عواصم "أ.ف.ب ":اتهم أعضاء البرلمان الأوروبي اليوم الخميس أذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي" بحقّ السكان الأرمن في منطقة ناغورني كارباخ، داعين الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على باكو.

وفر تقريبًا جميع سكان ناغورني كاراباخ الأرمن البالغ عددهم 120 ألف نسمة تقريبا من المنطقة الانفصالية منذ استعادتها أذربيجان عقب هجوم خاطف الشهر الماضي.

وقال البرلمان الأوروبي إنه يعتبر أن "الوضع الراهن يرقى إلى تطهير عرقي"، مضيفا أنه "يدين بشدّة التهديدات والعنف الذي ترتكبه القوات الأذربيجانية".

ودعا المشرّعون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "فرض عقوبات مستهدفة على أفراد في الحكومة الأذربيجانية" على خلفية الهجوم واتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في ناغورني كارباخ.

كما حضّوا الكتلة على "خفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على صادرات الغاز من أذربيجان" وطالبوا بروكسل بمراجعة علاقاتها مع البلاد.

والقرار الذي وافق عليه 491 مشرّعا مقابل تسعة، لا يلزم الاتحاد الأوروبي باتخاذ أي تدبير، لكنه سيغضب باكو التي نفت بشدة الاتهامات بالتطهير العرقي ودعت أرمن ناغورني قره باغ علنا إلى البقاء و"إعادة الاندماج" في أذربيجان.

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن فرض عقوبات على أذربيجان ليس مطروحا في الوقت الحالي، وقد تتّخذ إجراءات فقط في حال تفاقم الوضع.

وكثف الاتحاد الأوروبي وارداته من الغاز الطبيعي من أذربيجان مع ابتعاده عن روسيا منذ تدخلها في أوكرانيا.

في هذه الاثناء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس أن الاتحاد الأوروبي سوف سيضاعف دعمه الانساني لأرمينيا إلى10.4 مليون يورو (10.9 مليون دولار).

وقالت لدى وصولها لحضور اجتماع يضم نحو 50 مسؤولا أوروبيا في غرناطة بإسبانيا" نحن ندعم بشدة أرمينيا و ندعم احتياجاتها الانسانية".

وكان نحو 100 ألف من الأرمن قد فروا إلى أرمينيا، بعد أن شنت أذربيجان عملية عسكرية للسيطرة على منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها في أ سبتمبر الماضي.

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سوف يقدم 15 مليون يورو كدعم لموازنة أرمينيا.

وأضافت" سوف نناقش ما يمكن أن نقوم به غير ذلك لدعم أرمينيا في هذا الوضع الصعب".

من جهته، أكّد مستشار للرئيس الأذربيجاني اليوم الخميس أن باكو مستعدّة لإجراء محادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان قمة المجموعة السياسية الأوروبية في إسبانيا حيث من المقرر أن يُثار النزاع في منطقة ناغورني كارباخ.

وقال المستشار الرئاسي حكمت حاجييف على منصة "إكس" إن "أذربيجان مستعدة للمشاركة قريبًا في بروكسل في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا".

وندّد بـ"سياسة العسكرة" التي تمارسها فرنسا في جنوب القوقاز والتي دفعت بلده وفق قوله إلى رفض المشاركة في قمة غرناطة، بالإضافة إلى تعامل الاتحاد الأوروبي مع المنطقة وغياب تركيا عن القمة.

لكن ذلك لا يعني أن باكو "ترفض المحادثات مع أرمينيا"، وفق قوله.

من جهة اخرى، أعلنت أذربيجان الخميس أنها اعتقلت رئيسا سابقا لجيب ناغورني كارباخ الانفصالي الذي سيطرت عليه عقب الهجوم الخاطف الذي شنته باكو الشهر الماضي.

وقالت أذربيجان إنها اعتقلت أراييك هاروتيونيان الذي استقال قبل وقت قصير من هجوم باكو "بشبهة شن حرب عدوانية" على أذربيجان وارتكاب جرائم حرب، على ما ذكر المدعي العام وجهاز الأمن في بيان مشترك.

وامس ، دانت وزارة الخارجية الأرمنية "بشدة" أذربيجان لاعتقالها عددا من القادة الانفصاليين من ناغورني كارباخ.

وترأس هاروتيونيان البالغ 49 عاما الحكومة الانفصالية خلال النزاع المسلح عام 2020 بين باكو ويريفان الذي اندلع للسيطرة على المنطقة الجبلية، وتنحى عن منصبه مطلع سبتمبر، قبل وقت قصير من هجوم باكو.

