في أول حادث من نوعه .. مقاتلة أمريكية تسقط مسيرة تركية فوق سوريا
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
مقاتلة إف 16 الأميركية
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة أسقطت اليوم الخميس (الخامس من تشرين الثاني/ أكتوبر 2023) طائرة مسيرة تركية مسلحة كانت تحلق قرب قواتها في سوريا، في أول مرة تعلن فيها واشنطن إسقاط طائرة تابعة لتركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الطائرة المسيرة التي أسقطها التحالف لا تخص القوات المسلحة التركية، دون أن يذكر الجهة التي تنتمي إليها.
وأفاد مصدر أمني تركي اليوم الخميس بأن جهاز الاستخبارات الوطنية التركي نفذ ضربات في سوريا ضد أهداف للمسلحين الأكراد بعد هجوم بقنبلة في أنقرة قبل أيام.
وقال البريجادير جنرال بات رايدر المتحدث باسم البنتاجون إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية على الحسكة في سوريا صباح اليوم الخميس على بعد نحو كيلومتر من القوات الأمريكية.
وبعد ساعات قليلة اقتربت طائرة مسيرة تركية على مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأمريكية واعتبرتها طائرة إف-16 تهديدا وأسقطتها. وقال رايدر لصحفيين "لا مؤشرات لدينا على أن تركيا تستهدف لقوات الأمريكية على الصعيد الدولي".
قوات أميركية في سوريا
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره التركي بعد الهجوم، وهو اتصال وصفه رايدر بأنه "مثمر". يأتي الحادث في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الأمريكية التركية، إذ تأمل الولايات المتحدة أن تصادق أنقرة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تسقط طائرة تركية من قبل، يشوب التوتر علاقات البلدين وحدثت بينهما مواقف انطوت على مخاطر التصعيد. ففي 2019، تعرضت القوات الأمريكية في شمال سوريا لقصف مدفعي من مواقع تركية.
قصف تركي لمواقع كردية
وأفادت قوات كردية سورية متحالفة مع واشنطن بأن الهجمات التركية أسقطت ثمانية قتلى في تصعيد ناجم عن هجوم أنقرة الذي أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عنه. ويثير الدعم الأمريكي للقوات الكردية في شمال سوريا منذ فترة طويلة توترا في العلاقات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
وتعتبر أنقرة هذه القوات جناحا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم يوم الأحد في أنقرة بالقرب من مقار حكومية.
وقالت تركيا أمس الأربعاء إن المهاجمين قدما من سوريا. وأودى لتفجير بحياة المهاجمَين وأصاب اثنين من أفراد الشرطة. ونفت قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، أن يكون المفجران مرا عبر الأراضي التي تسيطر عليها.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع التركية قال في وقت سابق اليوم الخميس إن شن عملية برية في سوريا من بين الخيارات التي قد تبحثها أنقرة. وسبق أن توغلت تركيا عدة مرات في شمال سوريا لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وأضاف المسؤول "هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية لتي تشكل تهديدا لتركيا. شن عملية برية من بين الخيارات للقضاء على هذا التهديد لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا".
وقالت قوات الأمن في شمال شرق سوريا إن تركيا شنت سلسلة من الهجمات اليوم الخميس مع دخول أكثر من 15 طائرة مسيرة المجال الجوي للمنطقة وقصفها أهدافا تشمل البنية التحتية ومحطات الغاز والنفط. وقالت قوات الأمن في بيان إن الهجمات التركية أودت بحياة ستة من عناصر قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا ومدنيين اثنين في غارتين منفصلتين.
ع.خ (رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: اسقاط مسيرة تركية دويتشه فيله اسقاط مسيرة تركية دويتشه فيله الولایات المتحدة الیوم الخمیس مسیرة ترکیة فی سوریا فی شمال
إقرأ أيضاً:
أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن هدف أنقرة المتمثل في الوصول إلى "تركيا خالية من الإرهاب" بات قريبا، وذلك في أعقاب دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان إلى إلقاء السلاح وحل التنظيم والمجموعات المرتبطة به.
وقال أردوغان في كلمة له خلال مشاركته في مأدبة إفطار مع نواب أتراك في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، الخميس، "دون تأخير، وبعيداً عن الفتن والتوترات والاستفزازات، ودون الانزلاق إلى الممارسات الملتوية مثل تعقيد الأمور، أعتقد أننا سنحقق النتيجة المنتظرة فيما يخص الوصول إلى تركيا خالية من الإرهاب".
ودعا جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان إلى التكاتف من أجل تحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب"، قائلا "فلنتكاتف ونتخلص من الخنجر الذي طُعن في صدر الأخوة التي تربط أمتنا منذ ألف عام. ولنخيب آمال أعداء تركيا مرة أخرى. ولنُفشل طموحات الإمبرياليّة ولنعمل معاً من أجل إلقاء خططها القذرة في سلة مهملات التاريخ".
أوضح الرئيس التركي أن "الهدف واضح، وهو التخلص من بلاء الإرهاب الذي كان بمثابة شوكة في خاصرة تركيا لمدة 40 عاما وتسبب في مقتل عشرات الآلاف من شعبنا، بما في ذلك الجنود والشرطة والدرك والموظفين العموميين والمدنيين"، حسب وكالة الأناضول.
وحمل حزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة، السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984، ما أدى إلى مقتل نحو 40 ألفا.
ويأتي حديث أردوغان على وقع مساعي أنقرة لحل ملف القضية الكردية من خلال العمل السياسي، وذلك ما أدى إلى إصدار أوجلان المسجون في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة إلى إلقاء السلاح.
وفي نهاية شباط /فبراير الماضي، أجرت هيئة من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "ديم" زيارتها الثالثة إلى أوجلان، الذي أرسل خطابه الذي وصف بالتاريخي، لإلقائه على الرأي العام خلال مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول.
وشدد أوجلان في خطابه، على ضرورة إنهاء العمل المسلح تماما، معتبرا أن حزب العمال الكردستاني قد استنفد دوره كحركة مسلحة، وأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة سياسية بامتياز، تُبنى على الحوار والمفاوضات، بدلا من السلاح والصراع.
ولاحقا أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، عن وقف أحادي لإطلاق النار مع تركيا، مؤكدة عزمها على الامتثال لدعوة رئيسها المسجون عبد الله أوجلان.
وشدد حزب العمال الكردستاني على أن نجاح العملية "يتطلب أيضا توفر السياسات الديمقراطية والأسس القانونية المناسبة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية.