لتهدئة الرأي العام في ”إب” .. ميليشيا الحوثي تحمل القيادي الحوثي ”عبدالوهاب الشامي” مسؤولية قتل نفسه !!
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أجبرت المليشيا الحوثية شقيق القيادي الحوثي الكبير عبد الوهاب الشامي بنفي صحة تعرض أخيه للاغتيال وتحميل المجني عليه مسؤولية قتل نفسه لتهدئة الرأي العام في محافظة إب .
وقالت مصادر أمنية للمشهد اليمني اليوم الخميس ان الحوثيين اجبروا عبد الفتاح محمد عبدالله الشامي شقيق المقتول بظروف غامضة بنفى تعرض شقيقه لعملية إغتيال .
وأضافت المصادر إنه تم إرجاع مسؤولية مقتل أخيه إلى الضحية نفسها من خلال التصريح للقنوات الإعلامية الحوثية بأن أخيه كان يقوم بعملية تنظيف سلاحه الشخصي في منزلهم وإنها خرجت طلقة من بندقه أصابته إصابه بليغة أدت إلى وفاته .
وأكدت المصادر أنه تم إجبار أخيه بالاشادة بالأمن في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية في محاولة بائسة بتحسين صورة المليشيا بعد تزايد عملية تصفية القيادات في صفوفها وارجعاها إلى خطاء أثناء العبث بالسلاح .
وتعرض القيادي الحوثي عبد الوهاب الشامي والمكنى أبو أحمد والذي ينتمي إلى عزلة الصفي سمارة بمديرية المخادر بمحافظة إب لإطلاق نار بظروف غامضة من سلاحه الالى الشخصي " كلاشنكوف " .
وتم إتهام جناح صعدة بالوقوف وراء الجريمة التي طالت الشامي للتخلص من القيادات الأخرى التي لا تنتمي لصعدة وخاصة بعد التخلص من اللواء يحيى الشامي والعميد زكريا الشامي واللذان كانا يشغلان مستشار القائد الأعلى ووزير النقل بحكومة الانقلابيين والتي أعقبها إقصاء ال الشامي ويرجع لهما مهمة تفكيك الجيش اليمني .
ومازال اغلب افراد أسرة الشامي يرفضون إرجاع اغتيال عبد الوهاب الشامي إلى خطأ ناتج عن عبثه بالسلاح كون الشامي على خبرة ودراية باستخدام السلاح وسط رفض الأغلبية لدفن جثته حتى الآن رغم الممارسات الحوثية ضد اخوانه واجبارهم بالإشارة بالأمن .
وقام الشامي موخرا بالحشد لصالح الحوثيين بذكرى المولد النبوي والتي حولتها المليشيا الحوثية كمناسبة لمبايعة عبد الملك الحوثي لكن خروح الشباب اليمني للاحتفال بثورة 26 سبتمبر حول الفرحة الحوثية بالحشد للمولد وذكرى النكبة 21 سبتمبر إلى مأتم بعد ان أدركت المليشيا بان نهايتها قربت وان السخط الشعبي في تزايد تجاهها .
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
المليشيا والدولة في السودان
عبد الله علي إبراهيم
(استغرب بعضهم قولي على الجزيرة مباشر أن من حق الجيوش توظيف مليشيات لأغراضها دون أن تتخلى عن احتكارها للسلاح الذي هو خصيصتها في الدولة الحديثة. والترخص في احتكار السلاح هو ما ارتكبه نظام الإنقاذ لا بخروج الدعم السريع من رحمه كما يذاع، بل لأنه جعله جيشاً ثانياً شريكا في حمل السلاح باستقلال. فكانت المليشيات قبله تنشأ بجانب الجيش ثم تنفض متى فرغت من مهمتها ليومها. ولكن الإنقاذ تعاقدت مع الجنجويد لا فكاك. ولو كانت القراءة عادة فينا لما استغرب هذا البعض مني قولي. فكنت نظرت في مادة المليشيا منذ 56 عاماً خلال عرضي لكتاب "مذبحة الضعين" (1987) لسليمان بلدو وعشاري أحمد محمود. وحررت هذه المادة في باب من كتابي "الثقافة والديمقراطية" (1996) في فصل عنوانه "أخرجت البادية أثقالها وقالت الصفوة مالها!" بعنوان جانبي هو "جدل القبيلة والدولة". وأنشر هنا طرفاً من الفصل عن سيرة الدولة المركزية السودانية والمليشيا في التاريخ).
