حمدان بن محمد: دبي وجهة الحالمين بالنجاح
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسّسة دبي للمستقبل، أن دبي ترحّب دائماً برواد الأعمال ومُصممي المستقبل من مختلف أنحاء العالم، وأنها ستواصل تطوير منظومتها المتكاملة لتشجيعهم على الابتكار والإبداع وتصميم منتجات وخدمات وحلول جديدة تواكب التغيرات العالمية وتساعد في توسعهم وتعزيز انتشارهم حول العالم انطلاقاً من دبي.
جاء ذلك خلال جولة لسموّه في «منطقة 2071»، التقى خلالها مجموعة من رواد الأعمال والمبتكرين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي خلال تواجدهم في دبي، ضمن مشاركة 30 شركة ناشئة من مختلف أنحاء العالم في المرحلة النهائية لبرنامج مسرّعات «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» الذي تم إطلاقه مؤخراً.
وقال سموّه: «دبي تؤمن بثقافة ريادة الأعمال وكانت وستبقى وجهة لكل من يحلم بالنجاح والتميز... ولدينا في دبي كل المقومات الضرورية والبنية التحتية التكنولوجية والتشريعية لنكون شركاء لمن يريد أن يسهم معنا في مسيرة تصميم المستقبل».
وأضاف سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «تصميم المستقبل صناعة تخصصية أتقنتها دبي على مدى عقود وشكّلت جزءاً لا يتجزّأ من قصة نجاحها الملهمة ونموذجها التنموي الرائد عالمياً، وهي اليوم تواصل هذا المسار بتعزيز موقعها كمختبر دولي مفتوح لأحدث أفكار ومفاهيم وابتكارات وأدوات وبرامج استشراف المستقبل، بما في ذلك التقنيات الواعدة للذكاء الاصطناعي والتي يمكن تسخيرها لخدمة البشرية».
وأكد سموّه أن دبي ستواصل دورها الريادي كمحطة مركزية ومقصد مفضّل للرواد من مختلف أنحاء العالم المهتمين باختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي المستقبلي في قطاعات مثل الرعاية الصحية الذكية والتنقُّل الذكي والخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد الذكية والتجارة الإلكترونية والثورة المعرفية، وغيرها من القطاعات المركزية لمستقبل الدول والمجتمعات.
برنامج مسرّعات عالمي
وتستضيف منطقة «2071» حالياً المرحلة النهائية لبرنامج مسرّعات «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، والتي تشارك فيها 30 شركة ناشئة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، ومصر، وباكستان، وإيطاليا، ولبنان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، وسويسرا، إضافة إلى دولة الإمارات، وقد تم اختيار هذه الشركات من أصل 615 شركة من 55 دولة تقدمت للمشاركة بالبرنامج.
المركز
يهدف «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، يونيو الماضي إلى دعم الجهات الحكومية في إمارة دبي في توظيف تكنولوجيا المستقبل بشكل عملي وفعّال، استعداداً للتحولات الجذرية القادمة في مختلف القطاعات الحيوية، لتكون الأفضل على مستوى العالم في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف جهاتها الحكومية.
كذلك، تتضمن أهداف المركز تدريب 1000 موظف حكومي من أكثر من 30 جهة حكومية على استخدامات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في رفع إنتاجية الموظفين الحكوميين بفضل هذه التطبيقات، إضافة إلى إطلاق مشاريع تجريبية وتحسين الخدمات الحكومية التي يمكنها الاستفادة من هذه التطبيقات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حمدان بن محمد دبي الإمارات حمدان بن محمد بن راشد الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی حمدان بن محمد
إقرأ أيضاً:
صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي: حوار مع فابيان ويسترهايد
حوار غيث حلواني
في مقابلة موسعة، يشارك فابيان ويسترهايد، أحد أبرز الأصوات في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا ومؤسس مؤتمر "Rise of AI"، رؤاه حول تطور فعاليات الذكاء الاصطناعي، والدور الرائد لدولة الإمارات في هذا المجال، والحالة الراهنة وآفاق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، والتطورات الأخيرة بين إيلون ماسك وOpenAI نستعرض فيما يلي الحوار مفصلاً أجريناه مع مؤسس مؤتمر Rise of AI:
مؤتمر "Rise of AI"
* هل يمكن أن تخبرنا عن قصة مؤتمر "Rise of AI"، ومكانته الحالية، وما الجديد لهذا العام؟
** أوضح فابيان أن المؤتمر بدأ كاجتماع متواضع بين عدد قليل من الرؤى المشتركة الذين كانوا يحلمون بدمج الآلة بالإنسان، لينمو تدريجياً ليصبح حدثاً مرموقاً يجمع حوالي 300 من العقول الرائدة في مجالات الأعمال والبحث والسياسة. وأضاف: "اليوم، لم يعد المؤتمر مقتصراً على اللغة الإنجليزية في ألمانيا فقط؛ بل أصبح لقاءً عالمياً يجمع صناع السياسات والرؤساء التنفيذيين والباحثين، جميعهم متوحدون بشغف تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل فوري." ويأتي تركيز هذا العام تحت شعار "الأخبار السارة من أوروبا"، مع تسليط الضوء على الابتكار والتعاون بين المشاركين الدوليين.
دور الإمارات في الذكاء الاصطناعي
* كيف ترى طريقة تعامل دولة الإمارات مع الذكاء الاصطناعي؟
** أشاد فابيان بدور الإمارات الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أوضح: "لقد كانت الإمارات من أوائل الدول التي عينت وزراء ومسؤولين متخصصين في هذا المجال واستثمرت بكثافة في رأس المال والتقنيات. لقد خلقت بيئة يتم فيها تعزيز الابتكار عبر استراتيجيات استثمارية متكاملة؛ سواء من خلال البنية التحتية المادية أو الرقمية، مما يضمن الوصول إلى أحدث التقنيات والأسعار التنافسية للطاقة." وأكد أن هذا النهج لا يجعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يشكل نموذجاً يُحتذى به للدول الأخرى عبر الاستفادة من المواهب والأفكار العالمية.
فهم الذكاء الاصطناعي العام (AGI)
* كيف تعرف الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهل ترى أن له حدوداً؟
** يشير فابيان إلى أن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام يرتكز على فكرة الوصول إلى مستوى ذكاء بشري، بحيث يتمكن النظام من إجراء محادثة بطلاقة بحيث يصعب تمييزه عن الإنسان. لكنه يوضح أنه رغم التقدم الملحوظ في هذا المجال، لم نصل بعد إلى مرحلة تحقيق AGI الحقيقي. يقول: "أنظمة اليوم قد تخدعنا في بعض السياقات، لكن الذكاء الاصطناعي الذي يضاهي عباقرة العصر مثل أينشتاين أو هوكينج لا يزال بعيداً." وتستمر النقاشات حول ما إذا كان AGI يجب أن يتجاوز مجرد تقليد الذكاء البشري ليصل إلى مستويات تفوقه في بعض الجوانب.
وحول استخدام بعض اللاعبين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي مصطلح "الذكاء الاصطناعي العام" مثل سام ألتمان الذي أكد أن أوبن إيه آي أصبحت قريبة من الوصول إليه أي إلى الـ"AGI".. قال فابيان:
الجميع يستخدمه من الأجل التسويق ليس أكثر، أننا بعيدون جداً للوصول إلى أن نقول أننا نمتلك ذكاء اصطناعي عام.
ديب سيك وأهمية البيانات في عالم الذكاء الاصطناعي
* نود أن نستفيد من خبرتك في تقييم نموذج ديب سيك. كيف ترى هذا النموذج مقارنةً بالنماذج الأخرى في السوق؟
** أرى أن ديب سيك يقدم نموذجاً منخفض التكلفة يُنافس أساسًا النماذج المفتوحة المصدر ذات الأسعار المنخفضة. إذا كان الهدف الحصول على أداء متميز في التطبيقات العملية، فإن الاعتماد على النماذج المدفوعة هو الخيار الأمثل.
النماذج مفتوحة المصدر تُعد أدوات ممتازة للتدريب والتعليم. لكنها غالبًا ما تفتقر إلى الاستقرار والدقة المطلوبة في تطبيقات سوق العمل، حيث تحتاج المشاريع الحقيقية إلى حلول أكثر موثوقية
* ما تأثير مصادر البيانات على أداء نماذج الذكاء الاصطناعي؟
** مصدر البيانات يلعب دورًا محورياً؛ فالنماذج التي تُدرب على بيانات صينية ستُظهر نتائج تعكس الثقافة والمنهجية الصينية، والعكس صحيح بالنسبة للنماذج الأميركية. هذا يُبرز الحاجة الماسة لتطوير نماذج عربية تعتمد على بيانات محلية لتقديم رؤى تتناسب مع السياق الثقافي العربي
* المنافسة الأميركية الصينية، وما هو مكان أوروبا على خريطة المنافسة؟
** أرى أن الصين تمتلك الإمكانيات للمنافسة بقوة، لكنها حتى الآن تحتل المركز الثاني بعد أميركا التي تهيمن على سوق الذكاء الاصطناعي. بالنسبة لأوروبا، هناك بالفعل نماذج أوروبية واعدة تستحق تسليط الضوء عليها. أنا أستطيع أن أقول أن أوروبا تحتاج إلى استثمارات أكبر، سرعة في التنفيذ، وانفتاح أوسع. أوروبا تمتلك الكوادر البحثية والبيانات والشركات، ومن خلال التعلم من تجارب ناجحة مثل الإمارات في تخصيص رأس المال والتخطيط المستقبلي، يمكنها تحقيق نقلة نوعية.
أنا متفائل بالحركة المتسارعة التي تشهدها الدول الأوروبية – فرنسًا على سبيل المثال تبذل جهودًا كبيرة – وأعتقد أن أوروبا قد تتجاوز الصين، لكن ذلك لن يحدث في المستقبل القريب وسيتطلب وقتًا أطول.
مناقشة التطورات بين إيلون ماسك وOpenAI
* ما رأيك في محاولة إيلون ماسك الاستحواذ على OpenAI؟
** وصف فابيان الموقف بأنه ليس صفقة تجارية بقدر ما هو مناورة تسويقية ولعبة قوى. أوضح قائلاً: "ما يحدث هو محاولة من إيلون ماسك لترسيخ نفوذه عبر توحيد نموذج تقني خاص به مع شبكة من المتخصصين والمستثمرين، بينما تجد OpenAI نفسها متأرجحة بين رؤية تحقيق الأرباح ورؤية الابتكار المفتوح." بالنسبة له، فإن هذا العرض ليس بمبادرة استحواذ حقيقية، بل هو خطوة استراتيجية للتأثير على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
تحقيق التوازن بين الابتكار وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
* كيف ينبغي للشركات تحقيق توازن بين سرعة الابتكار والتنافس مع الالتزام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي؟
** يرى فابيان أن مصطلح "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" غالباً ما يختزل في مفهوم الامتثال للوائح والقوانين، موضحاً: "الأمر يتعلق بضمان دقة البيانات المستخدمة في تدريب النماذج وأن يتم بناء هذه النماذج بما يتوافق مع المعايير القانونية والاجتماعية." كما يؤكد على ضرورة تضمين المبادئ الأخلاقية منذ البداية – في عملية تصنيف البيانات وتدريب النماذج – لتفادي النتائج غير المقصودة التي قد تنجم لاحقاً.
نصائح للشركات الناشئة
* ما النصيحة التي تقدمها للشركات الناشئة الراغبة في ترك بصمة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
** ينصح فابيان الشركات الناشئة بالانخراط في البيئة الدولية للذكاء الاصطناعي، قائلاً: "اعمل على تبني الأفكار الجديدة والتعاون مع شركاء متنوعين لضمان توافق رؤيتك مع الاتجاهات العالمية نحو الذكاء الاصطناعي المسؤول والمؤثر".
إعلان المؤتمر
ختاماً، وجه فابيان دعوة خاصة لكل من يرغب في التعمق في ثورة الذكاء الاصطناعي. سيُعقد مؤتمر "Rise of AI Conference 2025" في 13 و14 مايو 2025 بقاعة هومبولت كارّيه في برلين. يُعد هذا الحدث منصة تجمع أبرع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، وسيُقدم بنموذج هجين يجمع بين الحضور الفعلي والبث المباشر المجاني.
لمزيد من التفاصيل حول التسجيل وجدول الأعمال، يمكن زيارة الموقع
https://riseof.ai
من خلال هذا الحوار، لم يقتصر فابيان ويسترهايد على مشاركة رؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي فحسب، بل قدم أيضاً رؤى قيمة حول كيفية دفع الابتكار، والاستثمار الاستراتيجي، وتحقيق التعاون الدولي مع الحفاظ على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.