بوابة الوفد:
2025-01-23@01:24:08 GMT

تعظيم سلام لجيش بلادى

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

فى الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، نستلهم العبر والدروس الكثيرة المستفادة، نصر أكتوبر العظيم، ليس بالأمر السهل أو البسيط، وإنما هو كان معركة لاستعادة الكرامة المصرية والعربية، التى أعادت لكل العرب عزتهم وأمجادهم التى تم إهدارها خلال حرب 1967.. والدروس والعبر كثيرة، لا تعد ولا تحصى، والكثيرون أفاضوا فى هذا الشأن.

. لكن يبقى أن عبقرية الجيش المصرى تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أنه مركز الثقل الوحيد فى المنطقة العربية والإقليمية، فجنود مصر هم خير أجناد الأرض، لأن مصر فى رباط إلى يوم الدين.. ولقد سطرت العسكرية المصرية أروع وأعظم ملاحم القتال من أجل استرجاع سيناء الحبيبة.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فمصر الآن تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب ومعاقل وأوكار التطرف، ومن يؤيدها بالدعم، وقد نجح الجيش المصرى فى تحرير سيناء للمرة الثانية، فالأولى كانت من الصهاينة، والثانية من الإرهابيين الأوباش الذين جلبتهم جماعة الإخوان الإرهابية من كل أنحاء الدنيا.. وإذا تحدثنا عن معركة الكرامة فى 6 أكتوبر التى خاضها البطل الملهم فى الحرب والسلام الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، فيجب أن نتحدث عن المعركة الكبرى التى خاضتها مصر ولا تزال حالياً ضد الإرهاب وأشياعه ومؤيديه، والداعمين له، ويكفى مصر فخراً أن جنودنا البواسل هم من حاربوا الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وكان وسيظل النصر حليفهم، أبى من أبى، وقبل من قبل.. فالإرادة المصرية الصلبة القوية تتحطم على صخرتها كل مكائد الغزاة والخونة والمتآمرين.

فى تاريخ مصر الحديث هناك محطتان رئيسيتان لا يمكن إغفالهما أبداً، الأولى كانت فى حرب أكتوبر عام 1973، والثانية فى 30 يونيو عام 2013. ما حدث فى أكتوبر يعد معجزة عسكرية بكل ما تعنى هذه المفردة من معانٍ ومفاهيم، وكان الفخر والتعالى من جانب الاحتلال الصهيونى بأن جيشهم لا يقهر أبداً، ولكن استطاعت القوات المصرية تنفيذ العبور العظيم وتحطيم مقولة الجيش الذى لا يقهر لتصبح تلك الذكرى محل دراسات وأبحاث للعسكرية فى العالم حتى الآن. ولذلك فإن هذا النصر العظيم بكل أبعاده المختلفة لا بد أن تعلمه الأجيال الحالية وتدركه، وهذا يقتضى بالضرورة الكثير من التوثيق فى ظل هذه الاحتفالات بمناسبة اليوبيل الذهبى لهذا النصر العظيم، والهدف هو توصيل المعلومة الصحيحة لمواجهة أشرس وأخطر أنواع الحروب، خاصة حربى الجيلين الرابع والخامس، وما تقوم به السوشيال ميديا التى تسعى إلى إسقاط أنظمة ومؤسسات دون طلقة واحدة. وعندما نخوض أى حرب لا بد أن نعرف سلاح العدو ونكون على نفس الخبرة والمهارة لمواجهة الفتن والمؤامرات والشائعات..هذه فرصة ذهبية لأن تعلم الأجيال الحالية سر احتفال البلاد باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم. وذلك فى مواجهة كل الخونة والعملاء الذين يرتكبون الكثير من الحماقات وخلافها لإحداث الفوضى والاضطراب.

 ويخطئ من يظن يوماً أن المصريين سيتخلون عن مشروعهم الوطنى فى الدولة الوطنية الحديثة. فهذا الشعب العظيم الذى قام بتحقيق أكبر نصر فى التاريخ يوم 6 أكتوبر عام 1973، لا يمكن أبداً أن يتخلى عن نصرة الدولة الوطنية الحديثة، ومهما تعرض الشعب للمحن، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يضعف أو يستكين، بل على العكس تماماً يزداد عزيمة وإصراراً على المضى نحو التقدم والبناء.

تحية لكل الشهداء والمصابين فى حرب العزة والكرامة الذين رفعوا هامات المصريين والعرب على حد سواء... تحية لجيش بلادى حامى حمى الأمن القومى المصرى والعربى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السوشيال ميديا حرب أكتوبر المجيدة نصر أكتوبر العظيم

إقرأ أيضاً:

تصدِّي الجنود المصريين لجيش بريطانيا في معركة الإسماعيلية ملحمة خالدة

فى الخامس والعشرين من شهر يناير، يحتفل الشعب المصرى بعيد الشرطة كل عام فى ذكرى معركة الإسماعيلية المجيدة التى تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعاً عن تراب الوطن، وكانت ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود.

«الوطن» تُعيد سرد أحداث ملحمة الشرطة فى 25 يناير عام 1952، حيث سطرت الشرطة المصرية واحدة من ملاحمها الخالدة فى التاريخ المصرى، وهى معركة الإسماعيلية المجيدة، عندما تصدت قوات الشرطة المصرية بعددها وعتادها المتواضع لجيش بريطانيا العظمى، أكبر دولة فى العالم.

معركة الإسماعيلية مهدت الطريق أمام ثورة يوليو 1952 وأنهت الحكم الملكى فى مصر، ومن ثم فإن توثيق معركة الشرطة ضد الاحتلال فى الإسماعيلية حق أصيل للأجيال لترسيخ التضحيات والانتماء والولاء للوطن، وإلقاء الضوء على تضحيات القوات المسلحة والشرطة، وذلك من خلال تضمينها فى المناهج التعليمية للنشء ضمن خطة دعم الأمن الفكرى للأجيال الجديدة لمعرفة ما حدث فى ذلك اليوم التاريخى، ونستعرضه فى المشاهد التالية:

إلغاء معاهدة 1936

قررت حكومة الوفد الاستجابة لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936‏، ‏وأعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس، فى مجلس النواب، يوم 8 أكتوبر 1951، إلغاء المعاهدة التى فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا، وتصاعدت الأمور بعد أن قرر 91 ألف عامل مصرى مغادرة معسكرات البريطانيين للمساهمة فى حركة الكفاح الوطنى، والتجار يمتنعون عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية.

تتوتر الأجواء بين الشعب المصرى وقوات الاحتلال الإنجليزى، وتصل الأعمال الفدائية ضد قوات بريطانيا العظمى ذروتها، وتكبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة، وسط اشتداد أعمال التخريب والأنشطة الفدائية وتصاعد وتيرتها ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القناة من خلال الفدائيين، وتكبدت قوات الاحتلال البريطانى خسائر لا تقدر بثمن، فى نفس الوقت ينسحب العمال المصريون من العمل فى معسكرات الإنجليز، ما أدى إلى وضع القوات البريطانية بمنطقة القناة فى حرج شديد، وأزعجت تلك الأفعال حكومة لندن، فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، غير أن الشباب لم يهتموا بهذه التهديدات ومضوا فى خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربى البريطانى، واستطاعوا، بما لديهم من أسلحة متواضعة، أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة.

إنذار للشرطة المصرية

يستدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة، «البريجادير إكسهام»، ضابط الاتصال المصرى، وسلّمه إنذاراً لتُسلِّم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، وجاء هذا الإنذار بعد أن أدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏، لذا خطط الاحتلال لتفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الانفراد بالمدنيين وتجريدهم من أى غطاء أمنى‏.

استمروا فى المقاومة

يجلس وزير الداخلية فؤاد سراج الدين فى مكتبه، يتلقى اتصالاً من قائد قوات الشرطة فى الإسماعيلية، اللواء أحمد رائف، كان نصها:

- ألو.. حوّلنى على فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية.

- مين يا أفندم؟ أنا اللواء أحمد رائف، قائد بلوكات النظام فى الإسماعيلية.

- حاضر يا أفندم..

- معالى الوزير صباح الخير يا أفندم..

- صباح النور.. يا أفندم قوات الاحتلال البريطانى وجّهت لنا إنذاراً برحيل قوات البوليس عن مدينة الإسماعيلية، وإحنا يا أفندم رافضين وقررنا المقاومة ومنتظرين تعليمات سعادتك..

- حتقدروا يا أحمد؟..

- يا أفندم مش هانسيب الإسماعيلية حتى لو ضحينا بآخر نفس فينا..

- ربنا معاكم.. استمروا فى المقاومة.

حصار مبنى المحافظة

اشتد غضب القائد البريطانى فى القناة، بعد رفض رحيل قوات البوليس، ويأمر قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية، تتحرك القوات، ويحاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية، والثكنات التى كان يدافع عنها 850 جندياً فقط، ما جعلها معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصَرة.

ويقابل قائد قوات الاحتلال (إكسهام) اليوزباشى مصطفى رفعت، قائد بلوكات النظام الموجودة بمبنى محافظة الإسماعيلية، لإخلاء المبنى، وكان هذا نص المكالمة:

- إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبنى.. سأبدأ أنا بالضرب، لأن تلك أرضى، وأنت الذى يجب أن ترحل منها ليس أنا.. وإذا أردتم المبنى.. فلن تدخلوه إلا ونحن جثث.. ثم تركه ودخل مبنى المحافظة.

داخل مبنى المحافظة يتحدث اليوزباشى مصطفى رفعت إلى جنوده وزميله اليوزباشى عبدالمسيح، وقال لهم ما دار بينه وبين (إكسهام)، فما كان منهم إلا أن أيّدوا قراره بعدم إخلاء المبنى، وقرروا مواجهة قوات الاحتلال، على الرغم من عدم التكافؤ الواضح فى التسليح، حيث كانت قوات الاحتلال تحاصر المبنى بالدبابات وأسلحة متطورة شملت بنادق ورشاشات وقنابل، فيما لا يملك رجال الشرطة سوى بنادق قديمة نوعاً ما.

قامت القوات البريطانية بإطلاق قذيفة دبابة كنوع من التخويف لقوات الشرطة، أدت إلى تدمير غرفة الاتصال «السويتش»، بالمبنى، وأسفرت عن استشهاد عامل الهاتف، بدأت بعدها المعركة بقوة، التى شهدت فى بدايتها إصابة العشرات من رجال الشرطة واستشهاد آخرين.

الإصرار

يخرج اليوزباشى مصطفى رفعت، قائد قوة بلوكات النظام الموجودة داخل مبنى المحافظة، إلى ضابط الاحتلال البريطانى فى مشهد يعكس مدى جسارة وشجاعة رجل الشرطة المصرى، فتوقفت الاشتباكات ظناً من قوات الاحتلال أن رجال الشرطة سيستسلمون، ولكنهم فوجئوا بأن اليوزباشى مصطفى رفعت يطلب الإتيان بسيارات الإسعاف لعلاج المصابين وإخلائهم قبل استكمال المعركة، وفقاً لتقاليد الحرب الشريفة التى اعتاد عليها المصريون.

رفضت قوة الاحتلال واشترطت خروج الجميع أولاً والاستسلام، وهو ما رفضه اليوزباشى مصطفى رفعت، وعاد إلى جنوده لاستكمال معركة الشرف والكرامة، التى لم يغب عنها أيضاً أهالى الإسماعيلية الشرفاء، حيث كانوا يتسللون إلى مبنى المحافظة، لتوفير الغذاء والذخيرة والسلاح لقوات الشرطة، رغم حصار دبابات الاحتلال للمبنى.

اشتباكات عنيفة

تستمر الاشتباكات بشراسة، بدأت الذخيرة فى النفاد من رجال الشرطة المصرية، ولكنهم رفضوا أيضاً مجرد فكرة الاستسلام، فقرأوا جميعاً فاتحة كتاب الله والشهادتين، بمن فيهم الضابط المسيحى اليوزباشى عبدالمسيح، وقرروا القتال حتى آخر طلقة، وقرر اليوزباشى مصطفى رفعت الخروج من المبنى لقتل قائد قوات الاحتلال (إكسهام)، أملاً منه فى أن يؤدى ذلك إلى فك الحصار وإنقاذ زملائه، وبالفعل عندما خرج، توقف الضرب كالعادة، ولكنه فوجئ بضابط آخر أعلى رتبة من (إكسهام)، وبمجرد أن رأى هذا الضابط اليوزباشى مصطفى رفعت، أدى له التحية العسكرية، فما كان من اليوزباشى رفعت إلا أن يبادله التحية وفقاً للتقاليد العسكرية، وتبين بعد ذلك أن ذلك الضابط هو الجنرال (ماتيوس)، قائد قوات الاحتلال البريطانى فى منطقة القناة بالكامل.

خروج مذل

يتحدث الجنرال (ماتيوس) إلى اليوزباشى مصطفى رفعت، وقال له إنهم فعلوا ما عليهم بل أكثر، وإنهم وقفوا ودافعوا عن مبنى المحافظة ببطولة لم تحدث من قبل، وأنهم أظهروا مهارة غير عادية باستخدام البنادق التى معهم ووقوفهم أمام دبابات وأسلحة الجيش البريطانى المتعددة، ولا مفر من وقف المعركة بشرف، فوافق اليوزباشى مصطفى رفعت على ذلك، مع الموافقة على شروطه، وهى أن يتم نقل المصابين وإسعافهم بشكل فورى، وأن الجنود الذين سيخرجون من المبنى لن يرفعوا أيديهم على رؤوسهم، بل سيخرجون بشكل عسكرى يليق بهم، مع ترك أسلحتهم داخل المبنى، فوافق الجنرال (ماتيوس) على تلك الشروط، وتم خروج قوات الشرطة بشكل يليق بها وهم فى طابور منظم.

مقالات مشابهة

  • الشرطة المصرية.. تاريخ حافل من التضحية والفداء
  • ندوة حول التحديات والتهديدات الداخلية بمركز النيل للإعلام بالسويس
  • في ذكرى عيد الشرطة..أبوعتيق: يجب تعظيم دور رجال الأمن في حفظ الاستقرار
  • «الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب
  • تصدِّي الجنود المصريين لجيش بريطانيا في معركة الإسماعيلية ملحمة خالدة
  • «الإسماعيلية» معركة الكبرياء الوطني.. أظهرت نبل وتضحيات المصريين لرفع راية مصر على مر التاريخ (ملف خاص)
  • قوافل المساعدات المصرية في الطريق إلى غزة.. شاحنات التحالف الوطني تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية للمتضررين
  • في عيد الشرطة 73.. اللواء محمد نور الدين: معركة الإسماعيلية أثبتت شجاعة الشرطة المصرية.. التطور التكنولوجي ساهم في ارتفاع معدلات ضبط الجريمة| فيديو
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • كلمة مرتقبه لقائد الثورة بمناسبة النصر العظيم للشعب الفلسطيني ومجاهديه