عندما تأتي ذكرى حرب أكتوبر كل عام ونفتح مذكرات هذا اليوم المشهود الذي أذهل العالم وغير خطط الحروب لا نتوقف عن الحديث عن تفاصيل وأسرار هذه الحرب، ومن بين تلك الأسرار خطة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي تولي قيادة الأركان في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973م. 

يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على العدو واقتحام قناة السويس التي سماها “المآذن العالية”، إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة .

. ولكن من قال إننا نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة .. ففي استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة”.

وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن للعدو مقتلين :
- المقتل الأول هو عدم قدرته على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفراده .. 
- والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.

ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك، لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة، ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين. 

الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان العدو من أهم مزاياه القتالية يقول عنهما الشاذلي :
“عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة “حوالي 170 كم” سأحرم العدو من أهم ميزتين له، فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب، لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا”. 

في يوم 6 أكتوبر 1973م في الساعة 1405 الثانية وخمس دقائق ظهراً شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على العدو، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة “المآذن العالية” التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه “حرب أكتوبر” :
“في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية .. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي”. 

كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأول وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ذكرى حرب اكتوبر القوات المسلحة المصرية

إقرأ أيضاً:

مذكرات تبليغ وقرارات إمهال لأردنيين

#سواليف

صدرت، اليوم الاثنين، #مذكرات_تبليغ مواعيد #جلسات #المحاكمة لمشتكى عليهم ولمتهمين ولأظناء و #قرارات_امهال.

وطلبت المذكرات مراجعة #المحاكم في المواعيد المبينة.

مقالات ذات صلة شواغر ومدعوون للتعيين 2024/12/23

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: صور وفيديوهات الجنود التي توثق الانتهاكات بغزة تهدد باعتقالهم
  • القناة الناقلة لمباراة بيراميدز وفاركو في الدوري المصري الممتاز
  • الرئاسي يشيد باليقظة العالية لقوات الجيش بمواجهة الحوثيين بجبهات القتال
  • محمد صلاح في موسم استثنائي ..الارقام القياسية التي كسرها الملك المصري في موسم 2024 / 2025
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • الجيش أزال صاروخا من مخلفات العدو في بلدة برج رحال
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ 776 ألفا و90 جنديًا
  • إعلام العدو: فشل استخباراتي وعسكري يؤدي إلى مقتل أسير لدى المقاومة بغزة
  • مذكرات تبليغ وقرارات إمهال لأردنيين