بوابة الوفد:
2024-09-17@01:11:16 GMT

حكاية وطن بين التحدى والإنجاز

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

لم يكن مؤتمر «حكاية وطن» مؤتمرًا عاديًا تعرض فيه الدولة إنجازاتها على مدار 10 سنوات، لكنه كان محاولة لتسجيل ملحمة وطنية خاضتها الدولة المصرية فى مواجهة تحديات كادت أن تعصف بهذا الوطن، وتنال من أمنه واستقراره وسلامة أراضية، كان «حكاية وطن» محاولة بسيطة لإظهار حجم الجهود المخلصة المبذولة على مدار 9 سنوات من أجل إعادة بناء مصر ووضعها فى مكانتها الطبيعية التى فقدتها بحكم الظروف التى تعرضت لها بعد أحداث 25 يناير 2011، وما أصاب البلد من موجات عنف وفوضى ومخططات الجماعة الإرهابية وقوى الشر لهدم الدولة والنيل من مؤسساتها.

حكاية هذا الوطن كتبت فى اللحظة التى نزل فيها الملايين من الشعب المصرى إلى الشوارع لكى يواجهوا تلك الجماعات الإرهابية التى نشرت سمومها فى كل شبر من أرض الوطن الغالى، فكانت البداية.. بداية الانطلاق ليس فقط فى استعادة مصر للأمن والاستقرار المفقودين وإنما دفع قطار التنمية ليجوب كل شبر من أرض الوطن فى توزيع عادل للنهضة والتنمية، فقد مضت عهود الإهمال والتمييز، فالدولة وضعت على أولوياتها أن يصيب التطوير كل مناحى الحياة، فعلى مدار 9 سنوات لم تعرف مصر سوى العمل والعمل من أجل الوصول إلى ما نراه الآن والذى لا ينكره إلا جاحد.

«حكاية وطن» كان رسالة مهمة للجميع أنه بالإرادة والعزيمة والعمل المخلص لا يوجد شيء اسمه المستحيل، وأن مصر لم ولن تتوقف، فمعركة البناء لازالت مستمرة، رغم التحديات الاقتصادية القائمة، والتى لن نتخطاها إلا بالعمل ليلا ونهارا، والحقيقة أن المؤتمر كما كان فرصة لعرض رؤية الدولة وما حققته من إنجازات، كان فرصة بالغة الأهمية لحديث أكثر شفافية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى، الذى سلط الضوء على واحدة من أخطر التحديات التى واجهت الدولة فى رحلتها وهى حملات التشكيك والشائعات التى استهدفت زعزعة الثقة بين الشعب المصرى وقيادته السياسية، وهو ما يتطلب منا مزيدا من الوعى والإدراك لكل ما نتعاطى معه رسائل عبر السوشيال ميديا وغيرها من الوسائل الحديثة التى أصبحت أداة لهدم الدول والنيل من استقرارها.

وقد نجح مؤتمر «حكاية وطن» فى تأكيد صحة المسار الذى اتخذته الدولة على مدار 9 سنوات، رغم القصور فى بعض النواحى التنفيذية، وهو ما يتطلب جهدًا إعلاميًا كبيرًا لإظهار رؤية الدولة لكى يستوعبها المواطن ومن ثم يصبح شريكا للدولة فى تنفيذ رؤيتها، وهو جزء من معركة مهمة يجب أن تظل هى معركتنا الأولى وهى معركة صناعة الوعى، الوعى الذى يحمى الوطن من الطامعين والمغرضين ويتصدى لجميع محاولات الهدم التى ينفق عليها المليارات من جهات خارجية.

وفى الختام.. وعلى عكس المعتاد أن لكل حكاية نهاية لكن حكاية وطننا لم تنته بعد فلا زالت مستمرة فى تحقيق الإنجازات الواحد تلو الآخر فى جميع المجالات وجميع ربوع مصر، طالما كانت هناك إرادة وعزيمة قوية لمواصلة طريق البناء والنهضة، مع ضرورة إدراك الجميع ما يحاك لهذا من مكائد داخلية وخارجية وعلينا جميعا أن نعى حجم تلك التحديات حتى يعبر الوطن لبر الأمان.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ عضو الهيئة العليا لحزب الوفد حكاية وطن الشعب المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسي الجماعة الارهابية السوشيال ميديا حکایة وطن على مدار

إقرأ أيضاً:

«الزراعة» أكثر قطاع يضم منشآت غير رسمية.. وأجهزة الدولة تعمل على تحقيق الدمج بتفعيل حزمة من السياسات والآليات

تبذل الدولة المصرية جهوداً دؤوبة ساعية لدمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد المصرى، لما لهذا النمط من النشاط الاقتصادى الذى يعمل فى الظل، من تأثير على الاقتصاد الكلى، وأبرز أبعاد هذا التأثير على البعد الاقتصادى والبعد الاجتماعى والسلامة والأمن العام، وتم استخلاصها من تعريفات الاقتصاد غير الرسمى.

ووفقاً لإحصاءات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، فإن حجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر قُدّر بنحو 40% من إجمالى الناتج المحلى للدولة، أى بما يوازى 7 تريليونات جنيه، فيما قدّرته بعض المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولى وغيرها، بنحو 55% من حجم اقتصاد البلاد الرسمى، ويرتفع إلى 60% فى دراسات أخرى، بما يوضح ما نحن أمامه من عبء على اقتصادنا، لارتفاع هذه النسبة، مقارنة بدول نامية أخرى، فهذه الكيانات تعمل فى الظل، بعيداً عن الإطار الرسمى، وهى كيانات غير مرخّصة وغير مسجّلة ضريبياً.

60% من قوة العمل عالمياً ترتبط بكيانات غير رسمية.. و«العمل الدولية» قدّرتها بنحو مليارى عامل

وفقاً لبيانات صادرة عن منظمة العمل الدولية، فهناك نحو مليارى عامل حول العالم يعملون فى كيانات تتبع اقتصادات الظل، أى نحو 60% من قوة العمل عالمياً، والذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً حتى ما فوق الـ60 عاماً يعملون فى الاقتصاد الموازى بشكل دائم أو يمضون فيه جزءاً من أوقاتهم فى أحسن الظروف، إذن فنحن أمام مشكلة عالمية وليست محلية أو حتى إقليمية أو تعانى منها اقتصادات دون أخرى وغير مرتبطة بمشكلة النمو بالأساس، لأنها توجد بالاقتصادات المتقدّمة والنامية على حدٍّ سواء، رغم التفاوت فى النِّسب بينهما، فالدول الأقل نمواً تعانى من هذه المشكلة بصورة أكبر، ما يطرح أمامنا الكثير من التساؤلات تباعاً حول جذور هذه الظاهرة من الأساس.

أما صندوق الدولى فوضعنا أمام دراسة معمّقة لهذه المشكلة، قد تجيب عن التساؤلات حول مدى ارتباط الاقتصاد غير الرسمى بمعدلات النمو للبلدان، فقد أظهرت الدراسة التى أجريت على 158 دولة خلال الفترة بين عامى 1991 و2015، أى قرابة 25 عاماً، وصول متوسط حجم اقتصاد الظل فى هذه الدول إلى نحو 32.5% من إجمالى الناتج المحلى للاقتصاد الرسمى.

فيما تشير إحصاءات صندوق النقد العربى لعام 2017، إلى تقديرات أولية لحجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر، والتى بلغت 23.12%، مقارنة بما لا يتجاوز 1% فقط لدولة الإمارات، و11.3% للمغرب، و22% فى تونس، ليُرجع الصندوق هذا التفاوت إلى مجموعة أسباب، فى مقدّمتها إدراج القطاع الزراعى المصرى ضمن القطاع غير الرسمى، مقابل استبعاد الكثير من الدول الأخرى له عند احتساب نسبة الاقتصاد غير الرسمى من الاقتصاد الكلى، ورصدت بيانات حديثة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التى تعمل داخلها منشآت غير رسمية فى مصر، فتُقدّر نسبة المنشآت الزراعية العاملة بشكل غير رسمى بنسبة 73% من إجمالى المنشآت العاملة بقطاع الزراعة.

«البنا»: على منشآت الظل الاستفادة من مزايا الدعم المالى والفنى.. والبورصة أسهمت فى ضم الكثير من الشركات الصغيرة

وفى هذا السياق، أوضح الدكتور محمد البنا، أستاذ المالية العامة بجامعة المنوفية، أن بعض الآراء التى تقول بوجود منافع للاقتصاد الموازى مع سلبياته، تستند إلى مساهمته فى رفع معدلات التشغيل داخل الدولة وتوفيره الكثير من فرص العمل التى تزيد من متوسط دخل الفرد والأسرة، لكنهم يغفلون أنه يحرم هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع التى لم يستوعبها الاقتصاد الرسمى من الأمن والرضا الوظيفى والعمل تحت مظلة من الحماية الاجتماعية، مثل التأمينات والمعاشات التى يتمتّع بها العاملون بالقطاع الرسمى.

وتابع فى تصريحات لـ«الوطن»: «فى حين تحرم المنشآت العاملة فى اقتصاد الظل العمال من حقوقهم الاجتماعية، التى يوفّرها الاقتصاد الرسمى، سواء للعاملين به أو للمستفيدين، أى متلقى الخدمات أو المستهلكين، ويكفى عيباً فى الاقتصاد غير الرسمى أنه لا يخضع للرقابة، وبعيد عن الجهات المنوط بها حماية المستهلك، فلا يمكن اللجوء إلى جهاز حماية المستهلك عند التعرّض للغش، بل قد يصل الضرر إلى تهديد الحياة ذاتها».

وأكد «البنا» أن الدولة تعمل بكل أجهزتها على دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، بل وتولى خطة التنمية أهمية وأولوية قصوى للوصول إلى هذا الهدف وتحقيقه عبر تفعيل حزمة من السياسات والآليات، أبرزها منح تيسيرات مالية لتحفيز المنشآت للانضمام إلى القطاع الرسمى والعمل تحت مظلته، كما أطلق الرئيس السيسى مبادرة بمنح إعفاء ضريبى لمدة 5 أعوام للمنشآت التى تنضم إلى العمل بالقطاع الرسمى، بخلاف تيسير إجراءات ممارسة الأعمال، سواء استخراج التراخيص والتسجيل وتصاريح المبانى وتكلفة أداء الأعمال بصفة عامة، وتفعيل سياسة الشباك الواحد.

ويرى أن توفير أراضٍ مُرفقة من أصعب التحديات التى يواجهها أصحاب المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، ولذلك عملت الدولة على توفيرها كنوع من التحفيز للانضمام إلى القطاع الرسمى، بل ووفرتها فى صورة مجانية أو بأسعار رمزية، ويتم طرحها داخل المجمّعات الصناعية، وواصلت جهودها التى شملت العاملين بهذا القطاع غير الرسمى عبر توسيع مظلة التأمينات الاجتماعية، لتُغطى شريحة كبيرة منهم، ويمكن للعاملين فى منشآت خارج الاقتصاد الرسمى الانضمام إلى منظومة التأمين الصحى الشامل والاستفادة من الخدمات الصحية والعلاجية التى يوفرها.

وأضاف: «المنشآت التى تعمل فى الظل عليها أن تستفيد من الدعم المالى والفنى والتمويلات التى يتيحها الجهاز للتوسّع فى أنشطتها وتنفيذ خططها التوسعية ورفع كفاءة الإنتاج»، كما عملت الأجهزة التشريعية والرقابية على مراجعة قوانين العمل وإضفاء مزيد من المرونة التى تسهم فى توسيع دائرة العمالة وزيادة التشغيل بالقطاع الرسمى، عبر الاهتمام بتحسين جودة التعليم وضمان اتساق مخرجاته مع متطلبات سوق العمل.

وأشار إلى دور قطاع التأمين الذى لا يمكن إغفاله من حيث تشجيع العاملين خارج المنظومة الرسمية على الانضمام إلى القطاع الرسمى والاستفادة من مزايا التأمين على الحياة والممتلكات والأنشطة التجارية، وكذلك أسهمت البورصة المصرية فى ضم الكثير من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر عبر إطلاق بورصة النيل ومنح الحوافز لهذه الشركات ودعم خططها التوسّعية بتمويلات غير مصرفية، لتشجيعها على العمل بالقطاع الرسمى.

واستطرد: «الدولة تستهدف من دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى الحد من الأنشطة غير المشروعة وزيادة إيرادات الدولة ومعدلات النمو وزيادة فرص حصولها على تمويلات دولية واستثمارات مباشرة، سواء من الداخل أو الخارج، ورفع التصنيف الائتمانى للاقتصاد المصرى».

ولتحقيق هذه الأهداف أوصى بضرورة تبنى الدولة سياسات بعيدة كل البُعد عن السياسات العقابية، بمعنى أدق «سياسة الجزرة بدلاً من العصا»، وتيسير الإجراءات على المستثمرين فى المصالح الحكومية وإعطاء حوافز اقتصادية وضريبية تشجّع الغير على الإفصاح عن حجم أعمالهم والعمل وفقاً لقواعد ولوائح ومعايير وشروط لا تقودهم نحو العزوف عن الاندماج فى الاقتصاد الرسمى، ويمكن التسجيل الضريبى وغيره بالحصول على تدريب مجانى للعمالة وفتح قنوات تمويل لمشروعاتهم وتقديم مساعدات فنية وتسويق لمنتجاتهم، التى تتطابق مع المعايير فى المعارض المحلية، مما يُعزّز مكاسب وأرباح هذه المنشآت التى تعمل فى الظل، ويولد الرغبة لديهم للعمل بشكل رسمى.

مقالات مشابهة

  • السجن 5 سنوات لمتهم بالانضمام لـ قضية «الجوكر»
  • عاجل بعد الحكم عليه.. وضع أحد المتهمين بقضية الجوكر تحت مراقبة الشرطة 5 سنوات
  • عاجل.. السجن 5 سنوات لأحد المتهمين بقضية الجوكر
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «قطاع الأعمال»: «المحلة» تستحوذ على نصيب الأسد من المشروع القومي لتطوير الغزل
  • خبراء: التمويلات المصرفية وطرح أسهم المنشآت للتداول بالبورصة من مزايا العمل تحت مظلة الاقتصاد الرسمي
  • «الزراعة» أكثر قطاع يضم منشآت غير رسمية.. وأجهزة الدولة تعمل على تحقيق الدمج بتفعيل حزمة من السياسات والآليات
  • وزيرة شؤون خارجية فلسطين: قضيتنا هي الهم الأساسي للعرب
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات
  • ماجد شنكالي: التبليط ونصب محولات الكهرباء ليس إنجازاً بل هو واجب الحكومة والإنجاز الحقيقي يتمثل بإنهاء البطالة وزيادة دخل الفرد وتعظيم الإيرادات غير النفطية
  • عمرو فهمى يكتب: بناء دولة حديثة