بوتين: مهمة روسيا تتمثّل بتأسيس عالم جديد.. وبرلين تمتنع عن توريد صواريخ تاوروس لأوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عواصم "وكالات ": اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس ان مهمة بلاده تتمثل في "بناء عالم جديد"، مهاجما "الهيمنة" الغربية ومدرجا التدخل الروسي في أوكرانيا ضمن هذا السياق.
وقال بوتين خلال منتدى فالداي السياسي في روسيا "تواجهنا خصوصا مهمة بناء عالم جديد"، منددا بـ"غطرسة" الغربيين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
واعتبر ان "الولايات المتحدة ومن يدورون في فلكها سلكوا طريق الهيمنة"، لافتا الى ان "الغرب يحتاج دائما الى عدو يتم تبرير القتال ضده بالقوة والتوسع".
وبناء عليه، رأى بوتين ان الهجوم الروسي على أوكرانيا ليس "نزاعا على أراض" بل حدث ينبغي ان يحدد "المبادئ التي سيقوم على أساسها النظام العالمي الجديد".
وتابع الرئيس الروسي "ليس لدينا أي مصلحة في استعادة اراض"، علما انه اعلن في سبتمبر 2022 ضم اربع مناطق اوكرانيا بعد ضمه القرم في 2014.
وشدد على أن الزمن الذي كان يملي فيه الغرب إرادته على الدول الاخرى، كما في حقبة الاستعمار، "ولى منذ وقت طويل" ولن يعود "ابدا".
وأكد بوتين ايضا ان روسيا تريد العيش "في عالم مفتوح" حيث العلاقات الدولية متحررة من "منطق التكتلات" وتستند الى "حلول مشتركة".
وبعد أكثر من عام ونصف عام على قتالها في اوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت عليها، رأى بوتين ان روسيا لا تزال قادرة على مواجهة كلفة هجومها العسكري.
وقال "حتى الان، نتدبر امورنا في شكل جيد. لدي اسباب للاعتقاد اننا سنكون قادرين ايضا على مواجهة المستقبل".
أكبر تحد تواجهه القارة
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اجتماع للقادة الأوروبيين في غرناطة بإسبانيا، اليوم الخميس، إن الحفاظ على التضامن الأوروبي مع أوكرانيا، هو أكبر تحد تواجهه القارة، وسط مخاوف بأن تعهدات الدعم إلى كييف قد تتباطأ، حيث يلوح في الأفق، شتاء ثان للحرب.
وتحدث زيلينسكي في قمة الجماعة السياسية الأوروبية في غرناطة، حيث اجتمع العشرات من الزعماء الأوروبيين بهدف تعزيز التعاون، على الرغم من التوترات الجيوسياسية التي تعصف بالقارة.
وشدد زيلينسكي على أهمية تعزيز أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا قبل ما هو متوقع بشتاء قارس آخر. وتتوقع أوكرانيا أن تنهمر صواريخ ومسيرات روسية على شبكة الطاقة الخاصة بها.
وقال: "نحن في أوروبا يجب أن نستعد"، داعيا القادة لمواصلة دعمهم العسكري.
وتحدث عن الاضطراب السياسي في الكونجرس الأمريكي وما أدى إلى استبعاد المساعدات الأوكرانية من قانون الإنفاق الأخير.
وقال إنه لا يزال "واثقا" أن الولايات المتحدة ستستمر في دعمها، وناشد أوروبا مواصلة مساندتها في هذه الأثناء.
وقال إن "أمريكا ساعدتنا وساعدت أوروبا للنجاة.. ومن المهم والمهم للغاية الآن لأوروبا ألا تخفي أشرعتها في وجه الريح، محاولة الانتظار إلى حين زوال العاصفة".
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لدى وصوله إلى الاجتماع إن "أوروبا بالتأكيد لا يمكن أن تحل محل الولايات المتحدة". وعبر عن أمله بأن تستمر الولايات المتحدة في مساعدة كييف.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي مع ذلك يعمل على تعزيز مساعداته.
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي يستضيف الاجتماع، إن "كل الأوروبيين يساندون فولوديمير زيلينسكي وبلاده".
ولا تزال المفاوضات جارية بشأن اعتماد ميزانية للتكتل بعيدة الأجل لتزويد أوكرانيا بمبلغ 50 مليار يورو (52.6 مليار دولار) في السنوات الممتدة من 2024 إلى 2027، إضافة إلى مباحثات بشأن دعم القوات المسلحة الأوكرانية بمبلغ 5 مليارات يورو سنويا خلال الفترة نفسها.
كما لم يتم البت في قرار بشأن تخصيص مبلغ آخر بقيمة 500 مليون يورو في شكل دعم عسكري قصير الأجل إلى كييف.
برلين تواصل الامتناع عن توريد صواريخ تاوروس
في سياق آخر، تعتزم الحكومة الألمانية بقيادة المستشار أولاف شولتس مواصلة الامتناع مبدئيا عن توريد صواريخ تاوروس الجوالة لأوكرانيا وذلك رغم كل المطالب التي وجهتها كييف في هذا الخصوص.
وبدلا من ذلك، تعتزم ألمانيا مواصلة التركيز على دعم القوات المسلحة الأوكرانية في حربها ضد المهاجمين الروس بأنظمة دفاع جوي ومدفعية.
وأكدت مصادر حكومية ألمانية لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس صحة ما أوردته تقارير إعلامية حول هذا الموضوع.
ولم تصدر برلين قرارا رسميا بهذا الخصوص بعد ما يعني ترك خيار التوريد مفتوحا في وقت لاحق.
يذكر أن بريطانيا وفرنسا وردتا بالفعل صواريخ طراز ستورم شادو وسكالب والتي تتطابق عمليا مع صواريخ تاوروس الألمانية.
وكانت أوكرانيا سألت الحكومة الألمانية رسميا في نهاية مايو الماضي حول ما إذا كان من الممكن أن تورد لها هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر حيث إن الجيش الأوكراني يحتاجها حتى يتمكن من مهاجمة المواقع الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف الخط الأمامي والتي لا يمكن الوصول إليها بالمدفعية.
وكان المستشار الألماني شولتس تبنى موقفا متشككا من البداية حيال توريد هذه الصواريخ لأوكرانيا ويرجع ذلك إلى التخوف من إمكانية استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ في مهاجمة الأراضي الروسية. ومع ذلك فقد بدا في فترة من الفترات أن الحكومة الألمانية قد تتخذ هذه الخطوة التي تحظى بتأييد كبير من حزبي الخضر والديمقراطي الحر الشريكين في الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي.
ولم تتمكن الولايات المتحدة حتى الآن من تنفيذ توريد صواريخ جوالة طراز أتاكمز إلى أوكرانيا وربما عزز هذا الأمر شولتس في موقفه المتشكك.
تجدر الإشارة إلى أن شولتس ظل حتى الآن يسترشد بالولايات المتحدة في كل الخطوات الجديدة النوعية المتعلقة بالدعم العسكري المقدم إلى أوكرانيا.
وكان شولتس التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آخر مرة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر الماضي ولم يلح في الأفق في هذا اللقاء أيضا أن ألمانيا ستورد هذه الصواريخ إلى أوكرانيا.
وذكر البيان الألماني الذي علق على اللقاء أن زيلينسكي وجه الشكر على المساعدة العسكرية الألمانية ولاسيما المدفعية والدفاع الجوي، ولم يتحدث البيان عن صواريخ تاوروس.
حققون أمميون:تدمير سجن أولينيفكا لم يتم بقاذفات أوكرانية
من جهة اخرى، خلُص محققون أمميون إلى أن مقتل عشرات أسرى الحرب الأوكرانيين في قصف سجن أولينيفكا العام الماضي لم يكن ناجمًا عن إطلاق قاذفات صواريخ "هيمارس" أوكرانية.
وقالوا في تقرير جديد إن هناك حاجة لمزيد من المعطيات لتحديد الظروف الدقيقة للمجزرة والجهة المسؤولة عنها.
في 29 يوليو 2022، قُتل أكثر من 50 أسير حرب أوكرانيًا جراء تدمير السجن الواقع في دونيتسك في المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا شرق أوكرانيا. وكانوا مقاتلين استسلموا بعد أسابيع من حصار مجمع آزوفستال في ماريوبول.
تتهم موسكو كييف بقصف هذا المعتقل، الأمر الذي تدحضه السلطات الأوكرانية مؤكدة أن الأسرى قتلوا على أيدي القوات الروسية.
وقالت بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا في التقرير الذي نشرته الأربعاء "بناء على مقابلات مع أكثر من 50 شاهدًا وناجيًا وتحليل الصور ومقاطع الفيديو المتوفرة، خلصت (مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان) إلى أن الانفجارات لم تكن ناجمة عن صواريخ من طراز +هيمارس+ أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية".
وفق الأمم المتحدة، لا يتوافق مستوى الأضرار أو نصف قطر التأثير الملحوظ مع سمات قاذفات الصواريخ المتعددة من طراز "هيمارس".
ويوضح التقرير أن "صاروخا واحد من طراز +هيمارس+ يتسبب عادة في أضرار ودمار للثكنات والمنطقة المحيطة على نطاق أوسع بكثير" من الذي سُجّل في سجن أولينيفكا.
وأضاف التقرير الأممي أنه لم يتم تحديد نوع السلاح ولا مصدر القصف، غير أن "توزيع الأضرار الهيكلية يبدو متطابقًا مع ذخيرة أُطلقت بمسار متّجه من الشرق إلى الغرب".
وأكّد التقرير أن الخبراء عاجزون في هذه المرحلة عن نسب القصف إلى أي جهة.
وطالبت البعثة الأممية، التي تعمل في أوكرانيا منذ العام 2014 ولم تتمكن حتى الآن من الدخول إلى سجن أولينيفكا، موسكو مجددًا بالسماح لها بذلك.
زيادة مقاومة تسليح أوكرانيا بين الجمهوريين
وفي تطور لافت، تحدثت كاي بيلي هوتشيسون سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عن أن حدوث اشتباك بين الولايات المتحدة وروسيا يصبح أكثر احتمالية في حال تخلت الولايات المتحدة عن أوكرانيا وأرسلت روسيا قوات إلى الغرب.
وقالت العضوة الجمهورية بمجلس الشيوخ لثلاث فترات عن ولاية تكساس امس "إذا دخلت في دولة تابعة للناتو، فسوف تحدث حربا".
وتزداد المقاومة لتسليح أوكرانيا بين الجمهوريين. وتعهد بعض المنافسين على منصب رئيس مجلس النواب الذي كان يشغله كيفن مكارثي بخفض الدعم مثلما هو الحال مع بعض مرشحي الرئاسة الطامحين.
ووصفت هاتشيسون ووزير الخارجية أنتوني بلينكن اللذان ظهرا في جامعة تكساس التي تخرجت منها السفيرة السابقة، مساعدة أوكرانيا بأنها أمر حتمي وضمان عدم تجرؤ روسيا.
وقال بلينكن في أوستن خلال حوارهما الذي استمر 50 دقيقة "أحد الأشياء التي نعتقد أن الرئيس (فلاديمير) بوتين يؤمن بها هو أنه يمكنه أن يصمد أمامنا. وأن بإمكانه أن يصمد أمام الأوكرانيين. وأن بإمكانه أن يصمد أمام الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا. ومن المهم جدا أن نحرره من هذه الفكرة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة صواریخ تاوروس تورید صواریخ هذه الصواریخ
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
حصلت شركة "أكستند" الإسرائيلية بعقد مع وزارة الدفاع الأمريكية لتوريد طائرات مسيرة من نوع "FPV" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للضربات الدقيقة، وهي الطائرة ذاتها هي التي استخدمت لتصوير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أثناء الاشتباك معه واستشهاده.
وتبلغ قيمة الصفقة 8.8 مليون دولار، بينما تقوم الشركة حاليا بإنتاج 100 طائرة مسيرة أسبوعيا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في تقرير لصحيفة "معاريف" أن "الطائرة هي أول نظام يتم الموافقة عليه من قبل الولايات المتحدة في فئة الطائرات المسيرة المسلحة التي تعمل داخل وخارج المباني، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتنفيذ ضربات دقيقة".
وقالت الصحيفة إنه "سيتم إنتاج النظام في الولايات المتحدة ومن المتوقع أن تبدأ الإمدادات في الربع الأول من عام 2025".
وأوضحت أن "الطائرات المسيرة موجودة بالفعل في الاستخدام العملياتي في الجيش الإسرائيلي، حيث تُستخدم لمسح الأنفاق والمباني قبل دخول القوات".
مقطع فيديو نشرته قوات الاحتلال يوثق اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد #يحيى_السنوار .. كان يحاول إسقاط مسيرة إسرائيلية وهو جريح قبل أن يُفارق الحياة.. شاهد الفيديو على #عربي21 pic.twitter.com/nC0N3ncEYv — عربي21 (@Arabi21News) October 17, 2024
وفقاً للشركة، سجلت التكنولوجيا أكثر من 5000 اعتراض ناجح للطائرات المعادية في الدفاع عن حدود الأراضي المحتلة، وأنها تطور حاليا طائرة مسيرة لاعتراض الطائرات بدون طيار الإيرانية من طراز "شاهد".
وبعد استشهاد السنوار في تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، نشرت سلطات الاحتلال مقطع فيديو التقطته طائرة مسيّرة صغيرة يظهر يحيى السنوار وهو مصاب وسط أنقاض مبنى في جنوب غزة، فيما كان يجلس على كرسي مغطى بالغبار مع إصابة بالغة في يده اليمنى.
وبينما كانت المسيّرة تحلق قربه، أظهر الفيديو السنوار وهو يرميها بعصا من أجل إسقاطها.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري إن القوات "كانت تظن في هذه المرحلة أن السنوار كان مجرد أحد مقاتلي حماس، لكنها دخلت ووجدته حاملا سلاحا ومرتديا سترة واقية".