هل أتاك حديثهم، يفرحون لتقارير الهيئات الدولية إذا خفضت التصنيف الائتماني للاقتصاد المصري بالنهار؛ ثم يتحدثون عن الفقراء وضرورة عدم الخضوع لشروط هذه المؤسسات بالليل؛ فحينما قررت إحدى المؤسسات تخفيض التصنيف الائتماني لمصر؛ في خطوة تفسيرها الوحيد هو عقوبة على عدم إلتزام مصر بقرار تحرير سعر الصرف مجددا، وفي صفقة واضحة وانحياز أعمى، يأتي قرار خفض التصنيف لمصر ليضع الإدارة المصرية في تحدي جديد، يمكن أن نسميه «الفقراء في مقابل التصنيف.
لكن الإدارة المصرية اختارت انحيازها، ضحت بالتصنيف وجارت على إجراء كان من الممكن أن يحسن شكليًا من موقف مصر الاقتصادي الدولي، كان لديها فرصة للحصول على سمعة اقتصادية جيدة تضعها في تقارير تشيد وتؤكد تحسن الوضع الاقتصادي المصري خاصة أن تقديرات المنظمات الاقتصادية الدولية تشير إلى أن قرار تحرير سعر الصرف مجددا، سيعيد رفع احتياطيات النقد الأجنبي، ويخفف الضغوط عن الدولة، وهو أمر تسعى له كل الدول التي تعاني مثل مصر.
المفاجأة أن الإدارة المصرية رفضت وتحفظت ورتبت الأولويات.. المواطن أولًا، ثم يأتي بعد هذا أي تحسن في التصنيفات. وللحق أرى أن الرفض المصري ليس رفضا عنتريا ولا ممهورا بصبغة دفاع عن المواطن فحسب، بل هو يستند على حقائق اقتصادية وتحديات استطاعت الإدارة المصرية تجاوزها، فمن ثم أصبح لديها ما تتكئ عليه في رفض تحرير سعر الصرف مجددا، إذ حققت مصر ارتفاعا في الاحتياطي النقدي للشهر العاشر على التوالي، ليصل إلى 34 مليار دولار، دون أن تفرط في برامج الحماية الاجتماعية المقدمة للمواطن، بل على العكس تتوسع في شرائح الحماية الاجتماعية وفي المقدم لهم من خدمات وقد شاهدنا جميعا القرارات الصادرة موخرا والتي تضمنت عدة قرارات توكد انحياز القيادة السياسية للمواطن المصري والحرص علي دعمة والوقوف بجانبة لمواجهة الآثار الاقتصادية الصعبة المترتبة علي التداعيات والأحداث العالمية، وقد جاءت هذة القرارات لتمثل الدفعة الرابعة من قرارات الحماية الاجتماعية خلال فترة زمنية وجيزة، وتحافظ أيضا على استمرار ارتفاع في الاحتياطي النقدي، في معادلة صعبة اجتازتها بنجاح، ما شجع الادارة المصرية على التمسك بموقفها، ولسان حالها يقول: ما الذي يضيركم إذا حافظنا على النمو الاقتصادي والتزمنا بواجباتنا تجاه المواطن في كل فئات الدعم؟
وحتى الآن لم تقدم المنظمات الاقتصادية الداعية لتحرير سعر الصرف في مصر مقابل عدم خفض تصنيفها الائتماني ما يبرر هذا الاصرار، يرون أن المواطن المصري لازال لديه القدرة على تحمل مزيد من الضغوط الاقتصادية في ظل وضع اقتصادي مضطرب في العالم كله، فيما يقف الرئيس السيسي على رأس الإدارة المصرية مدافعا عن المواطن، مؤكدا أن مزيد من تحرير سعر الصرف سيضر بالمواطن ولن ينفع أي إضرار بالمواطن في تنمية أي اقتصاد، لأن المواطنين هم وقود الدولة الحقيقي وثروتها التي لا تنضب، وهو ما ظهر جليا في خفض التصنيف الائتماني لمصر من قبل مؤسسة ستاندر أند بورز، والذي صدر في مارس الماضي، فلم تتأثر سندات الحكومة المصرية سلبا، وتم بيع طروحات للبنك المركزي المصري في 5 يونيو وأذون خزانة بلغت قيمتها 554 مليون دولار، بمتوسط عائد 5.14%.
