خبراء التعليم يتحدثون عن وضع المعلم وأهمية رسالته في مصر| خاص
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
يحتفل العالم بـ يوم المعلمين في 5 أكتوبر من كل عام، وذلك وفقاً لما أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «UNESCO» منذ عام 1994.
وتحدث الأستاذ يحي عاطف عسر، المعلم الخبير ومدير إدارة بالأزهر الشريف، إلى موقع صدى البلد في حديث خاص قائلا “ نشهد حرصا شديدا من الدولة المصرية بإصلاح أحوال المعلم المصري، وذلك وفقا لمقتضيات الأمور الإصلاحية التي تتطلبها المهنة من ناحية، وكذلك تحسين الأوضاع والظروف الاقتصادية للمعلم من ناحية أخرى.
أرقام إحصائيات المعلمين في مصر
وأضاف الأستاذ يحى قائلا " نجد أرقام وإحصائيات عدد المعلمين في مصر عند قراءتها تحتاج إلى جهود كبيرة للإصلاح فهناك 1.099 مليون معلم بالتعليم قبل الجامعي في مستويات التعليم العام والفني والأزهري يقومون بالتدريس لعدد 28 مليون تلميذ خـلال 2022 / 2023، و63.2 ألف معلم بالتعليم قبل الابتدائي، منهم 59.4 ألف معلم بالتعليم العام، و3.8 آلاف بالتعليم الأزهري يقومون بالتدريس لعدد 1.4 مليون تلميذ منهم 1.2 مليون تلميذ بالتعليم العام، و188.1 ألف تلميذ بالتعليم الأزهري خلال 2022 / 2023، و485.5 ألف معلم بالتعليم الابتدائي، منهم 419.3 ألف معلم بالتعليم العام، و66.2 ألف معلم بالتعليم الأزهري يقومون بالتدريس لعدد 15.1 مليون تلميذ منهم 13.7 مليون تلميذ بالتعليم العام، و1.4 مليون تلميذ بالتعليم الأزهري خلال 2022 / 2023."
وفيما يتعلق بالتعليم المجتمعي والتربية الخاصة فهناك 7.7 ألف معلم يقومون بالتدريس بمدارس التعليم المجتمعي لعدد 141.5 ألف تلميذ خلال 2022 / 2023، وهناك 9.5 ألف معلم يقومون بالتدريس بمدارس التربيـة الخاصة لعدد 46.4 ألف تلميذ."
"من هنا نستطيع أن نقول إن الدولة قامت من خلال خططها بتحسين النظام التعليمي، ورفع كفاءة المعلمين، ورفع كفاءة المدرس الأمر الذي ساهم في التدريس بشكل أفضل للطلاب."
وتابع “كما أن جلسات الحوار الوطني التي دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد خصصت جلسات تعلقت بإعداد مشروع قانون انشاء المجلس الوطني الأعلى للتعليم والتدريب، الذي نص مثالا في المادة 4 منه أن المجلس يهدف إلى توحيد سياسات التعليم والتدريب بكافة أنواعه، وجميع مراحله، وتحقيق التكامل بينها.”
وتقول نهى سلطان، المدرب المعتمد بمركز التعليم المستمر بجامعة عين شمس، وخبيرة بمجال الطفولة المبكرة والتعليم ماقبل المدرسي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، "مهنة المعلم من أسمى المهن الموجودة بالعالم، فهي مهنة الأنبياء والرسل، وهي من أصعب المهن لما يقوم به المعلمون من تربية ونصح وتوجيه قبل التدريس في حد ذاته، كما يحاول المعلم طوال الوقت أن يكون قدوة لطلابه ليبقى له أثره الطيب على مر السنين."
وتضيف نهى سلطان، التي عملت بمدارس ومؤسسات دولية لأكثر من ١٢ عاما خارج مصر “كما أن متطلبات مهنة المعلم وفقا للمنظومة الحديثة بالدولة وجهودها في تطوير التعليم أصبحت اكثر تحديثا عما قبل، فالمعلم الآن يخضع للعديد من الدورات التدريبية ويطور نفسه ذاتيا من خلال البحث الإلكتروني والقراءات الحرة، فأصبح المعلم مسؤولا أيضا عن التحديث وتقديم المعلومات من خلال طرق حديثة متطورة تواكب الأجيال الجديدة."
ويوافق يوم المعلمين العالمي، تاريخ اعتماد التوصية المشتركة بين اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين، والتي تحدد المعايير الدولية الخاصة بـ حقوق ومسؤوليات المعلمين، فقد تأسس يوم المعلم العالمي عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، وفي معظم البلدان، يعتبر يوم المعلم يوم عطلة رسمية، حيث تقام العديد من الفعاليات والاحتفالات تكريما للمعلمين.
واختتمت نهى سلطان حديثها برسالة شكر للمعلم المصري قائلة “شكرا لكل معلم ومعلمة آمنوا بقدراتهم وسعوا لتقديم الأفضل لطلابهم ودعمهم وتقديم العون لهم دائما، انتم دائما بالقلب، تحية لكل معلم ومعلمة ترك بصمة في ذاكره أجيال كتير، المعلم الحقيقي من يقدم المعلومة من القلب ...قبل أن يقدمها من الكتب، لذلك في قلب كل منا مكان مميزة لمعلم او معلمة كانوا سبب الإلهام والنجاح والدعم بالحياة."
جوجل تحتفل بيوم المعلم
وشاركت جوجل بتصميم على صفحتها الرئيسية ووجهتها برسمة تخيلية، تظهر خلالها المعلم بالشمس التي تشرق بضوئها على الطلاب وتزرع داخلهم ما يساهم على النماء والازدهار، فيما قدّمت الطلاب في شكل نباتات تمسك بين يديها بالكتب وتتلقى العلم من معلمها فتزيد في المعرفة.
يعود تاريخ اختيار اليوم العالمي للمعلمين، الذي يتزامن مع اليوم 5 أكتوبر وتعترف به غالبية دول العالم، إلى منظمة اليونسكو التي أعلنته عام 1994، ومنذ ذلك الوقت تحتفل العديد من الدول بيوم المعلم العالمي. ولفتت اليونسكو إلى أن ذلك اليوم العالمي يتم تنظيمه بالشراكة مع منظمة العمل الدولية (ILO) واليونيسيف والتعليم الدولي (EI).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم المعلمين الأمم المتحدة العالم یوم المعلم العالمی ألف معلم بالتعلیم بالتعلیم العام تلمیذ بالتعلیم التعلیم العام ملیون تلمیذ
إقرأ أيضاً:
التعليم بلا تمكين!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
يُعتبر المعلم ركيزة أساسية في بناء المجتمعات والنهوض بها، فهو حامل رسالة العلم والمعرفة، وصانع الأجيال التي تُشكّل مستقبل الدول. ومنذ الأزل، حظي المعلم بمكانة رفيعة في المجتمعات، حيث تم تكريمه بوصفه رمزاً للتنوير والعطاء. لكن المفارقة التي نعيشها اليوم تكشف عن فجوة كبيرة بين المكانة النظرية التي يتم منحها للمعلم والدور الحقيقي الذي يستطيع أن يؤديه في ظل التحديات التي يواجهها. فبينما تُرفع الشعارات التي تمجّد المعلم وتصفه بـ”الرسول”، نجد أن الواقع العملي مليء بالتناقضات التي تُضعف من مكانته وتحد من قدرته على أداء رسالته.
إن القوانين التي تمنع المعلم من اتخاذ إجراءات تقويمية صارمة لضبط سلوك الطلاب، بحجة حماية حقوق الطفل، قد تكون في ظاهرها تهدف إلى خلق بيئة تعليمية صحية، لكنها في كثير من الأحيان تؤدي إلى نتائج عكسية. فمن جهة، يُترك المعلم وحيداً في مواجهة تحديات الانضباط داخل الصفوف الدراسية، ومن جهة أخرى، قد يُصبح عرضة للإهانة أو حتى الاعتداء دون أن تتوفر له الحماية القانونية الكافية. هذا التناقض بين المسؤوليات الكبيرة التي تُلقى على عاتق المعلم وغياب الدعم الحقيقي له يعكس خللاً عميقاً في فهم دور التعليم وأهميته في بناء المجتمع.
المشكلة لا تتوقف عند حدود القوانين فقط، بل تمتد إلى الثقافة المجتمعية التي بدأت تنظر إلى التعليم كوظيفة تقليدية لا تحمل ذات القداسة التي كانت تمنح للمعلم في العقود الماضية. للأسف، أصبح البعض يتعامل مع المعلم بأسلوب يقلل من مكانته، سواء من قبل بعض أولياء الأمور أو حتى من قبل المؤسسات التعليمية نفسها، التي قد تضع أولوية لتحقيق أهداف إدارية على حساب تمكين المعلم ودعمه. في الوقت ذاته، نجد أن المعلم يُطالب بتقديم أداء استثنائي في ظل ظروف عمل قد تكون مرهقة وغير عادلة، مثل الرواتب غير المجزية، ونقص الموارد، وضغوط العمل المتزايدة.
إن معالجة هذا الخلل تتطلب جهداً مشتركاً بين المؤسسات الحكومية والمجتمع بأسره. فالتعليم ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة لا تتحقق أهدافها إلا إذا تم تمكين المعلم من القيام بدوره بأفضل صورة ممكنة. فيجب أن تكون هناك سياسات واضحة تحمي حقوق المعلم وتضمن احترامه داخل الصف وخارجه، كما يجب أن تُعزز ثقافة مجتمعية تُعيد للمهنة قيمتها الحقيقية. فالمعلم الذي يُطالب ببناء العقول لا يمكن أن يُترك في مواجهة ظروف تُحبطه وتُضعف من عزيمته.
فتكريم المعلم لا يجب أن يقتصر على الكلمات والشعارات الرنانة، بل ينبغي أن يكون واقعاً ملموساً ينعكس في السياسات والقوانين والثقافة العامة. فالمعلم هو العامل الأساسي في صناعة الأجيال، وأي إهمال له هو إهمال لمستقبل الوطن بأسره. إن الدول التي تسعى للتقدم والنهوض هي تلك التي تدرك أن التعليم هو القاطرة التي تقود إلى التطور، وأن هذه القاطرة لا يمكن أن تتحرك إلى الأمام دون معلم يتمتع بمكانة مرموقة ودعم حقيقي. علينا أن ندرك أن الاستثمار في المعلم هو استثمار في المستقبل، وأن أي تقصير في هذا الجانب سينعكس سلباً على الأجيال القادمة وعلى المجتمع ككل.