معلمة بالمؤسسة تروي رحلتها في إلهام الطلاب
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
عندما بدأت منال الشمري مسيرتها المهنية في مؤسسة قطر كمعلمة للغة العربية للصف الأول في عام 2009، لم تكن تعتقد أنها، وبعد أربعة عشر عامًا، ستبقى تعمل في نفس المنظومة التعليمية بكل شغف وتفانٍ.
وقالت الشمري: «عندما انضممت إلى مؤسسة قطر لأول مرة، لم أكن أدرك تمامًا أهمية هذه الوظيفة؛ كنت أخطط للبقاء لمدة عام أو عامين، ثم أنطلق لاستكشاف فرص وظيفية أخرى».
طيلة فترة عملها كمعلمة في مؤسسة قطر، قامت بتدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية للصفين الأول والثاني؛ وأشرفت على قسم اللغة العربية في أكاديمية قطر - الخور، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر. وهي اليوم مساعدة مدير رياض الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في الأكاديمية.
لم يكن التدريس الخيار المهني الأول للشمري، فعندما كانت أصغر سنًا، اعتقدت أن هناك مهنًا أخرى «أكثر أهمية». ومع ذلك، تغيرت وجهة نظرها تدريجيًا، وأدركت أن التدريس ليس مجرد وظيفة، بل هو وسيلة لإحداث تغيير إيجابي. وقد أكدت على ذلك، قائلة: «كمعلمين، لدينا القدرة على تشكيل عقول طلابنا وبناء مستقبلهم».
تضمنت إحدى اللحظات المحورية خلال سنوات تدريسها الأولى وجود طالب لديه صمت إرادي في صفها. عندها، بدأت الشمري بطلب التوجيه من المعلمين الآخرين، قائلة: «إن خلق بيئة تعليمية آمنة أمر أساسي للطلاب ليزدهروا. لذلك، بحثت، واستشرت المعلمين والإخصائيين الذين لديهم خبرة أكثر مني، وتعاونت مع أولياء الأمور لمساعدة الطالب على الشعور بالأمان في الفصل الدراسي».
وأثمرت جهود الشمري خلال «أسبوع المهن»، إذ في وقت لاحق من ذلك العام، طلب نفس الطالب، الذي كان يشعر بالرهاب من التحدث أمام الجمهور، الوقوف أمام زملائه في الفصل، ليقول إنه يريد أن يصبح معلما عندما يكبر. وتعبر الشمري عن هذه اللحظة، قائلة: «لقد تأثرت بشدة بهذا الموقف، وجعلني أدرك أنني اخترت المهنة الصحيحة والمكان المناسب لي».
تأثرت الشمري بشكل كبير من معلمتها للغة العربية في المرحلة الثانوية، التي تركت لديها انطباعًا لا ينسى.
وأوضحت: «لقد امتد تأثير معلمتي إلى ما هو أبعد من الدروس الأكاديمية؛ فقد أنشأت بيئة آمنة ومراعية، وسعيت جاهدةً لأحذو حذوها في تعاملي مع الطلاب». وشددت الشمري على أن المعلم يجب أن يؤمن إيمانًا راسخًا بقدراته، موقنًا في نفس الوقت بأن التعليم هو عملية تخضع لتطور مستمر.
وبالحديث عن تجربتها الخاصة كمعلمة، تطرقت الشمري إلى ما تقوم به في سبيل الالتزام بتحسين وتطوير مهاراتها، وهو ما أثمر تكريمها بجائزة التميز العلمي عن فئة المعلم المتميز في عام 2019. كما حصلت في السنة التي تلتها على «جائزة المعلم المتميز» من مؤسسة قطر.
ومن خلال تجاربها، تعلمت الشمري أنه يمكن للمعلمين أيضًا اكتساب رؤى قيمة من طلابهم. وبعد أن أبرزت أهمية بناء أواصر التواصل مع طلابها، أشارت المعلمة إلى أن «كل طالب فريد من نوعه، وقد يحتاج إلى أساليب مختلفة للتعلم».
لا تزال علاقة الشمري بطلابها السابقين قوية. وعن ذلك تقول: «لا أزال أتلقى رسائل من الطلابي، وحتى الذين انتقلوا إلى المرحلة الثانوية يأتون لزيارتي ويطلبون نصيحتي. لا أنسى أسماءهم أبدًا، وهذه الرسائل هي تذكير وإشادة لي بوقتي كمعلمة».
على الرغم من أنها تتولى الآن دورًا إداريًا، إلا أن منال لم تفقد شغفها بالتدريس. وقالت بهذا الخصوص: «لا أزال أتابع المناهج الدراسية وأدعم المعلمين. يتيح انتقالي إلى منصب مساعد المدير فرصة أن يكون لي تأثير أوسع، من خلال العمل مع مجموعة من المعلمين، وفي أكاديمية قطر - الخور، نحن محظوظون لوجود مثل هذا الفريق الموهوب».
كما تحدثت منال بشغف عن أهمية التدريس، قائلة: «أشجع الشباب القطري على ممارسة هذه المهنة لأنها تلعب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل بلدنا. الفرص وفيرة، نحن فقط بحاجة إلى الحماس والتفاني المناسبين».
وخلصت إلى القول: «أشجع كل معلم على التفكير مليًّا في سبب اختياره لهذه المهنة. فقد يمكن أن يكون العثور على السبب بمثابة دافع قوي للتفوق والمساهمة بشكل أكبر في هذا المجال».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر اللغة العربية مؤسسة قطر مؤسسة قطر
إقرأ أيضاً:
تكريم المعلمين المتميزين بمنطقة شمال سيناء الأزهرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كرم محمد عبد العظيم، مدير عام المواد الثقافية ورعاية الطلاب بأزهر شمال سيناء، كل من: هشام حسين، المعلم بمعهد بنين العريش الجديد، وذلك لتقديمه البرنامج المميز عباقرة الأزهر، ونهى السيد، المعلمة بمعهد أسامة بن زيد الابتدائي، وذلك لتفعيلها لمعرض نادي اللغة الإنجليزية التفاعلي.
وأشار عبد العظيم أن التشجيع والتكريم من أهم العناصر المحفزة للعاملين والمجتهدين، والاعتماد على التكريم والتشجيع لتنمية الطاقات والمهارات والقدرات، عملية أساسية، يجب أن تكون مبدأ كل قائد تربوي.
كما بيّن أن تكريم المتميزين بمنطقة شمال سيناء الأزهرية، يأتي في سياق الشكر والتقدير، لكل من أخلص العمل، واستشعر أهمية الأمانة التي كلف بها، مؤكدا استمرار مسيرة التكريم لكل متميز، وذلك لا يخضع إلى زمن أو مناسبة، وإنما يتم تكريم كل مبدع سواء كان طالبا أو معلما.