موقع 24:
2024-11-24@18:41:14 GMT

سلوك النظام الإيراني: واقعية أم تغيير؟

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

سلوك النظام الإيراني: واقعية أم تغيير؟

التغيير ليس مستبعدا بشكل مطلق في الفكر الإيراني ولكنه يواجه عقبات صعبة للغاية

في ذكرى وفاة مهسا أميني، تابعت بعض التقارير الإعلامية الغربية التي تتحدث عن تحول نسبي في سياسات النظام الإيراني تجاه تطبيق قواعد ارتداء الحجاب، ونقلت هذه التقارير بعض المشاهد التي وصفتها بأنها نوع من التمرد المعلن على شرطة الأخلاق، التي باتت تتعرض لتحديات كثيرة في أداء مهامها من جانب كثير من النساء اللاتي يتجولن في شوارع طهران من دون حجاب ويرتدين الجينز الممزق بحسب ما نقلت التقارير.

هذا “التمرد الجريء” من جانب الإيرانيات يأتي بعد عام على وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها من جانب شرطة الأخلاق التي وجهت لها تهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل لائق.
انتهت الاحتجاجات الشعبية في إيران ولكن حالة الغضب لم تتراجع بشكل تام وبقيت تحت الرماد، وما ترصده التقارير الإعلامية من سلوكيات تتحدى القوانين هو حد أدنى يسمح به النظام للتنفيس عن حالة الغضب وترويضها والرهان على عنصر الوقت في تحقيق ذلك، ولكن من الصعب فعليا القول بأن وجود نسبة ما من النساء في شتى أنحاء إيران لا يلتزمن بارتداء الحجاب، يعكس تراجع قبضة النظام أو تخليه عن قناعاته الأيديولوجية بشأن قضية الحجاب أو غيره.

لا شك أن الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق التي شهدتها إيران عقب مقتل مهسا أميني قد وضعت النظام الإيراني في موقف حرج دوليا، وأضعفت قدرته على تحدي الضغوط الغربية، بل أفرزت مدخلا جديدا للضغط على النظام، ولكن هذا كله لم يدفع النظام إلى تغيير السياسات بل اقتصر الأمر على نوع من المهادنة تفاديا لإثارة احتجاجات جديدة، ولكن القوانين لا تزال قائمة، حيث تؤكد الشرطة الإيرانية أنها صادرت أكثر من 400 سيارة في محافظة واحدة هي أذربيجان الشرقية بسبب مخالفات تتعلق بعدم ارتداء الحجاب، كما يدرس مجلس الشورى الإيراني مشروع قانون يخص “الحجاب والعفة”، يفرض غرامات مالية كبيرة على النساء غير المحجبات، فضلا عن عقوبات تصل إلى السجن نحو عشر سنوات خصوصا على من يخالفن قوانين ارتداء الحجاب بشكل مستمر أو يحرضن أخريات على فعل ذلك.
معارضة ارتداء الحجاب لها رمزية تتعلق برفض القوانين التي وضعها النظام الإيراني منذ أكثر من أربعة عقود، ولكن الحاصل أن كل هذه الضغوط الشعبية لم تنتج تغيرا موازيا في قناعات النظام، لأنها بالأساس قناعات أيديولوجية، تمثل فلسفة النظام وجوهر فكره، وهي أمور لا يمكن أن تتغير بمرور الوقت لاسيما مع نفس الجيل الحاكم، وإن كان من الوارد أن تشهد إعادة نظر بتغير أو تطور الأجيال الحاكمة وهي مسألة لم يقم عليها أي دليل في الحالة الإيرانية، التي لا يزال يتنافس شخوصها على تبني “المزاج الثوري” والترويج له، واعتبار أي معارض أو منتقد له معاديا لمصلحة النظام بما يقود إلى تحييده أو إقصائه وتهميشه، في أفضل الأحوال، عن مركز السلطة، بينما يتم التعامل بطرق أخرى أكثر عدائية مع من يعتبرهم قادة النظام أكثر معارضة للقيم الثورية، مثلما حدث مع الكثير من القيادات والكوادر التي توصف بالإصلاحية.

المشهد الاحتجاجي في إيران بشكل عام ليس طارئا ولا عابرا في علاقة النظام بالشعب، وهي علاقة تتسم بالاحتقان والتأزم في معظم فتراتها، وهذا ما يفسر تكرار الاحتجاجات الشعبية التي يحيلها النظام عادة إلى “مخطط خارجي”، وجهات إقليمية وأطراف ممولة وغير ذلك، وهذه العلاقة تعكسها مؤشرات هجرة الإيرانيين التي ترتفع من عام إلى آخر حيث كانت 1.45 في المئة منذ ثلاثة عقود، أي في ذروة الصخب الثوري والتشدد في تطبيق الأحكام والعقوبات، وارتفعت إلى 2.229 في المئة في عام 2019، حتى أصبحت إيران واحدة من الدول الطاردة لسكانها، ولاسيما النخب في مختلف المجالات.
غالبية الشعب الإيراني في حالة احتجاجية مستمرة معلنة أو مستترة ضد سياسات النظام، وهناك أجيال جديدة غاضبة تبدو أشد حدة وعنفا في مواجهة قبضة السلطة، وتستطيع التحايل على إجراءات القمع والعزلة الافتراضية، ولكن النظام يدرك جيدا أنه من دون دعم خارجي لا تستطيع أي احتجاجات داخلية الإطاحة به، ولهذا يبدو الرهان على حدوث تغير في القناعات والأفكار مسألة مشكوكا في صحتها.
لا شك أيضا أن التغيير ليس مستبعدا بشكل مطلق في الفكر الإيراني، ولكنه يواجه عقبات صعبة للغاية، وهنا نتذكر التغيير الملموس في السياسات الإيرانية حيال دول الجوار، وهو تغيير سياسي براغماتي لعبت فيه السيناريوهات التي روجت لتحالفات إقليمية تستهدف إيران دورا ما، ولكنه يبقى تغييرا لا يمكن إنكاره حتى لو كان مدفوعا ببراغماتية التماهي مع مصالح النظام ورغبته في حصد العوائد الإستراتيجية المتوقعة للتعاون مع جواره الإقليمي.
والمؤكد أن مقتضيات الأمن الإقليمي تتطلب وجود علاقات طبيعية بين إيران وجوارها، ولا أعتقد أن هناك طرفا ما يعادي تقدم إيران وتطورها، بل العكس صحيح تماما، فإيران مستقرة متقدمة اقتصاديا وتنمويا هي إضافة نوعية مفيدة إقليميا، وذخيرة وعنصر استقرار جوهري لمنطقة الشرق الأوسط، شريطة وجود علاقات طبيعية أو حتى غير عدائية بينها وبين الجميع من دون استثناء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة النظام الإیرانی ارتداء الحجاب

إقرأ أيضاً:

نصائح لبناتنا وسيداتنا -1-

وقفتنا هذا الأسبوع حضراتكم تهم بناتنا وسيداتنا الفضليات المصريات والعربيات، فهن أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا وأحفادنا وأقاربنا، فلن أتحدث عن مدى انتشار أخطاء معينة أو مدى الالتزام بأمر معين، ولكن سوف اعتبرها نصائح أرجو من سيداتنا وبناتنا أن يأخذنها على محمل الجد.

لاحظت انتشار بعض الأخطاء ولكنها هي أخطاء بالفعل، حض على عدم فعلها ديننا الإسلامي وتجنبها، فقد لاحظت اتجاه البعض فى زمننا هذا إلى ترك الصلاة أو السهو عنها وإلى عري الكتف ولبس الجيبات القصيرة والبنطلونات الاسترتش والقمصان التي تشف من تحتها الجلد، لاحظت أيضا للبنات والسيدات اللاتي يرتدين الحجاب يظهرن خصلة من الشعر من تحت الحجاب حتى ولو شعرة واحدة أو من جانبي الحجاب، لاحظت أيضا مصافحة بعض النساء للرجال الأغراب باليد دون حائل يمنع الالتصاق المباشر لليد باليد.

يا سيداتنا يا بنانتنا إنكن تخسرن الكثير بهذا وسوف تندمون كثيرا يوم القيامة على تلك التصرفات والأفعال، فلماذا تعرضن أنفسكن لعقاب الدنيا وعقاب الآخرة وهو الأشد من الله سبحانه وتعالي، على أشياء أنتن في غنى عنها ولنعد لنصائح التعفف والالتزام، فى زمن كثرت فيه الموبقات وأفعال الشر، التي لن تقود إلا إلى الهاوية في الدنيا والآخرة، فمعظم الكبائر تحدث من مستصغر الشرر، فالشيطان له مداخله التى يدخل بها إلى النفس البشرية ليلوثها ويلعب بها ليقودها إلى الهاوية.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ونستكمل وقفتنا هذه الأسبوع القادم لأنها على درجة من الأهمية لندركها جميعا جيدا، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • لو ابنك عنيد.. 5 نصائح لتعديل سلوك الطفل خلال أسابيع
  • كيف رسخت العائلة الملكية البريطانية استخدام اللون الأسود للحداد؟
  • نصائح لبناتنا وسيداتنا -1-
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • هل يؤثر الشخير المتواصل على سلوك المراهقين؟.. دراسة تجيب
  • كيف يؤثر "الشخير" على سلوك المراهقين؟.. دراسة حديثة تجيب
  • حدود واقعية الائتمانية ومحدودية النقد للفاعل الديني عند طه عبد الرحمن
  • کبیر مستشاري المرشد الإيراني: للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يجب تعويض خسائر إيران
  • حدود واقعية الائتمانية ومحدودية النقد للفاعل الديني عند طه عبد الرحمان
  • "المرور": التهاون في ارتداء الخوذة يعرض حياتك للخطر