جهود أوروبية لمواجهة قدرات الصين في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
نشرت مجلة "لكسبرس" الفرنسية تقريرًا، تناولت فيه جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز حمايته ضد التحديات التي تطرحها الصناعة الصينية في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن المفوضية الأوروبية كشفت يوم الثلاثاء 03 تشرين الأول/أكتوبر، عن قائمة بالتقنيات الرئيسية التي ستحتاج إلى مراقبة أفضل والدفاع عنها ضد الدول المنافسة مثل الصين.
وأضافت المجلة أنه من الناحية الرسمية؛ فإن هذا النهج لا يستهدف الصين. لكن هذا البلد، الشريك والمنافس الإستراتيجي لأوروبا، يُشغل الجميع، تمامًا مثل روسيا؛ حيث كشفت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء الماضي، عن قائمة بأربعة مجالات إستراتيجية يجب مراقبتها والدفاع عنها بشكل أفضل ضد الدول المنافسة مثل الصين.
وتشمل هذه القائمة المتوقعة منذ عدة أشهر، الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات وتقنيات الكم والتكنولوجيا الحيوية. وتتميز القطاعات الأربعة التي تم تحديدها بتأثيرها الكبير على المجتمع، وإمكانية الاستخدام المزدوج المدني والعسكري، ومخاطر انتهاك حقوق الإنسان.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي فتح فيه الاتحاد الأوروبي تحقيقًا في أيلول/سبتمبر الماضي، في مساعدات غير قانونية مزعومة من بكين لشركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية، مما أثار توترات مع العملاق الآسيوي.
إعلانات جديدة متوقعة في الربيع
وذكرت المجلة أنه في وقت مبكر من 20 حزيران/يونيو الماضي، قامت السلطة التنفيذية في بروكسل بتفصيل إستراتيجية للدفاع بشكل أفضل عن المصالح الاقتصادية الأوروبية مع البقاء في قارة مفتوحة. ثم أعلنت المفوضية الأوروبية عن إنشاء قائمة بالتقنيات الأساسية التي سيتم النظر في اتخاذ تدابير لتخفيف المخاطر بشأنها.
ومن أجل ضمان أمنه في التكنولوجيات الرئيسية المحددة، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلجأ إلى أنواع مختلفة من التدابير التي لم يتم تحديدها بعد: الشراكات الدولية، أو دعم القطاعات الأوروبية أو أدوات الاستجابة الجديدة مثل أدوات مراقبة الصادرات أو الاستثمارات.
ومن المتوقع صدور الإعلانات في ربيع سنة 2024. وقبل ذلك؛ ترغب المفوضية الأوروبية في إجراء حوار مع الدول السبع والعشرين لتحديد المخاطر التي يجب تخفيفها بدقة بحلول نهاية سنة 2023. ومن المتوقع أن تكون المناقشات مكثفة، فمن المعروف أن البلدان الأعضاء منقسمة بين مؤيدي التجارة الحرة الشاملة والمدافعين عن النهج التدخلي باسم السيادة.
نهاية عصر السذاجة
ونقلت المجلة عن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون قوله: "اليوم، نفي بوعدنا بالحد من المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد الأوروبي. وهذه خطوة مهمة لتعزيز قدرتنا على الصمود".
وأضاف: "يجب علينا مراقبة تقنياتنا الحيوية باستمرار، وتقييم مدى تعرضنا للمخاطر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحنا الإستراتيجية وأمننا، عند الضرورة، لأن أوروبا تتكيف مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة، وتنهي عصر السذاجة وتعمل كقوة جيوسياسية حقيقية".
وأشارت المجلة إلى أن أزمة كوفيد-19 ومن بعدها، الحرب في أوكرانيا، تسببت في حدوث صدمة كهربائية في أوروبا. وكشف الوباء عن هشاشة سلاسل التوريد المتضررة من إغلاق الحدود في الصين، في حين أظهر الصراع مع روسيا خطورة الاعتماد على الغاز الروسي.
أداة جديدة
ولفتت المجلة إلى أن نشر هذه القائمة يأتي في الوقت الذي وافق فيه أعضاء البرلمان الأوروبي، المجتمعون في جلسة عامة في ستراسبورغ، بشكل نهائي في منتصف النهار على أداة أوروبية جديدة تهدف إلى معاقبة أي دولة تستخدم العقوبات الاقتصادية للضغط على دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. ورحب مفوض التجارة الأوروبي فالديس دومبروفسكيس "بتعزيز كبير لقدرة الاتحاد الأوروبي على الدفاع عن نفسه".
ولا تستهدف هذه الأداة أحدًا بشكل صريح، ولكن من الواضح أن بكين تقع في مرمى نيرانها. وأوضح المسؤولون الأوروبيون أنه يمكن استخدامه في صراع، على سبيل المثال مثل الصراع الحالي بين ليتوانيا والصين، حيث تتهم الدولة الواقعة في منطقة البلطيق بكين بمنع صادراتها احتجاجًا على افتتاح تمثيل دبلوماسي لتايوان في العاصمة فيلنيوس، حيث تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها. في الوقت الحالي، بدأ الاتحاد الأوروبي نزاعات داخل منظمة التجارة العالمية.
أشكال عديدة من الانتقام
ووفقًا للمجلة، وبهدف الردع، قد يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى أشكال عديدة من الانتقام: تجميد الوصول إلى الأسواق العامة، ومنع تراخيص التسويق لمنتجات معينة، وحظر الاستثمارات...
بالإضافة إلى هذه الأداة، قام الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة بتجهيز نفسه بمجموعة من الأدوات للدفاع عن مصالحه الاقتصادية لتنويع مورديه، وزيادة إنتاجه في أوروبا، والمطالبة بفتح الأسواق العامة.
وأجرى أعضاء البرلمان الأوروبي مقابلة بعد ظهر يوم الثلاثاء مع فالديس دومبروفسكيس، الذي عاد الأسبوع الماضي من رحلة إلى الصين، حول العلاقات التجارية مع هذا البلد. وقد وصل العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع العملاق الآسيوي إلى ما يقرب من 400 مليار يورو في سنة 2022.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاتحاد الأوروبي الصينية الموصلات الذكاء الاصطناعي الصين الاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعي الموصلات صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المفوضیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
المئات من موظفي الاتحاد الأوروبي يتظاهرون في بروكسل دعما لفلسطين
يمانيون../
شارك مئات النشطاء الأوروبيين، اليوم الخميس،في تظاهرة نظمت أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، تنديدًا باستمرار “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
وذكرت وكالة قدس برس ان التظاهرة جاءت دعما ايضا لمجموعة من المتضامنين الأوروبيين الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ أسابيع، تحت شعار “جائعون من أجل العدالة في فلسطين”.
وقالت الوكالة ان الفعالية، التي تنظم أسبوعياً من قبل موظفي مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى جانب جهات حقوقية ومدنية أوروبية، جاءت بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في محاولة لحشد الرأي العام الأوروبي، والضغط على صناع القرار في بروكسل لاتخاذ مواقف “أكثر جرأة ومسؤولية”، تجاه ما اعتبروه “صمتاً دولياً متواطئًا مع جرائم الاحتلال”.
وشهدت الوقفة شهادات مؤثرة لأطباء ومتضامنين عادوا مؤخرًا من قطاع غزة، تحدّثوا خلالها عن حجم الدمار، والانهيار الكامل للمنظومة الصحية، ونقص الغذاء والدواء، في ظل الحصار “الإسرائيلي” المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.
وقال الدكتور أندريه باسكال، أحد منظّمي الحملة والمضرب عن الطعام منذ 27 مارس الماضي، في تصريح خاص لـ”قدس برس”: “نريد أن يشعر العالم بالجوع كما يشعر به سكان غزة. هذه ليست حملة رمزية فقط، بل صرخة إنسانية ضد التجويع الممنهج والعدوان المستمر، والصمت الدولي المخزي”.
وأضاف آندريه: “لا أحد يحترم القانون الدولي أو القانون الإنساني، كثير من الدول الأوروبية تدّعي الدفاع عن القيم، لكنها في الواقع شريكة في الجرائم من خلال صمتها، أو مصالحها المرتبطة بإسرائيل”. وأشار إلى انضمام مجموعة جديدة من المضربين عن الطعام مؤخرًا، في محاولة لإسماع صوتهم لوسائل الإعلام وصناع القرار.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ومحاسبة المسؤولين الصهاينة على الجرائم المرتكبة بحق الأطفال و المدنيين، كما طالبوا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات ملموسة تشمل فرض عقوبات، وتعليق اتفاقيات الشراكة مع “إسرائيل”، وتقديم دعم إنساني عاجل لقطاع غزة.