الثورة نت:
2025-01-09@10:48:52 GMT

ورفعنا لك ذكرك

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي الثاني عشر من ربيعِ الأول، ها هم أحرار الشعب اليمني يحتلفون بمولد النور، منبع الكرامة، أصل الأخلاق – محمد صلوات الله عليه وعلى آله – سيماهم في وجوههم من أثر الفرحة والابتهاج.
في اليمن تجسد قوله تعالى:- «ورفعنا لك ذكرك»، على صوامع المساجد وأسطح المنازل، وفي الشوارع والأحياء، «ورفعنا لك ذكرك»، على قمم الجبال، و على هامات الرجال، وفي جبهات القتال، تسمع هتافاتهم «لبيك يا رسول الله»، لأنه سر صمودهم، وأساس انتصاراتهم وهو معلمهم وقدوتهم في الصبر والثبات .


لم يكن التعظيم للرسول الأعظم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بدعة أو أمرا مستغربا، أو فعلا طارئا، في تاريخ الشعب اليمني، الذي طالما برهن باحتفاله بالمولد النبوي الشريف، مدى الحب العميق، والارتباط الوثيق، والعلاقة التاريخية المتوارثة، جيلا بعد جيل، منذ زمن الأوس والخزرج، ليبقى هذا الحب والتعظيم والتوقير موروثا شعبيا وإرثا تاريخا، في قلوب أجيالنا، إلى قيام الساعة.
إن العلاقة الودية بين الرسول الأعظم – صلوات الله عليه وعلى آله – واليمنيين، علاقة خالدة ومتجددة، بلغوا بها أعلى المراتب، وأرفع المقامات، التي لم تكن لسواهم، وليس لها مثيل في التاريخ، وفي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، دليل على عظمة النفوس اليمانية، التي استقت الزكاء، من منهل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ومع زكاء النفوس، اكتسبت وتوارثت الحكمة.
إن زكاء النفوس اليمانية، جعلها تواقة إلى الحرية والعدالة والإباء، وإلى المبادئ السامية والفاضلة، وحين حمل اليمانيون في غرائزهم السخاء، والرحمة والمحبة والكرامة، وجدوا أن محمداً بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – هو أعظم من أتى بها، وهو خير وأفضل من جسدها واقعا وعملا، ولهذا أحبوه وعظموه ووقروه ونصروه، وازددوا يقينا بأنه رحمة ونعمة من الله للعالمين.
إن الحكومات والشعوب والمجتمعات التي لا تتوق للحرية وللعدالة، وللخروج من هيمنة الطاغوت الامريكي ، ولا تقدس المبادئ السامية، وليس للقيم الإنسانية مكانة في واقعها ، ولا تنظر إليها بعظمة وإجلال، فإنها لن تعترف بعظمة رسول الله ، ولن تعظُم رسول الله في انفسها ولا في واقعها ، بل ستقول إن تعظيمه بدعة، ولن يكون لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله – أي قيمة في قلوبها ، ولن يرتفع منها ذكر لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله -.
إن من يريد أن يعرف عظمة محمد بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – يجب عليه أولا أن يعرف قيمة ما أتى به من الهدي، وعظمة ما دعا إليه، من مبادئ وقيم وأخلاق عظيمة، ليعرف بعدها عظمة الرسول وفضله وقيمته، وحقيقة قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، معبرا عن كمال وجلال وبهاء نبيه الكريم صاحب الخلق العظيم، الذي يجدد معه اليمنيون العهد والوفاء، بإحياء ذكرى ميلاده الشريف، في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، غير عابئين بكلام المخالفين، وإرجاف المنافقين، ومهما كانت التضحيات، التي لا يتوقفون عن دفعها، في كل زمان ومكان، في سبيل الحفاظ على حبهم وإجلالهم، وانتمائهم الروحي والإيماني لرسولهم الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صلوات الله علیه وعلى آله رسول الله

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين

قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى خلق الإنسان مفضلًا على غيره من جنس الحيوان؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4]، وأباح له الزينة بضوابطها الشرعية؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32].

حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم للتزين 

وجاء في السنة النبوية المطهرة حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين، ولما سأله رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» أخرجه مسلم.

كما بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون عليهم السلام خصالًا ينبغي أن يأخذ الناس بها؛ فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ- الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» متفق عليه، وأخرج البخاري نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وأخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.

قال العلامة الخَطَّابي في "معالم السنن" (1 /31، ط. المطبعة العلمية، حلب): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ»، فَسَّر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله: أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أُمرنا أن نقتدي بهم؛ لقوله سبحانه: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ [الأنعام: 90].

وأول مَن أُمِرَ بها إبراهيم صلوات الله عليه؛ وذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة: 124]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمره بعشر خصالٍ ثم عددهن، فلما فعلهن قال: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، أي: ليُقتدى بك ويُستن بسنتك، وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصًا، وبيان ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النحل: 123]، ويقال: إنها كانت عليه فرضًا وهن لنا سنة] اهـ.

وقال العلامة المُناوي في "فيض القدير" (4/ 316، ط. المكتبة التجارية): [تنبيه: يتعلق بهذه الخصال مصالحُ دينيةٌ ودنيويةٌ تدرك بالتتبع، منها: تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملةً وتفصيلًا، والاحتياط للطهر، والإحسان إلى المخالط بكفِّ ما يتأذَّى بريحه، ومخالفة شأن الكفار من نحو مجوس ويهود ونصارى، وامتثال أمر الشارع، والمحافظة على ما أشار إليه بقوله سبحانه: ﴿فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾، فكأنه قال: حسَّنتُ صوركم فلا تشوِّهوها بما يقبِّحها، والمحافظة عليها محافظة على المروءة والتآلف؛ لأن الإنسان إذا كان حسن الهيئة انبسطت إليه النفوس فقُبل قوله، وحُمد رأيه، وعكسه عكسه] اهـ. 

مقالات مشابهة

  • أفضل العبادات وقت قيام الليل.. وذكر لا يرد قبل الفجر بدقائق
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه
  • منهج النسبية في الدعوة
  • حكم صلاة تارك الزكاة.. الإفتاء توضح
  • وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي تُحيي عيد جمعة رجب
  • قريبًا.. الجزء الثاني من «رقت عيناي شوقًا» بمعرض الكتاب
  • حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند البيع والشراء
  • بيان فضل الإمامة في الصلاة وشروطها
  • وكيل الأزهر: نفخر بأن نسب أسرة الإمام الطيب ينتهي إلى رسول الله