الجهر بالصلاة على النبي محمد بعد الأذان.. افتاء مصر توضح.. وهذا رأي ابن باز
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— عقّبت دار الإفتاء المصرية بتدوينة لها على موضوع الجهر بالصلاة على النبي محمد عقب رفع الأذان للصلاة، لافتة إلى أن "كلماتُ الأذان معروفةٌ لا يُخشَى أنْ تَلتَبِسَ بغيرها".
وأوضحت الإفتاء المصرية في تدوينتها المنشورة على صفحتها الرسمية بمنصة أكس (تويتر سابقا): "الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بَعْدَ الأذان سُنَّةٌ ثابتةٌ في الأحاديث الصحيحة وبأيِّ صيغةٍ كانت، ولَم يَأْتِ نَصٌّ يُوجِبُ الجَهرَ أو الإسرار بها أو الالتزام بصيغةٍ معيَّنة؛ فالأمر في ذلك واسِعٌ، ولا يَصِحُّ تقييدُهُ بوَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ إلَّا بدليل، وإلَّا كان ذلك بابًا مِن الابتداع في الدين بتضييق ما وَسَّعَهُ اللهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم، والصواب ترك الناس على طبيعتهم في ذلك؛ فكلماتُ الأذان معروفةٌ لا يُخشَى أنْ تَلتَبِسَ بغيرها، والعِبرةُ في ذلك حيثُ يَجِدُ المسلمُ قَلْبَهُ".
ورد سؤال نشر على موقعه الرسمية كان نصه: "ماذا عن الجهر بعد الأذان بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت كصوت الأذان، وإتباعه بقول المؤذن: يا أول خلق الله، وخاتم رسل الله، فهل يجوز رفع الصوت بهذا كما يرفع الصوت بالأذان؟"، ليرد المفتي الراحل قائلا: "هذا أيضاً بدعة ومنكر، رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأذان منكر لا أصل له، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مؤذنوه، ولا الخلفاء الراشدون، ولا غيرهم من أهل العلم والإيمان، بل هذا مما ابتدعه الناس، وإنما السنة أن يصلي على النبي صل الله عليه وسلم بعد الأذان صلاة عادية بينه وبين نفسه يسمعها من حوله لا بأس، أما مع الأذان فلا، النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإن من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً الحديث".
وتابع ابن باز قائلا: "فالسنة للمسلمين إذا سمعوا الأذان أن يجيبوا المؤذن، فإذا فرغوا من قول: (لا إله إلا الله) يصلون عليه عليه الصلاة والسلام، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد.. أما أن يرفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو بقراءة، أو بأي كلام مع الأذان فهذا بدعة، نهاية الأذان لا إله إلا الله، .... يغلق المكبر إن كان في مكبر، ثم يسكت المؤذن إن كان في غير مكبر، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة عادية سراً بينه وبين نفسه، ولا مانع أن يسمعها من حوله".
وأضاف: "كذلك قوله: يا أول خلق الله، هذا لا أصل له، ليس الرسول أول خلق الله، بل قبله أمم، وأما حديث: (أنه أول خلق الله)، ما يروى (أنه أول خلق الله) فهو لا أصل له موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا قول بعضهم: إنه نور الله كذب، هو نور من النور الذي خلقه الله، جعله الله نوراً لتعليمه الناس وهدايته الناس وإرشاده الناس، لكن ليس من نور الله، وبعضهم يقول: يا نور عرش الله، كله باطل، ليس من نور الله، ولا من نور العرش، ولكن الله أعطاه نوراً بالوحي الذي جاءه، كما قال سبحانه: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [المائدة:15] وسماه جل وعلا سراجاً منيراً، فهو سراج منير وهو نور بما أعطاه الله من الوحي من القرآن والسنة، وليس من نور الله الذي هو وصفه سبحانه وتعالى، وليس من نور العرش، كل هذا باطل لا أصل له، وليس أول خلق الله، كله باطل".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإسلام النبي محمد فتاوى على النبی صلى الله علیه وسلم بالصلاة على النبی نور الله من نور
إقرأ أيضاً:
هل الزواج في شهر شوال مكروه؟.. دار الإفتاء تكشف عن سبب المقولة الخاطئة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الزواج في شهر شوال مستحبٌّ شرعًا، ولا كراهة فيه، وذلك ردا على سؤال يقول: حيث قال لي بعض الناس: يُكره الزواج في شهر شوال؛ فما سبب ذلك؟ وهل هذا الكلام صحيح؟
وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها عن حكم الزواج في شوال، أن سبب قول بعض الناس بكراهة الزواج فيه؛ إما بسبب التشاؤم من لفظ "شوال"، وإما لما ورد من وقوع طَاعون في شوال في سَنَةٍ من السنين؛ فمات فيه كثير من العرائس.
وأشارت إلى أن كلُّ هذه الأشياء باطلة وغير صحيحة، ولا ينبغي الالتفات إلى شيء منها؛ لما تقرر مِن كونِ الزواج فيه سُنَّة، بالإضافة إلى أن القول بكراهة ذلك تشاؤمًا يُنافي التوكل على الله المأمور به شرعًا.
واستشهدت دار الإفتاء بما ثبت أن سيدَنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج في شهر شوال؛ فقد أخرج الإمام مسلم في "صحيحه" عن عروة عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟»، قَالَ: «وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ».
وورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج بأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها في شهر شوال؛ قال عمر بن أبي سلمة: وَاعْتَدّتْ أمي حتى خَلَتْ أربعة أشهر وعشرًا، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل بها في ليالٍ بقين من شوال؛ فكانت أمي تقول: "ما بأس في النكاح في شوال والدخول فيه"؛ قد تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شوال، وَأَعْرَسَ بي في شوال] اهـ.
واتفق فقهاء المالكية، والشافعية، وأكثر الحنابلة على استحباب الزواج في شهر شوال وكونه مندوبًا؛ استدلالًا بهذه الأحاديث