وصفت بلين هاردن استخدام الدولة السودانية لـ "المليشيات القبلية"، في حربها ضد قوات الحركة الشعبية، بأنها الحرب بأدنى تكلفة. وليس هذا صحيحاً وحسب، بل أن هذه الحرب الرخيصة أيضاً ظلت أداة تاريخية تلجأ لها الدولة السودانية مع قوى البادية السودانية الخارجة على سلطانها. فغالباً لم يكن في مقدور هذه الدولة أن تطال تلك القوى في بواديها المستغلقة المستعصية. وكثيرًا ما وجدت تلك الدولة نفسها مضطرة للتحالف مع جماعات أخرى في نفس البادية لها خصومة مؤكدة مع تلك القوى الخارجة على الحكومة. وهذه الخصومة هي التي تجعل حلفاء الحكومة حريصين على ملاحقة الخارجين على الحكومة وترويعهم في بيئة لا قبل للدولة لشقها وفرض أدوات سيطرتها عليها.
وأستطيع من خبرتي بتاريخ عرب الكبابيش بشمال إقليم كردفان أن أدلل على رسوخ نسق تحالف الدولة القاصرة مع نظم اجتماعية وسياسية أدنى مثل القبيلة والطائفة لتصفية معارضيها في بيئات البادية والهوامش المستعصية. فقد طلبت الإدارة التركية في السودان (1821-1881) من بعض فروع الكبابيش أن لا يهبطوا مع بقية الكبابيش إلى النهر في موسم الصيف ليبقوا بجهات الصافية ونواحيها بشمال كردفان لردع أعراب دارفور، وبني جرار، خاصة الذين كانوا يقطعون طرق القوافل بين كردفان ودارفور. وواضح أنه لم يكن خافٍ على تلك الإدارة قوة إغراء هذا العرض على الكبابيش. فبين الكبابيش وبني جرار عداء مستحكم انتهي بتجريد بني جرار من دارهم بشمال كردفان، واحتلال الكبابيش لها ولياذ بني جرار بدارفور. والأكثر إغراءً في هذ العرض هو إباحة الإدارة التركية لفروع الكبابيش المأمورة بمطاردة بني جرار الغنائم التي تجنيها من قتالها لبني جرار وقبائل دارفور.
ووظفت دولة المهدية (1881-1898) خصومات الكبابيش في حملتها لإخضاع الكبابيش وكسر ثورتهم. فقد استخدم الخليفة عبد الله زعماء وقوى من قبائل حمر ودار حامد والكواهلة وبني جرار، وهي القبائل ذات الثارات على الكبابيش، في طور أو آخر من أطوار حربه وملاحقته للشيخ صالح فضل الله، زعيم الكبابيش المعارض، حتى قضى عليه وعلى ثورته.
وتحالفت الحكومة الإنجليزية مع الكبابيش خلال العقدين الأولين من هذا القرن، حين تطابقت استراتيجية الحكومة في حصر وضبط السلطان علي دينار، سلطان دارفور، مع استراتيجية الكبابيش للتوسع غرباً حتى مطالع حدود دارفور الشرقية. ولأن الكبابيش كثيرًا ما يخاطرون في نواحي دارفور المعادية، أصبحوا في نظر الحكومة حراس الأحراش الغربية، والمصدر الرئيسي للمعلومات الرسمية لما يجري هناك. فحين يغزو الكبابيش قبائل دارفور فمن الممكن تسويغ ذلك على أنه انتقال لما يكون قد وقع عليهم من تلك القبائل. ولم تشجع الحكومة السودانية غزوات الكبابيش في العلن ولكنها متواطئة في تفهم دوافعها ونفعها له على أية حال. ولذا لم تجد الحكومة السودانية نفسها بحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لزجر الكبابيش وهو زجر كان سيصعب على الحكومة ومؤكد أنه قليل الأثر.
وحين قررت حكومة السودان إزاحة السلطان علي دينار عن حكم دارفور وضم دارفور للسودان كان للكبابيش موقع في خطة الإبعاد والضم. وقد زودت الحكومة فرسان الكبابيش بالسلاح والعتاد. ومع أن دور الكبابيش لم يكن كبيرًا في الحملة إلا أن فرسانهم فتحوا دارفور منن الشمال بينما دخلت قوات حكومة السودان من الوسط.
ومن المهم التذكير أن استخدام الدولة للمؤسسة القبلية العسكرية في حربها للحركة القومية الجنوبية تكتيك حكومي قديم. فقد عبأت حكومة الفريق عبود (1958-1964) قبائل المورلي في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان لقطع الطريق أمام وصول قوات الأنانيا الأولى إلى مناطق القبائل النيلية من مركز قوتها في شرق الاستوائية.
ibrahima@missouri.edu