بوابة الفجر:
2025-02-02@03:05:28 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: زمن الفن الوطنى !!

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT



عقب هزيمة يونيو 1967، وإنكسارنا ورغم أن ما قيل عن أسباب هذه الهزيمة التى نالت من كرامتنا ومن بنيتنا الأساسية وضياع الحلم الذى كان يعيش فيه كل شاب مصرى بل وكل المصريين للإعلام الموجه وغسيل المخ اليومى عن أننا أكبر قوة وأكبر دولة وأكبر إقتصاد وأكبر زعامة فى المنطقة !!
كل هذه التراكمات إنهارت جميعها فى حوالى (6) ساعات من صباح يوم 5 يونيو الأسود فى تاريخ مصر المعاصر، وسرعان ما عاد شعب مصر إلى جذوره وعدنا لنمسك بتلابيب أنفسنا وترابطنا، وبدأنا بأن لا نفكر في الماضي بل أسمينا الهزيمة (بالنكسة) ورددنا " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، ثم رددنا وراء "جمال عبد الناصر" "يد تبنى ويد تحمل السلاح" !!
وأخذنا فى تصحيح أوضاع طالت فى إعوجاجها وسمعنا عن المجهود الحربى، كانت الجبهة تعيد تنظيم نفسها بقواتنا المسلحة والتى تبعثرت فى صحراء سيناء، وبعضها مبعثر فى جبال اليمن، والبعض الأخر فى القطر الشمالى (سابقًا) سوريا، أخذت قواتنا المسلحة فى إعادة تنظيم نفسها وسرعان ما تحركت قواتنا الجوية يوم 15 يوليو بعد العدوان بأيام لكى تقوم بهجوم، يعتبر المواجهة الأولى للقوات المسلحة المصرية أمام قوات إسرائيل وسرعان ما دمرت البحربة المصرية أكبر مدمرة لإسرائيل وهى المدمرة (إيلات) !!
وبدأت حرب الإستنزاف التى أدمت "إسرائيل "وقواتها المسلحة، وتحرك الفدائيين المصريين خلف خطوط العدو فى سيناء، وكانت الجبهة المصرية ملتهبة يوميًا، لم تتوقف الحرب ساعة واحدة طيلة ست سنوات، منذ هزيمة يونيو 1967 وحتى اللحظة المقدسة التى عبرت فيها قواتنا المسلحة بكامل طاقاتها في الساعة "الثانية إلا الثلث" من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973.


هذه الجبهة وقفت مصر كلها تدفعها وتدعمها وتعمل فى الخطوط الخلفية فى مدن وقرى مصر، وتعدى ذلك برنامج المجهود الحربى الذى شارك فيه كل مصرى ومصرية، من كان لديه شيىء يستطيع أن يقدمه لقواتنا المسلحة فى الجبهة كان يقدمه دون ضجيج بل ودون طلب، قدمت الأسر المصرية أبنائها القادرين على حمل السلاح، تقدمت أفواج المؤهلات العليا من الجامعات إلى معسكرات التدريب فى شتى الوحدات العسكرية، هندسية ومدنية ومشاه، وطيران، وبحرية ومن تلك المعسكرات إلى جبهات مصر شمالًا وشرقًا، وصدر قرار إستثنائى بترقية العقيد "محمد حسنى مبارك" عميدًا وقائد لكلية القوات الجوية لكى يعمل على تفريغْ عشرات، بل مئات الطيارين القادرين على إعادة الكرامة المصرية فى ضربة جوية منظمة، ولم يترك فنانى مصر المعركة وعلى رأسهم سيدة الغناء العربى "أم كلثوم" التى جابت محافظات مصر كلها غناءًا من أجل الحركة  وتبرعات من نساء مصر، ثم نساء العالم العربى، ذهبت إلى المغرب وتونس وليبيا والكويت والسودان، كل الدول العربية، تحمل جواز سفر (أحمر) (ديبلوماسى) أهداه لها "جمال عبد الناصر" لكى تجمع الأموال للمجهود الحربى، وكذلك مجموعة فنانى مصر (عبد الحليم حافظ، عبد الوهاب، فريد الأطرش، فايزة أحمد ) حتى الفنانات المصاحبات لهؤلاء المطربين (تحية كاريوكا، هند رستم، فاتن حمامة ) وغيرهن عشرات من فنانى وفنانات مصر شاركوا فى المجهود الحربى، ما أشد إحتياجنا للإشتراك فيما يمكن أن نطلق عليه المجهود السلمى، فى التعليم والصحة والسكان والغذاء، والمواصلات، نحن فى أشد الإحتياج لزمن المجهود الحربى المصرى !!

[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد

يشيع مصطلح (شيخات القصايد) في الشعر النبطي، وغالباً يركزون على ما تتضمنه القصيدة من نوادر الأبيات التي تتردد على الألسن وتنتشر بين الناس، وهناك من يشير إلى دور الميول القبلية في اختيار القصائد ويجري التنافس أو التنازع بين الرواة في التسليم بهذه أو تلك أو ترجيح واحدة على أخرى ولكن شرط ما في القصيدة من شواهد سائرةً هو الشرط الأكثر موضوعيةً حيث يحتكم على الذائقة الحرة التي أساسها واقع الاستشهادات ودرجة الحضور الذهني لقصيدة ما.
وهذه صيغة قديمة من حيث ممارسات الرواية الشعرية، والتي لا تحظى بها الفنون الأخرى مثل فن الحكي والسرد أو فن الخطابة والكتابة، وإنما الذي برز بقوة هو مصطلح المعلقات ومضت الروايات بأنها عشر أو تسع أو سبع، وأنها كانت تعلق على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة من باب تخليدها وتعظيمها وتثبتت الفكرة في زمن التدوين وحظيت المعلقات بالشروحات والتحقيق والدراسة والاعتراف المؤسسي على مر القرون، وتعززت فكرة التعليق وكونها صحيحةً عبر مكتشفات الفاو في جنوب المملكة، التي تولتها جامعة الملك سعود في منطقة الأحقاف حيث اكتشفوا معابدَ مطمورةً من تحت الرمال لحضارة عربية قديمة تسبق الميلاد بألفي سنة، وتظهر الآثار وجود ألواح ضخمة فيها نصوص شعرية معلقة من حول جدران المعبد الذي هو على شكل مكعب وقد تواترت المرويات أن في جزيرة العرب سبع َ كعبات، ومنها كعبة مكة وهي الأكبر والأشهر والأهم، ولكن الذي يبدو من ذلك كله أن فكرة تعليق النصوص الشعرية ممارسةّ ثقافية سائدة في الجزيرة العربية مع تكرر صيغة المعابد وصيغة الطقوس، وتلك ثقافة متوارثة في الزمن القديم.
وفي عصر التدوين والكتابة جاءت الكتب لتواصل هذا التقليد حيث تصدى سلاطين الرواية والتدوين لوضع مختارات محددة العدد تتضمن التفضيلات الشعرية مثل مفضليات الظبي وأصمعيات الأصمعي، وكذلك شيخات الشعر النبطي، وبين هذا وذاك طرح ابن خلدون مقولته عن أمهات كتب الأدب وحددها بأربعة هي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وظلت هذه الكتب موضع تركيز في مؤسسات التعليم التقليدي وأصبحت من معلقات الثقافة وأمهاتها، ويقابلها اليوم بدعة الأكثر مبيعاً التي سادت مع زمن الثقافة الرأسمالية، وتسلم الناشرون زمام التفضيل ورسم خريطة الذوق. وأصبحت المبيعات ليست قيمةً اقتصاديةً فحسب بل معايير لتوجيه رغبات القراءة ومن ثم صناعة ذوق ثقافي مرتبط بالأرقام.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة انطلاق المرحلة قبل النهائية من «أمير الشعراء» «قصائدُ.. هنَّ».. أمسية شعرية وموسيقية في «مكتبة محمد بن راشد»

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الأمة فى حوزة (أقدامها) !!
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد
  • تماسك الجبهة الداخلية حائط الصد فى مواجهة مخططات التهجير
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • “صفقة تاريخية” تعزز قدرات قواتنا الباسلة
  • «القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
  • وزير الداخلية يستقبل وزير الدفاع ورئيس الأركان لتهنئته بعيد الشرطة
  • وزير الداخلية يستقبل وزير الدفاع وكبار قادة القوات المسلحة بمناسبة عيد الشرطة
  • معركة الإسماعيلية الخالدة نموذج للتضحية .. وزير الدفاع يهنئ اللواء محمود توفيق بعيد الشرطة
  • هدفنا الاستراتيجى دعم البحث العلمى للصناعة والاقتصاد الوطنى وتقليل الفاتورة الاستيرادية