فى الذكرى الـ50 لنصر أكتوبر المجيد نتقدم بتحية إجلال وتقدير لجنود مصر الأوفياء الذين سطروا ملحمة كبرى فى أنصع صفحات التاريخ، لقد غيرت حرب أكتوبر مجرى التاريخ، بعدما اقتحم الجيش المصرى قناة السويس واجتاح خط بارليف، فغير الجندى المصرى مقاييس العسكرية فى العالم، ودخلت مصر التاريخ من أوسع أبوابه.
ففى السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان 1973 حطَّم الجيش المصرى أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، دمر خط بارليف المنيع واسترد أرض الفيروز، وسطر على أرضها قصة أعظم الحروب فى العصر الحديث التى سجلها التاريخ بحروف من نور فى أبدع صفحاته، ودرستها الكليات العسكرية فى أنحاء العالم.
حرب أكتوبر لم تكن حرب أسلحة كما يظن البعض، بل كانت حرب عقيدة، فمن ملك العقيدة وآمن بها تحقق له النصر، وهذا ما تسلح به جيشنا المصرى، لقد هزمت هذه الحرب الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية القومية فى العالم، ودفعت الخبراء والمتخصصين شرقاً وغرباً إلى إعادة حساباتهم على الأسس التى رسختها حرب أكتوبر، سواء فيما يتعلق بفن القتال واستخدام السلاح، أو فيما يختص بتكنولوجيا التسليح وتصميم الأسلحة والمعدات. وعلى المستوى الاستراتيجى، استطاعت حرب أكتوبر 1973 أن تحطم نظرية الأمن الإسرائيلى وأن تهدر نظرية الحرب الوقائية، وعلى المستوى التعبوى التكتيكى، تغلبت قواتنا المسلحة على أعقد مانع مائى، ودمرت أقوى الدفاعات والتحصينات، ودارت معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع لم يسبق حدوثه فى المنطقة.. وأيضاً حققت المفاجأة ونجحت فى خداع كل أجهزة المخابرات، لذلك حفرت هذه الحرب مكانة بارزة فى ذاكرة التاريخ العسكرى.
نصر أكتوبر يعد أعظم انتصار للجيش المصرى الذى وثق فيه شعبه ودعمه مادياً ومعنوياً حتى يتحقق النصر، فلا شك فى أن أى شعب يحلم بوطن حر لا يسيطر عليه الأعداء. لذا رفض المصريون بقاء العدو الصهيونى على أراضيهم، وعملوا على تحرير بلادهم فى السادس من أكتوبر، خططوا وقرروا الهجوم فى نهار رمضان حيث الحر والجوع، تزودوا بالعزيمة والإصرار، فجعلتهم يتجاهلون أى شعورٍ بالخوف أو التعب، وبفضل خطة ثعلب السياسة وبطل الحرب والسلام محمد أنور السادات، عليه رحمة الله، وهو من حدد موعد الهجوم فى الساعة الثانية ظهراً، خاضت قواتنا المسلحة الباسلة معركة الشرف بكل جسارة لتقهر المستحيل، وترفرف أعلام مصر على الضفة الشرقية للقناة، لترتفع هامة كل من يسكن الأرض العربية، بعد أن تساقطت تحت أقدامهم أحجار خط بارليف كأنه عقد انفرطت حباته.
ولا يسعنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى العطرة إلا أن ننحنى إجلالاً وإكباراً لشهدائنا من رجال القوات المسلحة الذين حملوا على عاتقهم تحرير تراب الوطن، قاتلوا فى سبيل الله، ونالوا الشهادة، ورفعوا رؤوسنا أمام العالم كله بعد أن أسقطنا العدو واستعدنا الأرض ورفعنا العلم المصرى فوق أرض الفيروز، المجد للشهداء وعاشت مصر حرة مستقلة مستقرة بسواعد أبنائها..
حفظ الله مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حفظ الله مصر حرب اكتوبر الجيش المصرى قناة السويس حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
الانسحابات تزلزل الجيش الإسرائيلي.. 500 ضابط رحلوا خلال شهور بسبب الحرب
ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، أن نحو 500 ضابط برتبة رائد تركوا الجيش بملء إرادتهم خلال النصف الأخير من العام الجاري، في ظل استمرار الحرب بدون أفق لإنهائها في الوقت القريب.
وأوضحت أن قيادة الجيش تفاجأت من حجم ظاهرة الانسحاب وتقديرات بأنها ستتسع بعد وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن أعداد الضباط المنسحبين من الجيش تعد مزعزعة في ظل التحديات الأمنية المتفاقمة بإسرائيل، مبينة أن أسباب كثيرة وراء انسحاب الضباط منها الضغط بسبب استمرار الحرب إضافة إلى مشكلات اقتصادية
اتهامات الإبادة الجماعية تلاحق إسرائيلفي سياق آخر، وجهت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان إدانات إلى مسؤولين إسرائيليين كبار حرضوا بشكل مباشر وعلني على الإبادة الجماعية للفلسطينيين بغزة عبر الدعوة لقطع المياه والوقود والمساعدات، مبينا أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة بحرمانها عمدا المدنيين الفلسطينيين من مياه الشرب والصرف الصحي ما أدى إلى وفاة الآلاف
وأشارت المنظمة إلى أن حكومات عديدة قوضت جهود مساءلة الحكومة الإسرائيلية واستمرت بتزويدها بالأسلحة رغم الإبادة الجماعية وعليها أن تضع حدا لهذا التواطؤ.
يأتي هذا فيما ترفع أكثر من 10 دول مع جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تتهمها بتنفيذ الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
استمرار الحرب ضد غزةويمر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 435 يوما وسط ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين إلى أكثر من 150 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والسيدات، وسط محاولات إقليمية ودولية مستمرة لوقف الحرب، فيما تترد مؤخرا أنباء عن صفقة قريبة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال لوقف جزئي للحرب.