بوابة الوفد:
2024-12-16@22:15:44 GMT

كثيرة العشاق (44)

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

تزخر شوارع القاهرة بالكثير من الحكايات التى كانت بطلتها الإمبراطورة «أوجينى», تقف فى مقدمتها بالطبع شوارع المنطقة الواقع بها «قصر الجزيرة» الذى أصبح الآن أحد الفنادق الشهيرة فى منطقة الزمالك، هذا القصر أنشأه الخديو إسماعيل فى عام 1869م، بعد أن اجتمع مع عدد من مهندسى وخبراء المعمار وإنشاء المدن بعدة دول أوروبية، لتحقيق حلمه بتشييد صرح عملاق فى أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وعلى شاطىء النيل، ليتباهى به أمام ضيوفه القادمين لحفل افتتاح القناة.

وكانت الإمبراطورة «أوجينى» قد أخذت بجمالها وفتنتها، موقعها الخاص فى قلب الخديو، فرغب أن يكون القصر على نفس طراز قصر «توليرى بالاس» بفرنسا مضيفا إليه طابعا أندلسيا ربما احتفاء خاصا بأوجينى المولودة فى أسبانيا, وقد وضع تصميمه المهندس الألمانى جوليوس فرانز، بينما قام بأعمال الديكور  مواطنه المهندس كارل فون ديتش، والذى استخدم فيه أفخم الديكورات والإكسسوارات التى جاءت خصيصا من كثير من العواصم الأوربية، وقد تكلف القصر 750 ألف جنيه، وهو رقم خرافى، بمقاييس ذلك الزمان.

وأمر اسماعيل بأن تزرع حديقة القصر بزهور الكرز، بعد أن أبلغته أوجينى باشتياقها لعطر هذه الزهور، وأثناء زيارتها للأهرامات قام الخديو بإنشاء وتعبيد شارع الهرم خصيصا لتسير فيه الامبراطورة الفاتنة، كما أمر بإنشاء حديقة الجبلاية، والتى تبلغ درجة عالية من الجمال والأناقة، لتتمتع الإمبراطورة بها.

ولم يكتف اسماعيل بذلك، ففى وداعه لأوجينى قام بإهدائها غرفة نوم من الذهب الخالص كهدية تحدثت عنها فرنسا كلها وقتها.

وبعد انتهاء حفل قناة السويس، أمر إسماعيل مارييت مدير هيئة الآثار، بإعداد خيمة كبيرة للطعام، فى معبد الكرنك بالأقصر للإمبراطورة أوجينى، ثم تم تغيير الرحلة، بأوامر من الخديو، لتزور الامبراطورة مدينة إسنا، وقرية دندرة ومعبد الآلهة حتحور وهى الزيارة التى حوتها الكثير من الصور والرسومات. وكل اللوحات التى رسمت لاحتفال قناة السويس، كانت أوجينى تتصدرها، وكأن الحفل أقيم لها خصيصًا.

وفى عام 1905، زارت امرأة عجوز مصر، وظهرت فى أحد فنادق بورسعيد، ثم طلبت السفر إلى القاهرة، حتى تشاهد قصر الجزيرة وحديقة الجبلاية، وأثناء تجولها بين تلك الأماكن، بدأت فى البكاء، متذكرة الماضى المبهج ورائحة القصور والحدائق التى بُنيت من أجلها. كانت هذه العجوز هى الإمبراطورة أوجينى. 

وفى مذكرات «جاويدان هانم» أنه أثناء حكم الخديو عباس حلمى الثانى، كانت تزور مصر سنويا امرأة متشحة بالسواد، وتبدأ مقامها فى القاهرة بزياره أرامل الخديو إسماعيل، هذه المرأة العجوز كانت هى أوجينى إمبراطورة فرنسا السابقة.

وفى عام 1920، كانت أوجينى قد بلغت الرابعة والتسعين من عمرها، ولم يعد أحد يتذكرها، فسافرت إلى موطنها إسبانيا لتموت هناك منسية وحيدة تاركة خلفها الكثير من الحكايات والأساطير.

وتقول الاميرة «فاطمة» عن صفحات النهاية: تمر السنون ويترك الخديو الحكم و يقضى بقية حياته بعيدا عن بلده وتسقط الامبراطورية فى فرنسا, الا أن «اوجينيى» تظل على ذكراها القديمة وتزور مصر مرارا بعد وفاة الخديوى.

وفى إحدى الزيارات تطلب السفر من بورسعيد لزيارة القاهرة, ويشاهدها المصريون وهى تمشى حول قصر الجزيرة وحديقة الجبلاية على الرغم من كبر سنها.

كانت تبكى وهى تسير على رجليها المتثاقلتين وكأنها كانت تتذكر ان كل هذا الجمال كان من أجلها حين أحبها خديو مصر وعشق جمالها.

وأنشد لها حافظ إبراهيم حين رأى شيبة شعرها:

ولقد زانك المشيبُ بتاجٍ … لا يُدانيهِ فى الجلال مُدان

وكانت آخر زيارة لها فى مصر وبعدها ماتت وحيدة وفقيرة فى بلاد غريبة تماما كما مات من أحبها وبنى من أجلها أجمل وأغرب حديقة فى العالم.

وتظل الحديقة واقفة تحاول جاهدة التماسك لتتذكر انها كانت اجمل حديقة لعشاق مصر دون أن يعرف أحد قصتها.

حفظ الله مصر وأهلها.

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى منطقة الزمالك

إقرأ أيضاً:

البرلمان الألماني يسحب الثقة من أولاف شولتس والأخير يتحرك لحل المجلس

سحب البرلمان الألماني، اليوم (الاثنين)، الثقة من المستشار أولاف شولتس، مما يمهّد الطريق أمام إجراء انتخابات جديدة «مبكرة» في 23 فبراير المقبل، بهدف إخراج ألمانيا من الأزمة السياسية الناجمة عن انهيار ائتلاف شولتس.

 

وأعلنت رئيسة البرلمان بيربل باس، المنتمية إلى حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي، أن 207 نواب صوَّتوا لصالح شولتس، فيما صوت 394 نائباً ضده، وامتنع 116 نائباً عن التصويت، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

 

وبهذا لم يتمكن المستشار، كما كان متوقعاً، من تحقيق الأغلبية اللازمة المتمثلة في الحصول على تأييد 367 نائباً على الأقل.

 

القصر الرئاسي

وتوجه شولتس، بعد قرار سحب الثقة، إلى القصر الرئاسي حيث اقترح على الرئيس فرانك فالتر شتاينماير حل البرلمان.

 

وسيكون أمام الرئيس مهلة 21 يوماً لاتخاذ قرار بشأن الموافقة على اقتراح شولتس، وتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة خلال 60 يوماً.

 

وتعد موافقة الرئيس الألماني على اقتراح المستشار في حكم المؤكد، نظراً لوجود توافق واسع داخل البرلمان حول تبكير موعد الانتخابات البرلمانية، والتي كان مقرراً أن تجرى بالأساس في 28 سبتمبر  2025.

 

 

مقالات مشابهة

  • البرلمان الألماني يسحب الثقة من أولاف شولتس والأخير يتحرك لحل المجلس
  • الأربعاء.. أكابيلا للأطفال احتفاء بالكريسماس على المسرح الصغير
  • كاتب صحفي: مصر بذلت جهودا كثيرة لتنمية الصعيد ومنها «حياة كريمة»
  • أحمد حسن ناعيا نبيل الحلفاوي: علمني حاجات كثيرة جدا
  • أبرز تفاصيل الدورة الـ٦ لمهرجان القاهرة للفيلم القصير
  • أمير هشام: ما حدث في لقاء باتشوكا "تهريج".. وهناك أخطاء كثيرة
  • هل مُنعت القاضيات "غير المحجبات" من دخول القصر العدلي في حمص؟
  • القبض على خادمة قصر باكنغهام الملكي البريطاني.. ماذا فعلت؟
  • حفلة موظفي قصر باكنغهام تتحول إلى فوضى.. والشرطة تعتقل خادمة
  • "قصر فاخر في دمشق".. رمز سقوط بشار الأسد بعد 24 عامًا في الحكم