الثورة نت:
2025-03-12@05:22:01 GMT

ورفعنا لك ذكرك

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي الثاني عشر من ربيعِ الأول، ها هم أحرار الشعب اليمني يحتلفون بمولد النور، منبع الكرامة، أصل الأخلاق – محمد صلوات الله عليه وعلى آله – سيماهم في وجوههم من أثر الفرحة والابتهاج.
في اليمن تجسد قوله تعالى:- «ورفعنا لك ذكرك»، على صوامع المساجد وأسطح المنازل، وفي الشوارع والأحياء، «ورفعنا لك ذكرك»، على قمم الجبال، و على هامات الرجال، وفي جبهات القتال، تسمع هتافاتهم «لبيك يا رسول الله»، لأنه سر صمودهم، وأساس انتصاراتهم وهو معلمهم وقدوتهم في الصبر والثبات .


لم يكن التعظيم للرسول الأعظم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بدعة أو أمرا مستغربا، أو فعلا طارئا، في تاريخ الشعب اليمني، الذي طالما برهن باحتفاله بالمولد النبوي الشريف، مدى الحب العميق، والارتباط الوثيق، والعلاقة التاريخية المتوارثة، جيلا بعد جيل، منذ زمن الأوس والخزرج، ليبقى هذا الحب والتعظيم والتوقير موروثا شعبيا وإرثا تاريخا، في قلوب أجيالنا، إلى قيام الساعة.
إن العلاقة الودية بين الرسول الأعظم – صلوات الله عليه وعلى آله – واليمنيين، علاقة خالدة ومتجددة، بلغوا بها أعلى المراتب، وأرفع المقامات، التي لم تكن لسواهم، وليس لها مثيل في التاريخ، وفي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، دليل على عظمة النفوس اليمانية، التي استقت الزكاء، من منهل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ومع زكاء النفوس، اكتسبت وتوارثت الحكمة.
إن زكاء النفوس اليمانية، جعلها تواقة إلى الحرية والعدالة والإباء، وإلى المبادئ السامية والفاضلة، وحين حمل اليمانيون في غرائزهم السخاء، والرحمة والمحبة والكرامة، وجدوا أن محمداً بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – هو أعظم من أتى بها، وهو خير وأفضل من جسدها واقعا وعملا، ولهذا أحبوه وعظموه ووقروه ونصروه، وازددوا يقينا بأنه رحمة ونعمة من الله للعالمين.
إن الحكومات والشعوب والمجتمعات التي لا تتوق للحرية وللعدالة، وللخروج من هيمنة الطاغوت الامريكي ، ولا تقدس المبادئ السامية، وليس للقيم الإنسانية مكانة في واقعها ، ولا تنظر إليها بعظمة وإجلال، فإنها لن تعترف بعظمة رسول الله ، ولن تعظُم رسول الله في انفسها ولا في واقعها ، بل ستقول إن تعظيمه بدعة، ولن يكون لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله – أي قيمة في قلوبها ، ولن يرتفع منها ذكر لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله -.
إن من يريد أن يعرف عظمة محمد بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – يجب عليه أولا أن يعرف قيمة ما أتى به من الهدي، وعظمة ما دعا إليه، من مبادئ وقيم وأخلاق عظيمة، ليعرف بعدها عظمة الرسول وفضله وقيمته، وحقيقة قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، معبرا عن كمال وجلال وبهاء نبيه الكريم صاحب الخلق العظيم، الذي يجدد معه اليمنيون العهد والوفاء، بإحياء ذكرى ميلاده الشريف، في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، غير عابئين بكلام المخالفين، وإرجاف المنافقين، ومهما كانت التضحيات، التي لا يتوقفون عن دفعها، في كل زمان ومكان، في سبيل الحفاظ على حبهم وإجلالهم، وانتمائهم الروحي والإيماني لرسولهم الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صلوات الله علیه وعلى آله رسول الله

إقرأ أيضاً:

قرية الكوم بمحافظة البحيرة تكرّم عشرات حفظة القرآن الكريم

قامت قرية الكوم ـ إيتاي البارود ـ البحيرة بتكريم عشرات الحفاظ للقرآن الكريم، في حفل مهيب، حضره القيادة الدعوية من الأزهر والأوقاف.

هل اللهم لك صمت أفضل صيغة من دعاء الإفطار في رمضان؟.. انتبهموعد ليلة القدر 2025 وأفضل الأدعية المستحبة

فضل حفظ كتاب الله جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال العديد من النصوص والآيات والأحاديث، والتي من خلالها استمدَّ العلماء أهمية وفضل حفظ القرآن الكريم، ومن تلك الفضائل والأدلة عليها من كتاب الله وسنة نبيه ما يلي:

1- حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته: حيث أن أهمِّ وأبرز فضائل حفظ القرآن الكريم والتي ينفرد بها من يحفظ كتاب الله أو يقرؤه أنه يُصبح من أهل الله في الدنيا والآخرة، ويُشير إلى ذلك ما رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه».

2- القرآن يرفع حافظه: من أهمِّ فضائل حفظ القرآن: أنَّه يرفع من يحفظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام، حيث صحَّ من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها ذكرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ».

3- رفعة القدر في الدنيا: فمن فضائل حفظ القرآن الكريم في الدنيا أن يُصبح صاحبه رفيع القدر، كما أنه يكون من أهل الإجلال والتقدير عند الناس ويفرض احترامه على الناس لما يحمل في قلبه من القرآن، فقد رُوي عن عمر- رضي الله عنه- قوله: «أما إنَّ نبيَّكم - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»، كما جاء في سنن أبي داود من رواية أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».

4- حافظ القرآن مغبوطٌ في الدنيا والآخرة: فإن أهل الدنيا يغبطون حافظ القرآن على المكانة التي وصل إليها بحفظه لكتاب الله، وفي ذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه قال:« لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ...».

5- حافظ القرآن له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة: فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه إلى تقديم أكثرهم حفظاً لكتاب الله وأقرئهم له، مما يُشير إلى أولوية حافظ القرآن وأحقيته بإمامة الناس وأنه الأجدر بها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ».

6- يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة: فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار، حيث يروي أبو أمامة - رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...».

7- حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة: فإن من يحفظ القرآن الكريم يرتقي في الجنة بمقدار حفظه من كتاب الله، وكلما ازداد حفظه ازداد رفعةً في درجات الجنة، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقََ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرَؤُها».

8- إكرام الله لوالدي حافظ القرآن: فإن الله سبحانه وتعالى يُكرم والدي حافظ القرآن ويُعلي من قدرهما ويرفع منزلتهما مما يُشير إلى إكرام حافظ القرآن وفضله حتى إنّ والدَيه ينتفعان بحفظه ويعلو قدرهما ببركة ما حفظ من كتاب الله، فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه - رضي الله عنه- قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا».

مقالات مشابهة

  • الصبر على فوضى الأطفال في المساجد أهون من الصبر على بعدهم عن المساجد
  • شخصيات إسلامية.. أبوموسى الأشعري
  • قرية الكوم بمحافظة البحيرة تكرّم عشرات حفظة القرآن الكريم
  • لكُل أمة علمً وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها
  • مواصفات العلم السعودي عبر التاريخ
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • غربال الثورة الناعم
  • للصائم دعوة لا ترد
  • شخصيات إسلامية.. أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري
  • أحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج