين ثأر تاريخي، قد يحدث ثقوباً في علاقاتهما، بالنظر إلى أن بولندا كانت تسيطر في السابق على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، وبين البلدين «تاريخ معقد ومرير»، فقبل ثمانين عاماً، شنّ أعضاء من وحدات المتمردين الأوكرانية هجمات وصفت بالوحشية على القرى البولندية غربي أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وهي ذاكرة توظفها الجماعات القومية في بولندا، وستلقي أكثر فأكثر بظلالها الثقيلة على علاقات البلدين.
*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين
المصدر | الخليجالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا ترامب الكونغرس تسليح أوكرانيا بولندا الغرب روسيا سلوفاكيا
إقرأ أيضاً:
وزير الشئون الأوروبية الفرنسي: تجميد المساعدات الأمريكية لأوكرانيا يجعل السلام أبعد
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بون، قال إن تجميد المساعدات الأمريكية لأوكرانيا يجعل السلام أبعد.
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلب ضمانات أمنية وتعويضات من روسيا بقيمة 300 مليار دولار.
وأضاف لوتنيك، حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية، مساء الإثنين، إن ترامب لا يتدخل في السياسة الأوكرانية بل يريد أن يكون صانع سلام، لافتا إلى أن ما أراده ترامب هو السلام لكن زيلينسكي أصر على التعويضات ووقف إطلاق النار.
لفت لوتنيك، إلى أن الرسوم الجمركية جاءت لأن حدودنا مع كندا والمكسيك كانت مفتوحة على مصراعيها، وترامب يريد إعادة صناعة السيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن ترامب سيتخذ قرارا اليوم بشأن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك.