كيف ساعدت الأسلحة الإسرائيلية أذربيجان على استعادة ناغورنو قره باغ؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
كشف مسؤولون وخبراء، أن إسرائيل ساعدت في دعم حملة أذربيجان لاستعادة ناغورنو قره باغ، بتزويدها بأسلحة قوية منذ سنوات، وقبل هجومها الخاطف الشهر الماضي الذي أعاد الجيب العرقي الأرمني إلى سيطرتها.
ويقدر خبراء أن إسرائيل زودت أذربيجان بما يقرب من 70% من ترسانتها بين عامي 2016 و2020، مما أعطاها ميزة أمام أرمينيا وعزز صناعة الدفاع في إسرائيل.
وقبل أسابيع فقط من شن أذربيجان هجومها الذي استمر 24 ساعة في 19 سبتمبر، حلقت طائرات الشحن العسكرية الأذربيجانية بين قاعدة جوية في جنوب إسرائيل ومطار بالقرب من قره باغ، وفقاً لبيانات تتبع الرحلات الجوية ودبلوماسيين أرمن.
وأزعجت تلك الرحلات المسؤولين الأرمن في يريفان، حيث شعروا وقتها بالقلق بشأن التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وأذربيجان، وفق وكالة أسوشيتد برس.
وقال أرمان أكوبيان، سفير أرمينيا لدى إسرائيل، للوكالة "بالنسبة لنا، فإن إطلاق الأسلحة الإسرائيلية على شعبنا هو مصدر قلق كبير".
وأوضح أنه أعرب عن قلقه للسياسيين والمشرعين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة بشأن شحنات الأسلحة.
وقال أيضا "لا أفهم لماذا لا تشعر إسرائيل ببعض القلق بشأن مصير الأشخاص الذين يطردون من وطنهم".
والهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان باستخدام المدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ والطائرات بدون طيار، التي باعتها لها إسرائيل وتركيا إلى حد كبير، وفقًا لخبراء، أجبر السلطات الانفصالية الأرمنية على إلقاء أسلحتها والجلوس لإجراء محادثات.
وأدى الهجوم الأذربيجاني إلى مقتل أكثر من 200 أرمني في الجيب، غالبيتهم العظمى من المقاتلين، ونحو 200 جندي أذربيجاني، بحسب المسؤولين.
وهناك تداعيات تتجاوز الجيب المضطرب الذي تبلغ مساحته 4400 كيلومتر.
ودفع القتال أكثر من 100 ألف شخص (أكثر من 80٪ من سكان الجيب من أصل أرمني) إلى الفرار في الأسبوعين الماضيين، بينما تعهدت أذربيجان باحترام حقوق الأرمن.
ووصف رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان النزوح بأنه "عمل من أعمال التطهير العرقي".
ورفضت وزارة الخارجية الأذربيجانية بشدة هذا الاتهام، قائلة إن المغادرة "قرار شخصي ولا علاقة لها بالترحيل القسري".
ورفضت وزارتا الخارجية والدفاع الإسرائيليتان التعليق على استخدام الأسلحة الإسرائيلية في ناغورنو قره باغ أو على مخاوف أرمينيا بشأن شراكتها العسكرية مع أذربيجان.
وفي يوليو، زار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، باكو، عاصمة أذربيجان، حيث أشاد بالتعاون العسكري بين البلدين و"الحرب المشتركة ضد الإرهاب".
وقال أركادي ميل، سفير إسرائيل السابق لدى أذربيجان والباحث الحالي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "ليس هناك شك في موقفنا الداعم للدفاع عن أذربيجان".
ورغم أن إسرائيل التي كانت فقيرة بالموارد لديها الآن الكثير من الغاز الطبيعي قبالة الساحل على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن أذربيجان لا تزال توفر ما لا يقل عن 40% من احتياجات إسرائيل من النفط.
ولجأت إسرائيل إلى باكو في أواخر التسعينيات، وأنشأت خط أنابيب للنفط عبر مركز النقل التركي في جيان، مما أدى إلى عزل إيران، التي استفادت في ذلك الوقت من تدفق النفط عبر خطوط أنابيبها من كازاخستان إلى الأسواق العالمية.
ولطالما كانت أذربيجان منزعجة من إيران، لدعمها لأرمينيا، بينما اتهمت طهران، أذربيجان باستضافة قاعدة لعمليات استخباراتية إسرائيلية ضدها وهو ادعاء نفته أذربيجان وإسرائيل.
وقال الدبلوماسي الأرمني تيغران بالايان للوكالة "من الواضح بالنسبة لنا أن إسرائيل لديها مصلحة في الحفاظ على وجود عسكري في أذربيجان، واستخدام أراضيها لمراقبة إيران".
ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على الموضوع، وقال السفير الأذربيجاني في إسرائيل، مختار محمدوف، لوكالة أسوشيتد برس إنه على علم بالتقارير لكنه امتنع عن التعليق.
أثار قرار دعم "حكومة استبدادية" وفق تقرير الوكالة، ضد أقلية عرقية ودينية جدلا في إسرائيل حول سياسات تصدير الأسلحة في البلاد.
ومن بين أكبر 10 شركات مصنعة للأسلحة على مستوى العالم، فإن إسرائيل وروسيا فقط هما اللتان تفتقران إلى القيود القانونية على صادرات الأسلحة على أساس مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
وقال أفيدان فريدمان، مؤسس مجموعة المناصرة الإسرائيلية "يانشوف"، التي تسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى منتهكي حقوق الإنسان "إذا كان بإمكان أي شخص أن يتعاطف مع خوف الأرمن المستمر (في ناغورنو قره باغ) من التطهير العرقي فهو الشعب اليهودي" ثم تابع "نحن لسنا مهتمين بأن نصبح شركاء".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسلحة الإسرائیلیة ناغورنو قره باغ أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يبدي القلق بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قلقه بشأن بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن وإطلاق صواريخ باليستية من الحوثيين على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام يتابع بقلق بالغ التقارير الواردة بشأن شن غارات جوية إسرائيلية في وقت سابق اليوم على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والمناطق المحيطة بها في الحديدة ومحطات كهرباء في صنعاء في اليمن.
وفي بيان صحفي قال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق بالغ إزاء الإطلاق المتزامن لصواريخ باليستية من قبل الحوثيين باتجاه إسرائيل والتي ضربت وألحقت أضرارا جسيمة في إحدى المدارس وسط إسرائيل.
وتشير التقارير الأولية - كما ورد في البيان - إلى سقوط ضحايا مدنيين، من بينهم تسعة قتلى وثلاثة جرحى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بموانئ البحر الأحمر مما سيؤدي إلى الحد من قدرات الموانئ بشكل فوري وملحوظ.
وحسب البيان فإن الغارات الجوية تأتي بعد نحو عام من أعمال الحوثيين التصعيدية في البحر الأحمر والمنطقة، التي تهدد أرواح المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية. ويُذكّر الأمين العام بأن على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني واحترام وحماية المدنيين وكذلك البنى التحتية المدنية.
وقال المتحدث في بيانه إن الأمين العام لا يزال يشعر ببالغ القلق إزاء خطر المزيد من التصعيد في المنطقة، ويواصل حث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف أن هذه الأعمال تقوض جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ للتوصل إلى حل سياسي للصراع في اليمن عن طريق التفاوض.
ويدعو الأمين العام مجددا للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفيا من قبل الحوثيين.