واعتُقل العديد من ممثلي السلطات السابقة والقيادة العسكرية في ناغورني كارباخ من بينهم روبن فاردانيان الذي ترأس الحكومة الانفصالية في المنطقة بين نوفمبر 2022 و فبراير.

ودعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى احترام حقوقه، فيما أعرب أولاده عن "خشيتهم على حياته وصحته".

وأكدوا أنه ليست لديهم أي معلومات عن ظروف اعتقاله.

وقال وزير الخارجية الأرمني إن البلاد "ستتخذ كل الخطوات الممكنة لحماية حقوق ممثلي ناغورني قره باغ الذين اعتقلوا بطريقة تعسفية".

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أعلنت مساء الثلاثاء الماضي أن باريس "وافقت" على تسليم معدات عسكرية لأرمينيا التي ترغب في حماية نفسها من جارتها أذربيجان.

وتواجهت الدولتان الواقعتان في منطقة القوقاز في جولات معارك متكررة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود.

وبعد أسبوعين على هجوم خاطف شنته قوات أذربيجان على ناغورني قره باغ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في غرناطة اليوم الخميس، قبل أن يعلن علييف رفضه المشاركة إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیوم الخمیس

إقرأ أيضاً:

ستارمر يعد من بروكسل بعلاقة "بناءة أكثر" مع الاتحاد الأوروبي

وعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء، في بروكسل بعلاقة "بناءة أكثر" مع الاتحاد الأوروبي، بعد سنوات من خروج بريطانيا من التكتل، معترفا في الوقت نفسه بأن الطريق سيكون طويلا.

وأوضح الزعيم العمالي بعد اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "الأمر يتعلق قبل كل شيء بطي الصفحة" والبدء بالمناقشة بطريقة "بناءة أكثر".

لكن ستارمر الذي وصل إلى السلطة في يوليو بعد 14 عاما من حكم المحافظين، أضاف أن "هذا لا يعني بالضرورة أن الأمور ستتم بسرعة".

وأكد خطوطه الحمراء، مستبعدا الانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو اعادة العمل بحرية التنقل.

وشدد على أن المهم بالنسبة لهذه الزيارة الأولى لبروكسل منذ وصوله إلى داونينغ ستريت هو "وضع إطار" للاجتماعات المقبلة.

وبذلك أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن استئناف مؤتمرات القمة لزعمائهما، ومن المقرر أن تعقد أولى هذه القمم في بداية العام المقبل.

من جهتها، قالت فون دير لايين مرحبة برئيس الوزراء البريطاني "في هذه الأوقات المضطربة للغاية، يجب على الشركاء ذوي التفكير المماثل أن يتعاونوا بشكل أوثق".

لكن ستارمر رفض الخوض في مسائل جوهرية الأربعاء.

وأكد ردا على أسئلة حول حقوق الصيد البحري وتنقل الشباب البريطاني في الاتحاد الأوروبي، أن "طبيعة المناقشة لم تتعلق بمواضيع محددة".

وقبل هذه الزيارة، انتقد الاقتراح الرئيسي للاتحاد الأوروبي "برنامج تنقل للشباب" الذين تراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاما.

ويخشى ستارمر أن يكون هذا المشروع أشبه بإعادة إدخال حرية التنقل في الوقت الذي يؤكد فيه رغبته في الحد من الهجرة النظامية وغير النظامية.

ويرى محللون أن حزب العمال قد يغريه برنامج تجاري محدود إذا حقق هدفه الرئيسي المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي.

واعتبر البروفسور ريتشارد ويتمان المتخصص في شؤون الاتحاد الأوروبي في جامعة كنت، أن هذه الزيارة "هي رمز للرغبة في تبديد الضباب القائم بين ضفتي المانش".

وأضاف: "أظن أن ذلك أيضا مقدمة لإدراك المملكة المتحدة أنه سيتعين عليها العمل بجد للحصول على شيء يسمح لها بالتباهي بتحسين العلاقات" مع الاتحاد الاوروبي.

مقالات مشابهة

  • ستارمر يعد من بروكسل بعلاقة "بناءة أكثر" مع الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يوصي شركات الطيران بتجنب المجال الجوي الإيراني
  • أوامر بمغادرة الاتحاد الأوروبي لمواطني هذه الدول
  • منصات التواصل تخضع للتحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي
  • غوتيريش: الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار
  • الاتحاد الأوروبي: أي تدخل عسكري في لبنان سيزيد من تدهور الوضع على نحو كبير ويجب تجنبه
  • الاتحاد الأوروبي: ندعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث التصعيد في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي: الوضع الإنساني في لبنان يتدهور بسرعة
  • الاتحاد الأوروبي: اجتماع استثنائي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في لبنان اليوم
  • السوداني يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان