أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية، موضحا أن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا وإنما تحاول إنهاؤها.

وقال بوتين -في كلمة أمام المنتدى الدولي "فالداي" في منتجع سوتشي، التي نقلتها قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، اليوم /الخميس/- "كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية، فنحن لم نبدأ الحرب في أوكرانيا، وإنما نحاول إنهاء الحرب التي شنت ضدنا.

كان هناك حرب حقيقية لعشر سنوات في دونباس بالدبابات، والعملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا جاءت لإنهاء هذه الحرب".

وأضاف بوتين عندما انعقد المنتدى للمرة الأولى منذ عشرين عاما كانت موسكو تتجاوز مرحلة صعبة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، لافتا إلى أن المشكلات البشرية تحتاج إلى قرارات وحلول جماعية لمواجهة التحديات.

وتابع الرئيس الروسي أن "الولايات المتحدة اتخذت نهج الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية وحتى الأخلاقية، إلا أن العالم أكثر تعقيدًا على أن يُدار من طرف واحد.. .الغرب بحاجة للوقود والخامات ليدعم تطوره، ولم يتوقف الغرب عند هذا الحد، لكنه تجاهل كل اقتراحاتنا وعرضنا على شركائنا وحلفائنا، وعندما عرضنا عليهم الانضمام إلى الناتو قالوا لنا: لا حاجة للناتو لمثل دولتكم".

ونوه إلى أنه "لا توجد أية مطامع في المزيد من الأراضي، فنحن أكبر دولة في العالم ولدينا مساحات كبيرة يجب استغلالها في بلادنا. والأساس الذي نحاول ترسيخه هي المبادئ التي يجب أن يُبنَى عليها العالم الجديد، حيث يشعر الجميع بالمساواة والأمن والاحترام، فالتوازن العالمي هو الأساس، وألا تكون هناك إملاءات من أجل مصلحة القوى المهيمنة".

وأشار إلى أن "الغرب يحاول توسيع الناتو حتى إلى جنوب آسيا، متبعًا نهج حرمان حقوق وحرية الدول في تطورها المستقل، وإدخالها إلى قفص الالتزامات.. .ويحاول إملاء القرارات في جميع المجالات بما في ذلك في المجال الأمني والاقتصادي، واستبدال القانون الدولي بقواعد يضعها بنفسه. لكن الشعوب تدرك مصالحها ويجب الخروج من الحلقة المفرغة للسيطرة على الفكر الإنساني".

ولفت إلى أن الحضارة في مفهومنا متنوعة ومختلفة للغاية، فكل حضارة ترغب في البحث عن طريقها المستقل المبني على التجربة التاريخية وعلى الجغرافيا، مشيرا إلى أن روسيا تكونت على مدار قرون كدولة كبيرة، ولا يمكن تفرقة الحضارة الروسية على اختلاف أطيافها برغم اتساعها وتنوعها.

وأوضح أن البشرية يجب أن تستند إلى ما يجمع لا إلى ما يفرق، فكلنا نختلف في الثقافة والهوية والقيم والعادات، إلا أن احترامنا لأنفسنا هو ما يحدد احترامنا لغيرنا، فالحضارة ليست إملاء على أحد، كما أنها لا تُملى من الخارج، فأهم ما في الأمر هو الاستقرار الداخلي والتآلف، مضيفا أن في حقبة التغيير من المهم معرفة ماذا نريد، وإلى أين نتجه، فلا نريد إلا أن نعيش في عالم مفتوح بلا قيود أو حواجز.

وحذر بوتين أن "الغرب لا يعي مفهوم التوافق لأنه يحقق مصالحه بأي ثمن، ونتوقع تغيرات مع المواعيد الانتخابية القادمة"، مؤكدا أن مفهوم الهيمنة سينتهي، ولا بد أن يعي الجميع ذلك، فسوف ينتصر الفكر الراجح ونظام العالم متعدد الأقطاب.

وكشف بوتين أن هناك ركودًا في معظم الدول الأوروبية لا سيما في الدول الصناعية، لا سيما في مجال المنتجات الكيميائية والتعدين، مرجعا ذلك إلى ارتفاع تكلفة الوقود، بينما ينتقل الصناعيون من أوروبا إلى الولايات المتحدة.

ونوه إلى أنه وفقا للإحصائيات الأوروبية فإن مستوى المعيشة ينخفض، وقد انخفض بالفعل بنسبة 1.5%، مردفا "أوروبا تستطيع مساعدة أوكرانيا، لكن على حساب معيشة مواطنيها. وروسيا تنجح ولديها أسس استندت إليها للتأكيد على أنها ستنجح ووفقا للنتائج الاقتصادية سيكون ثمة عجز بنسبة لا تزيد عن 1%".

وفي ختام كلمته، أكد الرئيس الروسي أن بلاده بدأت إعادة بناء هيكلي لاقتصادها، وبعد عام 2014 بدأت في خفض شراء منتجات زراعية من الغرب، وصارت تغطي سوقها بالكامل، وذات الأمر ينطبق على القطاع الصناعي، موضحًا أن واردات النفط والغاز في المصافي زادت بـ 43%، مطمئنًا أن الوضع مستقر وقد تجاوزت موسكو كل المشكلات الناجمة عن العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بوتين أوكرانيا الحرب الحرب الروسية الأوكرانية إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تحقق في قيام روسيا بإعدام أسرى حرب

أعلن المدعون الأوكرانيون، السبت، أنهم يحققون في احتمال قيام القوات الروسية بإعدام 4 أسرى حرب أوكرانيين، وقالوا إن المشتبه به في عمليات القتل قيد الاعتقال.

وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، عبر تلغرام،: "بدأ المدعون العامون تحقيقاً قبل المحاكمة، يتعلق بالقتل العمد لأربعة أسرى حرب".
ونقل البيان عن المدعي العام الرئيسي أوليكسندر فيلتشاكوف قوله "بدأ التحقيق عبر استجواب أسرى حرب روس، تم خلاله الحصول على شهادات بشأن ارتكاب الجريمة".
ويُزعم أن العسكريين قُتلوا بناء على أوامر القيادة العسكرية الروسية خلال الصيف في مصنع تجميع في فوفشانسك، والذي كان مسرح معارك عنيفة.
في مايو (أيار)، شنت روسيا هجوماً على منطقة خاركيف حيث تقع فوفشانسك، وهي المنطقة التي احتلتها أولاً ثم انسحبت منها في بداية الحرب في عام 2022.

#روسيا و #أوكرانيا تتبادلان القصف بالمسيّراتhttps://t.co/zh1JCDNZDc pic.twitter.com/NEp54i2TpB

— 24.ae (@20fourMedia) October 4, 2024 وأضاف فيلتشاكوف "هذه القضية فريدة، لأن الشخص الذي قد يصبح مشتبهاً به في الإجراءات المذكورة، هو أيضا أسير لدى أوكرانيا".
وفي حال ثبتت إدانته بارتكاب جريمة الحرب، يواجه المشتبه به السجن مدى الحياة.
وقال مكتب المدعي العام الأوكراني في وقت سابق هذا الشهر إن لديه معلومات عن إعدام "ما لا يقل عن 92 جندياً أوكرانيا استسلموا" في ساحة المعركة.
ويشمل ذلك مزاعم أن القوات الروسية أعدمت 16 أسير حرب بالقرب من مدينة بوكروفسك في شرق البلاد، وهي مركز لوجستي رئيسي للجيش الأوكراني.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقتل أسرى حرب منذ شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

مقالات مشابهة

  • شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (5)
  • أوكرانيا تحقق في احتمال إعدام روسيا 4 أسرى حرب
  • أوكرانيا تحقق في قيام روسيا بإعدام أسرى حرب
  • سفير روسيا في واشنطن: أسلحة الغرب لأوكرانيا "لا قيمة لها"
  • بوتين يبحث في مجلس الأمن الروسي إطلاق نظام للمدفوعات الدولية
  • أوكرانيا: ارتفاع حصيلة قتلى الجيش الروسي إلى 659 ألفا و220 جنديا منذ بدء العملية العسكرية
  • الرئيس الروسي بوتين يلتقي بقادة رابطة الدول المستقلة في عيد ميلاده
  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • بايدن عن لقاء محتمل مع رئيس روسيا: أشك في حضور بوتين
  • روسيا تحذّر من خطر اندلاع حرب مع أميركا