مذكرات حرب أكتوبر..الفريق الشاذلى وخطة "المآذن العالية"
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عندما تأتي ذكرى حرب أكتوبر كل عام ونفتح مذكرات هذا اليوم المشهود الذي أذهل العالم وغير خطط الحروب لا نتوقف عن الحديث عن تفاصيل وأسرار هذه الحرب، ومن بين تلك الأسرار خطة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي تولي قيادة الأركان في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973م.
يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على العدو واقتحام قناة السويس التي سماها “المآذن العالية”، إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة .
وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن للعدو مقتلين :
- المقتل الأول هو عدم قدرته على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفراده ..
- والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.
ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك، لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة، ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين.
الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان العدو من أهم مزاياه القتالية يقول عنهما الشاذلي :
“عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة “حوالي 170 كم” سأحرم العدو من أهم ميزتين له، فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب، لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا”.
في يوم 6 أكتوبر 1973م في الساعة 1405 الثانية وخمس دقائق ظهراً شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على العدو، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة “المآذن العالية” التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه “حرب أكتوبر” :
“في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية .. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي”.
كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأول وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ذكرى حرب اكتوبر القوات المسلحة المصرية
إقرأ أيضاً:
عاجل | بعد إعلان العودة.. تفاصيل السيارات الملاكي وخطة إنتاج النصر للسيارات
أعلنت شركة النصر للسيارات عن استئناف إنتاج السيارات الملاكي، مع تحديد مايو 2025 موعدًا لإطلاق أول سيارة ملاكي من تصنيعها. ومن المقرر فتح باب الحجز على السيارة قبل ثلاثة أشهر من بدء الإنتاج.
تهدف السيارة الجديدة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية والإقليمية، حيث سيتم طرحها بمحركات تعمل بالبنزين وأخرى كهربائية، مما يوفر خيارات متنوعة للعملاء ويتماشى مع التوجهات العالمية نحو السيارات الصديقة للبيئة.
تم تجهيز مصنع السيارات بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف سيارة سنويًا، ما يعادل إنتاج 250 سيارة يوميًا أو 10 سيارات في الساعة. وتطمح الشركة لأن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات في الشرق الأوسط، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز مكانة مصر في هذا القطاع الحيوي، مع تقديم سيارات بأسعار تنافسية.
كما تسعى الشركة إلى زيادة نسبة المكونات المحلية في السيارات من 49% إلى أكثر من 60%، مما يدعم الصناعات المغذية المحلية ويوفر مزيدًا من فرص العمل. وتهدف النصر أيضًا إلى تصدير منتجاتها للأسواق الإقليمية، ما يعزز الدخل القومي ويعزز قطاع الصناعات الثقيلة في مصر.
بلغت الاستثمارات الأولية للمشروع نحو 40 مليون دولار أمريكي، مع خطط لزيادتها مستقبلًا لتوسيع نطاق العمليات. ومن المتوقع الإعلان عن شراكة أجنبية في منتصف عام 2025، بالتزامن مع إطلاق أول ثلاثة طرازات مجمعة محليًا، أحدها كهربائي والآخران يعملان بالبنزين.
تشمل خطط الشركة المستقبلية تصنيع أتوبيسات “يوتونج” (Yutong) وعربات النقل الخفيف والثقيل، بالإضافة إلى التعاون مع شركات محلية في مجال تصنيع المكونات المغذية لتعزيز المشروع.
تجدر الإشارة إلى أن شركة النصر للسيارات، التي تأسست عام 1959، كانت أول شركة مصرية متخصصة في صناعة السيارات، ولعبت دورًا رئيسيًا في دعم الصناعة الوطنية. وبعد التراجع عن قرار تصفيتها عام 2017، أُعيد تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها لتواكب أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية في قطاع الصناعة.