هل تَرْك النبي لفعل دليل على عدم مشروعيته؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
خلصت –في المقالين السابقين– إلى أمرين: الأول: أن "البدعة" مفهوم وصفي لا معياري، ومن ثم يفتقر إلى صفة تقويمية تحسّن البدعة أو تقبّحها. والثاني: أن معيار التمييز بين حسن البدعة وقبيحها -شرعًا- هو ما وافق السنة النبوية بمعناها الواسع، أي: ما وافق نصًّا أو أثرًا أو إجماعا أو قياسًا، أو اندرج تحت أصل عام أو وافق قواعد الشريعة.
ثمة أحاديث عديدة تتصل بمسألة الترك وتفيدُ بأن الترك تروكٌ، منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان "ليدع العمل -وهو يحب أن يَعمل به- خشية أن يعمل به الناس فيُفرض عليهم"، ولهذا ترك صلاة القيام في رمضان جماعة في المسجد، وقال: "لم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم". ومنها حديث: "من ترك اللباس تواضعًا لله -وهو يقدر عليه- دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء". ومنها حديث: "فمن ترك ما شُبه عليه من الإثم كان لما استبان أَتركَ". ومنها حديث إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم الذي قال فيه لعائشة رضي الله عنها: "لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت". وثمة أحاديث تفيد بامتناع النبي عن أخذ الصدقة (أو الأكل من مال الصدقة)، وامتناعه عن الصلاة على من قتل نفسه، وتركه قيام الليل ليلتين أو ثلاثًا، وتركه أكل لحم الضب.
تحيل الأحاديث السابقة -وغيرها- إلى معانٍ مختلفة للترك، وهي بحسب ترتيب الأمثلة المذكورة:
الترك لدفع المشقة عن المؤمنين. والترك تواضعًا لله، وترك المشتبهات تورعًا. والترك لدرء مفسدة متوقعة. والترك لأجل كون الحكم خاصًّا به. والترك لأجل الإنكار. والترك لمجرد الطبع، أو لأجل المرض. أو لأجل بيان مشروعية الترك وعدم وجوب الفعل وإن كان الفعل المتروك فضيلةً. وقد يكون الترك طلبًا للأعلى فضيلة، وغير ذلك.ولا بد من ملاحظة أن هذه الأمثلة غير الحاصرة لألوان الترك، جميعها وارد على سبب، ومن ثم فهي -في الواقع- لونٌ من ألوان الفعل (نسميه الترك الوجودي). أي أنها فعل على جهة السلب أريدَ به تحقيق معنى معياري يندرج ضمن مفهوم "السنة" التي هي مفهوم معياري، ولكن ليس جميع التروك من هذا القبيل، فضلا عن تعدد احتمالات الترك كما سبق، كتعدد احتمالات الفعل، كما أوضحت في مقال الأسبوع الماضي. وهنا لا بد من توضيح ثلاثة أمور رئيسية:
الأمر الأول: أن مجرد الترك عدميٌّ ولا يقال للعدم فعلٌ، فضلا عن أن يُحتج به، خصوصًا بين المتناظرين، بل لا بد أن ينضم إليه شيء آخر من مقصد أو سبب، فيخرج الترك من الأمر العدمي إلى الأمر الوجوديّ، ويسمى كفًّا عن الفعل. ولأجل أن مجرد الترك عدمي، درج الفقهاء والأصوليون -فيما أحسب- على تعريف "السنة" بأنها قول أو فعل أو تقرير، فلم يذكروا الترك؛ لأن التروك تحتمل معاني عديدة، الأمر الذي أضعف دلالتها، ومن ثم لا يقال فيها: سنة. الأمر الثاني: أن الترك الوجودي (وهو الكفّ عن الفعل بقصد أو لسبب) فهو من صور الأفعال؛ لأن الكف عن الفعل فعلٌ؛ ففيه معنى القصدية والغائية. وبما أن الترك الوجودي يندرج ضمن الفعل فلا حاجة لإفراده بالذكر، ولكن بعض العلماء -كبدر الدين الزركشي مثلاً- فصّلوا في صور الفعل، فذكروا منها الترك (بمعنى الكفّ)، ورأى بعض المعاصرين أن يضيف إلى تعريف "السنة" الترك إلى جانب الفعل، وقد عنى بالترك هنا الترك الوارد على سبب؛ لأن مطلق الترك لا يدخل في مفهوم "السنة" بالمعنى المعياري. الأمر الثالث: أن دلالة الأفعال أضعف من دلالة الأقوال عند علماء أصول الفقه؛ لأن الأفعال تحتمل معاني متعددة أشرت إليها في مقال الأسبوع الماضي. فإذا كان هذا في الفعل الصريح فما بالك بمجرد الترك الذي هو عدميّ، ومن ثم لا بد من البحث في تفاصيل الترك للحكم عليه، أما مجرد الترك فليس حكمًا.ترك النبي تغسيل الشهيد والصلاة عليه، وترك الجهر بالبسملة في الصلاة، وترك التنفل قبل صلاة العيد، وترك الاستعانة بالمشرك في الحرب، وهذه المسائل وقع الخلاف فيها بين فقهاء المذاهب، ومع ذلك لم يُبدّع بعضهم بعضًا
ولتحرير حجية الترك لا بد من توضيح مفهومين مركزيين:
الأول: مفهوم السنة، وهو -عند الفقهاء- يتسع ليشمل السنة النصية (ما ورد به النص قولاً أو فعلاً أو تقريرًا) والسنة الاجتهادية، وهي ما ثبت بالحمل على نصوص الشريعة وقواعدها من خلال مصادر التشريع المتعددة، سواء المصادر الأربعة المتفق عليها (الكتاب والسنة والإجماع والقياس) أو المصادر المختلف فيها (ويسمى الاستدلال: أي البحث عن دليل من خارج تلك الأربعة كالمصالح والاستحسان والعرف وغيرها). وعلى هذا المفهوم الواسع للسنة تأسس كثير من فروع الفقه التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا ورد بها نصّ، ومع ذلك يقال: إنها مسنونة أو مستحبة. الثاني: مفهوم التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو مندوبٌ، ويحيل إلى تحري الكمال والبحث عن الأفضل أو الفاضل لا المفضول، ولكن التأسي لا يُخرج المفضول عن المشروعية. وهنا وقع الخلاف بين العلماء: فهل مطابقة صورة فعل النبي تكفي لتحقق التأسي كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنه، أم لا بد من مطابقة صورة الفعل والكيفية والقصد معًا كما ذهب إليه عامة الأصوليين؟ وهذا الرأي الثاني هو ما عبروا عنه بقولهم: "أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل لأجل أنه فعل".وللذهول عن هذين المفهومين، دخل أناس في متاهة البدعة، وزلت أقوام بتبديع خلق الله وتضليلهم؛ فخرجوا عن قانون الفقه. وقد ساعد على هذا المسلك إحداث شيخ الإسلام ابن تيمية -وتبعه الإمام الشاطبي وغيره- قسمة لا تستقيم مع طريقة فقهاء المذاهب الفقهية، وهي التمييز بين الترك؛ لأنه لا باعث يقتضي الفعل، وبين الترك مع وجود المقتضي له. ولكن أئمة المذاهب لم يراعوا مثل هذا التمييز، ولذلك استحب جمهورهم -مثلاً- التلفظ بالنية في الصلاة؛ رغم أن النبي تركه مع وجود المقتضي.
وخلاصة الأمر أن الترك لا يفيد الوجوب، كما أن الفعل -أيضًا- لا يفيد الوجوب عند الفقهاء، ومن ثم حكموا على الأفعال المُحدثة بحسب كل فعل، وأسوق هنا أمثلة توضح قانون الفقه من جهة، كما توضح خطأ من توهموا أن مجرد ترك النبي دليل على تحريم الفعل أو أنه بدعة ضلالة:
المثال الأول: ترك النبي تغسيل الشهيد والصلاة عليه، وترك الجهر بالبسملة في الصلاة، وترك التنفل قبل صلاة العيد، وترك الاستعانة بالمشرك في الحرب، وهذه المسائل وقع الخلاف فيها بين فقهاء المذاهب، ومع ذلك لم يُبدّع بعضهم بعضًا. المثال الثاني: أنه لا أذان ولا إقامة لصلاة العيدين، وقد وقع الإجماع على ذلك، ولكن ثمة من جاء وخلط بين وقوع الإجماع على عدم سنية الأذان والإقامة، وبين القول بتبديع من يفعل ذلك بدعةَ ضلالةٍ؛ رغم أنه لا تلازم بين الأمرين. فهذا الإمام الشافعي يقول: إن أذن وأقام للعيد كرهته، بل إن الحنابلة يرون أنه لو غير صيغة النداء لصلاة العيد يُكره فقط، أي أن هذا الفعل غير المعهود هو بدعة مكروهة فقط. المثال الثالث: أن قيام الليل جماعة في رمضان هو "بدعة مندوبة" كما قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري. وهو سنة عند جمهور الفقهاء؛ رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها، بل ذهب الإمام ابن حزم الظاهري إلى استحباب صلاة الجماعة في عموم النوافل. أما صلاة النوافل في جماعة خارج رمضان فقد اعتبرها الحنفية "بدعة مكروهة"، لأنها "خلاف المتوارث". المثال الرابع: أن بعض متأخري المالكية أدرجوا صوم يوم المولد النبوي ضمن أنواع الصيام المكروه؛ إلحاقًا له بصوم يوم العيد؛ لأن المولد يوم عيد، وصوم يوم العيد مكروه، وهو قول أحمد بن عاشر السَّلَوي (ت. 765 هـ) وابن عبّاد النّفري (ت. 792 هـ)، ونقل هذا القول أحمد زروق (ت. 899 هـ) وشمس الدين الحطاب (ت. 954 هـ) وأقراه. بل قد اختلف فقهاء تونس في القرن التاسع الهجري حول أيهما أفضل: ليلة القدر أم ليلة المولد النبوي؟ وكتب كل منهم في ذلك رسالة ينصر رأيه. المثال الخامس: أن العلماء اختلفوا في الإكثار من الاعتمار (أداء العمرة)؛ رغم أن النبي لم يفعل ذلك، وظاهر قول السلف أنه يُكره الإكثار من الاعتمار والموالاة بينهما، ومع ذلك ذهب بعض الحنابلة -كما نقلته كتب المذهب- إلى أنه يستحب الإكثار من الاعتمار. وقد نقل الإمام ابن مفلح (ت. 88 هـ) عن ابن تيمية أنه كره الخروج من مكة لعمرة تطوع لأنه بدعة؛ لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابي على عهده -سوى عائشة- لا في رمضان ولا في غيره اتفاقًا. ثم ضعف ابن مفلح قول ابن تيمية فقال: "وفيه نظرٌ".فلاحظ كيف أن فقهاء المذاهب هنا أطلقوا البدعة المندوبة والبدعة المكروهة على أفعال تعبدية غير معهودة، وكيف أن مجرد الترك لا يعد حجة على تحريم الفعل كما لا يعد حجة على وجوب ترك الفعل، وإن كان الترك قد يدخل في الفعل الفاضل، والله تعالى أعلم.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم صلاة العید لا بد من أن مجرد ومع ذلک رغم أن ومن ثم
إقرأ أيضاً:
4 ركعات في آخر يوم من رجب.. مُفرجة للكرب تغفر الذنوب.. أوصى بها النبي في 8 خطوات
صلاة التسابيح من الصلوات المستحب أداؤها في آخر يوم من شهر رجب وليس فقط في شهر رمضان المبارك، وثبت فضل صلاة التسابيح في حديث نبوي صحيح، وثبت حديث صلاة التسابيح في السنة النبوية المطهرة، ورأى العلماء في حكم صلاة التسابيح أنها جائزة ، ويجوز أن تصلي صلاة التسابيح في المسجد جماعة أو في المنزل منفردًا، فلا تفوت على نفسك فرصة مغفرة الذنوب بأداء صلاة التسابيح، ونعرض في هذا التقرير كيفية صلاة التسابيح .
فضل صلاة التسابيح يتطلّب الحديث عن فضل صلاة التسابيح ذِكر الأحاديث الواردة في فضلها، وأسباب تكفيرها للذنوب؛ «وقد تعدّدت الرّوايات في فضلها، ومن ذلك: قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمَن يُصلّي صلاة التسابيح: «غفرَ اللَّهُ لَكَ ذنبَكَ أوَّلَهُ وآخرَهُ قديمَهُ وحديثَهُ خطأهُ وعمدَهُ صغيرَهُ وَكَبيرَهُ سرَّهُ وعلانيتَهُ».
فضل صلاة التسابيحهناك 6 فضائل لـصلاة التسابيح، ومنها:
أولاً: صلاة التسابيح مكفرة للذنوب وتتلخص أسباب تكفير صلاة التسابيح للذنوب في أنّها تجمع بين أجر الصلاة، وأجر الذكر والتسبيح الوارد فيها، واللذان ذُكِرا في كثير من الأحاديث النبويّة الشريفة، ومنها ما يأتي:
ما رواه البخاريّ: فقد روى «أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ»، فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ».
ما رواه الترمذي: إذ روى في سننه: «أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ».
ما رواه مسلم: فقد روى في صحيحه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ».
2- صلاة التسابيح مُفرجة للكروب .. اللجوء إلى الله لتفريج الكرب إذا نزلت الهموم والكربات بعبدٍ ليس له كاشفٌ عنها إلّا بإذن الله تعالى، ولذلك وُجب على المؤمن إذا مسّه ضرٌّ وكربٌ أن يتوجّه لله -تعالى- ضارعاً إليه كشف ما أصابه، فعلى المسلم أن يؤدى صلاة التسابيح لأنهها عبادة فيها ذكر الله تعالى، وذكر الله والتسبيح من الأمور التي تفرج الكروب.
3- صلاة التسابيح مُيسرة للعسير
4- ومن فضل صلاة التسابيح يقضى الله بها الحاجات
5- صلاة التسابيح يؤمن بها الله الروعات.
6- صلاة التسابيح يستر الله بها العورات.
دعاء النبي آخر يوم في شهر رجب.. ردده حتى الغروب يُفرج الكروب ويرزقك من حيث لا تحتسبدعاء آخر ليلة من شهر رجب.. ردده الآن للرزق وتحقيق الأمنيات المُستحيلة بـ27 كلمة
فضل المحافظة على صلاة التسابيحالمحافظة على الصلوات المفروضة أو الصلوات المستحبة مثل صلاة التسابيح ، لها فضائل عدة منها:
1.نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2.محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3.أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4.يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5.تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
6.عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
7.أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
8.يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
9.يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.
10.تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
صلاة التسابيحكيفية صلاة التسابيح
1- تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» فى كل ركعة في صلاة التسابيح تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أى سورة تختارها» بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة
2- ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
3- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
4- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
5- ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
6- ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود.
7-والقيام فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات، فذلك 75 مرة فى كل ركعة.
8-وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة، وهذه طريقة صلاة التسابيح
حديث صلاة التسابيح حكم صلاة التسابيح و صحة حديثهاوالقول بأن صلاة التسابيح مشروعة مستحبة هو مذهب الشافعية والحنفية، وقول عند الحنابلة بجوازها، ويرى بعض العلماء أنها غير مستحبة؛ ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، ويروى هذا عن الإمام أحمد، وإليه ميل الحافظ ابن حجر في «التلخيص».
ويجيب أصحاب الرأي الأول: بأن صلاة التسابيح مروية من طرقٍ كثيرة يقوِّي بعضها بعضًا، وأن ذلك اعتضد بفعل كثير من السلف لها ومداومتهم عليها، وأن مجرد المخالفة في هيئة صلاة التسابيح عن الهيئة المعتادة لا يقدح في مشروعيتها كما هو الحال في كثير من الصلوات كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف، وما نقل عن الإمام أحمد في إنكار حديثها قد جاء عنه أنه رجع عن ذلك، فنقل الحافظ ابن حجر في "أجوبته عن أحاديث المصابيح" عن علي بن سعيد النسائي قال: «سألت أحمد عن صلاة التسابيح ، فقال: لا يصح فيها عندي شيء، قلت: المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو؟ فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمر ثقة، وكأنه أعجبه».
قال الحافظ ابن حجر: «فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها، وأما ما نقله عنه غيره فهو معارض بمن قوَّى الخبر فيها وعمل بها».
واتفقوا على أنه لا يُعمل بالموضوع، وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل وفي الترغيب والترهيب، ثم قال ابن حجر: «والحق أنه في درجة الحسن، لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى».
ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه، فمن فعل صلاة التسابيح وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسنة، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
حديث صلاة التسابيحوأما الحديث الوارد في كيفية صلاة التسابيح فهو ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً». رواه البخاري في «جزء القراءة خلف الإمام»، وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في «صحيحه»، وصَحَّحَه جماعة من الحفاظ منهم الدارقطني.
صلاة التسابيحالسور التي تقرأ في صلاة التسابيحويستحسن أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع منصلاة التسابيحبعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب.
فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص».
يجوز أداء صلاة التسابيح منفردًا أو في جماعة، وتصلى بالطريقة السابقة، وعن حكم صلاة التسابيح ، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن جمهور الفقهاء يرون استحباب صلاة التسابيح لكثرة الروايات الواردة فيها.
وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «ما حكم صلاة التسابيح وما كيفيتها؟»، أنه ورد حديث عن كيفية صلاة التسابيح روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ أَلاَ أَمْنَحُكَ أَلاَ أَحْبُوكَ أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّىَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا.
ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِى سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً» أخرجه أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387).
وأشارت إلى أنه يستحسن في صلاة التسابيح أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب، فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص»، مشيرة إلى أنه كما تجوز هذه الصلاة انفرادًا تجوز فى جماعة.
دعاء صلاة التسابيح ففيه ورد أنه زاد الطبرانى: فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام: «اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك.