وصف تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية القارب الخشبي المكتظ بـ 280 شخصًا والذي وصل إلى جزيرة إل هييرو في الكناري الثلاثاء الماضي هو أكثر سفينة مهاجرين ازدحامًا تصل إلى الأرخبيل الإسباني بعد اجتياز طريق المحيط الأطلنطي المحفوف بالمخاطر من غرب إفريقيا.

ووصل أكثر من 500 شخص إلى إل هييرو يوم الثلاثاء وحده، حيث استغل المهربون طقس الخريف الأكثر هدوءًا لنقل الأشخاص إلى جزر الكناري.

وأفادت خدمات الطوارئ بوصول قارب آخر يحمل 79 شخصا، بينما تم إنقاذ 127 آخرين من البحر.

وقالت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية إن إحدى سفنها رافقت القارب الأكثر اكتظاظا بالسكان، والذي كان يحمل 268 رجلا وامرأتين و10 أطفال، إلى ميناء لا ريستينجا بعد ظهر الثلاثاء.

وبحسب الصليب الأحمر، الذي ساعد الأشخاص عند وصولهم إلى الميناء، كانت السفينة تحمل أكبر عدد من الوافدين المسجل في قارب واحد. ويعتقد أنهم انطلقوا من السنغال.

وقال تكسيما سانتانا، وهو صحفي متخصص في الهجرة ومستشار سابق لحكومة جزر الكناري الإقليمية، إنه لم ير قط هذا العدد من الأشخاص يصلون على متن قارب صغير واحد، أو كايوكو.

وكتب على موقع إكس، المعروف سابقًا باسم تويتر: "طوال الوقت الذي كنت أتبع فيه هذا الطريق عن قرب، لم يسبق لي أن رأيت قاربًا صغيرًا على متنه هذا العدد الكبير من الأشخاص". "لقد كانوا محظوظين للغاية للوصول إلى الأرض. وعندما يرون المدى الذي وصلوا إليه على الخريطة، فلن يصدقوا ذلك".

وفي الفترة من 1 يناير إلى 30 سبتمبر، وصل 14976 شخصًا إلى جزر الكناري، بزيادة قدرها 19.8% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية.

وكان طريق الهجرة إلى جزر الكناري، والذي يتكرر فيه حطام السفن، مزدحما بشكل خاص في السنوات الأخيرة بسبب تشديد الضوابط في البحر الأبيض المتوسط.

ومنذ بداية هذا العام، توفي أو اختفى 140 شخصًا أثناء العبور، وفقًا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة منذ أوائل سبتمبر.

وفي عام 2006 - عام ما يسمى "أزمة كايوكو" - وصل 36 ألف شخص إلى الأرخبيل الإسباني في قوارب صيد صغيرة وخطرة.

وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، بين يناير وديسمبر 2022، وصل 15682 شخصًا إلى جزر الكناري بالقوارب من غرب إفريقيا، بانخفاض قدره 30%، أو 6634 شخصًا مقارنة بالعام السابق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إلى جزر الکناری

إقرأ أيضاً:

في غرفة العناية المركّزة

تدخل إلى المستشفى، تذهب إلى جناح العناية المركزة، تشاهد جثثًا نائمة، لا تقوى على الحراك، محاطة بالأسلاك، والأنابيب، والأجهزة الطبية، تشاهد أولئك الراقدين، الذين استسلموا لمرضهم، ولطبيبهم، وتشاهد ملامح القلق، وأحيانًا اليأس على وجوه ذويهم، أُمٌّ تبكي حين ترى ابنها ممددًا على سرير، وأبٌ يحاول التماسك، وأخت تحاول كتم دموعها، وزوجة تمسك بالمصحف تدعو لزوجها، وزوج يسعى من أجل بصيص من الأمل لزوجته، تراهم جميعًا واجمين، ينتظرون اللحظة التالية، بينما يقوم الأطباء والممرضون بعملهم «المعتاد»، مشهد يشعرك بضعفك، بإنسانيتك، بحزنك، وانكسارك.

ليس هناك أسوأ من الانتظار أمام سرير مريض، لا تعرف مصيره التالي، مؤلمة تلك اللحظات الفارقة بين الأمل واليأس، بين الموت والحياة، الجميع سواسية فـي ذلك المكان، يحاولون التماسك، والتمسك بحبل التفاؤل، وسط أمواج عاتية من القلق، يطلبون من الطبيب أن يطمئنهم على حال مريضهم، ولكنه لا يملك أحيانًا غير مصارحتهم بالحقيقة المؤلمة: «ليس هناك من أمل إلا بالله».. لا يجد المرء فـي تلك اللحظة إلا اللجوء إلى الخالق، يشعر بضعفه أمام جبروت الموت، ويمنّي نفسه أن تُستجاب دعواته، ولكن تمضي الأمور ـ أحيانًا ـ على غير إرادته، لا يكف ذوو المرضى عن الدعاء، حتى الرمق الأخير، إنه سلاح العاجز أمام قدرة الله.

أحيانًا تأتي لحظة الفرج، يُشفى المريض بعد أيام، أو أشهر من الغيبوبة، يفتح عينيه، ويرى العالم كأنما يراه لأول مرة، تدب فـي أوصاله الحياة، وسط «صدمة» أهله، الذين فقد بعضهم الأمل فـي شفائه، وتبدأ احتفالات محبيه بنجاته، يفرحون به كيوم ولادته، تلك اللحظة التي يخرج فـيها من كماشة الموت، إلى مسار الحياة، لحظة زمنية فارقة فـي الذاكرة، لم تكن التجربة سهلة، بذل الأطباء قُصارى جهدهم كي يُنقذوا حياة إنسان لا حيلة له إلا بالله، نجحوا، وذلك مبلغ غايتهم، تحمّلوا صراخ ذوي المريض، وتفهموا انفعالاته، وقدّروا ظرفه الإنساني، ولم ينتظروا الشكر من أحد، فشفاء المريض هو مكافأتهم التي سعوا لأجلها.

فـي جناح العناية المركزة يرقد طفل صغير، أو فتاة يافعة، أو رجل فتيّ، أو شيخ عجوز، يرقدون جنبًا إلى جنب مستسلمين لأقدارهم، لا أدري ما الذي يدور فـي أدمغتهم فـي ذلك الحين، هل ينقطعون عن العالم؟.. هل ينتهي تفكيرهم؟.. أي عالم خفـيّ يعيشونه؟.. هل بإمكانهم التخيل؟.. هل يشعرون بألم أهليهم؟.. هل يمر عليهم شريط حياتهم؟.. (حبيباتهم.. لحظات طيشهم.. خيباتهم.. انتصاراتهم.. حكاياتهم.. من ظلمهم.. ومن ظلموه؟..).. لا يملك الإجابة سواهم، وقد لا يملكون الإجابة بعد شفائهم، فذاكرتهم المشوشة لا تتسع لكل تلك الأسئلة، يخرجون ـ إن كتب الله لهم النجاة ـ إلى حياتهم العادية، قد يتذكرون فـي وقت ما، كيف عادوا من فم الموت، فـيتّعظون، وقد يمضون دون أن يلتفتوا لتلك اللحظات العصيبة.

فـي المستشفى، وحيث العناية المركزة، يتساوى الأحياء بالأموات، الجميع فـي سبات عميق، لا يلوون على شيء، يقضون أيامهم قابضين على جمرة الأمل، يحاولون الفرار من قَدَر إلى قَدَر..

شفى الله كل مريض يعاني، وأعان أهله، ومُحبيه على لحظات الانتظار المرير، وكفانا الله وإياكم شرور «أمراض الفجأة» التي كثرت هذه الأيام، ورحم الله موتى المسلمين جميعًا.

مقالات مشابهة

  • أكبر عملية طرد: الجزائر ترحّل إلى النيجر 1800 مهاجر إفريقي غير شرعي في يوم واحد
  • رايتس ووتش: واشنطن رحّلت قسرا 299 مهاجرا إلى بنما
  • السلطات الليبية تعتقل 262 مهاجراً بينهم سودانيين قبل إبحارهم نحو أوروبا .. تحرير 34 وافداً من قبضة عصابة تمتهن الاتجار بالبشر
  • "ذئب بشري" يتحرش بـ "ملاك صغير" في التجمع.. وتطورات جديدة ضده
  • سلطان بن خليفة: في «عام المجتمع» نمدّ جسور الأمل لكل طفل يقاوم الألم بحلم صغير
  • «البحث الجنائي» يحرر 34 مهاجراً بمخزن في سلوق
  • في غرفة العناية المركّزة
  • بدون رأس.. العثور على جثة صغير داخل مجموعة رى في الدقهلية
  • حارس “الكناري” مرباح يعود للتدريبات الجماعية بعد 217 يوما
  • محافظ القليوبية يستجيب لاستغاثة سيدة ويوفر لها دعمًا لبدء مشروع صغير