يستمر الذهب في محاولة تحقيق اغلاق إيجابي ولكنه يفشل حتى الآن ليسجل 8 جلسات متتالية من الهبوط، وحتى مع تراجع مستويات الدولار وعوائد السندات الحكومية لم يستطع تكوين قاع سعري ليعكس حركته نحو الأعلى.

يتداول الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1821 دولار للأونصة بعد أن انخفض أمس بنسبة 0.

1% بينما يبقى المستوى 1815 دولار للأونصة الذي تم تسجيله يوم الثلاثاء هو أدنى مستوى منذ 7 أشهر.

ومنذ بداية الأسبوع انخفض الذهب بنسبة 1.5% ليفقد 28 دولار في طريقه إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، يأتي هذا بعد انخفاض بنسبة 4% خلال الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ عامين تقريبا، ليسجل الذهب أطول سلسلة خسائر منذ 7 سنوات.

يوم أمس كانت أمام الذهب فرصة لتحقيق استقرار في السعر وتكوين قاع سعري للعودة للارتفاع، حيث صدرت بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر سبتمبر بأقل من التوقعات عند 89 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 180 ألف ، كما جاءت قراءة مؤشر معهد التزويد للخدمات لتظهرت تراجع نمو قطاع الخدمات في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر إلى 53.6 من القراءة السابقة 54.5.

ساهمت البيانات الأمريكية الضعيفة في تراجع مستويات الدولار أمس، حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية يوم أمس بنسبة 0.3% ليتراجع من أعلى مستوى في 7 أشهر سجله هذا الأسبوع عند المستوى 107.03. 

وبحسب تقرير جولد بيليون فإن عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات التي تقود سوق السندات تراجعت بنسبة 1.3% وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى جديد منذ 16 عام عند 4.884%. 
كان من المفترض أن يساهم هذا في تعافي أسعار الذهب، ولكن ضغط عمليات البيع دفع السعر إلى التراجع من جديد، ليبقى التحرك الأساسي للذهب الذي قد يؤثر على مستوياته خلال الفترة القادمة يعتمد على بيانات تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر يوم غد.

المضاربات على أسعار الفائدة الأمريكية تشير حالياً إلى احتمال بنسبة 74.9% أن يثبت البنك الفيدرالي الفائدة خلال اجتماعه في نوفمبر القادم، بالإضافة إلى احتمال آخر بنسبة 62.8% أن يثبت الفائدة أيضاً في اجتماع ديسمبر.

وعلى الرغم من توقعات بعدم رفع الفائدة من جديد حتى نهاية العام، يبقى الذهب تحت ضغط سلبي كبير بسبب عزم البنك الفيدرالي على الإبقاء على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت، وتقليل فرص خفض الفائدة خلال العام القادم من 4 مرات إلى مرتين، الأمر الذي ينعكس بالسلب على أداء المعدن النفيس.

الدعم مستمر من مشتريات البنوك المركزية للذهب 

وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية العالمية 77 طنا من الذهب في أغسطس، بزيادة قدرها 38٪ مقارنة بمشترياتها في يوليو. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية اشترت البنوك المركزية 219 طنا من الذهب. يأتي ذلك بعد عمليات شراء قياسية خلال النصف الأول من العام. 
وترى جولد بيليون أن الطلب على الذهب من البنوك المركزية أبعد ما يكون عن التشبع، فقوة الدولار الأمريكي المستمرة تعني أن الدول التي لديها ديون مقومة بالدولار الأمريكي لا تزال تواجه تكاليف تمويل مرتفعة. والطريقة الوحيدة لخفض هذه التكاليف هي التنويع بعيدًا عن الدولار الأمريكي، ليأتي دور الذهب في كونه من الأصول النقدية العالمية الأكثر جاذبية. 

النظرة المستقبلية على المدى المتوسط إلى الطويل غير مستقرة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي والدولار، فمن المتوقع رؤية المزيد من التقلبات وعدم اليقين في الدولار الأمريكي مع استمرار نمو الدين الحكومي للبلاد. ديون الولايات المتحدة تجاوزت 33 تريليون دولار، وفي الوقت نفسه فإن العجز في طريقه إلى الزيادة بمقدار 2 تريليون دولار هذا العام. 

عندما تقتنع الأسواق بانتهاء موجة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، ويبدأ التركيز من مشكلة الديون الأمريكية ستبدأ المخاطر في دفع المستثمرين إلى الذهب من جديد.

أسعار الذهب في مصر 

تشهد أسعار الذهب في مصر استقرار منذ جلسة الأمس وذلك بعد أن انتهى من حركة الهبوط التدريجي في السعر التي كانت نتيجة انخفاض سعر الأونصة عالمياً، بينما يتزايد الترقب في الأسواق المحلية بعد ظهور عدد من المتغيرات. 

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2155 جنيه للجرام وكانت جلسة الأمس شهدت ارتفاع طفيف بمقدار 3 جنيهات حيث افتتح الجلسة عند 2150 جنيه للجرام واختتم عند 2153 جنيه للجرام. 

خلال جلسة الأمس سجل الذهب أعلى مستوى عند 2160 جنيه للجرام قبل أن يعود إلى التذبذب تحت هذا المستوى حتى سعر الاغلاق. 

وأكد تقرير جولد بيليون أن التذبذب الحالي يدل على انتهاء موجة الهبوط التي وصلت بالسعر إلى المستوى 2145 جنيه للجرام والتي كانت نتيجة عملية الهبوط الكبيرة في سعر الأونصة العالمية، ليبدأ الذهب حالياً في البحث عن حافز مناسب للتعافي لأعلى مجدداً. 
خرجت تصريحات أمس عن المتحدث باسم صندوق النقد الدولي أشار خلالها أن الصندوق يستعد لإجراء التقييم السنوي للاقتصاد المصري بعد الانتهاء من المراجعة للقرض الأخير لمصر بمقدار 3 مليار دولار. 

وتم الإعلان عن تحقيق مصر لفائض في ميزان المدفوعات خلال العام المالي 2022-2023 بمقدار 882.4 مليون دولار وذلك بعد أن كان هناك عجز سابق بقيمة 10.5 مليار دولار في العام المالي السابق وجاء الدعم من تراجع العجز في الميزان التجاري غير البترولي الذي تحسن بنسبة 34% ليتقلص إلى 31.63 مليار دولار من 47.8 مليار دولار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الأمریکی البنوک المرکزیة أسعار الذهب جنیه للجرام ملیار دولار الذهب فی بعد أن

إقرأ أيضاً:

مكاسب الذهب عالميا ترتفع لأعلى مستوى منذ 6 أسابيع.. والأسواق تنتظر قرارا أمريكيا

ارتفعت أونصة الذهب عالميًا بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، لتسجل أعلى مستوى منذ 6 أسابيع، في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت مبكر، بعد بيانات قطاع العمالة التي أظهرت تباطؤ نمو القطاع.

سعر أونصة الذهب العالمي

سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.8% وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ الأسبوع الأول من أبريل الماضي، ليسجل الذهب أعلى مستوى منذ 6 أسابيع عند 2392 دولار للأونصة، ويغلق تداولات الأسبوع عند 2391 دولارًا للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

 وخلال تداولات يوم أمس الجمعة وحده ارتفع الذهب بنسبة 1.5% ليحقق المستهدفات عند 2380 دولار للأونصة قبل أن يستكمل ارتفاعه مقترباً من المستوى 2400 دولار للأونصة.

تراجع سوق العمل في أمريكا

يأتي هذا بعد بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية التي أظهرت تراجع سوق العمل، ما رفع التوقعات حول خفض سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، إذ ارتفعت أعداد الوظائف الأمريكية الجديدة في شهر يونيو بأعلى من التوقعات، ولكن تم تعديل قراءة كل من شهر مايو وأبريل بالخفض ما يدل على التباطؤ الذي يشهده قطاع العمالة حاليًا.

استمرار ثقة السوق في خفض الفائدة

وفي أعقاب بيانات تقرير الوظائف عكست أسعار العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية استمرار ثقة السوق في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بنسبة احتمال 72%، ويضع المتداولون أيضًا في الاعتبار احتمالية متزايدة لخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية في ديسمبر.

 انخفاض أسعار الفائدة

 انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا، وبالتالي ساعد هذا على الارتفاع بشكل كبير لأسعار الذهب خلال تداولات الأمس ليصل بالسعر إلى أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع.

 من جهة أخرى تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في 3 أسابيع ليسجل انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% بعد أن سجل 7 جلسات متتالية من الهبوط، الأمر الذي ساهم في دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

 خلال الأسبوع صدرت بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يونيو لتظهر تراجع أعداد الوظائف الجديدة بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، هذا بالإضافة إلى بيانات أعداد طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي أظهرت ارتفاع بأعلى من القراءة السابقة.

كما انخفض مقياس نشاط قطاع الخدمات الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات في يونيو وسط انخفاض حاد في الطلبيات، مما قد يشير إلى فقدان الزخم في الاقتصاد في نهاية الربع الثاني.

وصدر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي اعترف أعضاء البنك بأن الاقتصاد الأمريكي يبدو أنه يتباطأ وأن ضغوط الأسعار تتضاءل، لكنهم ما زالوا ينصحون باتباع نهج الانتظار والترقب قبل الالتزام بتخفيضات أسعار الفائدة.

وأظهر محضر اجتماع الفيدرالي أن الأعضاء لم يتوقعوا أنه سيكون من المناسب خفض أسعار الفائدة حتى ظهور معلومات إضافية لمنحهم ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدف البنك عند 2%.

أهمية بيانات التضخم

بيانات التضخم الأسبوع المقبل قد توفر لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الفرصة لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأخيرة بما في ذلك سوق العمل يوم الجمعة والتي تعد دلائل مستمرة على تباطؤ الاقتصاد وبالتالي سينعكس هذا على استدامة تراجع التضخم الأمريكي والذي قد يظهر من خلال بيانات التضخم.

شراء 10 أطنان ذهب في مايو

من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية سجلت صافي شراء بمقدار 10 أطنان من الذهب في مايو عبر صندوق النقد الدولي ومصادر البيانات العامة الأخرى، حيث قادت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة معاملات شهر مايو، وكان البنك الوطني البولندي أكبر مشتري للذهب خلال الشهر (10 طن)، يليه البنك المركزي التركي والبنك المركزي الهندي.

وتستمر قوة شراء البنوك المركزية في عام 2024، على الرغم من انخفاض إجمالي المشتريات والمبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعتبر بنوك الأسواق الناشئة القوة الدافعة الرئيسية لكل من عمليات الشراء والبيع.

ويتوقع مجلس الذهب العالمي أن يظل طلب البنوك المركزية العالمية أعلى من الاتجاه المتوسط هذا العام، وفي حين أن إجمالي المشتريات المبلغ عنها قد يكون أقل من العام الماضي، إلا أن إجمالي المبيعات قد تباطأ أيضًا.

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار الذهب عالميا مع توقعات بانخفاض سعر الفائدة في سبتمبر المقبل
  • تراجع أسعار الذهب بعد بيانات أمريكية تدعم احتمال خفض الفائدة في سبتمبر
  • توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتهدئة التوترات بالشرق الأوسط تهبط بأسعار الذهب والنفط
  • تراجع أسعار الذهب عالميا والأونصة تسجل 2386 دولارا
  • رغم تراجعها.. أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في أكثر من شهر
  • الذهب قرب أعلى مستوى في شهر بدعم من مراهنات خفض الفائدة الأمريكية
  • انهيار الدولار أمام الذهب.. ماذا حدث في الأسواق العالمية خلال الأسبوع؟
  • تباطؤ سوق العمل الأمريكي يصعد بأسعار الذهب لأعلى مستوى في شهر
  • الذهب يرتفع 2.8% خلال تداولات الأسبوع الماضي
  • مكاسب الذهب عالميا ترتفع لأعلى مستوى منذ 6 أسابيع.. والأسواق تنتظر قرارا أمريكيا