ورغم أن قرار خفض التصنيف الإئتماني لمصر يرفع من أسعار فوائد القروض التي حصلت عليها بالفعل، أو ربما تحصل عليها مستقبلا.. لكن ثمة أمل في الاقتصاد يظهر في تأكيد الإدارة المصرية أنها لن تستسلم لما هو مفروض عليها، وأنها ستظل تعمل على توفير الحماية للمواطن، وأيضا دعم الاقتصاد بحيث تستمر أسهمه في الصعود والحفاظ على ما حققه بالفعل في الفترة الأخيرة، خاصة أن تجارب كل الدول التي تم تخفيض تصنيفها الائتماني خلال العامين الماضيين من قبل موديز والتي وصلت إلى 14 دولة من عينة الارجنتين ؛ البحرين؛ بنجلاديش؛ السيلفادور؛ غانا؛ هندروس؛ المجر؛ لبنان؛ الجبل الأسود؛ موزمبيق؛ نيجيريا؛ باكستان؛ سريلانكاو سورينام؛ تشير إلى أن ثمة متحكم في اقتصاديات هذه الدول.
ويظل خفض التصنيف الائتماني لمصر مؤشرا سلبيا في كل تعليقات الخبراء والاقتصاديين، لكنه مقارنة بوضع الصعود الاقتصادي في الاحتياطي النقدي المصري، ومقارنة بالمقابل الذي تعلي فيه الدولة مصلحة المواطن على مصلحتها القريبة، يظل القرار هو الأشجع والأقرب إلى قلوب المصريين، فلا صوت يعلو فوق صوت «المصريين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب مجلس النواب وكيل لجنة الخطة والموازنة التصنیف الائتمانی الإدارة المصریة خفض التصنیف
إقرأ أيضاً:
مجددا.. انتكاسة كارثية للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم.. أسعار الصرف الآن
Related Articles الداخلية تعلن مقتل جندي في أبين عقب يومين من مقتل جندي تابع للانتقالي في ذات المحافظة.. ماذا يحدث؟
18 ساعة ago
اكتشاف ثروة يمنية جديدة ستسقط النفط عن عرشه وتضع اليمنين في قائمة أغنى شعوب العالميوم واحد ago
كيف نحمي النبات من “الصقيع”3 أيام ago
قل وداعا لالواح الطاقة الشمسية المستخدمة حاليا.. كريات صغيرة تتفوق على الألواح الشمسية 200 مرة باستخدام كل من الشمس والضوء الاصطناعي3 أيام ago
انتبهوا.. توقعات درجات الحرارة خلال ال24ساعة القادمة تكشف عن تغيرات مرعبة في حالة الجو بعدد من المحافظات3 أيام ago
واتساب تكشف عن ميزة جديدة تتيح استقبال الرسائل من التطبيقات الأخرى3 أيام ago
يشهد سعر صرف الريال اليمني، اليوم، انهيار جديد امام الدولار والريال السعودي، عقب تعافي طفيف كان قد طرأ خلال اليومين الماضيين لكنه سرعان ما عاد للإنهيار مجددا.
ووصل سعر صرف الريال اليمني في عدن الى 2064 ريال مقابل الدولار الامريكي، بينما كان 539 مقابل الريال السعودي.
أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار
الأربعاء – 20/11/2024
اسعار الصرف اليوم في صنعاء
شراء = 533 ريال
بيع = 536 ريال
اسعار الصرف اليوم في عدن
شراء = 2055 ريال
بيع = 2064 ريال
أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي
اسعار الصرف اليوم في صنعاء
شراء = 139.80 ريال
بيع = 140.20 ريال
اسعار الصرف اليوم في عدن
شراء = 538 ريال
بيع = 539 ريال
يشار إلى أن أسعار الصرف غير ثابتة، وتتغير من وقت لآخر في مناطق سيطرة حكومة عدن.
ذات صلة