تحليل: ماذا سيجني المغرب من وراء تنظيم كأس العالم في عام 2030؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تتعدد المكاسب التي سيجنيها المغرب من تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، رفقة إسبانيا والبرتغال، بعدما نالت الدول الثلاث شرف الاستضافة، باعتبار أن ملفها بقي هو المرشح الوحيد، بعد انسحاب السعودية التي كانت في ملف مشترك مع مصر واليونان، وتنازل دول أمريكا الجنوبية “الأرجنتين أوروغواي باراغواي” عن الترشح.
وسيكون المغرب قبلة لمختلف الجماهير العالمية والعربية والإفريقية، بغية مشاهدة مختلف المباريات التي ستحتضنها الممكلة المغربية في مختلف مدنها، إلى جانب اكتشاف المناطق السياحية التي تتميز بها هذه المدن، ناهيك عن البنيات التحتية التي ستكون على مستوى عال، دون نسيان النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنموي الذي سيعرف ارتفاعا بوتيرة سريعة.
حلم طال انتظاره بعد خمس محاولات لم تكلل بالنجاح
فوز المغرب باستضافة نهائيات كأس العالم 2030، لم يكن وليد الصدفة، بل كان مخططا له وفق دراسات متعددة، بعدما كانت المملكة المغربية قد تقدمت بالترشح في خمس نسخ سابقة لم تكلل بالنجاح، أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026.
وبدأت قصة المغرب مع تقديم ترشحاته لنيل استضافة العرس المونديالي سنة 1994، الذي نظمته الولايات المتحدة الأمريكية، متفوقة على البرازيل والمغرب، ليتلقى هذا الأخير صدمة أخرى بعد أربعة أعوام فقط، بعدما فشل للمرة الثانية في الظفر بالترشح سنة 1998، النسخة التي ذهبت لفرنسا، عندما نالت 12 صوتا مقابل 7 للمغرب.
وعاد المغرب للترشح مرة ثالثة لتنظيم نهائيات كأس العالم 2006، في تنافس مع ألمانيا وجنوب إفريقيا، قبل أن يذهب التنظيم للألمان، بعدما تفوقوا على المملكة المغربية بفارق صوت واحد فقط، وفي عام 2010 انهزم المغرب للمرة الرابعة، عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب إفريقيا التي نظمت تلك النسخة.
وترشح المغرب للمرة الخامسة لتنظيم النسخة المقبلة 2026، إلا أنه تلقى نفس النتيجة، عندما نال 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الدول التي ستنظم الحدث قبل 2030، الذي سيكون أخيرا وبعد طول انتظار بالمغرب رفقة إسبانيا والبرتغال.
الملاعب المغربية بحلة جديدة وببنيات تحتية جد متقدمة
ستحظى الملاعب المغربية بالعديد من التأهيلات من جانب بنياتها التحتية، ما سيجعلها قبلة للعديد من النوادي والمنتخبات العالمية مستقبلا لخوض المباريات فيها، حيث بدأ المغرب عملية التهيئة قبل عدة أشهر، بعدما تم الاستقرار على تجهيز 6 ملاعب موزعة على 6 مدن، منها 5 جرى بناؤها مسبقا وستخضع لجملة من التجديدات، ويتعلق الأمر بملعب ابن بطوطة في طنجة، وهو الأكبر حاليا في المغرب، ومركب مولاي عبد الله بالرباط وملعب أدرار بأكادير والمركب الرياضي لفاس وملعب مراكش الكبير، إلى جانب بناء ملعب جديد بمدينة الدار البيضاء.
وبحسب ما جاء في الملف المغربي الخاص بتنظيم كأس العالم 2030، فسيكون ملعب الدار البيضاء الجديد الأكبر حيث تصل سعته إلى 93 ألف متفرج، يليه ملعب طنجة ابن بطوطة الذي ستزيد القدرة الاستيعابية له من 65 ألف مقعد حاليا إلى أكثر من 80 ألف مقعد بعد إزالة حلبة ألعاب القوى.
وستبلغ القدرة الاستيعابية لملعب الرباط 46 ألف متفرج وأكادير ومراكش اللذان تصل سعة كل واحد منها إلى 41 ألف مقعد، ثم ملعب فاس الذي تصل طاقته الاستيعابية حاليا إلى 35 ألف متفرج.
وستكون الملاعب المذكورة أعلاه، مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة باحتضان البطولات العاليمة، وذلك عن طريق إغلاقها بالتزامن مع عمليات التجديد التي ستخضع لها، ناهيك عن البنيات التحتية التي ستحيط بها وبالطرقات المؤدية لها.
تأثير إيجابي على السياحة والاقتصاد ومنح فرص شغل كثيرة للشباب
تنظيم تظاهرة بحجم كأس العالم سيعود بالنفع على المغرب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، حيث ستكون هناك فرص شغل كثيرة للشباب في مختلف المجالات، خصوصا في الفنادق والمحلات التجارية والبنوك، وكل ما له علاقة بالسياحة، ما يعني أن المملكة المغربية ستعيش فترة ازدهار ستنعكس على كل المجالات مستقبلا.
وكشفت شركة “سوجي كابيتال جيستيون” في دراسة لها حول تأثير تنظيم كأس العالم 2030، أن تنظيم هذه التظاهرة سيكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة على المدى القصير والمتوسط، من خلال التدفق الكبير للسياح لحضور مباريات العرس المونديالي، ناهيك عن أن المغرب سيستفيد كثيرا من عائدات السياحة، فضلا عن تحسن عرض الفنادق المغربية وتطوير شبكة النقل بين المدن وداخلها وتطوير السكك الحديدية.
كما ستستفيد قطاعات أخرى من تنظيم المونديال بالأراضي المغربية، مثل البنوك وقطاع الاتصالات، والبناء، ما يعني أن مغرب 2030، سيكون مختلفا عما قبل، نتيجة ما سيجنيه من تنظيم المونديال، وما سيتركه من بنيات تحتية ذات مستوى عال ستعود بالنفع على الأجيال القادمة.
كأس العالم في ثلاث قارات سيعطي إشعاعا للمغرب في احتفالات بمرور 100 سنة على أول نسخة
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أعلن عن تنظيم احتفالات مئوية كأس العالم، في أوروغواي بإقامة ثلاث مباريات في نهائيات كأس العالم 2030، بالأرجنتين، وأوروغواي وباراغواي على أن تقام باقي اللقاءات في بلدان المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وستستضيف بلدان الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي أول مباراة لكل منتخب في هذه البلدان بمناسبة مرور 100 سنة على المونديال لتنضم بذلك 6 منتخبات بشكل رسمي إلى كأس العالم دون خوض التصفيات “المنتخب المغربي، المنتخب الإسباني، المنتخب البرتغالي، المنتخب الأوروغوياني، المنتخب الأرجنتيني، المنتخب الباراغوياني”.
وقال جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إن أول مباراة من هذه المباريات الثلاث، ستقام في ملعب سينتيناريو الأسطوري في مونتيفيديوً للاحتفال بالنسخة المئوية.
وفي السياق ذاته زف الملك محمد السادس، بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف “المغرب إسبانيا البرتغال” كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم.
وأضاف بلاغ الديوان الملكي أن هذا القرار يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى، وبهذه المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة.
وجاء فوز المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، رفقة كلٍ من إسبانيا والبرتغال، بعد الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022، بعدما بلغ نصف النهائي، وأنهى المسابقة في المركز الرابع، باعتباره أول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز على مر التاريخ.
كلمات دلالية الاتحاد الدولي لكرة القدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنتخب الوطني المغربي نهائيات كأس العالم 2030المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاتحاد الدولي لكرة القدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنتخب الوطني المغربي نهائيات كأس العالم 2030 الاتحاد الدولی لکرة القدم نهائیات کأس العالم 2030 إسبانیا والبرتغال المملکة المغربیة تنظیم کأس العالم
إقرأ أيضاً:
دور المحاسب المعتمد في انجاح مخطط المغرب الرقمي 2030
بقلم : نجيب بوتغالين – محاسب معتمد
يهدف مخطط المغرب الرقمي 2030 إلى تحقيق تحول رقمي شامل في المملكة، وذلك من خلال مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي مزدهر ومجتمع متصل.هذا التحول يهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي، وتسهيل الوصول إلى الخدمات العامة.
تعتبر الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة،الجهة الوصية على المجال الرقمي، وذلك بعد إحداث المديرية العامة للانتقال الرقمي ضمن هيكلها الإداري (مرسوم رقم 2.23.405بتاريخ 8 يونيو 2023)
ومن بين ابرز مشاريع مخطط المغرب الرقمي 2030 لرقمنة الحياة الإدارية والمالية نجد استراتيجية e-finances التي اطلقتها وزارة الاقتصاد والمالية والتي لعب فيها المحاسب المعتمد دور فعال ورئيسي في تنفيذها وبلورتها على أرض الواقع وندكر منها :
1- خلق المقاولات بطريقة إلكترونية عبر الإنترنيت ،وذلك بشراكة مع وزارة العدل والمكتب المغرﺑﻲ للملكية الصناعية.
2-الشباك الالكتروﻧﻲ للمديرية العامة للضرائب الذي تم احداثه في 2007 بإطلاق التصاريح و الاداءات المرتبطة:SIMPL TELESERVICES
3- الخدمات الإلكترونية للخزينة العامة للمملكة عبر البوابة : www.gov.tgr.ma
التي تقدم معلومات عملية و أركان خاصة بالخدمات البنكية و أداء الرسوم المحلية أو الصفقات العمومية وغريها من الخدمات التي تهم المواطنني و المقاولات.
4- خدمات إدارة الجامرك و الضرائب غير المباشرة عبر الخط:
نظام « BADR » للتعشير الجمركي و نظام « ADIL » و خدمة « DAAM … » هي خدمات توفرها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عبر الأنترنيت لفائدة المواطنين والفاعليين الاقتصاديين. و تهدف هذه الخدمات الالكترونية إلى تقريب الإدارة من المواطنين و تبسيط المساطر الإدارية وتكريس مبدأ الشفافية.
وتعتزم إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في المغرب إطلاق برنامج “جمارك إفريقيا-AfriDouane”، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعرفة والخبرات.
هذا البرنامج يأتي في إطار جهود المملكة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، ويهدف إلى تحسين كفاءات إدارات الجمارك الإفريقية الشريكة من خلال تقديم المساعدة التقنية وتعزيز الشراكات الاقتصادية.
وفي سياق ذاته فقد عبر الاستاذ نجيب بوتغالين محاسب معتمد بمدينة الرباط على ان مشروع المغرب الرقمي 2030 مشروع يتعدى الحدود الوطنية ،بل آلية من اليات انتاج الرقمنة وتصديرها ووسيلة لربط شركائه الاقتصاديين عن طريق الاقتصاد الرقمي خاصة الدول الافريقية من اجل تعزيز التعاون والتبادل التجاري وتقوية المغرب داخل القارة الافريقية.وقد أعطى مثالا على ذلك الاتفاقيات التي ابرمها المغرب مع مجموعة من المنظومات المالية والاقتصادية مثل :
✓المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وتُعرف اختصارا بسيدياو (بالفرنسية: CEDEAO)
✓الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (UEMOA)
✓البنك المركزي لدول غرب إفريقيا
✓البورصة الإقليمية لغرب إفريقيا
فمن خلال هذا المشروع الرقمي الطموح سوف يصبح المغرب قادرا على تقوية موقفه من قضية الصحراء وذلك بخلق نظام مالي جبائي موحد في المستقبل مع هذه الدول يسيره ويتشارك فيه مشروع المغرب الرقمي 2030.