الثورة نت:
2024-09-20@01:41:39 GMT

حكومة الكفاءات الوطنية

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

جاءت فكرة التغيير الجذري كضرورة مرحلية تفرضها شروط الواقع، وكان لابد لها أن تحدث، فالثبات الذي صاحب مرحلة الهدنة, ومراوحة المفاوضات مكانها دون الوصول إلى نتائج ذات معنى، كل ذلك فرض واقعا جديدا كان لابد من الاستجابة لشروطه والتفاعل معه بما يلبي طموحات الناس أو كمعالجة قضاياهم التي أصبحت شرطا لازما في الانتقال النفسي من مرحلة إلى أخرى، وكان الإعلان عن استبدال حكومة الإنقاذ الوطني بحكومة كفاءات خطوة مهمة, وكان قرارا واعيا مدركا لحجم تحديات المرحلة التي نحن فيها، وهي فرصة للأحزاب لمراجعة نفسها وتاريخها وحركة تعاطيها مع الواقع ودراسة المشكلات الاجتماعية والسياسية والثقافية حتى تتمكن من ابتكار الحلول، ووضع برامج سياسية تكون قريبة من مزاج الجمهور وتطلعاتهم .


ومصطلح الكفاءات بديل للمصطلح المتداول في الفكر السياسي العالمي “التكنوقراط”، وهو يعني عند أرباب الفكر السياسي:
“نظامٌ مقترحٌ للحكم يتمُ فيه اختيار صانعي القرار على أساس خبرتهم في مجالٍ معينٍ، خاصةً في ما يتعلق بالمعرفة العلمية أو التقنية. يتناقض هذا النظام بشكلٍ واضحٍ مع فكرة أن الممثلين المُنتَخبين يجب أن يكونوا صُنَّاع القرار الرئيسيين في الحكومة، على الرغمِ من أنه لا يعني بالضرورة حذف الممثلين المنتخبين بل إن الأمر يعتمدُ بالأساس على المعرفة والأداء بدلًا من الانتماءات السياسية، أو ما يُعرف بـ «المهارات البرلمانية» كما هو معمولٌ به في النظام الديموقراطي”.
ويخضع الأفراد الذين يتم اختيارهم لمعايير النزاهة والكفاءة، والتحلي بالخبرات اللازمة للحقائب الوزارية، والتزام حماية حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والحياد في إدارة شؤون البلاد، وتعمل حكومة الكفاءات على التركيزِ على تطوير الدولة ومؤسساتها وتجديد أهدافها وتحديث سياساتها وذلكَ لضمانِ استمرار تشغيل جميع الوظائف، وبما يتواءم مع الزمن الحضاري الجديد، والتبدلات الاجتماعية والسياسية، وكان واضحا من خطاب القائد، التركيز على تطوير وتحسين منظومة تدبير الموارد البشرية في مجال الوظيفة العمومية، خاصة ما يتعلق منها بإقرار المراسيم التي تهم الأنظمة الأساسية الخاصة بعدد من هيئات الموظفين، والتي أملاها هاجس تجميع الأطر والدرجات المتشابهة من حيث قواعد التوظيف والترقي والمهام المدعوة لممارسة وظائف مماثلة في مختلف الإدارات العمومية.
وركز الخطاب على مقاربة الوظائف والكفاءات بغاية تدبير عقلاني للشأن العام، وذلك من خلال انخراط كل الوزارات في إعداد دلائلها المرجعية للوظائف والكفاءات، بالإضافة إلى التركيز على الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات المشتركة بين الإدارات، باعتبارها آلية ضرورية للملاءمة بين المنصب ومؤهلات الموظف الذي يشغله، ابتداء من توظيفه وعلى امتداد كامل مساره المهني، وذلك من أجل تيسير الانتقال من تدبير يرتكز على الإطار أو الدرجة إلى تدبير يقوم على الوظيفة ويعتمد دلائل مرجعية للوظائف والكفاءات وتشذيب الترهل وحالة الازدواج في المهام والاختصاصات .
وواضح من خطاب القائد تحديد مهام حكومة الكفاءات، وتتلخص في المراجعة الشاملة لمقتضيات النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، بحيث تشكل أحد مرتكزات البرنامج الحكومي، لكونه يشكل الإطار القانوني المرجعي لتدبير الموارد البشرية في الإدارات العمومية، وخطوة من الخطـــوات التي يتعين قطعها في مسار الإصلاح المنشود، وتمهيدا لإصلاح عميق ومراجعة شاملة، تُؤسس لمنظومة متطورة للوظيفة العمومية.
فالهدف الأساسي من وراء كل هذه الإصلاحات يتجسد في الانتقال من تدبير إداري تقليدي للموظفين، إلى تدبير عصري يتوخى تثمين وتحفيز الرصيد البشري وتعبئته لتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، وتلك هي الغاية المثلى – كما تبين لي – من خطابات قائد الثورة في خطاباته التي تناولت فكرة التغيير الجذري حتى يشعر الناس بأهمية الثورة وأثرها في حياتهم .
وأمام مثل هذه الخطوة علينا أن ندرك أن العدو يتربص بنا الدوائر وسوف يبذل جهدا مضاعفا لبقاء الوضع قلقا ومضطربا وغير قادر على التعافي، ولذلك بدأ الشارع يبعث إشارات ورموز علينا أن نتلقاها بوعي الحازم القادر على رأب الصدع وسد الثغرات التي ينفذ منها العدو في زعزعة أمن واستقرار البلد، ووراءنا تجارب متعددة منها القريب زمنا ومنها البعيد، ولذلك فاليقظة والحزم في المراحل التي تشبه هذه المرحلة من تمام الحكمة وهو عين الصواب، فطول الأمد والفراغ ليس من الحكمة في شيء، ولذلك فالإسراع في تشكيل حكومة الكفاءات من ضرورات المرحلة طالما وقد تم الإعلان عنها قبل تكوين تصور متكامل عنها، وتحديد الرؤى والاختصاصات والأهداف من وراء التشكيل، وقبل طرح الفكرة للحوار والنقاش مع القوى الوطنية التي نتشارك معها هم البناء، وهموم المرحلة الوطنية البالغة التعقيد، والتي تتطلب اصطفافا وطنيا وتحصينا من الاختراق .
ندرك حرص قائد الثورة على صناعة واقع ثوري يشعر الناس بأثره في حيواتهم العامة، لكن هذا الحرص يقابله صعوبات بنيوية وتعقيدات ثقافية وسياسية وتباين في الرؤى وفي مصالح الأطراف الوطنية وتباين في رؤى الأطراف الإقليمية والدولية، لذلك فالحزم يتمثل في الشروع في تنفيذ القرار على أن يخضع للمراقبة والتقييم المستمر ويتم الإصلاح بالتدرج، فالواقع لا يحتمل الكثير من التأجيل ولا التسويف، فالإيقاع الثوري يلزمنا التفاعل مع أبعاده النفسية والاجتماعية والثقافية ومع ضروراته.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: تدبير 7 مليارات جنيه لوزارة الكهرباء لضمان استمرارية التيار وتنفيذ مشروعات الطاقة

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عدم انقطاع الكهرباء مرة آخرى وتم تأمين الشحنات اللازمة لضمان عدم انقطاع التيار مرة أخرى، مضيفا أنه تم الموافقة على تدبير 7 مليارات جنيه لوزارة الكهرباء لتأمين تنفيذ مشروعات للطاقة، وأن الحكومة حددت من 4 إلى 5 مناطق لتنميتها على ساحل البحر الأحمر وليس منطقة «رأس بناس» فقط، على غرار صفقة رأس الحكمة.

وأوضح أن هناك استثمارات مصرية في السعودية تقدر بـ5700 شركة مصرية، فأصبح هناك استثمارات متبادلة وتواجد مصرى في السعودية مثلما يوجد استثمارات سعودية في مصر.

وأكد أن القطاع الخاص السعودى سيدخل في استثمارات في مصر، وهناك اهتمام شديد بزيادة الاستثمارات الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الجانب الألمانى خلال زيارة الرئيس الألمانى لمصر، تحدثوا مع المسئولين المصريين عن مشروعات كبيرة بالدولة المصرية، وتوسعات جديدة لمشروعاتهم، وأن اللجنة العليا المصرية الكويتية ناقشت تفعيل استثمارات كويتية فى مصر الفترة المقبلة.

وتقدم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بخالص العزاء لأسر ضحايا حادث قطارى الزقازيق، موضحا انه تابع ردود الأفعال والتشكك فى مشروعات الدولة فى هذا القطاع، قائلا: «هذا المرفق وصل لحالة من التدهور صعبة للغاية لانه لم يكن يصل له الموارد التى تكفى حتى للصيانة».

وتابع فى مؤتمر صحفى، أن خط الحادث طوله اكثر من 214 كيلو وأبراج التحكم تم تحويلها لابراج كهربائية ويتبقى منهم 4 فقط سيتم تحويلهم قريبا ومنهم البرج الذى شهد الحادث.

اقرأ أيضاًمجلس الوزراء يعتمد قرارات وتوصيات لجنة فض منازعات الاستثمار لحل 31 قضية

مجلس الوزراء يستعرض الخطة التشريعية للحكومة لدور الانعقاد 2024/2025 لتحقيق مستهدفات برنامج العمل

نائب رئيس مجلس الوزراء يكشف عن محاور التنمية البشرية

مقالات مشابهة

  • تطوير الكفاءات الوطنية في قطاع الملاحة البحرية
  • وزير الخارجية البريطاني: نتضامن مع لبنان في المرحلة الصعبة التي يمر بها
  • رئيس الوزراء: تدبير 7 مليارات جنيه لوزارة الكهرباء لضمان استمرارية التيار وتنفيذ مشروعات الطاقة
  • رئيس الوزراء المصري: الدولة نجحت في تدبير 2.5 مليار دولار لضمان عدم عودة انقطاع التيار الكهربائي
  • رئيس الطيران المدني : الخطاب الملكي أكد المرحلة الاستثنائية التي تشهدها المملكة من مشروعات وتطوير وتقدم في مختلف المجالات
  • عاجل| أول تعليق من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني بشأن التطورات الأخيرة
  • مولوي في اتصال مع نظيره العراقي: للتكاتف في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان
  • عيد الثقيل: إقالة كاسترو أمر متوقع وكان لابد منه
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة